الأحد، 3 مارس 2013

1.كتاب جمهرة اللغة أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي

كتاب جمهرة اللغة أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (المتوفى : 321هـ) 

باب الثنائي الصحيح
ما جاء على بناء فَعْل وفُعْل وفِعْل من الأسماء والمصادر. والثنائي الصحيح لا يكون حرفين إلّا والثاني ثقيل حق يصير ثلاثة أحرف: اللفظ ثنائي والمعنى ثلاثي. وإنما سُمّي ثنائياً للفظه وصُورته، فإذا صرتَ إلى المعنى والحقيقْة كان الحرفُ الأول أحدَ الحروف المعجمة والثاني حرفين مثلين أحدهما مدغمِ في الأخر نحو: بَتُّ يَبُت بَتاً، في معنى قطع، وكان أصله بَتتَ، فأدغموا التاء في التاء فقالوا: بت، وأصل وزن الكلمة فَعَلَ، وهو ثلاثة أحرف، فلما مازجها الإدغام رجعتْ إلى حرفين في اللفظ، فقالوا: بَتَّ، فأدغمت إحدى التائين في الأخرى؛ وكذلك كل ما أشبهها من الحروف المعجمة.
باب الألف
أ - ب - ب
أب، والأب: المَرْعى. قال الله عزَّ وجل: " وفاكِهَةً وأًبا " . قال الشاعر:
جذمنا قيس ونجد دارُنا ... ولنا الأب بها والمَكْرَعُ
والمَكْرَع: الذي تكرع فيه الماشية مثل ماء السماء، يقال: كَرَعَ في الماء، إذا غابت فيه أكارعُه؛ وكذلك نخل كوارع، إذا كانت أصولها في الماء. وأب أبا للشيء، إذا تهيّأ له أو همّ به. قال الأعشى:
صَرَمْتُ ولم أصرِمكمُ وكصارم ... أخ قد طوى كَشْحاً وأب لِيذهبا
والأبّ: النِّزاع إلى الوطن. قال هشام بن عُقْبة أخو ذي الرّمة:
وأب ذو المَحْضَرِ البادي إبابتَهُ ... وقَوَّضَتْ نية أطنابَ تَخييم
قال أبو بكر: وكان الذي يجب في هذه الأبنية أن نسوق معكوسها فنجعله باباً واحداً، فكرهنا التطويل فجمعناه في باب الهمزة وستراه إن شاء الله تعالى.
فأما الأبُ، الوالد، فناقص وليس من هذا؛ قالوا أب، فلما ثَنَّوا قالوا: أبَوان. وكذلك أخ وأخوان. وللناقص باب في آخر الكتاب مُجمل مفسَّر ستقف عليه إن شاء الله وبه العون. وأبَّ الرجلُ إلى سيفه، إذا ردّ يده إليه ليستلَّه.
أ - ت - ت
أته يَؤتهُ أتاً في بعض اللغات، مثل غَتَه، إذا غَتة بالكلام أو كَبَتَه بالحُجة.
أ - ث - ث
أثَّ النص يَئِثُّ ويَؤثّ أثّا، إذا كثر والتفّ، ويئث أكثر من يؤث.
والنبت أثيث، والشَعَر أثيث أيضاً.
وكل شيء وطّأته ووثّرته من فراش أو بساط فقد أثثْتَه تأثيثاً. والأثاث، أثاث البيت، من هذا. قال الراجز في النبت:
يَخبِطْنَ منه نَبْتَه الأثيثا ... حتّى ترى قائمَه جَثيثا
أي مجثوثاً مقلوعاً. وقال اللهّ تبارك وتعالى: " أثاثاً ورئياً " ، وقال أبو عبيدة: مَتاع البيت: وقال النّميري الثَّقَفي وإنما قيل له النُّميري لأن اسمه محمد بن عبد الله بن نُمير بن أبي نُمير:
أهاجَتْكَ الظعائنُ يومَ بانُوا ... بذي الزِّيِّ الجَميل من الأثاثِ
وأحسب أن اشتقاق أثاثة من هذا.
وقال رؤبة:
ومِن هَوايَ الرُّجَّحُ الأثائثُ ... تمِيلُها أعحازُها الأواعِث
الأثائث: الوثيرات الكثيرات اللحم.
وقد جمعوا أثيثة إثاثاً، ووثيرة وِثاراً، وبه سُمِّي الرجل أثاثة.
أ - ج - ج
أج الظليم يَئجُّ، وقالوا يَؤجّ أجاً، إذا سمعتَ حفيفَه في عدوه. وكذلك: أجيج الكير من حفيف النار. وقال الشاعر يصف ناقة:
فراحتْ وأطرافُ الضُوَى محزَئلَّة ... تَئج كما أج الظَّليم المفزع
وقِال الآخر:
كأنَ ترددَ أنفاسِهِ ... أجيجُ ضرامٍ زَفَتْهُ الشَمالُ
يصف فرساً واسع المَنْخِر. والماء الأجَاج: المِلْح. ويقال: سمعت أجةَ القوم، يعني حفيف مشيهم أو اختلاط كلامهم. وأج القومُ يَئجّون أجاً، إذا سمعتَ لهم حفيفاً عد مشيهم. والأجّة: شدة الحرّ.
وأجة كل شيء: أعظمه وأشدّه.
أ - ح - ح
أحّ: حكاية تنحنح أو توجّع. وأحَ الرجلُ، إذا ردد التنحنحَ في حلقه. وسمعت لفُلان أحّةً وأحاحاً وأحيحاً، إذا رأيتَه يتوجع من غيظ أو حزن. وفي قلبه أحاح وأحيح. والأحةُ أيضاً كذلك. ومنه اشتقاق أحَيْحَةَ. قال الراجز:
يَطْوي الحيازيمَ على أحاح
وأحيْحَة: أحد رجالهم من الأوس، وهو أحيحة بن الجلاح الشاعر، كان رئيس القوم في الجاهلية.
أ - خ - خ


أخ: كلمة تقال عند التأوّه، وأحسبها محدَثَة. فأما قولهم للجمل: إخ ليبرك فمعروف، ولا يقولون: أخَختُ الجملَ، وإنما يقولون: أنَختُه. والأخ اسم ناقص. وزعم قوم أن بعض العرب يقولون: أخ وأخة، مثقل، ذكره ابن الكلبي ولا أدري ما صحة ذلك. والأخيخة: دقيق يُصب عليه ماء ويُبرق بزيت أو سمن ويشُرب ولا يكون إلاّ رقيقاً؛ ومعنى يُبْرق: يصب؛ يقال: بَرَقْتُ الزيتَ، أي صببته: قال الراجز:
تصْفِر في أعْظمِه المَخيخَهْ ... تَجَشؤَ الشيخ عن الأخيخَهْ
شبه صوتَ مصِّه العظامَ التي فيها المخًّ بجُشاءِ الشيخ لأنه مسترخي الحَنَك واللَهَوات فليس لجُشائه صوت. ويقال: عظم مَخِيخَ، ومُمِخ، كما يقال مكان جَدِيب ومُجْدِب.
أ - د - د
أدّ، هو اسم رجل: أدّ بن طابِخة بن الياس بن مُضَر. وأحسب أن الهمزة في أدّ واو لأنه من الودّ أي الحبّ، فقلبوا الواوَ همزةً لانضمامها، نحو: " أقَتتْ " وأرخ الكتابُ، الأصل وُرِّخ ووُقتت. قال الشاعر:
أدً بن طابخة أبونا فآنسبوا ... يومَ الفَخار أباً كأدٍّ تنْفَروا
والفِخار المصدر، والفَخار الاسم. يقال: نَسَبَ يَنْسبُ في الشعر إذا شبب به، ونَسَبَ ينْسُبُ من النسَب. وتنفروا من قولهم: نافَرَ فلان فلاناً فنُفر فلان عليه، إذا حكم له بالغَلَبَة.
والإدُّ: الأمر العظيم الفظيع. وفي التنزيل العزيز: " لَقَدْ جِئْتُم شيئاً إداً " ، والله أعلم بكتابه. قالت جارية من العرب:
يا أمّتا ركبتُ شيئاً إدّا ... رأيتُ مشبوح اليدين نَهْدا
أبْيضَ وضاحَ الجَبِينِ جعْدا ... فَنِلْت منه رَشفَاً وبَرْدا
مشبوح: عريض الساعدين والذراعين، ومنه قيل: شَبَحَه، إذا مدَ يده فضربه، ومنه انشبح الحِرباء، إذا امتدّ. وأنشد:
لمّا رأيت الأمرَ أمراً إدا ... ولم أجِدْ من الفِرار بدا
ملأتً لحمي وعظامي شَدّا
والأد والأيدُ والآدً: القوة. يقال: رجل ذو آدٍ وذو أد وذو أيدٍ. قال الراجز:
أبْرَح آدُ الصلَتانِ آدا ... إذ رَكِبَتْ أعوادهم أعوادا
وفي التنزيل: " والسماء بَنَيْناها بأيدٍ " ، أي بقوة، واللّه أعلم.
وقال الراجز في الأدّ، وهي القوة:
نضوْنَ عنّي شِرَّةً وأدّا ... من بعدما كنتُ صُمُلاً نَهْدا
ويقال: أبْرَحَ الرجلُ، إذا جاء بالداهية. والبُرَحاء: الأمر العظيم. قال الشاعر - الأعشى:
أقولُ لها حينَ جَد الرحي ... ل أبرَحْتِ رَبُّاً وأبرَحْتِ جارا
أعوادهم: أي وقع السهم على القوس فهي الأعواد على الأعواد. وأدت الإبلُ تَئد أداً، إذا حنت إلى أوطانها فرخعت الحنينَ في أجوافها.
وأدَت الإبلُ تَئد أداً، إذا ندّت.
أ - ذ - ذ
إذ: كلمة لِما قد مضى، تقول: إذ كان كذا أو كذا. وليست من الثلاثي لأنها حرفان، " لكنهم قد قالوا: أذ يَؤذ أذاً، إذا قطع، مثل: هذ يَهُذ هذاً، سواء، فقلبوا الهاء همزةً. وشفرة هذوذ وأذوذ، إذا كانت قاطعة. وأنشدَنا أبو حاتم عن أبي زيد عن المفضَل:
يَؤذ بالشفرةِ أيَّ أذ ... من قَمَع ومأنَة وفِلْذِ
الفِلذة: القطعة من الكبد، والقَمع: طرف السنام، والمأنة: بيت اللبن، وقالوا الشحم الذي في باطن الخاصرة. قال الشاعر:
إذا استهديتِ مِن لحم فأهدي ... مِن المأناتِ أو طَرَفِ السنام
ولا تهْدِي الأمرَّ وما يَلِيه ... ولا تهْدِنَ مَعْروقَ العظام
والفِلْذ: القطعة من الكبد. قال الشاعر، وهو أعشى باهلة:
تكفيه حُزه فِلْذ ألَمَّ بها ... من الشواء ويُرْوي شُرْبَه الغُمَرُ
والغُمَر: قَّدَح صغير. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " هَلُموا غُمَري " ، وأخذ من التغمير وهو الشرب دون الري.
أ - ر - ر
أرَّ الرجل المرأةَ يَؤرها أراً، إذا جامعها.
والرجل مِئَرّ، إذا كان كثير الجماع. قالت ليلى بنت الحُمارِس أو الأغلب العجلي:
بَلت به عُلابِطاً مِئرا ... ضَخمَ الكراديس وَأي زِبِرّا


الوَأى: الشديد، وكذلك الزِّبِر: الصلب الشديد، وأحسبه أيضاً مِن زَبْرَ البئرِ وهو أن تطويَها بالحجارة، وهو فِعِلّ من زبرتُ البئرَ أزْبُرها زبْراً وزِبِرا، بكسر الباء والزاي. والعلابط: العريض. مِئَرّ: مفْعَل من أرَ يؤرّ أراً، وهو آر. وفي الحديث: " الفقير الذي لا زَبْرَ له " ، أي. لا معتمَدَ له.
أ - ز - ز
أزّ يؤزُّ أزُّاً، والأزّ: الحركة الشديدة. وأزَتِ القِدر، إذا اشتدّ غليانُها. وفي كتاب الله تعالى: " تَؤُزهم أزاً " .
والمصدر الأز والأزيز والأزاز. قال رؤبة:
لا يَأخُذُ التأفيكُ والتَحَزّي ... فينا ولا طَيْخُ العدى ذو الأزِّ
التأفيك من قولهم: أفك الرجلُ عن الطريق، إذا ضلّ عنه. وفي القرآن العزيز: " يُؤْفَكُ عنه مَنْ إفِك " . قال: يُصرف عنه، وقوله عزّ وجلّ: " فأنى يُؤْفَكون " ، أي يُصرفون، والله أعلم. والتحزّي: التكهّن؛ والحازي: الكاهن؛ والطيْخ: التكبر والإنهماك في الأباطيل؛ يقول. إنا لا نستضعف. ويقال: بيت أزَز، إذا امتلأ ناساً.
أ - س - س
الأس: أس البناءِ؛ أسَّهُ يؤسّه أسّاً. وأصْلُ الرجل: أسه أيضاً. وقالوا: الأس أيضاً. ومثل من أمثالهم: " ألصِقوا الحَسَ بالأسّ " " . والحَسّ في هذا الموضع: الشر يقول: ألحِقوا الشرَّ بأصولِ مَن عاديتْم. قال الراجز في أس البناءِ - وأحسبه لكذّاب بني الحرماز:
وأس مجد ثابت وطيدُ ... نالَ السّماءَ فرعُه المديدُ
فأما الآسُ المشموم فأحسبه دخيلاً، على أن العرب قد تكلمت به وجاء في الشعر الفصيح.
والآس: باقي العسل في موضع النحل، كما سُمي باقي التمر في الجُلة قَوْساً وباقي السمن في النحْي كَعْباً. وقال الهذلي، وهو مالك بن خالد الخُناعي:
تالله يبقى على الأيّام ذو حِيد ... بمُشمَخر به الظيان والآسُ
الظيّان: شجر. قال قوم: هو ذرق النَّحل؛ وقال أبو حاتم: هو البَهْرامَج؛ وقالوا: هو الياسمين البّري.
والآس: بقيّة الرماد بين الأثافي.
وأس أس: مِن زَجْرِ الضأن؛ يقال: أسَّها أسُّاً.
أ - ش - ش
أش القومُ يَؤشون أشُّاً، وتأششوا، إذا قام بعضهم إلى بعض وتحرّكوا، وهذا القيام للشر لا للخير. وأحسب إن شاء الله أنهم قد قالوا: أش على غنمه يَوشُّ أشاً، مثل هش سواء، ولا أقف على حقيقته.
أ - ص - ص
الُأصُّ والَأصُّ واحد، وجمعه آصاص، وهو الأصل. قال الراجز:
قِلال مَجْدٍ فَرَعتْ آصاصا ... وعِزَّةُّ قَعْساءُ لن تُناصَى
تناصَى: أي تُفاعَلُ من ناصيْته، أي جاذبت ناصيته؛ ويقال: تناصى الرجلان، إذا أخذ كلُّ واحد منهما بناصية صاحبه. قعساء: ثابتة لا توهن.
أ - ض - ض
يقال: أضني إلى كذا وكذا يَؤضُّني أضُّا، إذا اضطَرّني إليه. وقالوا: يأتضُّني ويَئِضُّني. قال الراجز:
دايَنْتُ أروى والديونُ تُقضَى ... فمَطلَتْ بعضاً وأدَت بعضا
وهي تَرى ذا حاجةٍ مؤتضا
والأضّ أيضاً: الكَسر، مثل الهض سواء؛ يقال: أضَه مثل هَضه. فأما قولهم: آضَ يَئيض أيضاً فهو في معنى رجع؛ يقال: آضَ فلان إلى أهله، أي رجع إليهم. ومنه قولهم: فعلتُ كذا وكذا أيضاً، أي رجعتُ إليه.
أ - ط - ط
أط يَئِط أطاً وأطيطاً. والأطيط: صوت الرجل الجديدِ أو النسع إذا سمعت له صريراً. وكل صوتٍ يشبه ذلك فهو أطيط. وفي الحديث: " حتى يسمَع له أطيط من الزحام " ، يعني باب الجنة. قال الراجز:
يَطْحَرْنَ ساعاتِ إنَى الغَبوقِ ... مِن كِظةِ الأطّاطةِ السبوقِ
يصف إبلًا امتلأتَ بطونها. يَطْحَرْنَ: يتنفسنَ تنْفُّساً شديداً شبيهاً بالأنين. والإنَى: وقت الشرب بالعَشيّ. والأطاطة: التي تسمع لها صوتاً وأطيطاً. وقد سموا أطيطاً، وأحسب أن اشتقاقه من ذلك إن شاء اللُه. أهملت الهمزة مع الظاء والعين والغين في الثنائي الصحيح، ولها مواضع في المعتل تراها إن شاء الله تعالى.
أ - ف - ف


أف يئفّ أفا، وقالوا يؤف أيضاً، إذا تأفَفَ من كَرْبٍ أو ضَجَر. ويقال: رجل أفاف: كثير التأفف. وفي التنزيل: فلا تَقُلْ لَهما أفٍّ " . ويقال: أتانا على أف ذلك وأفَفِهِ وإفّانِهِ، أي إبّانه. وتقول: أف لك يا رجل، إذا تضجَّرت منه. وذكر أبو زيد أن قولهم: أف وتف؛ قال: الأفُّ: الأظفار، والتف: وسخ الأظفار. أهملت الهمزة مع القاف في الثنائي الصحيح.
أ - ك - ك
أكَّ يومُنا يَؤُك أكاً، إذا اشتد حره وسكنت ريحُه. ويوم عَك أك، وعَكيك أكيكَ. قال الراجزْ:
إذا الشَريبُ أخذَتْه أكهْ ... فَخَلِّهِ حتّى يَبكَّ بَكهْ
أي خَله حتى يورد إبلَه الحوضَ حتى تَباك عليه فتزدحم. الشريب: الذي يسقي إبله مع إبلك. يقول: فخلِّه حتى يورد إبلَه فتَباكَّ عليه، أي تزدحمِ، فيسقي إبله سقية. وكان بعض أهل اللغة يقول: سُمّيت مَكَةُ: بَكّة، لأن الناس يتباكون فيها، أي يزدحمون. وكل شيء تراكب فقد تباك.
أ - ل - ل
ألَّ الشيءُ يَئِلُّ ألاًّ وأليلاً، إذا برق ولمع. وبه سُمّيت الحَرْبَة ألّةً للمعانها. ويقال: ألَّه يَؤلهُ إلاّ، إذا طعنه بالألة، وهي الحَرْبَة. وأل الفَرَسُ يَئِل ويَؤلُ ألاًّ، إذا اضطرب في مشيه؛ وألَت فرائصه، إذا لمعت في عدْوه. وقال الشاعر يصف فرساً:
حتى رَمَيتُ بها يَئِل فريصها ... وكأن صَهوَتَها مَداكُ رُخام
المَداك: الصلاءة، ويقال الصَّلاية، وبالهمز أجود. وصَهْوَتها: أعلاها؛ وصَهوة كل شيء: أعلاه؛ والصهوة، منخفَض من الأرض يُنبت السدرَ وربما وقعت فيه ضَوال الإبل. والرّخام: حجر أبيض.
والإل: العهد فيما ذكر أبو عبيدة في قول الله عز وجل: " لا يَرْقُبون في مُؤمن، إلّا ولا ذمَة " .
وألَ الرَّجلْ في مشيه، إذا اهتز. والأل: الأول في بعض اللغات. قال امرؤ القيس:
لِمَن زُحلْوُقَه زُل ... بها العَينان تَنْهَل
يُنادي الآخِرَ الأل ... ألا حُلوا ألا حُلوا
يقال: زُحلوقة وزُحلوفة، والجمع الزحاليق والزحاليف.
وقال ابن الكلبي: كل اسم في العرب آخره إلٌّ أو إيلٌ فهو مضاف إلى الله عزّ وجلّ، نحو شرَحْبِيل وعبدِ يالِيل وشَراحيل وشِهْمِيل وما أشبه هذا، إلّا قولهم زِنْجِيل، يقال: رجل زِنجِيل، إذا كان ضئيل الخَلْق. قال الشاعر:
لمّا رأت بُعَيْلَها زِنْجِيلا ... طَفَنْشَلاً لا يمنع الفصيلا
مُرَوِّلاً من دونها ترويلا ... قالت له مقالة تَرْسِيلا
لَيّتَكَ كنتَ حَيْضَةً تمصيلا
وقد كانت العرب ربما تجيء بالإل في معنى اسم الله جل وعزّ. قال أبو بكر الصدَيق رضي الله عنه لمّا تُلي عليه سَجْع مُسيلمةَ: إن هذا شيء ما جاء من إلّ ولا بِرّ فأين ذهب بكم؟ وقد خفّفت العرب الإلَّ أيضاً، كما قال الأعشى:
أبيضُ لا يَرْهَبُ الهُزالَ ولا ... يَقْطَع رِحْماً ولا يَخًون إلا
والإلُ: الوحي، وكان أهل الجاهلية يزعمون أنه يوحَى إلى كهّانهم. وقال أحيحة في تثقيل الإلّ وهو الوحي:
فمَن شا كاهناً أو ذا إله ... إذا ما حان من إلٍّ نزولُ
يراهنني فيَرْهنُني بَنيه ... وأرْهَنُهُ بَنيّ بما أقولُ
فما يدري الفقيرُ متى غِناهُ ... وما يدري الغنيُ متى يَعِيلُ
العَيْلة: الفقر؛ يقال: عال يَعيل، إذا افتقر. يقول: من شاء من الكهّان وعَبَدة الأصنام أن يراهنني أنّ كل شيء لله عزّ وجلّ ليس لغيره، راهنته. يقال: عال يَعيل، وعال يَعول، إذا جار. وأعال يُعيل، إذا كثر عيالُه. وأخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: خرجتْ نائحة خلف جِنازة عُمَر بن عُبيد الله ابن مَعْمَر القرشي التيمي وهي تقول:
ألا هَلَكَ الجُودُ والنائلُ ... ومن كان يعتمدُ السائلُ
ومن كان يطمعُ في ماله ... غنيُّ العشيرةِ والعائلُ
فقال الناس: صدَقتِ صَدقتِ.
أ - م - م
أمَّ يَؤُمُ أماً، إذا قصد للشيء.
وأمَّ رأسَه بالعصا يَؤُمُّه، إذا أصاب أم رأسِه، وهي أمّ الدِّماغ وهي مجتمَعه، فهو أمِيم ومَأموم، والشّجة آمَة. يقال: أممْتُ الرجلَ، إذا شججته؛ وأممته، إذا قصدته. والأمَةُ: الوليدة. والإمّة: النعمة. يقال: كان بنو فلان في إمَّة، أي في نعمة. والأمة: العيب في الإنسان. قال النابغة:


فأخِذْنَ أبكاراً وهنّ بأمةٍ.
يريد أنهن سُبين قبل أن يُخْتَنّ فجعل ذلك عيباً. والأمّ: معروفة، وقد سمَت العرب في بعض اللغات الأم إما في معنى أمّ، وللنحويين فيه كلام ليس هذا موضعه. وأمُّ الكتاب: سورة الحمد لأنه يُبتدأ بها في كل صلاة؛ هكذا يقول أبو عبيدة. وأمُّ القُرَىْ: مكّة، سُمّيت بذلك لأنها توسطت الأرض زعموا، والله أعلم. وأمُّ النجوم: المَجَرَّة؛ هكذا جاءت في شعر ذي الرُّمَّة، لأنها مجتمع النجوم، قال أبو عثمان الأشْنانْداني: سمعت الأخفش يقول: كل شيء انضمّت إليه أشياءُ فهو أمّ. وأمُ الرأس: الجِلدة التي تجمع الدماغ، وبذلك سُمَي رئيس القوم أمُّا لهم. قال الشنفرى يعني تأبط شراً:
وأمِّ عيال قد شهدت تَقوتهم ... إذا أحْتَرَتْهمْ أوْتَحَتْ وأقلتِ
الحَتْر: الإعطاء قليلاً، والحَتْر أيضاً: الضيق، وهو مأخوذ من الحَتار وهو موضع انضمام السرج، وذلك أنه كان يَقوت عليهم الزاد في غزوهم لئلا ينفد، يعني تأبّط شراًّ، وكان رئيسَهم إذا غَزَوا. يقال: أحْتَرَه، إذا أعطاه عطاءً نزراً قليلاً شيئاً بعد شيء.
وسمَيت السماءُ: أم النجوم، لأنها تجمع النجوم؛ قال قوم: يريد المجرة. قال ذو الرمة:
وشُعْثٍ يَشُجُّونَ الفَلا في رؤوسِهِ ... إذا حَوَّلت، أمُّ النجوم الشوابِكُ
والأمَة لها مواضع، فالأمة: القَرْنُ من الناس من قوله: " أمَّةً وَسَطاً " ، وقوله: " إن إبراهيمَ كانَ أمّةً " ، أي إماماً. والأمةُ: الإمام. والأمَّةُ: قامة الإنسان. والأمَةُ: الطول. والأمَّةُ: المِلة، " وإنً هذه أمَتُكُمْ أمَّة واحدةً " .
وأمُّ مَثْوَى الرجل: صاحبةُ منزله الذي ينزله. وفي الحديث: أن رجلًا قيل له: متى عهدك بالنساء؟ قال: البارحة، وقيل له: بمن؟ قال: بأم مثواي. فقيل له: هلكتَ، أو ما علمت أن الله قد حرمَ الزِّنا. فقال: والله ما علمت. وأحسب أن في الحديث أنه جيء به إلى عمرَ، نضّر الله وجهه، فقال: استحلفوه بين القبر والمِنْبَر أو عند القبر أنه ما علم فإن حلفَ فخلُّوا سبيله. وقال الراجز:
وأمُّ مثواي تدَرّي لِمّتي ... وتغْمِزُ القَنْفاءَ ذاتَ الفَرْوَةِ
أصل القَنَف لصوق الأذنين بالرأس وارتفاعهما. ويعني بالقَنْفاء في هذا الموضع: الحَشَفَة من الذَّكَر. تدرّي، أي تسرّح. ذات الفروة: الشَعر الذي على العانة، وهو هاهنا الفَيْشَة. وأنشد في " تُدرّي " :
وقد أشهد الخيلَ المغيرةَ بالضُّحى ... وأنتَ تُدَرّي في البيوت وتُفْرَقُ
وسُمّي " مَفروقاً " بهذا. وتُفْرَق: يُجعل له فَرْق. وأخبرَنا أبو حاتم عن أبي عبيدة في قوله تعالى: " وإنه في أمّ الكِتابِ لَدَيْنا لَعلي حكيم " ؛ قال: اللوح المحفوظ. وأم أوعال: هضبة معروفة وأنشد:
خلَى الذناباتِ شِمالاً كَثَباً ... وأمَ أوعال كَهَا أو أقْرَبا
وأمُّ خِنَوَر: الضَبُع.
أ - ن - ن
أنَ الرجل يَئِن أنا وأنِيناً، إذا تأوّه. وأن وإنَّ: حرفان مستعملان خفيفين وثقيلين.
ويقال: أن الماءَ يَؤنه أنّاً، إذا صبه. وفي كلام للقمان بن عاد: أن ماءً وغلِّهِ، أي صب ماءً وأغْلِهِ. وكان ابن الكلبي قول: أن ماء، ويزعم أنّ أُنَ تصحيف.
وإن في معنى نعم. وأنشد:
بَكَرَ العواذلُ في الصَّبُو ... ح يَلُمْنَني وألومهنّهْ
ويَقُلْنَ شَيب قد علا ... كَ وقد كَبِرْتَ فقلتُ إنَّه
أ - و - و
أهملت.
أ - ه - ه
لها في الثلاثي مواضع تراها إن شاء الله.
أ - ي - ي
لم يجىء إلا في قولهم " أيّ " في الاستفهام.
باب الباء
وما يتصل بها من الحروف في الثنائي الصحيح
ب - ت - ت
بَتَّ الشيءَ يَبُتُّه بتّا، إذا قطعه قَطْعاً. قال الشاعر:
فبَتَّ حبالَ الوصل بيني وبينَها ... أزَبُّ ظهورِ الساعدَيْن عَذورُ
العذوَر: السيّء الخُلق. قال مُتَمم بن نُويرَةَ اليربوعي يرثي أخاه مالكاً:
لا يُضْمِرُ الفحشاءَ تحت ثيابه ... حلْو حلالُ الماءِ غيرُ عَذورِ
وقال آخر - أخت يزيد بن الطَّثْريّة ترثي أخاها، وهي زينب:
إذا نَزَلَ الأضيافُ كان عذوراً ... على الأهل حتى تَسْتَقِل مراجلُهْ
والبَتّ: كساء من وَبَرٍ وصوفٍ. قال الراجزْ:


مَن كان ذا بت فهذا بَتّي ... مُقَيظ مُصَيّف مُشَتّي
تَخِذْته من نَعَجاتٍ ست ... سُودٍ سمانٍ من بنات الدشْتِ
ويُروى: من نعجات شَتِّ، أي متفرقة. ويقال: حلف على يمين بَتَّةً بَتْلَةً، أي قطعها، والمعنى في اللفظين واحد. ومنه قولهم: طلق امرأتَه ثلاثاً بتُّا. وكل منقطِع مُنْبَت. ومن معكوسه: تَبَّتْ يداه تباً وتَباباً، أي خَسِرت. وكأنّ التَّبابَ الاسمُ والتَبَّ المصدرُ. قال الراجز:
أخْسِر بها من صفقةٍ لم تُسْتَقَلْ ... تَبَّتْ يدا صافِقِها ماذا فَعَلْ
هذا مَثَل؛ قيل ذلك في مُشتري الفَسْو، وإنما اشتراه رجل من عبد القيس يقال له بيدرة، من إياد. وفيه يقول الراجز:
يا بَيدَرَهْ يا بيدره يا بيدرَهْ ... يا مشتري الفَسْوِ ببُرْدَي حِبَرَهْ
شَلَّت يدا صافِقِها ما أخْسَرَهْ
وحبل بَت، إذا كان طاقاً واحداً.
ب - ث - ث
بَث الخيلَ يَبُثها بثُّاً، إذا فرّقها. وكل شيء فرقتَه فقد بثتته. وانبَثَّ الجرادُ في الأرض، أي تفرّق. وفي التنزيل: " كالفَراش المبثوث " . ويقال: تمْر بَث، إذا لم يجُدْ كَنْزُه حتى يتفرق. وتقول: بَثثته سري وأبثثتُه، إذا أطلعته عليه. والبث: ما يجده الرجل في نفسه من كَرْب أو غمّ. ومنه قول اللُه عزّ وجلّ: " إنما أشكو بثّي وحُزْني إلى اللّه " .
ب - ج - ج
بَجَّ القَرحةَ يَبُجها بجُّاً، إذا شقّها؛ وكل شَق بج. قال الراجز:
بَجَّ المزادِ موكَراً موفورا
موكَراً: ممتلئاً. يقال: أوكرت القربَة أوكرها إيكاراً، فهي مُوكَرة.
جبب
واستُعمل من معكوسه: جَب السنامَ يَجبه جَبا، إذا قطعه. وكل شيء قطعتَه فقد جببتَه. وناقة جَبّاءُ، وبعيرٌ أجَب. وجَب الخَصِيَّ يجبُّه جَباً، إذا استأصل مذاكيره من أصلها. وجَبتِ المرأةُ النساءَ تَجُبهنَّ جَباً، إذا غلبتهن من حُسنها. وأنشدنا أبو عثمان الأشْنانْداني:
جبتْ نساءَ العالمين بالسبَبْ ... فهن بَعْدُ كلهُنّ كالمُحِب
أي قدرت عَجِيزتها بخيط، وهو السبَب، ثم ألقته إلى النساء ليفعلن كما فعلت فغلبتهنَّ. قالت امرأة من قريش:
والله رَب الكعبة ... لأنْكِحَن بَبَّهْ
جارية خِدَبَّهْ ... مكْرَمَةً محَبَّة
تحِث من أحَبه ... تجب أهلَ الكعبهْ
بَبَّه: اسم ابنها، وهو لقب، واسمه عبد الله بن الحارث النوفلي، أي تغلب نساءَ قريش لحُسنها.
والجُب: البئر العميقة التي لا طي لها، الكثيرةُ الماء، البعيدة القَعْر، وهو مذكر. قال أبو عبيدة: لا يكون جُباً حتى يكون مما وُجد محفوراً إلا ممّا حفره الناس. وأنشد للراجز:
فَصَبَّحَتْ بين الملا وثَبْرَهْ ... جُبُّا ترى جِمامَهُ مُخْضَرهْ
فبَرَدت منة لهاب الحَرهْ
ويقال: بردتُ الماءَ وأبردته، وليس أبردتُه بقوي. فأما المَلا وثَبْرَة فموضعان. والحَرَّة: العَطش. يصفُ إبلاً وردت هذا الموضع. جِمام الماء واحدها جُمة، وهي مجتمَع الماء ومعظمه. واللهاب: العَطَش. ومثل من أمثالهم: " رماه الله بالحرة تحت القَرَّة " .
فأما قولهم رجل جُبأ، مهموز مقصور في معنى الجبان، فإنك تراه في الهمز إن شاء الله تعالى. والجُبُّ: ماء معروف لبني ضبِينة.
ب - ح - ح
بح الرجلُ يبحُّ بَحاً وبُحوحةً. والبُحُّ: جمع أبَحّ. والبحُّ: القِداح. قال الشاعر:
إذا الحسناءُ لم تَرْحِض يديها ... ولم يُقْصَر ْلها بَصَر بِسِتْرِ
قَرَوْا أضيافَهم رَبَحاً بِبح ... يعيش بفضلهن الحيُّ سمْرِ


قال أبو بكر: رَحَضَ يَرْحضُ ورَحَضَ يَرْحِضُ؛ لغة هذا الشاعر يرحِض بالكسر، وهي لغة أهل العالية. والربَحُ: ما يربحون من قِداحهم. والرَّبَح: الفِصال. والبُحّ: القِداح. سُمْر: يعني القِداح. والبحُّ: التي لا يجيء لها صوت صافٍ من القِداح لأنها تُمسح بالأرض قبل أن يُضرب بها فتخشن. يعني أن هؤلاء القوم يَقْرُون أضيافَهم وينحرون الجزور في وقت الجَدْب والبرد، فهذه الحسناء لا ترحض يديها، أي لا تغسل، لعجلتها، وذلك من شدة الجوع والقرّ. ويقال: رجل أبحُّ وامرأة بحّاءُ، إذا كانت البحوحة خَلْقاً. واستُعمل من معكوسه: الحبّ. والحِبّ: الحبيب. وكان زيد بن حارثة الكلبي يسمَّى حب رسول اللّه صلى اللهّ عليه وآله وسلم. والحِباب: الحبّ بعينه. وأنشد:
أداء عَراني من حِبابِكِ أم سِحْرْ
أراد: من حُبّكِ. والحِبًّ: المفُرْطُ؛ وكذلك فسروا بيت الراعي يصف صائداً:
تبيتُ الحَيةُ النَّضناض منه ... مكانَ الحب يستمعُ السّرارا
قال أبو بكر: النضناض: التي تحرك لسانها. وقال يونس: الحِبُّ هو القرط.
والحُب: ضد البغض. وَأما الحب الذي يُجعل فيه الماء فهو فارسي معرَّب، وهو مولّد. قال أبو حاتم: أصله خُنب فعُرِّب فقلبوا الخاءَ حاءً وحذفوا النون فقيل: حُبّ. ومنه سمي الرجل خًنْبِياً لأنهم كانوا يَنْبذون في الأخناب. قال أبو بكر: القُرْطُ الذي يعلَق في شحمة الأذن، والشنف يعلَق في حتار الأذن من أعلى، يقال له: شَنف وشنوف وقِرط وقُروط وقِرطَة وأقراط. قال طرفة:
ألا يا أيها الظبيُ ال ... ذي يَبْرق شَنْفاهُ
ولولا المَلِك القاع ... د قد ألْثَمَني فاهً
هذان البيتان قالهما طرفة في امرأة عمرو بن هند.
فأما قولهم: أحَبَّ البعيرُ فالمصدر الإحباب، وهو أن يبرك فلا يثور. ولا يقال ذلك للناقة بل يقال لها خَلأت خِلاء، إذا فعلت ذلك. وأنشد:
بآرزة الفَقارةِ لم يَخُنْها ... قطاف في الركاب ولا خِلاءُ
يريد أنها لا تَحْرنُ ولا تَقْطِفُ.
والإحباب في الإبل كالحِران في الخيل. قال أبو عبيدة: ومنه قوله جلّ وعز: " إني أحْبَبْت حُب الخَيْرِ عن ذِكْرِ ربي " ، أي لَصقْتُ بالأرض لحب الخيل حتى فاتتني الصلاةُ، والله أعلم. يقال: بعير مُحِب، إذا برك فلم يَثُر. قال الراجز:
حلْتَ عليه بالقطيع ضَرْبا ... ضَرْبَ بَعيرِ السوءِ إذ أحبّا
والحَب: واحدة حَبة، وهي الواحدة من حَبّ البُرّ والشعير وما أشبهه. والحبةُ: ما كان من بذر العُشب، والجمع حِبَب. قال الراجز:
تَبَقَّلَتْ في أوَل التبقَّل ... في حِبّةٍ جَرْفٍ وحَمْضٍ هيكلِ
وفي الحديث: " كالحِبَّة في حَمِيل السيل " . وقد سمَت العرب حبيباً، ومحبوباً، وحُبَيْباً، وحِباناً: إن كان مشتقّا من الحُبّ فالنون فيه زائدة، وإن كان من الحَبَن فهي أصلية، وهو عِظَم البطن.
ب - خ - خ
بَخٍّ: كلمة تقال عند ذِكر الفخر. وقد خُفِّفت فألحقت بالرباعي فقالوا: بَخْ بَخْ. قال الشاعر:
بين الأشَجَ وبين قيسٍ بيتُهُ ... بَخْ بَخ لوالده وللمولودِ
البيت لأعشى همدان فأسر فلمّا رآه الحجّاج قال له:
بين الأشَج وبين قيسٍ بيتُهُ ... بَخْ بَخ لوالده وللمولودِ
واللهّ لا بخبختَ لأحد بعده، ثم قتله. الأشجُّ: الأشعث بن قيس بن معديكرب.
وقد قالوا: بَخٍ بَخٍ، فأخرجوها مُخرج غاقٍ غاقٍ وأشباهها. واستُعمل من معكوسها: خَب الرجلُ خباً، إذا كان غاشًا مُنْكَراً. وأنشد طويل:
وما أنا بالخَبِّ الخَتورِ ولا الذي ... إذا استُودِع الأسرارَ يوماً أذاعها
وخِبُّ البحر: هيجانه. والخُبُّ: الغامض من الأرض، والجمع خُبُوب وأخباب.
والخبيبة: الخصلة من اللحمِ المستطيلة يخلطها عصب. وخَبَّ الفرسُ يَخُب خباً وخَبَباً وخبيباً، وأخببته أنا إخباباً.
ب - د - د
بَده يَبُده بَدًّا، إذا تجافى به. والبَدد: تباعُدُ بين الفخذين إذا كثر لحمهما. والبادّانِ: لحمُ باطنِ الفخذين. وكل مَن فرَج رجليه فقد بَدَّهما. ومنه اشتقاق بداد السرج وبِداد القَتَب. وأنشد:
جارية أعْظَمُها أجَمُّها ... قد سَمَّنَتْها بالسويق أمها
فبدَّتِ الرِّجلَ فما تَضُمها


وبد، من قولهم: لا بُدَ منه. فأما البدُ الذي يُسمَّى به الصَّنَم الذي يُعبد فلا أصل له في اللغة. وأبدَّه بصرَه، إذا أتبعه إياه. وتبادّ القوم، إذا مرّوا اثنين اثنين يبِدُّ كلُ وأحد منهما صاحبَه. ومرّتِ الخيل بَدادِ، إذا تبادوا اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة.
قال الشاعر:
وذكرتَ من لبن المحلَّقِ شَربةً ... والخيلُ تعدو بالصعيد بَدادِ
دبب
واستُعمل من معكوسه: دب يدِبُّ دَُّباً ودبيباً.
ومثل من أمثالهم: " أعْيَيْتِني من شُبّ إلى دُبّ " ، أي من لَدُن أن شببتِ إلى أن دببتِ على العصًا. قال أبو بكر: المثل على مخاطبة التأنيث، ولك أن تفتح على مخاطبة التذكير. والدُّبّ هذه الدّابّة المعروفة، عربية صحيحة.
وفي بني شيبان بطن يقال له دُبّ، وهو دُبّ بن مُرَّة بن شيبان، وهم قَوْمُ دَرِم الذي يُضرب به المثل فيقال: " أودىَ دَرم " . وقد سمَّى وبَرَةُ بن تغلب بن حَيدان أبو كلب بن وَبَرَة ابناً له دُبّاً.
ب - ذ - ذ
بذَّه يَبُذه بذُّاً، إذا غلبه. وكلُّ غالبٍ باذ. وبذَّت هَيئتُه بذاذة وبذوذةً. وفي الحديث: " البذاذة من الإيمان " . وفي حديث أبي ذّر، حدثنا به الغَنَوي أو غيره قال: قعد أبو الدّرداء رحمه الله سنةً عن الغزو فأخذ نفقته فجعلها في صرّة ودفعها إلى رجل وقال: اعترض الجيشَ فإذا رأيت رجلاً في هيئته بذاذة يمشي حَجْزَةً فادفعها إليه ففعل الرجل ذلك ودفعها إلى شاب يمشي حَجزة، فلما أخذها رفع رأسه إلى السماء وقال: لم تنس حُديراً، فاجعل حُديراً لا ينساك. فرجع الرجل إلى أبي الدَّرداء فأخبره فقال: ولّى النعمةَ ربَّها.
ذبب
ومن معكوسه: ذَبَّ عن الشيء يَذبُّ ذباً، إذا مَنع عنه. وفي الحديث عن عمَرَ: " إنّ النساء لَحْم على وَضَم إلا ما ذُبَّ عنه " .
والذَبُّ: الثور الوحشي، ويسمَّى ذّبَّ الرِّياد لأنه يرود، أي يجيء ويذهب ولا يثبت في موضع واحد. قال ابن مقبل:
يُمَشِّي بها ذَب الرياد كأنه ... فتى فارسي في سراويلَ رامِح
قال أبو بكر: وليس في كلام العرب اسم على فعاويل إلا سراويل، وهو معرّب.
ويقال: ذَبَّت شفتُه إذا ذبلتْ من العطش. قال الراجز:
هُمُ سَقوني عللا بعد نهَل ... مِن بعد ما ذَب اللسان وذَبَلْ
وقال أبو عثمان الأشنانْداني: يقال: ذَبتْ شفتُه كما يقال ذَبَّتْ، ولم أسمعها من غيره فإنْ كان هذا الكلام محفوظاِّ فمنه اشتقاق ذبيان إن شاء اللهّ. قال أبو بكر: ذُبيان وذِبيان، وسُفيان وسِفيان.
وذب الرجلُ عن حريمه؛ إذا منع عنه. قال الراجز - هو عَلْقَمَة بن سيّار، يومَ في قار لما لقوا الفرْسَ، وكانت العرب تزعم أن الفُرس لا يموتون، فحمل رجل من بكر بن وائل فطعن رجلاً من الفرس فصرعه وصاح بقومه: ويلكم إنهم يموتون، فقال:
من ذَبَّ منكم ذب عن حريمِهِ ... أو فَر منكم فر عن حَمِيمه
أنا ابن سيّار على شَكيمه ... إن الشراكَ قد من أديمه
ب - ر - ر
البَرُّ: خِلاف البحر. والبِرُّ: ضد العقوق. ورجل بَر وبارّ. وبَرَّت يمينه بِرًّا، إذا لم يَحْنث. وبًر حَجه وبرَ حَجُّه لغتان. والبر المعروف أفصح من قولهم القمح والحنطة. قال الشاعر - هو المُتَنَخِّل:
لا درَ دَرِّيَ إن أطعمتُ رائدهم ... قِرْفَ الحَتِي وعندي البُرُّ مَكنوزُ
القِرْفُ: القِشْر. وقِرْفُ كلِّ شيء: قِشْره. والحَتِي: رديء المُقْل خاصَّة. ومثل من أمثالهم: " لا يعرف الهِرً من البِر " . وقد كثر الكلام في هذا المثل فذكر أبو عثمان الأشنانْداني أن الهِرِّ السّنَّورُ والبِرَّ الفأرةُ في بعض اللغات أو دوَيْبَّة تشبهها. وقال آخرون: لا يعرف من يَهِرُّ عليه ممّن يَبِرهُ.
ربب
واستُعمل من معكوسه: الرَّبّ: الله تبارك وتعالى. وربُّ كل شيء: مالكه. ورَبَّ الرجلُ النعمةَ يَرُبُّها ربًّا وقالوا: رِبابة أيضاً، إذا تمّمها. ورَبَّ بالمكان وأرَبَّ، إِذا أقام به. ورُبُّ السمنِ والزيتِ: ثُفْلُه الأسودُ. ورَبَبْتُ الأديم: دهنته بالرُبِّ. قال الشاعر - هو عمرو:
فإن كنتِ منّي أو تُريدين صحبتي ... فكوني له كالسَّمن رُب له الأدم
وسِقاء مربوب، إذا أصلح بالربّ. قال الراجز - أبو النجم العِجلي:
كَشائط الرُبِّ عليه الأشْكَل


الشائط: الذي قد شَيَّطَتْه النار. والأشكل: الذي فيه شُكْلة، وهي بياض يضرب إلى حُمرة وكُدرة، وهو من صفة الرُب. والرِّبابة: العهد، والمعاهدون أربَّة. قال الهذلي - أبو ذؤيب:
كانت أرِبتَهُم بَهْز وغَرَّهُم ... عَقْدُ الجِوار وكانوا مَعْشَراً غدُرا
ويُروى: فغيّرهم عَهْدُ الجوارِ. وقال آخر، وهو علقمة بن عَبدَة:
وكنتَ امرأً أفضت إليك رِبابتي ... وقبلك رَبَّتني، فضِعْت، رُبوبُ
وُيروى: رَبوبُ. والرِّبابة: قطعة من أدم تُجمع فيها القداح. قال أبو ذؤيب:
فكأنّهنّ لي ربابَة وكأنّه ... يَسَر يُفيضُ على القِداح ويَصْدَع
أي يقضي أمْرَه. والرِّبَّة: ضرب من الشجر أو النبت. ورُب: كلمة، وتخفف في بعض اللغات، يقولون: رُبَما كان كذا وكذا. قال الهذلي:
أزُهيْر إنْ يَشِبِ القَذالُ فإنني ... رُبَ هَيْضَل لَجِب لَفَفْت بهَيْضَل
الهَيْضلُ: الجماعة من الناس. زُهيرة: ابنته فرُخِّم. وربما قالوا: ربتَ، في معنى رُبَّ. قال الآخر، وهو ابن أحمر:
ورُبَّتَ سائل عنّي حَفِيٍّ ... أعَارَتْ عَينه أم لم تِعارا
تِعارا، مكسورة التاء. قال أبو بكر: هكذا لغته، أي صارت عوراءَ، ويقال: عُرْت العينَ وعوَرْتُها.
ب - ز - ز
بَز الشيءَ يَبُزُّه بَزّا، إذا اغتصبه. والمثل السائر: " مَن عزَّ بز " ، أي مَن قَهَرَ سَلب. وبَز ثوبَه عنه إذا نَزَعَه. والبَزُّ: السلاح، يدخل فيه الدرع والمِغْفَر والسيف. قال الشاعر في السَّيف:
ولا بِكَهام بَزُّه عن عدوّه ... إذا هو لاقى حاسِراً أو مقَنَعا
وقال الآخر في الدرع - هو قيس بن خُويلد الهُذلي المعروف بابن عَيْزارة الهذلي:
سَرَى ثابت بَزّي ذميماً ولم أكن ... سللتُ عليه شل مني الأصابعُ
فيا حسرتا إذ لم أقاتل ولم أرَعْ ... من القوم حتى شُدَّ مني الأشاجعُ
فَوَيلُ أمِّ بَزٍّ جَرَ شَعْل على الحَصَى ... ووقِّرَ بَزٌّ ما هنالك ضائعُ
وقوله: فويل أمِّ بَزّ: كأنه تلهَّفَ على سلاحه إذ سلبه شَعْل لما أسره، ثم قال: ووُقِّر بز ما هنالك ضائع، أي أكْرِمْ بذلك البَزّ. وما: لَغْو. وشَعْل: لقب تأبّطَ شرًّا، وكان قائل هذين البيتين أسره تأبّطَ شرُّاً وسلبه سلاحَه ودرعَه، وكان تأبّط شرّاً قصيراً فلما لبس الدرع طالت عليه فسحبها على الحصى وكذلك السيف لما تقلده طال عليه فسحبه؛ وهذا يعني السلاحُ كلَّه. ورجل حسنُ البِزَّة، إذا كان حسن الثياب والهيئة. والبَزُّ: مَتاع البيت من الثياب خاصة. قال الراجز:
أحْسَنُ بَيْتٍ أهَراً وبَزّا ... كأنما لُزَّ بصَخْرٍ لَزّا
الأهَرُ: مَتاع البيت من غير الثياب. يقال: بيت حسنُ الأهَرَة والظَّهَرَة، إذا كان حسنَ الهيئة والبزَّة، والظَهَرَة: ما يظهر منه.
زبب
واستُعمل من معكوسه: الزبَب. يقال: بعير أزَبّ، إذا كان كثيرَ شعر الوجه والعُثْنون. ومن أمثالهم: " كلُّ أزبَّ نفور " . وأزَبُّ لا ينصرف. ورجل أزَبُّ: كثير الشعر. قال الشاعر:
أزَبُّ الحاجبين بعَوْفِ سَوْءٍ ... مِن النَّفَر الَّذينَ بأزْقَبانِ
أزْقبان: موضع، وهو أزْقَباذ، فلم يستقم له الشعرُ. وقال آخر:
أزبُّ القَفا والمنكِبَيْنِ كأنه ... من الصَّرصرَانيّات عَوْد موقَّعُ
الصرصرانيات منسوبة إلى موضع.
قال أبو بكر: الزُّبُّ في لغة أهل اليمن: اللحية، والزُّبُّ: ذَكَرُ الإنسان، عربي صحيح، وأنشد:
قد حَلَفَتْ باللّه لا أحِبُّهْ ... إن طال خُصْيَاه وقَصْرَ زُبُّهْ
أراد: وقَصُر، وتلك لغته.
ب - س - س
بَسَّ السَّويقَ يَبُسُّه بَسّاً، إذا لَتّه بسَمْنٍ أو زيت أو نحوه. وذكر أبو عبيدة أن قول الله عزّ وجلّ: " وبُسَّتِ الجِبالُ بَسًّا " أي صارت تراباً ثَرِيًّا. قال الراجز - هذا رجل استاق إبلَ قوم فهو يستعجل أصحابه:
لا تَخْبِزا خَبْزاً وبُسّا بَسّا ... مَلْساً بذودِ الحُمَسِيِّ مَلْسا


يقول: لا تخبزا فتبطئا بل بُسّا الدقيقَ بالماء وكُلاه. وبَسَّ بالناقة وأبَسَ بها، إذا دعاها للحَلَب. ومثل من أمثالهم: لا أفعل ذلك ما أبَسّ عبد بناقة، أي ما دعاها للحَلَب. قال الشاعر:
فلحا الله طالِبَ الصّلح مِنّا ... ما أطاف المُبِسُّ بالدهماءِ
والبغداديون يفسّرون هذا البيت بغير هذا. وبَسْبَسْتُ بالغنم، إذا دعوتها فقلت لها: بُسُّ بُسّ. والناقةُ البَسُوسُ: التي تدُرُّ على الإبساس. والبَسيسة: خبز يجفَّف فيُدق فيُشرب كما يشرب السَّويق، وأحسبه الذي يسمى الفَتُوت. وانبَسَّتِ الحيّاتُ في الأرض، مثل انبثَّت. قال أبو النجم:
وانبَسَّ حيّاتُ الكثيبِ الأهْيَل
وذلك عند إقبال الصيف لأنها تكثر وتتفرّق. والبسُّ: ضرب من مشي الإبل، كذلك حكاه أبو زيد.
سبب
واستُعمل من معكوسه: سَبَّ يَسُبُّ سبّا. وأصل السَبّ القطعُ ثم صار السَبُّ شتماً لأن السَبَّ خَرْق الأعراض. قال الشاعر:
فما كان ذَنْبُ بني مالكٍ ... بأن سُب منهم غلام فَسَب
أي شُتم فقَطع. ويُروى: لأن سبّ.
بأبيضَ في شُطَبِ صارِم ... يَقُطُّ العظامَ ويَبْري العَصَبْ
ويروى: باترٍ. يريد معاقرة غالب بن صعصعة أبي الفرزدق وسُحيم بن وَثيل الرِّياحي لمّا تعاقرا بصَوْأر، فعقر سُحيم خمساً ثم بدا له، وعقر غالب مائة ولم يكن يملك غيرها. وأنشد:
ألَمْ تعلما يا ابنَ المُجَشَر أنها ... إلى السيف تستبكي إذا لم تعَقّرِ
منا عيشُ للمولى مرائيبُ للثَّأى ... معاقيرُ في يوم الشتّاء المذكَّرِ
وما جُبِرَتْ إلا على عَثَمٍ يُرى ... عراقيبُها مذ عُقَرَتْ يومَ صَوْأرِ
قوله: سُبَّ، أي شُتم. وقوله: فَسَبّ، أي قطعَ، كأنَّه جعل القطعَ سبّا، إذ كان مكافأة للسَّبّ. ويقال: رجل سِب، إذا كان كثير السِّباب. وفلان سِبُّ فلانٍ، أي نظيره. وأنشد:
لا تَسبَّنّني فلستَ بسِبّي ... إنّ سِبّي من الرجال الكريمُ
والسِّب: الشُقَة البيضاء من الثياب، وهي السبيبة أيضاً. قال الشاعر:
فَهمْ أهَلات حولَ قيس بن عاصمٍ ... يَحُجّون سِبَّ الزِّبْرِقان المزعفَرا
قال أبو بكر: روى قوم: سَب الزبرقان بفتح السين ونسبوا الزبرقان إلى الأبْنَة. يريد العِمامة هاهنا، وكانت سادات العرب تصبُغ العمائم بالزعفران. وقد فسر قوم هذا البيت بغير هذا التفسير بما لا يُذكر.
ويقال: مضت سَبة من الدهر وسَنْبَة من الدهر، أي مُلاوة ومَلاوة أيضاً. قال الراجز - هو الأغلب العجلي:
رَأتْ غُلاماً قد صَرَى في فِقْرَتِهْ ... ماءَ الشباب عُنفوانَ سَنْبَتِهْ
صرى: جَمَعَ وقدم عهده. والمصَراة من الإبل والغنم: التي قد اجتمع اللبن في ضَرعها. وفي الحديث: " من اشترى مُصَرّاةً فهو بخير النظَرين إن شاء رّدها ورَدَ معها صاعاً من تمر لِما قد أخذ من لبنها " .
والسَّبَّة: الدُّبُر. وسأل النعمان بن المنذر رجلاً طعن رجلاً فقال: كيف صنعت؟ قال: طعنته في الكبة طعناً في السَبَّة فأنفذتُها من اللَّبة. قال أبو بكر: فقلت لأبي حاتم: كيف طعنه في السَّبَّة وهو فارس؛ فضحك وقال: انهزم فاتَبعه فلما رَهِقَه أكبّ ليأخذَ بمَعْرَفَة فرسه فطعنه في سَبَّته، أي في دُبره. والسِّبُّ بلغة هذيل: الحَبْل. وقال أبو ذؤيب:
تَدَلَّى عليها بين سِب وخَيْطَةٍ ... شديدُ الوَصاةِ نابل وابنُ نابل
قيل إنه يريد بالسِّبّ والخَيطة الحبلَ والوَتِدَ في هذا البيت. يصف الذي يشتار العسلَ فيتدلّى بالحبل إلى موضع العسل. وقال أبو عبيدة: الخيطة في هذا البيت: الحَبْل، والسِّبّ: الوَتِد، وإنما يصف مُشتاراً يشتار العسل.
ب - ش - ش
بَشَ به بَشًّا وبَشاشةً، إذا ضحك إليه ولَقِيَه لقاءً جميلاً. وأنشد:
لا يَعْدَمُ السائلُ منه وَفْرا ... وقَبْلَه بَشاشةً وبِشْرا
وبنو بَشَة: بطن من العرب من بني العَنْبَر.
شبب


واستُعمل من معكوسها: شَبَّ الغلام شباباً. وأشَبَّ الرجل، إذا كان له بنون. وأشَبَّ الثورُ، إِذا كَمَلَ سِنُّه. وشبَ الفرسُ شباباً. وشَبت النار شُبوباً وشَبّا. وأشببتُها أنا إشباباً. وقد مضى المثل: من شُبّ إلى دُبٍّ. والشبُّ: ضرب من الدواء معروف عند العرب. وأنشد:
ألا ليتَ عمّي يومَ فُرِّق بيننا ... سُقَى السَم ممزوجَاَ بشَبِّ يماني
سُقى لغته. قال أبو بكر: سُقَى في لغة طيء وغيرها بمعنى سقِي. ورأيت شَبَّة النارَ: اشتعالها. وبه سُمِّي الرجلُ شَبَّة. ويقال: فلانة يَشُبها فرعها، إذا أظهر بياضُ وجهها سوادَ شعرها. وقال رجل من طيِّىء - جاهلي:
معْلَنْكِس شَبَّ لها لونَها ... كما يَشبُّ البدْرَ لونً الظَّلامْ
يقول: كما يَظْهَر لونُ البدر في الليلة المظلمة. ويقال: رجل مشبوب، إذا كان جميلاً. قال الراجزْ:
تَهْدي قُداماه عَرانينُ مُضَر ... ومِن قريش كلّ مشبوبٍ أغَرّ
وثور مُشِب وشبوب وشَبب، إذا تمّ سنه وذكاؤه. وسمَّوا شَبِيباً، وأحسبه في معنى مشبوب من قولهم: شُبَّت النارُ.
ب - ص - ص
بص الشيءُ يَبِصُّ بَصِيصاً وبَصُّاً، إذا أضاء. والعينُ في بعض اللغات تسمَّى: البصّاصَة. فأما بَصْبَصَ فإنك ستراه في بابه مفسَّراً إن شاء الله قال الراجز:
يبِصُّ منها لِيُطها الدُّلامِصُ ... كدرَة البحر زَهاها الغائصُ
زَهاها: رفعها وأخرجها.
صبب
ومن معكوسه: صَبَّ الماءَ وغيرَه صبُّا، وصَبَّ في الوادي، إذا انحدر فيه. ورجل صَب: بَيِّن الصَّبابة. والصَّبابة: رقَّة الشوق. والصُّبَّة: كل ما صببتَه من طعام أو غيره مجتمعاً، وربّما سُمِّي الصُبَّ بغير هاء. والصُّبَّة: القطعة من الخيل، نحو السُّرْبَة، ومن الغنم أيضاً. قال الشاعر:
صُبَّة كاليَمام تَهْوي سِراعاً ... وعدِي كمثل سَيْل المَضيق
اليمام: ضرب من الطَّير. شبَّه الخيلَ بها لسرعتها. والعديّ: الرَّجّالة الذين يَعْدُون.
والصُّبابة من الشيء: باقيه. وفي الحديث: " صبابة كصُبابة الإناء " . والصَّبيبُ: صِبْغ أحمر. والصَّبا: معروف، وستراه في بابه إن شاء الله.
ب - ض - ض
بَضّ الماء يَبِضُّ بضًّا وبُضوضاً، إذا رَشَحَ من صخرة أو أرض. ومثل من أمثالهم: " فلان لا يَبِضُّ حَجَرُه " ، أي لا يُنال منه خير.
ورَكِي بَضوض: قليلة الماء. ولا يقال: بض السِّقاءُ ولا القِرْبَةُ، وإنما ذلك الرَّشْح أو النَّتْح، فإذا كان دهناً أو سَمْناً فهو النَّثُّ والمَثُّ. وفي حديث عمر: " تَنِثُّ نَثَّ الحَمِيت " ، وقالوا: تَمِثُّ. ويقال: رجل بض بَين البَضاضة والبُضوضة، إذا كان ناصع البياض في سِمَن. قال الشاعر، وهو أوس بن حَجَر:
وأبْيَضُ بَض عليه النّسور ... وفي ضِبْنِهِ ثعلب مُنْكسرْ
الضِّبن: الجنْب. وقال أبو زُبيد الطائي في بَضّ الماء:
يا عُثْمَ أدْرِكْني فإنَّ رَكِيَّتي ... صَلدَتْ فأعْيَتْ أن تَبِضَّ بمائها
ضبب
واستُعمل من معكوسه: ضَبَّتْ لِثَتُه، تَضِبُّ ضَباً، إذا تحلّب ريقُها. قال الشاعر - يخاطب قوماً ويقول: نمتنع من إرادتكم ونقاتلكم حتى لا تحوزوا السبي:
أبَيْنا أبَيْنا أن تَضِبَّ لِثاتُكم ... على خرَّد مثل الظباء وجامل
والضَبُّ: هذه الدابّة المعروفة، والأنثى ضَبة. وضَبَّبْت على الضبّ تضبيباً، إذا حرّشته فخرج إليك مذنِّباً فأخذت بذنَبه. وصبة الحديد: التي تجمع بين الشيئين.
وأرص مضبه: ذات ضِباب، ومضِبّة، مثل فئِرَة من الفأر، وجَرذَة من الجِرذان.
وأضَبَّت أرضُ بني فلان، إذا كثر ضِبابها. والضَّبّ: موضع. والضَبّ: وَرَم يكون في صدر البعير ويقال في خُفّه، فإذا أصاب ذلك البعيرَ فالبعيرُ أسرُّ والناقةُ سَرّاء. قال الشاعر:
وأبِيت كالسَّرّاءِ يربو ضَبُّها ... فإذا تَحَزْحَزُ عن عِداء ضجتِ


ويروى: تزحزح. يقال: أسر بيِّن السّرَر، وهو داء يصيب البعير في صدره، فإذا بركَ تجافى. قال الأصمعي: السُّرَر: ورم يصيب البعيرَ في صدره. والضَّب: داء يصيبه في خُفّه، فإذا بركَ البعير وبه السَّرَر والضبّ تجافى في مبركه، فشبّه تجافيه عن فراشه بتجافي هذا البعير في مَبْركه. والضَّبُّ: الحِقد. قال كثير عَزَّة:
فما زالت رُقاكَ تَسُل ضِغْني ... وتُخْرِجُ من مَكامنها ضِبابي
والضبّ: أن يجمع الحالبُ خِلْفَي الناقة في كفّيه. قال الشاعر:
جَمَعْتُ له كفيَّ بالرُّمح طاعِناً ... كما جمع الخِلْفينِ في الضَّبِّ حالِبُ
وأضَبَّ الرجلُ على الشيء يُضِبُّ إضباباً، إذا لزمه لزوماً شديداً فلم يفارقه.
والضُّبَيب: فرس من خيل العرب معروف وله حديث. ويقال للطلْعَة قبل أن تنفلق: ضَبَّة، والجمع ضِباب، وإنما يقال ذلك لطلعة الفُحّال خاصة. قال الشاعر:
يطِفْنَ بفُحالٍ كأن ضِبابَه ... بطونُ المَوالي يومَ عيدٍ تَغَدَّتِ
الفُحّال: فُحّال النخل، وهو ذكرُها، فأما للحيوان ففحل، خفيف، وإذا خرج طَلْعُها تامًّا فهو ضِبابها. هذا عن أبي مالك من النوادر. وقد سمَّت العرب ضبة وضَبّا. وبنو ضَبَّةَ: بطن منهم، وكذلك الضِّباب: بطن أيضاً. وضَبّ: اسم الجبل الذي مسجدُ الخَيْفِ في أصله. والضَّبابُ: السحاب الرقيق، معروف ستراه في بابه إن شاء اللّه.
ب - ط - ط
بَط الجُرْخَ يَبطُّه بَطاً، إذا شقّه. فأما الطائر الذي يسمَّى البَطُّ، فهو أعجمي معرَّب معروف. والبط عند العرب صغاره وكباره: الإوَزّ. والبَطيط: العَجَب. قال الشاعر:
ألمّا تَعجبي وتَرَيْ بَطيطاً ... من اللائِينَ في الحِجَج الخوالي
ويُروى: في الحِقب.
طبب
ومن معكوسه: رجل طَبّ بالشيء: حاذق به. ومنه اشتقاق الطبيب. ومن أمثالهم: " من أحَب طَبَّ " ، أي تأتَّى لأموره وتَلَطَّف لها. وفحل طَبّ: إذا كان بصيراً بالضوابع من الأوابي. والطِّبّ: السِّحر. قال ابن الأسلت:
ألا مَن مُبلِغ حسّانَ عني ... أطِب كان داؤك أم جنونُ
وفي الحديث: طُب النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، أي سُحر. ورجل مطبوب، أي مسحور.
والطِّبَّةُ، وقالوا: الطُّبَّة، وهي القطعة من الأدم المربَّعة أو المستديرة، وستراها في بابها إن شاء الله. وربما سمّيت القطعة من الأدم التي في حاشية السًّفرة أو حرفِ الدلو: الطِّبَّة، والجمع الطِّباب. وقال الشاعر - هو أسامة بن الحارث الهذلي:
أرَتْه من الجَرْباء في كل موقِفٍ ... طِباباً فمأواه، النَّهارَ، المَراكدُ
يصف حمار وحشٍ خاف الطِّراد فلجأ إلى جبل فصار في بعض شِعابه فهو يرى السماء مستطيلة. وقال الآخر:
وسد السماءَ السجنُ إلاّ طِبابة ... كتُرْس المُرامي مُسْتَكِفًّا جُنوبُها
فذاك رأى السماء مستطيلة لأنه في شِعب جبل، وهذا رآها مستديرة أو مربَّعة لأنه في السجن.
ب - ظ - ظ
أهملت
ب - ع - ع
عبب
استُعمل من معكوسها: عَبَّ في الإناء: يَعُبُّ عبّاً، وهو تتابع الجَرعْ. قال الراجز:
يَكْرَع فيها ويَعُب عبّا ... مُجَبِّياً في مائها مُنكبّا
أي: منَكِّساً رأسَه رافعاً عَجُزَه. وفي الحديث: " مصوا الماءَ مصاً ولا تَعبّوه عبًّا فإن الكُباد من العبّ " . والعَبِيبة: ضرب من الطعام.
وللعين والباء مواضع في التكرير ستراها إن شاء اللهّ.
ب - غ - غ
غبب
استعمل من معكوسها: غَبَّ الطعامً يَغب غباً. والاسم: الغِبُّ، والطعام: غاب كما ترى، وهو أن تتغير رائحته. والغِبُّ من أوراد الإبل: أن ترعى يوماً وتَرِدَ يوماً من الغد، وبذلك سمِّيت الحمَّى: الغِبَّ، لأنها تأخذ يوماً وتُرَفَهُ يوماً. قال أبو بكر: قال أبو مالك: سألت العرب عن الغِبّ فقالوا: أن تشرب يوماً وتَردَ بعده بيوم، فيكون وِرْدها الماءَ يوماً واحداً، وكان ينبغي أن يُسمَّى ثِلْثاً؛ والرِّبع: أن يفوتها الماءُ يومين؛ والخِمْس: أن يفوتها الماء ثلاثة أيام، ثم كذلك إلى العشرة، وإنما سُمّي: عِشْراً لأنها تشرب يوماً ثم ترعى ثمانية أيام وتَرِدُ في اليوم العاشر.


وفي الحديث: " ادهنوا غبًّا " . والمثل السائر: " زُر غِبًّا تَزْدَدْ حُباً " . والغبُّ: الغامضُ من الأرض، والجمع أغباب وغبوب. قال الراجز:
كأنّها في الغُبِّ ذي الغِيطانِ ... ذِئاب دَجنٍ دائم التَهْتانِ
الدَجْن: إلباسُ الغيمِ السماء؛ يومً دَجْنٍ وأيامُ دَجْنٍ وليالي دجنٍ. والغُب: الضارب من البحر حتى يُمْعِن في البرّ.
وللباء والغين مواضع في التكرير ستراها إن شاء اللّه.
ب - ف - ف
أهملت
ب - ق - ق
بَقَّ يَبُقُّ بقًا، إذا أوسع من العطية. وكذلك بَقّتِ السماء بقاً، إذا جادت بمطر شديد. قال الراجز - هو عُوَيْف القوافي:
وبَسَطَ الخيرَ لنا وبَقَّهْ ... فالخَلْقُ طُرّاً يطلبون رِزْقَه
وبَقَ فلان علينا كلامه، إذا أكثره. وتجيء في التكرير لها أخوات. والبق: البَعوض، معروف. ورجل بقَاق: كثير الكلام. قال الراجز:
وقد أقُودُ بالدوى المزمل ... أخرسَ في السفْر بَقَاقَ المَنزل
قبب
ومن معكوسه: قَبَّ ناب الفحل قبيباً وقبًّا، إذا سمعتَ صوته. قال الراجز:
ذو كِدْنة لِنابهِ قَبِيبُ
يقال: بعير ذو كِدْنة، إذا كان عظيمَ السَّنام. والقَبُّ: القطع. يقال: ضرب يدَه فقبَّها، كما يقولون: ضربها فترَّها. قببتُه أقبُّه قباً، إذا قطعته. وقب النبتُ يَقُبُّ ويَقِب قبًّا، إذا يبس، وهو القبيب مثل القفيف سواء. والقَبُّ: قَبُّ المَحالة، وهي الخشبة المثقوبة التي تدور في المِحْوَر. وقب بطنُ الفرس، إذا لحقت خاصرتاها بحالبيها، والفرس أقب والأنثى قَبّاء. ومثل من أمثالهم تمثّل به عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه " خِبَقَّة خِبَقَّهْ تَرَقَ عَيْنَ بَقهْ " . يقال هذا للرجل إذا تكبّر وأعجبته نفسه ليتواضع، قالها عليّ عليه السلام وهو يصعد المنبر كأنه يأمر نفسه بالتواضع. وكل شيء جمعت أطرافه فقد قببته؛ هكذا يقول بعض أهل اللغة. فإن كان هذا صحيحاً فمنه اشتقاق القُبة، إن شاء الله.
ب - ك - ك
بكَّ الشيءَ يَبُكُّه بَكُّاً، إذا خرّقه أو فرّقه. والبَكُّ: الازدحام، وكأنه من الأضداد عندهم، من قولهم: تَباكّ القومُ، إِذا ازدحموا وركب بعضهم بعضاً. قال الراجز:
إذا الشَّريبُ أخَذَتْه أكه ... فخلّه حتي يَبُكَّ بكهْ
الشَريب: الذي يورد إبلَه مع إبلك. قال أبو بكر: الأكَة: الحرّ الشديد مع سكون الريح. يقول: فخلَه حتى يورد إبلَه حتى يتباكّ على الحوض، أي يزدحم.
وسُمِّيت مكَّةُ بكَّةَ لازدحام الناس بها، والله أعلم.
كبب
واستُعمل من معكوسه: كَبَبْتُ الشيءَ أكُبُّه كبًّا، إذا قَلَبْتَه. يقال: طعنه فكبه لوجهه. قال أبو النجم:
فكَبَّه بالرمح في دِمائهِ
وأكبَ الرجلً على الشيء، إذا عكف عليه، فهو مكب إكباباً. ويقال: أكببتُ على الشيء، إذا تجانأت عليه. وهذا من نوادر الكلام أن يقولوا أفْعَلْتُ أنا وفَعَلْتُ غيري. والكُبة: الحملة في الحروب، وقد تقدمّ كلام فيه. ونَعم كُبَاب، أي كثير مجتمع. والكُبُّ: الشيء المجتمع من تراب وغيره، وبه سُميت كُبةُ الغَزْل.
وفي كلام بعضهم لبعض الملوك: طعنته في الكَثة طعنةً في السَّبَّة فأخرجتها من اللّبة. والكُبُّ والكُبةُ: ضرب من النبت.
ب - ل - ل
بَل الشيء َيَبُله بلاً بالماء وغيره. وبَل من مرضه بَلاً وبُلولاً، إذا برأ. وكذلك أبَلَّ واستَبلَّ. قال الشاعر:
إذا بَلَّ من داء به ظَن أنَّه ... نجا وبه الداءُ الذي هو قاتِلُهْ
يُروى: بَرا ونَجا جميعاً؛ وُيروى: إذا بَلَّ من داء به خال أنه. وقال الرِّياشي: ومما يشبه هذا في المعنى قول الشاعر:
كانت قَناتي لا تلينُ لِغامِزٍ ... فألانَها الإصباح والإمساء
ودعوتُ ربِّي بالسلامة جاهداً ... ليصِحَّني فإذا السَّلامة داءُ
وقال الرياشي: ومثله قول النَّمِر بن تَوْلبَ العُكْلِي:
يَوَدُّ الفتى طولَ السَّلامةِ والغِنى ... فكيف ترى طولَ السلامةِ يفعلُ
وبُلَّة الشباب: طَراءته. ويقال: طويتُ فلاناً على بُلَلتِه وبلالته وبُلَلاته وبلته، إذا طويتَه على ما فيه من عيب. قال الشاعر - القتّال الكِلابي، ويقال الحَضْرَمي بن عامر الأسدي:


ولقد طَويتُكُم على بللاتِكم ... وعرفتُ ما فيكم من الأذرابِ
وقال الشاعر:
طوينا بني بِشْر على بُللاتهم ... وذلك خير من لِقاء بني بِشْرِ
ويقال: في الثوب بِلَة، أي رطوبة. والبلَة: داء يصيب الإنسان في جسمه.
وأبل الرجلُ إبلالاً، إذا كان خبيثاً. ورجل أبَلُّ. قال الشاعر:
ألا تتَّقون الله يا آل عَامر ... وهل يتّقي اللّه الأبَلُّ المُصَمِّمُ
وقولهم: حِل وبِل؛ قال قوم من أهل اللغة: بِلّ هاهنا إتباع، وقال قوم: بل البِلُّ المباح، لغة يمانية. وقال عبد المطَّلب في زَمْزَم: لا أحِلها لمغتسِل وهي لشاربِ حِلّ وبِل.
لبب
واستعمل من معكوسه: لَبَّ بالمكان وألَبَّ به لَبًّا وإلباباً، إذا أقام به. ولبَّ الرجل، إذا صار لبيباً. قالت صفيَّة بنت عبد المطَّلب:
أضرِبُه لكي يَلَبْ ... وكي يقودَ ذا اللَّجَبْ
وذا اللَّجب: يعني الجيش. واللُبُّ: العقل، ولبُّ كل شيء: خالصُه، وربما سُمِّي سُمًّ الحيّة لُبّاً.
أهملت في الثنائي الصحيح إلّا في قولهم: البمة: الدبر.
ب - ن - ن
بن بالمكان وابنَّ بنّا وإبناناً، إذا أقام به، وأبى الأصمعي إلا أبنَ.
والبَنَة: الرائحة الطيّبة. وربما سمَيت مرابض الغنم: بَنَّة. وأنشدَنا عبد الرحمن عن عمّه الأصمعي:
وَعِيد تخْدِجُ الأرآمُ منه ... وتَكْرَهُ بَنَّةَ الغَنَم الذئابُ
يريد: وعيد يُلهي الذئاب عن رائحة الغنم.
نبب
واستُعمل من معكوسه: نَبَّ التيسُ نَبًّا ونَبيباً، وهو صوته عند القِراع.
ب - و - و
البَوُّ: جِلْد الحُوار يُملأ تبناً أو حشيشاً ويقرَّب إلى أمّه لتَرأمَه فتَدرّ عليه.
ب - ه - ه
هبب
استُعمل من معكوسها: هَبَّ التيسُ يَهُبُّ هَبًّا وهبيباً. وهَبَّت الريحُ تَهُبُّ هبوباً، وقالوا هَبًّا، وليس بالعالي في اللغة. وهَب السيفُ هَبّا وهَبَّةً، إذا اهتزّ. وهبت الناقةُ هِباباً من النشاط. وهبَّ النائم هبًّا، إذا انتبه من رقدته.
ب - ي - ي
أهملت في الوجوه إلا في قولهم: هَيُّ بن بيٍّ، مثل لمن لا يُعْرَف. وقالوا: هَيّان بن بَيّان: اسمان لمن لم يُعرف ولم يُعرف أبوه. وأنشد:
لئام من بني هَيَ بن بَيّ ... وأنذالُ الموالي والعبيدِ
حرف التاء وما بعده
من الحرف في الثنائي الصحيح
ت - ث - ث
أهملت.
ت - ج - ج
أهملت.
ت - ح - ح
حتت
استُعمل من معكوسها: حتّ الشَّيءَ يَحُتُّه حَتّا،كانحتات الورق عن الغصن. وحَتَّ الله مالَه حَتًّا، إذا أفقره. والحَتُّ: قبيلة من كِنْدَة يُنسبون إلى بلد ليس بأمّ ولا أب. والحَتُّ: البعير السريع السير، الخفيف. وكذلك الفَرَس؛ يقال: فَرَس حَتّ. قال الشاعر يصف ظليماً:
على حَتِّ البُراية زَمْخَرِيِّ الس ... واعد ظلَّ في شَرْيٍ طِوال
والزمخري: الأجوف. والسَّواعد: مَجاري المخّ في العظام في هذا الموضع. وإنما أراد حَتّاً عند البُراية، أي سريع عندما يَبْريه السفَر. وخالف قوم من غير البصريين في تفسير هذا البيت فقالوا: يعني بعيراً. قال الأصمعي: كيف يكون ذلك وهو يقول قبله:
كأنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ ... يعِن مع العَشِيّةِ للرِّئال
يقال: جمل ذو بُراية، إذا كان قوياً على السير. والشَري: شجر الحنظل. وطِوال: من صفة الشَّرْي. والهِجَفُّ: الظليم. ويَعُنّ: يعترض، يقال: عَنّ يَعُن، إذا اعترض، وعَنَّ الرجلُ الفرسَ، إذا حبسه بعِنانه يَعِنه، بالكسر. والرِّئال: أولاد النعام، واحدها رَأل.
ت - خ - خ
تَخَّ العجينُ تَخّا وأتخختُه أنا، إذا أكثرتَ ماءه حتى يلين. وكذلك الطين إذا أفرطتَ في كثرة مائه حتى لا يمكن أن يطيَّن به.
وقد قالوا أيضاً: ثَخَّ بالثاء، والأولى أعلى.
ختت
ومن معكوسه: خَتّ، وهو موضع.
ت - د - د
أهملت.
ت - ذ - ذ
أهملت.
ت - ر - ر
ترَّ العظمَ يَتره تَراً، إذا قطعه. وكذلك كل عضو إذا قطعه، وكذلك كل عضو انقطع بضربة فقد تُرَّ تَرُّاً. قال الشاعر - هو طرفة بن العبد:
تقول وقد تَرَّ الوظيفَ وساقَها ... ألستَ تَرى أنْ قد أتيتَ بمُؤْيِدِ


ويُروى: تَر الوظيفُ وساقُها بالرفع، أي امتلأ. وتر الرجلُ ترارةً، إذا امتلأ بدنه شحماً. وأنشد أبو حاتم عن الأصمعي:
ونُصْبِحُ بالغَداة أتر شيءٍ ... ونُمسي بالعَشِيّ طَلَنْفَحِينا
وقال أبو بكر: يعني قوماً أسَراء فهم مسترخون من الإعياء. قال الأصمعي: الترُّ: الخيط الذي يُمَدُّ على البناء فيُبنى عليه، وهو عندهم معرَّب واسمه بالعربية الإمام. وأنشد:
وخَلَّقْتُه حتى إذا تمَّ واستوى ... كَمُخَّة ساق أو كمَتنِ إمام
يصف وتراً، وتال قوم: يصف سهماً، ويدلُّك على ذلك قوله:
قَرَنْتُّ بحِقَويه ثَلاثَاً فلم تَزغ ... عن القَصد حتّى بُصِّرتْ بدِمام
قّوله خلَّقته: مَلَّسته وسَوَيته. وبُصِّرَت: دمِّيت. وحِقْو السهم: مستدَقه.
رتت واستُعمل من معكوسه: الرتّ، والجمع رتوت، وهي الخنازير الذكور، زعموا، ولم يجىء به أحد غير الخليل. والأرَتّ: الذي في لسانه حُبْسة، يقال: رجل أرتُّ، والاسم الرَّتَت، وبه سمِّي الأرَتّ.
ت - ز - ز
أهملت.
ت - س - س
أهملت.
ت - ش - ش
شتت
استُعمل من معكوسها: شَتَّ يَشِتُّ شَتاتاً، وهو التفرُّق، والاسم الشَّتّ، والجمع أشتات.
ت - ص - ص
استُعمل من معكوسها: الصَّتُّ، وهو الضرب باليد والدفع.
قال رؤبة:
وطامِح النَّخْوَةِ مستَكِتِّ ... طأطَأ مِن شَيطانه التَّعَتِّي
صَكِّي عرانينَ العِدى وصَتَي
وصَتِيت من الناس، أي فِرقة.
ت - ض - ض
أهملت.
ت - ط - ط
أهملت.
ت - ظ - ظ
أهملت.
ت - ع - ع
يقال: تَعَّ تَعاً وتَعةً، إذا قاء، مثل قولهم: قاءٍ يقيء قيْئاً فهو قاءِ كما ترى.
وفي الحديث: " فتَعَّ تعةً " ، إذا قاء، وقالوا: ثعَّ ثَعَةً، أيضاً.
وأما تَعْتَعه، فتلحق هذه بنظائرها.
عتت
استُعمل من معكوسها: عتَّه بالكلام يَعُتُّه عَتَاً، إذا وبخه ووَقَمه. قال أبو بكر: عَت وعَثَّ بالتاء والثاء جميعاً.
ت - غ - غ
غتت
استُعمل من معكوسها: غته في الماء يَغُته غتًّا، إذا غَطَّه فيه.
ت - ف - ف
تفّ: التُّفُّ، زعموا، ما يجتمع تحت الظفر من الوسخ. والتُفّة: دُوَيْبَّة شبيهة بالفأرة.
ومثل من أمثالهم: " استغنت التُّفَّةُ عن الرفّةِ " ، والرُّفةُ: دُقاق التَبن، وقد قالوا: التُّفَة عن الرّفَةِ، بالتخفيف. قال الأصمعي: التُّفَّة دوَيْبَّة مثل جِرو الكلب، وقد رأيتها. وأنكر أن تكون فأرةً،
فتت
واستُعمل من معكوسه: فتّ الشيءَ يفُتُّه فَتِّا، إذا كسره بإصبعه. ومن أمثالهم:
كَفّا مطلَقةٍ تَفُتُّ اليَرْمعا
واليَرمَع: حجارة بِيض دِقاق تلمع في الشمس تتفتَّتُ باليد. ويقال: كلَّم فلان فلاناً بشيء فَفَت في ساعده، أي أضعفه وأوهنه.
ت - ق - ق
تَقَّ تَقْاً، ثم أميت هذا الفعل، ورُدَّ إلى بناء جَعْفَر في الرباعي، فقالوا: تَقْتَقَ وقالوا: تَتقْتَقَ الرجل إذا انحدر يهوي من الجبل حتى يوافي الأرضَ على غير طريق.
قتت
واستعمل من معكوسها: القَتُّ، معروف. قال الراجز:
بنى السّويقُ لَحْمَها واللت ... كما بنى بخَتَ العراقِ القَتُّ
والقتُّ: مصدر قَت بين القوم قَتا، إذا مشى بينهم بالنميمة، وهو القَتّاتّ. وأصله من قولهم: تقتتَ هذا الحديث، إذا تَسَمعه.
وقتتّ الشي، إذا جمعه قليلاً قليلاً.
ت - ك - ك
تَكَّ الشيءَ يتُكُّه تَكّا، إذا وطئه حتى يشدخّه، ولا يكون إلاّ من شيء ليّن، نحو الرّطب والبِطّيخ وما أشبه ذلك. والتكَّة لا أحسبها عربية محضة ولا أحسبها إلاّ دخيلاً، وإن كانوا قد تكلّموا بها قديماً.
كتت
واستعمل من معكومسها: كَتّ النبيذُ وغيره كَتُّا وكَتِيتاً، إذا ابتدأ غليانُه قبل أن يشتَدَّ. وكَتَت القومَ أكتُّهم كَتّاً، إذا عددتهم حتى تعرف إحصائهم، قال الشاعر - هو رُبَيعهّ الأسدي والد ذؤاب قاتل عتيبةّ بن الحارث بن شهاب:
إلاّ بجيش لا يكَت عَديده ... سودِ الوجوه من الحديد غِضابِ
أي: لبسوا الحديدَ فصدئت أبدانُهم. وكتتِ الجرةُ الجديدة، إذا سمعت لها صوتاً عند صبك الماء فيها. وكَت الفحل، إذا سمعت له هديراً. وكتَّ الله أنفه، إذا أرغمه. ومثل من أمثالهم: " لا تَكتّها أو تكتّ النجومَ " أي لا تَعدها.
ت - ل - ل


تَلَّه يَتُلُّه تَلا، إذا صرعه. وكذلك فسِّر في التنزيل: " وتله للجبين " ، واللهّ أعلم بكتابه.
وزعم بعض أهل العلم أن قولهم: رُمْح مِتَلّ، إنما هو مِفْعَل من الصَرْع، يُتَلُّ به، أي يُصرع به. وقال الأصمعي: المِتَل: الغليظ. قال الشاعر - هي دَخْتَنُوس بنت لقيط بن زُرارة:
فَر ابنُ قَهْوَس الشّجا ... عُ بكَفه رُمْح مِتَلُّ
ينجو به خاظي البَضي ... ع كأنّه سِمْع أزَلُّ
ويقال: هو بتِلة سَوْء، أي حال سَوْء. وكل شيء ألقيته على الأرض مما له جُثَة فقد تَلَلْتَه. وبه سُمِّي التَلُّ من التراب.
لتت
واستُعمل من معكوسه: لَتَّ السويقَ وغيره يلُتُّه لتاً، إذا بَسهُ بالماء أو غيره. وزعم قوم من أهل اللغة أن اللات التي كانت تُعبد في الجاهلية صخرة كان عندها رجل يَلُتُّ السويق وغيره للحاج، فلما مات عُبدت ولا أدري ما صحة ذلك لأنه لو كان كذلك كان يكون: " اللاّتّ " بتثقيل التاء لأنها تاءان. وقد قرىء في التنزيل: " أفرَأيتُم اللاتَّ والعُزَّى " ، بالتثقيل والتخفيف. ولم يجىء في الشعر اللاّت إلا بالتخفيف. قال زيد بن عمرو بن نُفَيْل:
تركت اللاّتَ والعُزّى جميعاً ... كذلك يفعلُ الجَلْد الصَّبورُ
وقد سمَوا في الجاهلية: زيد الّلات، بالتخفيف لا غير. وقد جاء في التنزيل بالتخفيف، وقد قرىء بالتثقيل، واللّه أعلم. وإن حُملت هذه الكلمة على الاشتقاق لم أحِبَّ أن أتكلّم ليها.
ت - م - م
تَم الشي يَتِمُّ تَماماً. وامرأة حبلى مُتِم. ووُلِدَ الغلامُ لتِمّ وتِمامٍ بالكسر. وبدرُ تِمام بالكسر، وكذلك ليلُ تِمام، وكل شيء بعد هذا تَمام بفتح التَاء.
متت
واستُعمل من معكوسه: مَتَ يمُتّ مَتًّا. مَتَّ فلان إلى فلان بنسَب أو رَحِم، إذا اتّصل بها إليه.
وقالوا: تَمَتَّى في الحبل، إذا اعتمد فيه ليقطعه أو يَمُدَّه. وتمتى: في معنى تمطى، في بعض اللغات. والمَتُّ والمَدُّ والمَطُّ متقاربة في المعنى.
ت - ن - ن
أهملت إلا في قولهم: فلان تنُّ فلان، أي مثله وقرنه وسِنّه. وقد سمَت العرب تِنًّا.
ت - و - و
جاء فلان تَواً، إذا جاء فَرْداً. وجاء زَواً، إذا جاء ومعه صاحب. وأنشد لأبي غزالة الكِندي:
بَقِيتُ بعدهم تَوًّا إذا ذُكروا ... فالعينُ تاركة إنسانَها غَرِقا
ت - ه - ه
هتت
استُعمل من معكوسه: هَتّ الشيءَ يَهُتُّه هتًّا، إذا وطئه وطأً شديداً حتى يكسره. ومن كلامهم: تركتهم هَتًّا بَتًّا، أي كسرتهم وقطعتهم. وسمعت هَتَّ قوائم البعير على الأرض، إذا سمعت وَقْعَها. والشيءُ المهتوت والهتيت: المكسور.
ت - ي - ي
أهملت التاء والياء في الثنائي الصحيح.
حرف الثاء
وما بعدها من سائر الحروف في الثنائي الصحيح
ث - ج - ج
ثججت الماءَ أثجُّهُ ثَجاً، إذا صببته صبَّاً كثيراً. وكذلك فُسر في التنزيل في قوله جل وعز: " ماءً ثجاجاً " . وهذا مما جاء في لفظ فاعل والموضع مفعول لأن السحاب يَثُج الماءَ فهو مثجوج.
وقال بعض أهل اللغة: ثججت الماءَ وثَج الماء وانثَج الماءُ كما قالوا: ذَرَفَتِ العين الدمعَ، وذَرَفَ الدمعُ، فهو ذارف ومذروف. قال الراجز:
حتى رأيت العَلَقَ الثَّجّاجا ... قد أخْضَلَ النحورَ والأوداجا
وفي الحديث: " تمامُ الحجِّ العَج والثج " . فالعج: العجيج في الدعاء، والثج: سفك دماء البدن وغيرها.
جثث
واستُعمل من معكوسه: جثثت الشجرةَ وغيرها جثُّاً، إذا انتزعتها من أصلها. وفُسر قوله جَل ثناؤه: " اجتُثتْ مِن فوقِ الأرض ما لها مِن قَرارٍ " من هذا، والله أعلم.
والمِجَثة والمِجْثاث: حديدة يقطع بها الفَسيل، والفسيلة جثيثة. قال الراجز في النخل:
أقسمتُ لا يذهب عنّي بَعْلها ... أو يستوي جَثِيثها وجَعلُها
البَعْل من النًخل: ما اكتفى بماء السماء. والجَعل: ما نالته اليدُ. وفي كتاب النبيّ صلَى الله عليه وآله وسلم لأكَيْدِر بن عبد الملك صاحب دُومَة الجَنْدَل: " لكم الضّامِنَة من النخل ولنا الضّاحِيَةُ من البَعْل " . الضامنة: ما أطاف به سور المدينة، والضاحية: ما كان خارجاً.


والجُثّ: ما ارتفع من الأرض حتى يكون له شخص مثل الأكَيْمَة الصغيرة ونحوها. وأحسب أنّ جُثة الرّجل من هذا اشتّقاقها. وقال قوم من أهل اللغة: لا تسمى جثة إلا أن يكون قاعداً أو نائماً، فأما القائم فلا يقال: جُثَّتُه، إنما يقال: قِمَّته. وزعموا أن أبا الخطّاب الأخفش كان يقول: لا أقول: جثة الرجل إلا لشخصه على سَرْج أو رحل ويكون معْتمّاً؛ ولم يسمع عن غيره.
قال الشاعر في الجُث الذي تقدمّ:
فأوفى على جُث ولليل طُرة ... على الأفْق لم يهتِك جَوانِبَها الفَجْر
ث - ح - ح
حثث
استُعمل من معكوسه: حَثَّ يحثُّ حثاً، إذا استَعجل. والحث: حُطام التِّبن. والحث أيضاً: من الرمل، اليابس الخشن. أنشدَنا عبد الرحمن بن عبد الله عن عمّه الأصمعي لراجز دعا على أرض ألاّ يصيبها مطر، ثم ذكر اليبْس:
حتّى يُرى في يابس الثَّرْيا حُث ... يَعْجِزُ عن رِيِّ الطلَيِّ المُرْتَغِثْ
الطُلَيُ: تصغير طَلاً. والمُرتغث: الذي يَرْغَث أمه، يرضعها. والثَّرياء: الثَّرى.
وتمر حث: لا يَلزَق بعضه ببعض.
والحثُّ: الطعام غيرَ مأدوم.
ث - خ - خ
خثث
استُعمل من معكوسه: الخُثُّ: غُثاء السيل، إذا خَلفه ونَضَبَ عنه حتى يَجِفَّ، وكذلك الطُّحْلُبُ إذا يَبِسَ وقدُمَ عهدُه حتى يسوادَّ. والخُثة: طين يُعجن برَوْث أو بَعْر ثم يُتّخذ منه الذِّيار، وهو الطين الذي تصَرُّ به الناقة على أخلافها. يقال: هو خُث، ما دام رَطْباً، فإذا جَف فهو ذِيار.
ث - د - د
دثث
استعمل من معكوسه: الدَّثُّ، والجمع الدِّثاث. وهو أضعف المطر. أنشدَنا عبد الرحمن عن عمه لراجز يصف أرضاً وماشية وظباءً ترعاها:
قِلْفِعُ رَوْض شَرِبَ الدِّثاثا ... مُنْبَثَّةً نُفَّزُها انبثاثا
النُّفَزُ: الغِزلان، من قولهم نَفَزَ ينَفِزُ نَفَزاً ونَفَزاناً، إذا وثب. يقال: نَفَزَت الظبية، إذا وثبت. والقِلْفِعُ: الطين الذي إذا نَضَبَ عنه الماءُ يَبِسَ وتشَقّق.
ويقال: أرض مدثوثة، إذا أصابها الدَّث.
ث - ذ - ذ
أهملت.
ث - ر - ر
ثررتُ الشيءَ أثُرُّه ثَرًّا، إذا بددته. وناقة ثرَّة: غزيرة اللبن. وعين ثرَّة: كثيرة الدموع. وطعنة ثرَّة: كثيرة الدم تشبيهاً بالعين لكثرة دمعها. والمصدر الثرارة والثُّرورة. قال الراجز:
يا مَن لِعينٍ ثَرةِ المَدامع ... يَحْفِشُها الوجدُ بماءٍ هامع
يحفِشها: يستخرج كلَّ ما فيها. والثرثار: نهر معروف. ورجل ثَرثار: كثير الكلام. وأنشد لعنترة بن شدّاد العبسي:
جادتْ عليه كلُّ عينٍ ثَرةٍ ... فَتَركْنَ كُلَّ قرارة كالدِّرهم
وفي الحديث أن رسول الله صلَى الله عليه وآله وسلَم قال: " ألا اخْبركم بأبغضكم إليّ؟ الثرثارون المُتَفَيْهِقون " . وأصل هذا كله من العين الثَّرَّة الكثيرة الماء.
رثث
واستُعمل من معكوسه: رَثَّ الثوبُ وأرَثَّ، إذا أخْلَق. وكل شيء أخلقَ فقد رَثَّ وأرَثَّ. وأجاز أبو زيد رَثَّ وأرث وأبى الأصمعيّ إلا رَث. وقال أبو حاتمٍ: ثم رجع الأصمعي بعد ذلك فأجاز رَثَ وارثَ رَثاثةً ورُثوثة. ورَث كل شيء: خسيسه. وأكثر ما يُستعمل فيما يُلبس أو يُفْتَرَش.
ث - ز - ز
أهملت الثاء مع الزاي والسين.
ث - ش - ش
شثث
استُعمل من معكوسها: الشَّثُّ، وهو ضرب من الشجر. قال الشاعر:
بوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ فَرْعُهُ ... وأسفلُه بالمَرْخ والشَبَهان
الشَبَهان: الثُّمام، لغة يمانية.
ث - ص - ص
أهملت الثاء مع الصاد والضاد.
ث - ط - ط
رَجل ثَط: بَيِّنُ الثَّطاطة والثُّطوطة من قوم ثِطاط. والمصدر الثَّطَط، وهو خِفَّة اللحية من العارضين. ولا يقال: أثَط، وإن كانت العامة قد أولعت به. قال الراجز:
كلحيةِ الشيخ اليماني الثَّطَ
قال أبو حاتم: قال أبو زيد مَرَّة: أثطُّ، فقلت له: أتقول أثَط؟ فقال: سمعتُها.
طثث
ومن معكوسه: الطَّثُّ. والطَث: ضربك الشيءَ برجلك أو بباطن كفَك حتى تًزيله عن موضعه؛ طَثَثْتُه أطثه طَثاً. والمِطَثَّةُ: خشبة عريضة يدَق أحد طرفيها يلعب بها الصبيان، نحو القُلَة. قال الراجز، يصف صقراً انقضَّ على طير:


يطثُّها طَوْراً وطَوْراً صَكّا ... حتى يُزيلَ، أو يكاد، الفَكّا
يريد به فَك الفم.
ث - ظ - ظ
أهملت الثاء مع الظاء في جميع الوجوه.
ث - ع - ع
ثَعَ ثَعَةً، مثل تَعَّ تَعةً سواء، إذا قاء.
عثث
ومن معكوسها: امرأة عَثَّة: ضئيلة الجسم. ورجل عَث: ضئيل الجسم. قال الشاعر يصف امرأة جسيمة:
عَميمةُ ضاحي الجسم ليست بعَثَّةٍ ... ولا دِفْنِسٍ يَطْبي الكِلابَ خِمارُها
قوله: يَطْبي الكلابَ خِمارُها: يريد أنها لا تتوقّى على خِمارها من الدسَم فهو زَهم؛ ويقال: نَمِس ونَسِم أيضاً، فإذا طرَحتَه اطَّبَى الكلبَ يقال: طَبَاه يَطبِيه واطباه يَطَّبيه - وهو الأعلى - برائحته، أي دعاه. والدفْنِس: البلهاء.
والعُث: دواب تقع في الصوف. وسُئل أعرابي عن ابنه فقال: أعطيه من مالي في كل يوم دانِقاً وأنه لأسْرَعُ فيه من العُث في الصوف في الصيف.
ث - غ - غ
غثث
استُعمل من معكوسه: الغَثُّ: لحم غَث: بَيِّنُ الغَثاثة والغثوثة، وهو المهزول. وكلامَ غَث: إذا لم تكن عليه طَلاوة. وأحسب أن غَثِيثةَ الجُرْح من هذا اشتقاقها.
وقال ابن الزُّبير للأعراب: " والله إنّ كلامكم لَغَث وإن سلاحكم لَرَث، وإنكم لَعيال في الجَدْب أعداء في الخَصْب " . قال أبو بكر: يقال: خَصْب وخِصْب، وكَسْب وكِسْب، لغتان جيّدتان.
ث - ف - ف
استعمل من معكوسه: الفَث، وهو نَبْت يُختبز حَبُّه ويؤكل في الجَدْب. قال أبو دهبَل:
حِرْمية لم يَخْتَبِزْ أهلها ... فَثُّا ولم تستضرِم العَرْفَجا
ث - ق - ق
قثث
استُعمل من معكوسه: القَثُّ، وهو جمعُك الشيءَ بكثرة. يقال: جاءنا بالدنيا يَقُثها قثُّا، إذا جاء بالمال الكثير. والمِقَثة: خشبة مستديرة يلعب بها الصبيان على قدْر القُرْص تشبه الخرّارة.
فأما القِثّاء والقُثّاء فستراه في موضعه إن شاء الله.
ث - ك - ك
كثث
استعمل من معكوسها: لحْيَة كَثًة: كثيرة النبات. والمصدر الكَثاثة والكُثوثة. وكذلك الجُمَّة. وجمع الكَثة كِثاث. وأنشدنا عبد الرحمن عن عمّه رجز:
بحيثُ ناصَى اللِّمَمَ الكِثاثا ... مَوْرُ الكَثِيب فَجَرَى وحاثا
المَوْر: التراب الذي يدور على الأرض. وحاثَ، يقال: حاثَ الأرض، إذا نَبَثَها. وناصى: واصلَ.
ث - ل - ل
ثَل البيتَ يَثُلُّه ثَلاً، إذا هدمه. وثُلُّ عَرْش الرجل، وذلك إذا تضعضعتْ حاله. والمصدر: الثلُّ والثلَلُ. قال الشاعر - هو زهير:
تداركتُما الأحلافَ قد ثلَّ عَرْشُها ... وذبيانَ قد زلًت بأقدامها النَّعْلُ
يصف قوماً أصابتهم نكبة. وربما قيل: ثُل عَرْش فلان وعُرْشُه إذا قُتل؛ هكذا قال الأصمعي. قال الشاعر - هو ذو الرمَة:
وعبدُ يغوثٍ تَحْجُلُ الطيرُ حولَه ... وقد ثَل عرْشَيه الحسامُ المذكَر
فإذا أردت القتل فليس إلا بالضمّ، والجيد عَرْشه. فأما في بيت ذي الرُّمَّة فبالضم لا غير. والعُرْشان في هذا الموضع: مَغْرِز العُنق في الكاهل. وكذلك عُرْشا الفرس: آخر مَنْبِت قَذاله من عُنًقه. والثَلّ والثلَل: الهلاك. قال الراجز:
إن يَثْقَفوكم يلْحِقُوكم بالثلَلْ
أي الهلاكُ. وقال لبيد:
فَصَلَقْنا في مرادٍ صَلْقَة ... وصُداءً ألحَقَتْهم بالثَّلَلْ
والثَّلَّة: الصوف. قال الراجز:
قد قَرَنُوني بامرئ عِثْوَلِّ ... رخْوٍ كحَبْل الثلَة المبْتَلِّ
ويروى: قِثولّ.
وقال أبو زيد. الثَلَّة: القطيع من الضَّأن خاصَّةً. والثُّلَّة: الجماعة من الناس. وكذلك قد فُسر في التنزيل، واللّه أعلم. والثًّلَّة: تراب البئر.
لثث
واستُعمل من معكوسه: اللَثُّ: شجر ملثوث، إذا أصابه النَّدى. ويقال للندى: اللَّثَى. وقد قيل للصَمغ: اللَّثى. ويقال: ألَث السًحابُ إلثاثاً، وهو دوامه بالمكان لا يكاد يبرح. قال الشاعر:
فما رَوضة مِن رياض القَطا ... ألَث بها عارض مُمْطِر
اللَثَة: معروفة، والجمع لِثات. فأما اللثى واللِّثَة فستراه في بابه إن شاء الله.
ث - م - م


ثَمَمْتُ الشيء أثُمُّه ثمَّة وثَماً إذا جمعته، وأكثر ما يستعمل في الحشيش. والثمة: القبضة بالأصابع من الحشيش. وثَمَمْت يدي بالأرض أو بالحشيش، إذا مسحتها به. ووَطب مثموم، إذا غُطِّي بالثّمام. وسترى الثُمام في بابه. وثَمَ: كلمة يشار بها إلى المكان. وثم: كلمة تُستعمل في العطف.
مثث
ومن معكوسه: مَثَثتُ يدي مَثّاً، إذا مسحتها، وأحسبها مقلوباً عن ثَمَمْتُ. ومثَ شاربهِ يَمُث مَثًّا، إذا أكل دَسَماً فبقي عليه. وأحسب أنّ مَث ونَث بمعنى واحد. وفي حديث عمر تَنِثّ نَثَّ الحَمِيت، وهو زِقّ سمنِ أو دُهْن. وأنشد عبد الرحمن عن عمّه:
أرْعَلَ مجّاجَ الندى مَثّاثا ... فدمها نَياً وما ألاثا
الأرْعَل: الطويل، يعني: النبتُ سَمَّنَ الغنمَ. تقول: دَمَمْتُ الشيءَ، إذا طليته بشحم. والنيُ: الشّحم. وما ألاث: أي ما احتَبس.
ث - ن - ن
الثَنّ: حُطام اليبيس. وأنشد رجز:
فَظِلْنَ يَخْلِطْنَ هشيمَ الثَنِّ ... بعد عميم الروضة المُغِنِّ
وأنشد أيضاً:
يكفي الفصيلَ أكلة من ثِنِّ
والثُّنَة: شَعَرات على رُسْغ الدابّة. والثنة أيضاً: ما دون السُرَّة من أسفل البطن.
نثث
ومن معكوسه: نَثَّ يَنث نثيثاً، إذا عرقَ من سِمَنه. والنَثُّ من قولهم: نَثَثْتُ الحديثَ أنُثُّه نَثّا، إذا أظهرته وكشفته.
ث - و - و
لها مواضع في الرباعي والمكرَّر تراها إن شاء الله تعالى.
ث - ه - ه
هثث
استُعمل من معكوسه: الهَثُّ ثم أميتَ وألحق بالرِباعي في الهَثهثة، وهو اختلاط الصوت في الحرب أو في صَخب. قال الراجز:
وهَثْهَثُوا فكَثُرَ الهَثْهاتُ
قال أبو حاتم: أصل الهَثّ خَلْطُ الشيء بعضه ببعض.
ث - ي - ي
أهملت في الوجوه كلها.
حرف الجيم
في الثنائي الصحيح وما بعده
ج - ح - ح
جَحَّ الشيء يَجُحُّه جَحّا، إذا سحبه، لغة يمانية. وكل شجر انبسط على وجه الأرض فهو عندهم الجحُّ، كأنهم يريدون أنه انجَحَّ على الأرض إذا انسحب. فأما أهل نجد فيسمّون البِطيخ الأصفر الرّخو جُحُّا. ويسمّون صغار البِطِّيخ قبل نضجه: الجحّ. وكذلك الحَنْظَل الذي يسميه أهل نجد الحَدَج قبل أن يصفرّ. وأنشد:
فَياشِل كالحَدَج المُنْدال ... بدَوْنَ من مدَّرِعِي أسْمالِ
ويقال: أجَحَّتِ السبعةُ والكلبةُ، إذا أثقلت فهي مُجِح، والجمع مَجاحُّ.
حجج
ومن معكوسه: حَجَّ يَحُجُّ حَجاً. وأصل الحَجّ القَصْد. قال الشاعر - هو المُخَبَّل السعدي:
فَهُمْ أهلات حولَ قيس بن عاصم ... يَحُجّون سِبَّ الزِّبْرِقان المزعفَرا.
وحجَّ العظمَ يَحُجُّه حجُّا، إذا قطعه من الجُرْح فاستخرجه. قال الهذلي:
وصُبَّ عليها الطِّيبُ حتّى كأنَها ... أسِي على أمِّ الدِّماغ حَجِيجُ
وقال الآخر:
يحجُّ مأمومة في قَعْرها لَجَف ... فآسْتُ الطبيب قَذاها كالمغاريدِ
يصف طبيباً داوى جِراحاً بعيدة القعر فهو يجزع من هولها فالقذى يتساقط من أسته كالمغاريد، وهي الكَمْأة الصِّغار السُّود، الواحد مُغرود. قال أبو بكر: وليس في كلامهم فُعْلُول موضع الفاء منه ميم إلا هذا الحرف، مُغْرود ومُغفور، وهو صَمْغ يسقط من الشجر حُلو يُنقع، وُيشرب ماؤه حلواً. والمأمومة: التي قد بلغت إلى أم الدماغ. واللجَفُ شبيه بالكهف يكون في أسفل الآبار من أكل الماء. وشبَّه هذه الشَّجَّة بتلجُّف المبئر. ولجَّفَ القومُ مكيالَهم، إذا وسّعوه.
والحجُّ: مصدر حَجَّ البيتَ يَحجُّ حَجاً.
والحِجُّ بكسر الحاء: الحُجّاج، لغة نجدية. قال جرير:
وكأن عافيةَ النُّسُور عليهم ... حِج بأسفَل ذي المجازِ نُزول
وقال آخر:
كأنما أصواتُها في الوادي ... أصواتُ حِجّ من عُمانَ غادي
والحِجَّةُ: السنَةُ. والحُجَّة: معروفة. والحِجَّةُ: خَرْزَة أو لؤلؤة تعلَّق في الأذن. وقال قوم: شحمة الأذن التي يُعلَّق فيها القُرْط يقال لها: الحِجَّة. ويسمّي الكوفيون الخَرْزَة جاجَةً بجيمين، وهو غلط، وإنما سُمِّيت الخرزةُ حاجَةً بآسم الموضع، وربما سُمِّيت حاجّة. وأنشدوا:
يَرُضْنَ صِعابَ الدرّ في كلّ حِجَّةٍ ... وإن لم تكن أعناقُهُنّ عواطلا
ج - خ - خ


جَخَّ برجله وجَخا بها، إذا نسف بها الترابَ في مشيه. وربما قالوا: خَجَّ بها - بالخاء قبل الجيم - وخجا بها، يخجو. وجِخَ ببوله وجَخا به جَخًّا، إذا رغّى به حتى يَخُدَّ به الأرض خَدا.
ج - د - د
جَدَّ الشيءَ يَجُده جدا، إذا قطعه.
والجدًّ: أبو الأب.
والجَدُّ، لله تبارك وتعالى: العَظَمةُ. ومنه حديث أنَس: " كان الرجل منّا إذا حفظ البقرةَ وآلَ عمران جَدَّ فينا " ، أي عَظُمَ في أعيننا. والجَدُّ، للناس: الحَظُّ. فلان ذو جَدٍّ في كذا وكذا، أي ذو حظ فيه. والجِدُّ: ضدُّ الهَزْل. والجُدُّ: الرَّكِيُّ الجيّدة الموضع من الكلأ. قال الأعشى:
ما يُجْعَلُ الجدُّ الظَّنُونُ الذي ... جُنِّب صَوْبَ اللجِبِ الماطرِ
مِثْلَ الفُراتيَ إذا ما طما ... يقذِفُ بالبُوصيِّ والماهرِ
قال أبو بكر: البُوصيُّ: السفينة، وكانت بالفارسية بالزاي فقلبتها العرب صاداً. والماهر: السابح. والظنون: الذي لا يوثق بما عنده، وكذلك في الرَّكِيّ، أي لا يوثق بمائها.
والجُدة: شاطىء النهر.
دجج
واستُعمل من معكوسه: دج القوم دَجُّا، إذا مشوا مشياً رُويداً في تقاربِ خَطْوٍ. ومنه قولهم: أقبل الحاجُّ والداجُّ، فالحاج: الذين يحُجّون، والدَّاج: الذين يَدِبّون في آثار الحاجّ من التجّار وغيرهم. وفي كلام بعضهم: أمَا وحَواجِّ بيت الله ودواجِّه لأفْعَلَنَّ كذا وكذا.
وذكر أبو حاتم أنه يقال: دَجْدَجَ الدَّجاجُ، إذا عدا. وهذا تراه في بابه مستقصًى إن شاء الله.
ج - ذ - ذ
جَذَّ الشيءَ يَجُذُّه جذّا إذا استأصله قطعاً. قال أبو عبيدة في قوله جَل وعَزَّ: " عَطاءً غير مجذوذٍ " : أي غير منتقَص؛ هكذا فسّره وإلى هذا يَرْجِع إن شاء الله.
ج - ر - ر
جَر الشيءَ يَجًرُّه جَرُّا، إذا سحبه. وأجِرَّ الفصيلُ، إذا ثُقب لسانه وأدخل فيه خيط من شَعَرِ ليمنعه أن يرضع أمَه فيجهدَها. قال امرؤ القيس:
أجرَّ لساني يومَ ذلِكُمُ مُجِر
وأجررته الرمح، إذا طعنته. وأنشد:
أجِرَّهُ الرمْحَ ولا تِهالَهْ
كذا سُمع من العرب.
والجَرُّ: سَفْح الجبل حيث علا من السَّهل إلى الغِلَظ. قال الشاعر - عبد الله بن الزِّبَعْرَى:
كم ترى بالجَرِّ من جُمجمةٍ ... وأكُفّ قد أتِرَّتْ وجِزَلْ
وقال الراجز:
وقد قَطَعْتُ وادِياً وَجرّاً
والجَرّ: الذي جاء فيه النهي عن نبيذ الجَرِّ. والمعروف في الجَرّ عند العرب ما اتًّخذ من الطين كالفَخّار ونحوه. والجِرَّة: ما يجتره البعير من كَرِشه. ومثل من أمثالهم: " ما اختلفت الدرَة والجِرة " .
وأما الجرير فله موضع تراه فيه مع نظائره إن شاء الله. ومثل من أمثالهم: " نَاوَصَ الجُرَّة ثم سالَمها " . يقال ذلك للذي يخالف القوم على رأيهم ثم يرجع إلى أقوالهم. والجُرّة: خشبة نحو الذراع يجعل في رأسها كِفَة وفي وسطها حبل، فإذا نشِب فيه الظبيً ناوصها ساعةً واضطرب فيها فإذا غلبته استقرّ فيها فتلك المسالمة.
رجج
ومن معكوسه: رجَ الشيءُ يَرُج رَجا، إذا ترجرجَ، وهو راج. وقيل لابنة الخُسّ: بمَ تعرفين لَقاح ناقتك؟ فقالت: أرى العينَ هَاجّا والسنامَ راجُّا وأراها تفاجُّ ولا تبول " ، وذكرت العينَ هاهنا تريد بها الناظر. وهججَتْ: غارت، وهَجَت مخفف.
وسمعتُ رَجةَ القوم، أي أصواتهم. وكذلك رَجة الرعد، أي صوته. وفي التنزيل: " إذا رُجَّتِ الأرْض رجًّاً، يعني يوم القيامة.
ج - ز - ز
جَز الصوفَ وغيره يجزه جَزُّاً. واسمُ الصوف المجزوز: الجِزة. وقال أبو حاتم: الجِزًة: صوف كَبْش أو نعجة إذا جُز فلم يخالطه فيه غيره. وجُزازُ كل شيء: ما اجتززته منه. وجاء زمان الجَزاز، أي الحصاد. وأنشدَنا أبو حاتم بيتاً للفرزدق:
فنِعْمَ الأيْرُ أيْرُكَ يا ابنَ كوني ... يُقِل جُفالَةَ الكَبْش الجَزِيزِ
الجُفَالة: الصوف والشَّعَر المكتنز.
زجج
ومن معكوسه: زججت الشي من يدي زجا، إذا رميت به. وزَجَجْتُه بالرمح، إذا نَجَلْتَه به وزَرَقْتَه. والزج: معروف، والجمع زِجاج وأزِجَّة وزِججَة. وأزجَجْت الرُّمْحَ إزجاجاً، وزَجَّجْته تزجيجاً، إذا جعلت له زُجاً، وكذلك أزجَجْتُه إزجاجاً، فهو مُزَج ومزَجج. قال أوس ابن حَجَر:


أصَمَّ رُدَيْنيُّا كأنّ كُعُوبَهُ ... نوى القَسْب عَرّاصاً مُزَجُّا مُنصَّلا
والزُجاح: معروف. والزَّجَج من قولهم: حاجب أزجُّ، وهو السابغ الطويل في دَقة. وظليم أزَجُّ ونعامة زَجّاء، إذا كانا طويلي الرجلين. ورجل أزجُّ، والجمع زُج، وهو بعيد الخَطْو. قال ذو الرُّمَة:
جُمالية حَرْف سِناد يَشُلُّها ... أزجُ بعيدُ الخَطْوِ ظمآنُ سَهْوَقُ
ج - س - س
جَسَ الشيءَ يَجسُّه جَسُّاً، إذا لمسه بيده. ومَجَسُّ الشيء ومَجسَّتُه: الموضع الذي تقعٍ عليه يدك منه إذا جَسَسْتَه. وقد يكون الجَس بالعين أيضاً. يقال: جَسَّ الشخص بعينه، إذا أحَدَّ النظرَ إليه ليستثبت. قال الشاعر:
وفتيةٍ كالذِّئابِ الطُلْس قلتُ لهم ... إنّي أرى شَبَحاً قد زال أو حالا
فاعصَوْصَبوا ثم جَسًّوه بأعْيُنِهم ... ثم اختَفَوْه وقَرنُ الشَمس قد زالا
اختفوه: أظهروه، ويقال خفَيت الشيءَ إذا أظهرته، واختفى: افتعل من ذلك. وجَسِّ: زجر للبعير، لا يتصرف له فعل.
سجج
واستعمل من معكوسه: سجَ الحائطَ يَسُجُّه سجا، إذا مسحه بالطين الرقيق فلاطه به. والمِسَجة: الخشبة التي يُطلى بها الحائط، لغة يمانية، وهي التي تسمَى بالفارسية: المالجَةُ. قال أبو بكر: وأهل نجد يسمون المالَجَةَ المِسْيَعَة.
ج - ش - ش
جَشّ الحَبَّ يجشُّه جَشًّا، إذا طحنه طحناً جريشاً. والحَبُّ جَشِيش ومجشوش. قال رؤبة:
يا عجباً والدهرُ ذو تخويش ... لا يُتَّقَى بالدَّرق المَجروش
لَفْظَ الزُّؤان مِطْحَرُ الجَشيش
الزُّؤان: حب يكون في البرّ. وجَشَّ الرَّكِيَ يَجُشُّها، إذا استخرج ماءها وحمأتَها. قال أبو ذؤيب:
يقولون لمّا جُشَتِ البئر أوْرِدوا ... وليس بها أدنى ذِبابٍ لواردِ
الذِّبَاب: الماء القليل. وفرس أجشُّ: غليظ الصهيل، وهو مما يُحمد في الخيل. قال النجاشي:
ونجى ابنَ حرب سابح ذو علالةٍ ... أجَشُّ هزيم والرِّماح دَواني
قوله ذو علالة: أراد جرياً بعد جري مثل عَلَل الماء شيئاً بعد شيء وشرباً بعد شرب، الأول النَّهَل والثاني العَلَل. وقوله هزيم: أي تُسمع له هَزْمَة مثل هزمة الرعد. وجُشُ أعيارٍ: موضع. وسمعت في حلقه جُشَّةً، أي غِلظاً، وهو مثل الجُشْرة. والجَشَّة والجُشة: لغتان، وهم الجماعة من الناس يقبلون معاً في نهضة وثورة. قال العجّاج:
بجَشُّةٍ جشّوا بها ممّن نَفَرْ ... محملين في الأزِمّات النخَرْ
شجج
ومن معكوسه: شجَجْت الرجلَ أشُجُّه شَجًّا، إذا كسرت رأسه. وشَجَّ الخمرَ بالماء يَشُجها شَجا، إذا مزجها. وشجَّ الأرض براحلته، إذا سار بها سيراً شديداً، وأشَجًّ، " أفْعل " من الشَجّ: اسم رجل. وأنشد لأعشى همدان:
بينَ الأشجِّ وبينَ قيس بيتُه ... بَخْ بخْ لوالده وللمولودِ
ج - ص - ص
الجِصّ: معروف، وليس بعربي صحيح.
ج - ض - ض
ضجج
استُعمل من معكوسه: ضَجَّ ضَجيجاً، والاسم: الضَّجَّة. والضَجَاج: القَسْر. قال الراجز يصف حرباً:
وأغْشتِ الناسَ الضَجاجَ الأضْجَجا ... وصاحَ خاشي شرِّها وهَجْهَجا
والضَجَاج: ثمر نبتٍ أو صَمْغ تغسل به النساءُ رؤوسهن؛ لغة يمانية.
ج - ط - ط
أهملت الجيم مع الطاء والظاء في الوجوه الثنائية.
ج - ع - ع
الجَعُّ: أميت فألحق بالرباعي في " جعجع " . والجَعْجَعَة: القعود على غير طمأنينة. ومنه قول أبي قيس بن الأسْلَت:
مَن يَذُقِ الحربَ يَجِدْ طَعْمَها ... مُرّا وتَتْرُكْه بجَعْجاع
ومن أمثالهم: " أسمعُ جَعْجَعَةً ولا أرى طِحْناً " . الطِّحْن: الشيء المَطحون. والطَّحن: المصدر. وكتب ابن زياد إلى ابن سعد: " جَعْجِع بالحُسين " ، أي أزعِجْه. والجعجعة: الصوت.
عجج
ومن معكوسه: عَجَّ يَعِجُّ عَجُّا وعَجيجاً، إذا صاح. وسمعت عَجَّةَ القوم وعَجِيجَهم، أي أصواتهم.
والعُجة: ضرب من الطعام، لا أدري ما حدّها. ونهر عجّاج: كثير الماء. والعَجَاج: الغُبار.
وسُمِّي العَجّاج عَجاجاً بقوله:
حتى يَعُجً ثَخَناً مَن عَجْعَجا ... ويُودِيَ المُودي وينجو مَن نجا


ثخن: مبني من أثخنه، إذا بالغ في ضربه. وألحق العَجُّ بالرباعي، فقالوا: عجعج.
ج - غ - غ
أهملت الجيم والغين مع وجوه الثنائي.
ج - ف - ف
جَف الشيءُ يَجِفُّ جفوفاً بعد رطوبته. والجُفُّ: الجمع الكثير من الناس. قال النابغة:
من مُبْلِغ عَمْرَو بنَ هندٍ آيةً ... ومن النَّصيحة كثرةُ الإنذارِ
لا أعرِفَنَّكَ عارضاً لرماحِنا ... في جفِّ ثعلبَ واردي الأمرارِ
يعني ثعلبة بن عوف بن سعد بن ذبيان. وروى الكوفيون: في جُفِّ تغلبَ، وهذا خطأ، لأن تغلب في الجزيرة وثعلبة في الحجاز. وأمرار: موضع. وجُفُّ الطلْعة: وعاؤها إذا جَفَّتْ. وفي الحديث: طُبّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فجُعل سِحْرُه في جُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ. والجُف أيضاً: نصفُ قربةٍ تُقطع من أسفلها وتُجعل دلواً. قال الراجز:
رُبَّ عجوز رأسُها كالكِفَّهْ ... تَحْمِلُ جُفّا معها هِرْشَفهْ
قوله كالكِفَّة: يعني من الكِبَر ككِفَّة الحائل، وهو الصائد. والهِرْشَفَّة: خِرْقَة ينشَّف بها الماء من الأرض. وأما الجَفْجَف فهو الغلَظ من الأرض، وقد أفردنا لهذا المكرر باباً تراه إِن شاء الله.
فجج
ومن معكوسه: فَج، والجمع فِجاج، وهو الطريق الواسع في الجبل، أوسع من الشِّعب. وفَج الرجلُ رجليه، إذا باعد بينهما، وكذلك الدابّة. ويقال أيضاً: أفَجَّ فهو مفج، إذا عدا عدواً شديداً.
وقوس فَجّاءُ، إذا ارتفعت سِيَتُها، فبانَ وتَرها عن عِجْسِها. يقال: عُجْسُها وعِجْسُها وعَجْسُها، ثلاث لغات، وهو المَقْبِض.
ج - ق - ق
أهملت الجيم مع القاف والكاف في وجوه الثنائي.
ج - ل - ل
جُلُّ الشيء: معظمه. وجُل الدابة وجَلُّها، لغة تميمية معروفة. ويقال: أخذت جُل هذا الشيء وجلَه، إذا تَجَلَّلْته، وأخذت جُلالَه وجِلَه. ويقال: قوم جِلة: ذوو أخطار. والجَلَّة البار. والجليل: التمام. ونهي عن أكل لحم الجلابات، وهي التي تأكل البار والرَجيع. والجُلَّة من جِلال التمر: عربية معروفة، والجمع جُلَل. قال الشاعر، هو الأعشى:
يَنْضِحُ بالبول والغبارِ على ... فخذيه نضحَ العبديّة الجلَلا
وأنشدني أبو عثمان الأشْنانْداني قال: أنشدني الأصمعي قال: أنشدني الأخفش:
باتوا يعَشون القُطَيْعاء ضيفَهم ... وعندهم البَرْني في جُلَل ثُجْل
فما أطعموه الأوْتَكَى من سَماحةٍ ... ولا مَنَعوا البَرْنِيَّ إلا من البُخْل
الأوْتَكَى: صرب من التمر. والقُطَيْعاء: تمر صِغار يشبه الشِّهْرِيز. وقال الراجز:
إذا ضربتَ مُوقَراً فآبْطُنْ لَهْ ... فوقَ قُصَيْراه وتحت الجُلَهْ
يعني جملاً عليه جُلَّة. والمَجَلَّة: الصحيفة. وكذلك رُوي بيت النابغة:
مَجَلَّتُهم ذات الإله ودينهم ... قويم فما يَرْجُون غيرَ العواقبِ
يريد الصحيفة لأنهم كانوا نصارى، فأراد الإنجيل. ومن روى: مَحلّتهم " بالحاء، أراد الشام الأرض المقدسة.
لجج
ومن معكوسه: لَجَّ يَلجُّ لَجاجاً، إذا مَحِكَ في الأمر. وسمعت لَجَّة القوم، أي أصواتهم. واللجة: لجة البحر، والجمع لُج ولُجَج.
وفي حديث الزبير: أدخِلتُ الحَشَّ ووضعوا اللُجَّ على قَفَيَّ. قالوا: يعني السيف، شبّه بريقَه بلجَّة البحر، والله أعلم.
ج - م - م
جَمّ الفرسُ يَجِمُّ جَماماً ويَجُمُّ أيضاً، إذا عَفا من التعب ولم يركب. وكذلك جَمامه إذا ترك الضِّراب. ويقال: أعطني جَمام فرسك. وجَمَّت البئر تَجمُّ جماً وجموماً، إذا تراجع ماؤها. وضمُّ الجيم في البئر أكثر من كسرها في المستقبل. وجَمَّةُ الرَّكِيّ: معظم مائها إذا ثاب، والجمع جِمام. وكذلك جَمَّة المركب البحري، عربية صحيحة محضة، وهو الموضع الذي يجتمع فيه الماء الراشح من خُروزه. والجُمَّة: الشعر الكثير، وهي أكثر من اللِّمَة، والجمع جُمَم وجِمام. والجُمَّة: القوم يسألون في الدَيات. وأنشد:
وجمة تسألني أعْطيتُ ... وسائلٍ عن خَبَرٍ لَويتُ
فقلتُ لا أدري وقد دَرَيتُ
والجَمُّ: الكثير من كل شيء. قال الراجز:
إن تَغْفِرِ اللهمَّ تَغْفِرْ جَمّا ... وأيُّ عبدٍ لك لا ألَمّا


أي لم يُلِمَّ بالذنب ولم يقارف. وكذلك فسّره أبو عبيدة. وكذلك فسر في التنزيل، واللّه أعلم.
والجُمّ، زعموا: صَدَف من صَدف البحر لا أعرف حقيقّته. وأجمَت الحاجة، إذا حانت. قال زهير:
وكنت إذا ما جئتُ يوماً لحاجةٍ ... مَضَت وأجمَت حاجةُ الغد ما تخلو
مجج
ومن معكوسه: مَج الماءَ يَمجه مَجّا، إذا مجه من فيه بمرّة واحدة، أي أخرجه. وهو المُجاج. ومُجاجُ المُزْنِ: مَطَره. ومجاجُ النحل: عَسَله. وأنشد:
ويدعُو ببَرد الماء وهو بَلاؤه ... وإمّا سقَّوه الماءَ مَجَّ وغَرْغَرا
هذا يصف رجلاً به الكَلَب، والكَلِبُ إذا نظر إلى الماء تَخيل له فيه ما يكرهه فلا يشربه.
والمُج والبُجُّ، زعموا: فَرْخ الحمام، ولا أعرف ما صحته، والمُج: اسم سيفٍ من سيوف العرب، وقد ذكره الكلبي. وأمج الفرسُ إمجاجاً، إذا جرى جريَاً شديداً. قال الراجز:
كأنّما يَستضرمان العَرْفَجا ... فوق الجَلاذِيّ إذا ما أمْجَجا
يريد: أمَجّا. قال: يصف حماراً وأتاناً، شبه ما تنفيه حوافرهما من الحصى وقدحَ النار بضرام العرفج. يريد أمجّ، فأظهر التضعيف اضطراراً. والجَلاذي جمع جَلْذَأة، وهي الأرض الغليظة وفيها ارتفاع.
ج - ن - ن
جنَّ الرَّجلُ جُنونَاً. وجُنّ النبتُ، إذا غَلُظ واكتهل، والجِنُّ: خلاف الإنس. وجِن الشباب: حدّته ونشاطه. ويقال: فلان في جِنّ شبابه، أي في أوله. وقال حسان:
إنَّ شرْخَ الشبابِ والشَعَرَ الأسْ ... وَدَ ما لم يُعاصَ كان جُنونا
وجِنُّ الليل: اختلاط ظلامه. قال الشاعر - هو المتنخل:
حتى يجيءَ وجنُّ الليل يُوغِلُهُ ... والشوكُ في وَضَح الرجلين مركوزُ
ويقال: جُنون الليل، وجَنانُ الليل. قال الشاعر - دريد بن الصمَّة الجُشَميّ:
فلولا جُنونُ الليل أدرك رَكْضُنا ... بذي الرِّمث والأرْطى عِياضَ بنَ ناشبِ
ويقال: جنَّه الليل وأجنه وجنَّ عليه، إذا سَتَرَه وغطّاه، في معنى واحد. وكل شيء استتر عنك فقد جنّ عنك. ويقال: جَنان الرجل، وبه سُمّيت الجِن. وكان أهل الجاهلية يسمّون الملائكة: جِنَّةً لاستتارهم عن العيون. والجِنُ والجِنَّة واحد. والجنَّة: ما واراك من السلاح. والجَنة: الأرض ذات الشجر والنخل. ولا تسمَى جَنَّةً حتّى يُجنها الشجرُ، أي يسترها، هكذا قال أبو عبيدة.
وسمِّي التًّرْسً مِجَنًّا لستره صاحبَه. وسمَي القبرُ جَنَناً من هذا. والطفل ما دام في بطن أمه فهو جَنين. والجَنين: المدفون. قال الشاعر في جَنين القبر - هو عمرو ابن كلثوم التغلبي:
ولا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَقاها ... لها من تسعةٍ إلاّ جَنينا
أي مدفوناً؛ أي قد ماتوا كلُّهم. قال: ومنه كلام ابن الحنفيّة " رحِمكُ الله مِن مُجَنٍّ في جَنَنٍ ومدْرَج في كَفَنٍ " ؛ يقوله للحسن رحمة الله عليه. وجَنان الناس: معظمهم. قال الشاعر:
جَنانُ المسلمين أوَدُّ مَسُّا ... وإنْ جاوَرتُ أسْلَمَ أو غِفارا
وربما سمِّيت الروح جَناناً لأن الجسم يُجِنُها؛ هكذا قال بعضهم.
ومن معكوسه: نَجَ الجُرْحُ يَنج نَجُّا، إذا رشحَ منه القيحُ أو غسَق به. وزعموا أن غَسّاق من هذا اشتُق. يقال: غسَق الليلُ يغسِق، وغسَق الجرحُ يغسَق. قال الشاعر:
فَإن تَكُ قُرْحَة خَبُثت ونجَّت ... فإن الله يَشفي مَن يشاءُ
ج - و - و
جَو السماء: معروف، وهو الهواء. وروَوْا بيت ذي الرُّمَة:
وظَلَّ للأعْيَس المُزْجي نَواهِضَه ... في نَفْنَف الجَوِّ تصويب وتصعيدُ
ورُوي: في نفنف اللُّوح " . وجوّ البيت: داخلُه؛ لغة شامية. وكانت العرب تسمّي اليمامة في الجاهلية جَوًّا. قال الشاعر - هو الأعشى:
فاستنزَلوا أهلَ جَو من منازلهم ... وهدموا شامخَ البُنيانِ فاتضعا
وجج
ومن معكوسه: وَج، وهو الطائف. قال الشاعر:
صَبَحْتُ بها وَجا فكانت صبيحةً ... على أهل وَج مثلَ راغيةِ البَكْرِ
ج - ه - ه
ألحق جَهَّ بالرباعي فقيل: جَهْجَهَ. يقال: جَهْجَهْتُ بالسَّبُع وهَجْهَجْتُ به، إذا زجرته. قال الراجز - هو رؤبة:
وكَيْدِ مَطّال وخصم مِبْدَهِ ... يَنوي اشتقاقاً في الضلال المِتْيَهِ


جَهْجَهْتُ فارتد ارتدادَ الأكْمَهِ
وقال الشاعر - هو مالك بن الرَّيب المازني:
جرَّدتُ سيفي فما أدري إذا لِبَدٍ ... يَغْشَى المُهَجْهَجَ حَدُّ السيف أم رَجُلا
ويقال: جَهجهتُ بالإبل وهَجهجتُ بها، إذا زجرتَها. ويومُ جُهْجُوهٍ: يوم من أيامهم، له حديث.
هجج
ومن معكوسه: هجتِ النارُ تَهجُّ هَجا وهَجيجاً، إذا سمعتَ صوت اشتعالها. والهَجِيج: وادٍ عميق، لغة يمانية. ويقال: هَجِيج وإهْجِيج. وظليم هَجْهاج: كثير الصوت. ويوم هَجْهاج: كثير الريح شديد الصوت. ورجل هَجْهاج: كثير الصوت أيضاً. وهججت عينُه، إذا غارت.
ج - ي - ي
أهملت الجيم والياء في الثنائي.
باب حرف الحاء وما بعده
ح - خ - خ
أهملت الحاء والخاء في الوجوه كلها.
؟؟؟ح - د - د
حَدَّ السِّكِّين وغيره: معروف. وحَددت السكَين وغيرَه أحده حداً، إذا مسحته بحجر أو مِبْرَد؛ يقال: حددت السِّكَين وغيره أحُده، وأحَدَّها يُحُّده إحداداً. وسِكِّين حديد وحُداد. ورجل حدٌّ ومحدود، إذا كان محروماً لا ينال خيراً. وأحددت إليك النظر أحده إحداداً. والحَدًّ بين الشيئين: الفَرْق بينهما لئلا يعتدي أحدُهما على الآخر. وحَدَدْت على الرجل أحدُّ حدَّة، إذا غضبت عليه.
وحَدًّ الدار: معروف. وحَدُّ السارق وغيرِه: الفعل الذي يمنعه من المعاودة ويحده عنه، ويمنع غيره أيضاً.
وأصل الحَدّ: المنع. يقال: حَدّني عن كذا وكذا، إذا منعني عنه. وبه سُمّي السَجّان حَدّاداً لمنعه كأنه يمنع من الحركة. قال الشاعر:
يقول ليَ الحدّادُ وهو يقودني ... إلى السِّجن لا تَجْزَع فما بك من باس
وسمَى الأعشى الخمّار حدّاداً، لأنه يحبس الخمر عنده فقال:
فقُمنا ولمّا يَصِحْ ديكُنا ... إلى جَونةٍ عند حدّادها
يذهب بوصفها إلى السواد، وإلى وعاء الخمر، وهو الزق. وحدّت المرأةُ وأحَدّت، إذا تركَتِ الطِّيب والزينة بعد زوجها. وأبى الأصمعي إلّا أحدَّت فهي مُحِدّ ولم يعرف حدَت. ويقال: هذا أمر حَدد، أي ممتنع. ودعوة حَدد، أي مردودة لا تُجاب. وقد أفردنا لهذا باباً في آخر الكتاب فيما جاء فيه حرفان مِثْلان في موضع عين الفعل ولامه.
وبنو حُدَاد: بطن من العرب، من طيّء. وبنو حِدّان من بني سعد. وحُدّان من الأزد.
دحح
واستُعمل من معكوسه: دَحَّ في قفاه يَدُحُّ دَحًّا ودُحُوحاً مثل دَعَّ سواء. قال الشاعر:
قبيح بالعَجوز إذا تغدَتْ ... من البَرْنيّ واللَبَنِ الصَريح
تَبَغِّيها الرجالَ وفي صَلاها ... مَواقعُ كل فَيْشَلَةٍ دَحُوح
ح - ذ - ذ
حَذ الشيءَ يَحذّه حَذّا، إذا قطعه قطعاً سريعاً. والحُذة القطعة من اللحم، وهي الفِلذة. قال الشاعر - هو أعشى باهلة:
تُغْنِيه حذة فِلذٍ إن ألمَّ بها ... من الشِّواء ويُروي شُرْبَه الغُمَر
وُيروى: حُزَة. والحذذُ: خفّة وسرعة. وقَطاة حذّاء: سريعة الطيران. وناقة حذّاء: سريعة خفيفة. وفي خطبة عتْبَة بن غَزْوان: " إن الدنيا قد أدبرت حذّاءَ " ، أي سريعةَ الإدبار.
وقالوا: قطاة حَذّاءُ: قليلة ريش الذَّنَب. قال الشاعر - هو النابغة الذبياني:
حَذّاء مُدبِرَةً سَكَّاءُ مُقْبِلَة ... للماء في النحر منها نَوطة عَجَبُ
السَّكَك: لصوق الأذن بالرأس. يريد أنه لا أذنَ لها إلا السمّان. والحَذّاء: الناقة السريعة.
وللحاء والذال مواضع تراها في المعتلّ إن شاء الله تعالى.
ح - ر - ر
حَرَّ يومنا يَحِر - بفتح الحاء وكسرها والفتح أكثر - حَرا. وزعم قوم من أهل اللغة أنه يُجمع الحَرّ أحارِر، ولا أعرف ما صحّته. والحُرُّ: خلاف العبد، وعبد معتق، وفي التنزيل: " نذَرْتُ لكَ ما في بَطني مُحَرَّراً " ؛ يقال، والله أعلم، إنها أرادت أنه خادم لك وهو حُرّ. والحَرورِيَّة: الذين خرجوا على أمير المؤمنين عليّ عليه السلام؛ نُسبوا إلى حَرُوراء، موضع اجتمعوا فيه.
والحُرًّ: العتيق من الخيل وغيرها. ويقال: حُر بَيِّن الحرية. والحُرُّ: الحمامة الذَّكَر الذي يسمَّى ساق حُرّ. قال الشاعر:
دَعَتْ ساقَ حُرّ فوقَ ساقٍ كأنها ... شريبُ نَدامى هَزَّ أعطافَه السُّكْر
والحُرّ: ضرب من الحيات. والحُرّ أيضاً: طائر صغير.


والحِرَّة: حرارة العطش والتهابه. ومن دعائهم: " رماه الله بالحِرَّة تحت القِرة " ، أي العطش والبرد. والحَرَّة: أرض غليظة تركبها حجارة سود، والجمع حِرار وحَرُّون وإحَرُّون. وللعرب حِرار معروفة: حرَّةُ بني سُليم، وحرة لَيْلَى، وحرَّة راجل، وحرَّة واقم بالمدينة، وحَرَّة النار لبني عبس.
قال أبو بكر: قال أبو حاتم: قال الأصمعي: سألت غَنَوياً عن جمع حرة فقال: إحَرُّون، وسألت قيسياً فقال: حَرون. وأنشد للراجز:
لا خِمْسَ إلا جَنْدل الإحَرينْ ... والخِمْسُ قد أجشمنَكَ الأمَرِّينْ
يقال لليلة التي تزف فيها العروس إلى زوجها فلا يقدر على افتضاضها: ليلةُ حُرَّة. قال النابغة:
شُمس موانعُ كلِّ ليلة حُرةٍ ... يُخلِفْنَ ظَنَّ الفاحش المغيارِ
وحرة الوجه: ما بدا لك من الوجه. وحُرة الذفرى: موضع مَجال القُرط. قال ذو الرمَّة:
والقُرط في حَرة الذفرى معلَّقة ... تَباعَدَ الحَبْلُ منها فهو يضطربُ
وقال العجّاج:
في خُشَشاوَيْ حرةِ التحريرِ
والحرّ والحُرة: الرمل والرملة الطيّبة. قال الأعشى يصف الثور:
وأدبرَ كالشِّعْرَى وضوحاً ونُقْبَةً ... يُواعس من حرِّ الصَريمة مُعْظَما
وسحابة حرَّة: كثيرة المطر. قال عنترة:
جادت عليه كلُّ بِكر حرَّةٍ ... فتركن كلَّ قرارةٍ كالدَرهم
والحُرّ: الفعل الحسن، في قول طرفة:
لا يَكُنْ حبًّكِ داءً قاتلاً ... ليس هذا منكِ، ماوِيَّ، بِحُر
أي بفعل حسن.
رحح
ومن معكوسه: الرُّحّ، جمع أرَحّ، والأرَحّ: العريض الحافر من الخيل في رقّة، وهو عيب. قال الراجز - هو حُميد الأرقط:
لا رَحح فيها ولا اصطِرارُ ... ولم يقلِّب أرضَها بَيْطار
ولا لحَبْلَيْه بها حَبارُ
الحَبار: الأثر؛ والاصطرار عيب، وهو ضيق الحافر.
ح - ز - ز
حز الشيءَ يَحُزُّه حَزّا، إذا أثّر فيه بسِكِّين أو غير ذلك. وهذا يُستقصى في المكرَّر إن شاء الله.
والحَزُّ: الغامض من الأرض ينقاد بين جبلين غليظين. والحَز: موضع بالسراة. والحَزيز: غِلَظ من الأرض. والحَزازُ: الهِبْرِية التي تكون في الرأس. والحَز: الفَرْض الذي في الزَّند. والحُزَّة: قطعة من اللحم والكَبِد.
زحح
ومن معكوسه: زَحَّه يَزُحُّه زَحّا، إذا نحّاه عن موضعه. وقد ألحقوه بالرباعي فقالوا: زَحْزَحَه.
ح - س - س
حسَّ الشيءَ يَحُسُ حَسّاً، وأحَسَّ أيضاً، من قولهم: حَسَسْتُ بالشيء وأحْسَسْتُه وأحْسَسَتُ به. والمصدر الحَسّ والحَسِيس. وقد قالوا: حَسِيت بالشيء، في هذا المعنى، وأحَسْتُ به. قال أبو زُبيد:
سِوى أنّ العِتاق من المطايا ... حَسِينَ به فهنَّ إليه شُوس
يصف إبلاً أبصرت أسداً فهي تنظر إليه شَزْراً.
والاسم الحِسّ. وما سمعت له حِسّاً ولا جِرْساً. قال أبو بكر: إذا أفردوا قالوا: ما سمعت له جَرْساً. فإذا قالوا: ما سمعت له حسِاً ولا جِرْساً، كسروا الجيم على الإتباع. والحِسُّ: وجع يصيب المرأة بعد ولادتها. والحَسُ: القتل المستأصِل الكثير. وكذلك فُسر في التنزيل، والله أعلم، في قوله جلّ وعزّ: " إذْ تَحُسُّونَهم بإذْنِه " . وفلان يَحِسُّ لفلان حَسًّا، أي يرقّ له، إذا عطفتْه عليه الرحِمُ. ومنه قولهم: " إن العامري لَيَحِسُّ للسعديّ " لما بينهما من الرَّحِم. يقال: إن صعصعة هو ابن سعد، إنه ناقلة في قيس، على ما ذكر أبو عبيدة وابن الكلبي. وحسَستُ الدّابّة حَسّاً. وحَسَّ البرد النبتَ حَسُّاً، إذا حرقه. والبرد مَحَسَّة للنبت، بفتح الميم، ومِحًسّةُ الدابّة، بكسرها. وحس،ّ بكسر السين: كلمة تقال عند الألم. قال العجّاج:
فما أراهم جَزَعاً بِحَسِّ ... عَطْفَ البلايا المَسَّ بعد المَسِّ
والحُساسُ: سمك جاف صِغار، لغة عبدية. والحِسُّ: مسُّ الحمَى أول ما تبدو. وانحَسَّتْ أسنانُه، إذا تساقطت. قال العجّاج:
في مَعْدِنِ المًلْكِ القديم الكِرْس ... ليس بمقلوع ولا مُنْحَسِّ
وللحاء والسين مواضع في المعتلّ ستراها إن شاء الله.
سحح


ومن معكوسه: سَحَّ الماءَ يسُحُّه سَحاً، إذا صَبه صَبّاً كثيراً. وكل شيء صبَبْتَه صَبًّا متتابعاً فقد سَحَحْتَه. قال الشاعر:
ورُبَّتَ غارةٍ أوْضَعْتُ فيها ... كسحِّ الهاجريِّ جَرِيمَ تَمِرْ
والسُّحُّ: تمر يابسُ لا يُكنز، لغة يمانية.
ح - ش - ش
الحَش والحُش: النخل المجتمع، والجمع الحِشّان. وبه سُمِّي الحَشُّ الذي تعرفه العامّة، لأنهم كانوا يقضون الحاجة في النخل المجتمع، فسُمِّي الحَش بذلك. ويسمَّى الحائش أيضاً. وأنشد:
فقلتُ أثْل زال عن حُلاحِل ... ومُثْمِر من حائشٍ حوامل
والحَشُّ: مصدر حششتُ النارَ أحُشُّها حشًّاً، إذا أوقدتها. وفلان مِحَشُّ حرب، إذا كان يَسْعَرُها لشجاعته. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال لأبي جَنْدَل بن سهيل: " وَيْلُ أمّه مِحَشُّ حربٍ لو كان معه رجال " . وحَشَّ النابل السهمَ يَحُشُّه حَشّاً، إذا ركب عليه قُذَذاً.
وحُشَّ الفَرَسُ بجنبين عظيمين، إذا كان مُجْفَراً. وحشَّت يده وأحَشَّها اللّه، إذا يَبِسَتْ.
والحشيش لا يكون إلا يابساً. قال أبو بكر: قال أبو حاتم: فسألت أبا عبيدة فقال: يكون يابساً ويكون رَطْباً. وحُشُّ كوكب: موضع بالمدينة معروف.
شحح
ومن معكوسه: الشُّحُّ والشَّحُّ، لغتان، وهو معروف، وهما مصدر شَحَّ يَشحُّ شَحُّا فهو شَحيح.
ح - ص - ص
حَصَّ شعرَه يَحصه حصا، إذا جَرده وانحص، إذا انجرد. وقال قوم من أهل اللغة: حُصَّ شعرُه فهو محصوص، إذا حَصَّه غيرُه. قال الشاعر - هو أبو قيس بن الأسْلَت:
قد حصَّتِ البَيْضَة رأسي فما ... أطْعَمُ نوماً غيرَ تَهْجاع
وفرس حَصِيص، إذا قلّ شعرُ ثُنَنِه، وهو عيب. والشَّعر حَصِيص ومحْصوص. وبنو حَصِيص: بطن من العرب من عبد القيس. والأحَصّ: ماء معروف. والحُصُّ: الوَرْس. قال الشاعر - هو عمرو بن كلثوم التغلبي:
مشعشعةً كأنَّ الحُصَّ فيها ... إذا ما الماء خالطها سَخِينا
وأخذت حصّتي من كذا وكذا، أي نصيبي. وحاصصت فلاناً مُحاصَةً وحِصاصاً، إذا قاسمته فأخذت حصَتَك وأعطيته حِصَتَه.
صحح
ومن معكوسه: الصِّحَّة، ضد السُّقْم. قال أبو عبيدة: يقال: كان ذلك في صُحَه وسقْمِه.
والصِّحاح: جمع الصحيح. والصَّحاح، بفتح الصاد، جمع الصِّحَة بعينها. وفي كلام بعضهم: " ما أقرَبَ الصَّحاحَ من السقَم " ، والسقام أيضاً. قال الشاعر:
قد خط أيّامُ الصحاح والسقَمْ
ح - ض - ض
حَضَضْتُ الرجلَ على الشيء أحُضُّه حَضًّا، أي حرِّضته. والاسم الحُضُّ، مثل الضُّعف. ويقال: حَض وحضّ مثل ضعْف وضعْف. والحُضَض والحُضُض: دواء معروف. وذكروا أن الخليل كان يقول: الحضَظ، بالضاد والظاء، ولم يعرفه أصحابنا.
ضحح
ومن معكوسه: الضَحّ، وهي الشمس. وأحسب أن قولهم جاء بالضَحّ والرِّيح من هذا، إذا جاء بالشيء الكثير. والعامّة يقولون: " جاء بالضِّيح والرِّيح " ، وهذا ما لا يُعرف.
ح - ط - ط
حَطَّ الحملَ عن الجمل يَحُطًّه حَطًا. وكل شيء أنزلته عن ظهر أو غيره فقد حَطَطْتَه.
والحَطُّ: حَط الأديم بالمحطّ، وهي خشبة يُصقل بها الأديم أو يُنقش ويملَّس. قال الشاعر - هو النَّمِر بن تَوْلَب:
كأنَّ مِحَطّا في يدمَيْ حارِثيّة ... صَناع عَلَتْ مني به الجِلْد َمن عَلُ
حَطَّ الأديمَ يَحُطُّه حطاً، إذا نقشه أو ملَّسه. وحَطَّ الله وِزْرَه حَطُّاً. والحَطاطُ، واحدتها حَطاطَة، وهو بَثْر صِغار أبيض يظهر في الوجوه. ومن ذلك قولهم للشيء إذا استصغروه: حَطاطَة. قال أبو حاتم: هو عربي معروف مستعمل. والحَطُوطُ: الأكَمَة الصَّعبة الانحدار.
طحح
ومن معكوسه: طَحَحْتُ الشيءَ أطُحُّه طَحُّا، إذا بسطته. قال الراجز:
قد رَكِبَتْ منبسِطاً منطَحّا ... تحسِبُه تحتَ السَّراب المِلْحا
ويقال: طَحا فلان يَطْحُو طُحُوّاً، إذا بَعُدَ، فهو طاح، وبه سُمِّي طاحية، أبو هذا البطن من الأزد. والطَّحُّ: أن يضع الرجلُ عَقِبَه على الشيء ثم يَسْحَجه بها. والمِطحّة من الشاة: مؤخَر ظِلفها. والمِطَحَّة: عُظيم كالفَلْكة. وكذا طحا قلبُه. وأنشد:
طحا بك قلب في الحسان طروبُ
ح - ظ - ظ


الحَظّ: معروف، يُجمع حُظوظاً، وقالوا أحاظٍ. قال الشاعر:
وليس الغنى والفقرَ من حيلة الفتى ... ولكنْ أحاظٍ قُسمَت وجُدودُ
ورجل حَظِيظ: ذو حظ. وقد سمّوا حُظَيًّاً، وستراه في بابه إن شاء اللهّ. والحِظاء: سِهام صغار يُتعلَّم بها الرمي. ومثل من أمثالهم: " إحدى حُظَيّات لقمان " ؛ للشيء الذي تستهين به وهو مَخوف.
ح - ع - ع
أُهملت الحاء مع العين والغين في الثنائي الصحيح.
ح - ف - ف
حَف القوم بالرجل وغيره حَفًّا، إذا أطافوا به. وحَفَفْت الشيء حَفّا، إذا قشرته. ومنه حَفَتِ المرأةُ وجهَها، إذا أخذت عنه الشَعَر. والحفافة: ما سقط من الشَّعَر المحفوف وغيره. والحَفَف: الضِّيق في المعاشّ والفقر، وأصله من القَشْر. وفي كلام بعضهم: " خرجَ زوجي ويَتِمَ ولدي فما أصابهم حَفف ولا دفق " . فأحفف: الضيق، والدفق: أن يَقِل الطعامُ ويكثر آكلوه. وحف النَّسّاج: معروف. والمِحَفَّة سُمَيت بهذا لأن خشبها يَحُفًّ بالقاعد فيها. ويقال: أغار فلان على بني فلان فاستحق أموالهم، أي أخذها بأسْرها. وحَفَّ رأسُ الرجل من الدُّهن يَحِفُّ جفوناً فحففته أنا إحقاقاً.
أفحح
ومن معكوسه: فحَتِ الأفعى فَحًّاً وفَحيحاً، وهو تحكُّك جِلدها بعضه ببعض. وقال قوم: بل فَحِيحها نفخها مِن فيها، وصوت تحكك جلدها: كشيئها. قال الراجز:
يا حَيَّ لا أَرْهَبُ أن تَفِحَي ... أو أن ترَحِّي كَرَحَى المُرَحِّي
قال أبو بكر: يخاطب رجلًا شبَّهه بالحَيَّة، أراد حَيَّة فرخَم. وقوله: كرحى المُرَحِّي، أي تستدير.
وفَح الرجلُ في نومه، إذا نفخ، تشبيهاً بذلك.
ح - ق - ق
الحَقًّ: ضد الباطل. والحِقُّ من الإبل، قال الأصمعي: إذا استحقّت أمُّه الحملَ من العام المقبل وهو الثالث سُمي الذكر حِقًّاً والأنثى حِقَّةً وهو حينئذ ابن ثلاث سنين. وقال آخرون: إذا استحقّ أن يُحمل عليه، واستحقّت الأنثى أن يُحمل عليها. قال الراجز:
إذا سهيل مَغْرِبَ الشَّمس طَلع ... فابنُ اللَّبونِ الحِقُّ والحِقًّ جَذَعْ
ويقال: أتت الناقةُ على حِقِّها، إذا جاوزت وقت أيام نتاجها. قال الشاعر - وهو ذو الرُّمَّة:
أفلين مكتوب لها دونَ حِقِّها ... إذا حَمْلُها راشَ الحِجاجَيْن بالثُّكْل
قوله: راش الحِجاجَيْن، أي إذا نبت الشعر على ولدها ألقته ميتاً.
وحَق الأمرُ يَحِقُ، وقال قوم: يَحُقًّ حَقًّاً، إذا وَضَحَ فلم يكن فيه شك، وأحققته إحقاقاً. والحِقاق مصدر المُحاقَة؛ حاققت فلاناً في كذا وكذا مُحاقَّةً وحِقاقاً. وحقَّقت الشيء تحقيقَاً، إذا صدَقت قائلَه. حَقَقْتُ أنا الشيءَ أحُقُّه حَقّاً. والحُقّ الذي يسمّيه الناس الحُقَّة، عربي معروف، وقد جاء في الشعر الفصيح. قال عمرو بن كلثوم:
وثدياً مثلَ حُقِّ العاج رَخْصاً ... حَصانا من أكُفِّ اللامسينا
والحُقّ: رأس العَضُد الذي فيه الوابلة. والحُقّ: أصل الوَرِك الذي فيه عظمُ رأس الفَخِذ.
والأحَقّ من الخيل: الذي يضع حافر رجله في موضع حافر يده، وذلك عيب. قال الشاعر وافر:
بأجْردَ من عِتاق الخيل نَهْدٍ ... جَوادٍ لا أحَق ولا شَئيتِ
ويروى: بأقدَرَ، وللأقدر موضعان: فمنه قِصَرُ العنق، وهو عيب، والأقدر: الذي يجوز موقعُ حافري رجله موقعَ حافري يديه في عَنَقه. والشَّئيت: الذي يقصُر موقعُ حافر رجله عن موقع حافر يده، وذلك عيب أيضاً.
قحح
ومن معكوسه: القَحّ، وقد أميت فألحق بالرباعي، فقيل: القَحْقَح والفحْقُح، وهو العظم الذي فوق الدُّبُر الذي فيه عَجْبُ الذنب المُشْرِفُ على الدُّبًر.
واستُعمل منه القَحَةُ. وفرس وَقاح: بَيِّن القَحَة، بفتح القاف، هكذا يقول الأصمعي، إذا كان صُلب الحافر. وناقة وَقاح، إذا كانت صلبة الخُفّ. ومن هذا قولهم: رجل واقحُ الوجهِ، ووَقاحُ الوجه.
وأعرابي قُح، أي خالص لم يدخل الأمصار.
ويقال: عربي قُحّ، أي مَحْض، وقُحاح أيضاً، وهو الذي لم يدخل الأمصار ولم يختلط بأهلها. وقال قوم: بل هو الصميم الخالص.
ح - ك - ك
حَكَّ الشيءَ بيده يَحُكُّه حَكاً. قال الأصمعي: دخل أعرابي البصرة فآذاه البراغيث، فأنشأ يقول:


ليلة حَكٍّ ليس فيها شَكُّ ... أحُكُّ حتى ساعدي مُنْفَكُّ
أشْهَرَني الأسَيْوِدُ الأسَكُّ
ويقال: ما حَكَّ هذا الأمرُ في صدري، ولا يقال: أحاكَ. ويقال: ما أحاك فيه السِّلاح، أي لم يعمل فيه. وفرس حكيك، إذا انحتَّ حافره من أكل الأرض إياه حتى يَرِقَ. والحُكاك: ما حككت من شيء على شيء فخرجتْ منه حُكاكة.
كحح
واستعمل من معكوسه: الكُحُّ. وأميت فألحق بالرباعي فقيل: كُحكُح. والناقة الكحْكُح: الهَرِمَة التي لا تحبس لُعابها. وله في التكرير مواضع ستراها إن شاء اللّه.
ح - ل - ل
حَل العقدَ يَحُلًّه حلّا، وكل جامد أذَبْته فقد حَلَلْته. وحَلَّ بالمكان حُلُولاً، إذا نزل به. وحَلّ الدَّينُ مَحِلاّ. وقالوا: حَلَّ من إحرامه وأحلَّ من إحرامه إحلالاً. ومَحَلّ القوم ومَحَلَّتُهم: موضع حلولهم. ويقال: فعل ذلك في حُلِّه وحِلِّه جميعاً، وفي حرْمه، أي في وقت إحلاله وإحرامه.
والحِلّ: ضدّ الحِرْم. والحِلّ: الحلال. ومنه قولهم: هذا لك حِلّ وبِل. وقال بعض أهل اللغة: بِلّ إتباع؛ وقال آخرون: البِلُّ: المباح، لغة حِميرية.
لحح
ومن معكوسه: لَحَّتْ عينُه ولَحِحَتْ لَحَحاً ولَحّاً، إذا غَلُظَتْ أجفانُها وتراكبت أشفارُها لكثرة الدمع. ومنه قولهم: هو ابن عمّه لَحّا، إذا لَصِقَ نَسبه بنَسَبه، أي هو مُلزم به لا يدفعه عنه أحد. وألح فلان في الشيء إلحاحاً، إذا كثُر سؤاله إيّاه، كاللاصق به. والقَتَبُ المِلحاحُ، وكذلك السرْجُ، إذا لَصِقَ بالظهر وعَضه.
ح - م - م
حَم اللّه له كذا وكذا، إذا قضاه له، وأحَمَّه أيضاً. قال الشاعر - هو عمرو ذو الكلب الهُذَلي:
أحَم الله ذلك من لقاءٍ ... أحادَ أحادَ في الشهر الحَلال
أي قضاه اللّه.
وفرس أحَمُّ: بينُ الحُمَة، وهي بين السواد والكُمْتَة. والحَم: الذي يبقى من الشحم المُذاب. فما بقي منه فهو حَمة. فأما الحُمَةُ فهي مخفّفة، وهي حدة السَّمّ، وليس بإبرة العقرب. وليست من هذا، وستراها في بابها إن شاء اللّه. وحُمَّ الرجلُ من الحمّى، فهو محموم. وكل شيء سخنته فقد حمَّمته تحميماً. ويقال: حَمَّمْت التَنورَ، إذا سَجرته. وحمّم الفَرْخُ، إذا نبت زَغَبُه، وكذلك حَمَمَ الرأسُ، إذا حُلِق ثم نبت شعره. والحَمّة: عين حارة تنبع من الأرض، ولا يجوز أن تكون باردة. والحُمام: عَرَق الخيل إذا حُمّت.
محح
ومن معكوسه: مَحَّ الثوبُ يَمَح ويَمِحّ مُحُوحاً، إِذا أخلق. وقالوا: أمَحَ أيضاً فهو مُمِحّ. ومُحَّة البَيضة: صُفرتها. وخالص كل شيء: مُحُّه. والمُحاح في بعض اللغات: الجوع، ولا أدري ما صِحَّتُه. ورَجل محاح: كذاب، زعموا، وأحسبهم رووها عن أبي الخطاب الأخفش.
ح - ن - ن
حَن يحِنْ حَنيناً، إذا اشتاق. وحنتِ الناقة، إذا نزعتْ إلى وطنها أو ولدها. وكذلك البعير إلى وطنه. ويقال: حَنَنْتُ عن فلان، إذا حَلُمْت عنه أو تكلّم فلم تُجِبْه. وسمع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بِلالاً ينشد:
ألا ليتَ شِعري هل أبِيتَنَّ ليلةً ... بوادٍ وحَولي إذْخِر وجلِيلُ
وهل أرِدَنْ يوماً مياهَ مَجَنَّةٍ ... وهل يَبْدُوَنْ لي شامة وطَفِيلُ
فقال: حَنَنْتَ يا ابنَ السوداء.
وبنو حُن: بطن من بني عذرَة. قال الشاعر:
تَجنبْ بَني حُن فإن لِقاءهم ... كَريه وان لم تَلْقَ إلا بصابرِ
والحِن، زعموا: ضرب من الجِنّ. قال الراجز:
أبِيتُ أهوي في شياطينَ تُرِنْ ... يلعبن أحواليَّ من حِنٍّ وجِنّ
قال أبو بكر: أحواليَ جمع حَوْلَيَّ.
ح - و - و
يقال: فلان لا يعرف الحَو من اللَوّ، أي لا يعرف ما حَوَى مما لَوَى. والحُوَّة: سمْرَة تُستحسن في الشَّفتين. والحُوَّة: من ألوان الخيل بين الكُمتة والدهمة، من قولهم: فرس أحْوَى. ولها مواضع في التكرير والمعتل ستراها إن شاء الله.
ح - ه - ه
أهملت الحاء والهاء.
ح - ي - ي
الحَيُّ: ضد المَيِّت. والحَيُّ: حَي من العرب. وزعموا أنّ الحِيَ: الحياة. قال العجّاج:
كُنّا بها إذِ الحياةُ حِي ... وإذ زمانُ النّاس دَغْفَليُّ


ويُروى: وقد نرى إذا الحياة حِي. تال أبو بكر: يقول: إذِ الحياة حياة، كما يقال: إذِ الزمان زمان. وقال قوم إنه أراد بقوله: الحِيّ، جمع حَيّ. وبنو حَيّ: بطن من العرب. وكذلك بنو حُيَيّ. وحُيَيّ: اسم رجل. قال الشاعر:
ولكنّي خَشِيتُ على حُيَي ... جَريرةَ رمْحِه في كُلِّ حَي
ويقال: حَيِيْت عن فلان، إذا استحيَيْت عنه، أو تكلّم فلم تجِبْه.
حرف الخاء
وما بعده
خ - د - د
الخَدُّ: معروف، وهما خَدّان يكتنفان الأنفَ من عن يمين وشمال، وهو ما انحدر عن الوَجنة في الوجه فصار فيه مسيل الدمع.
والخَدُّ والأخدُودُ: شَقّانِ مستطيلان غامضان في الأرض، هكذا فسَّره أبو عبيدة في التنزيل، والله أعلم، في قوله تعالى: " قُتِلَ أصحاب الأخْدُودِ " . والمِخدَّة: مِفْعَلَة من الخَدّ، لأن الخَدَّ يوضع عليها. والمِخَدَة أيضاً: حديدة تخَدُّ بها الأرض. والاسم: خد، والمصدر: خددْت أخذُّ خَدًّاً. وجمع خَدّ الإنسان: خُدود. وقد قيل للخَدّ في الأرض أيضَاً: خدَّة.
دخخ
واستُعمل من معكوسه: الدُّخُّ، وهو الدُّخَان. قال الراجز:
وسالَ غَرْبُ عَيْنه فلَخّا ... تحتَ رُواقِ البيت يغشى الدُّخّا
وقد ألحق هذا الفعل بالرباعي فقيل: دُخْدُخ. ويُروى عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في حديث ابن صائد: إنّي خبأت لك خَبيئاً. قال: فما هو؟ قال: دخّ. أراد: دُخَان، فقطع الكلمة عليه، فزجره النبي عليه السَّلام.
خ - ذ - ذ
أهملت في الثنائي إلاّ في قولهم: خُذ، وهو ناقص محذوف، ليس من هذا.
خ - ر - ر
خَرَّ يَخِرُّ خَرًّا، إذا هَوَى من عُلْو إلى سُفْل. وكل واقع كذلك فقد خَرَّ. وخرَّ الحائط وما أشبهه، وكذلك الرجل، إذا سقط وهو قائم على وجهه. وفي الحديث: " أنْ لا أخر إلاّ قائماً أو غيرَ مُدْبِرٍ " كذا فسَّره أبو عبيدة. والخرّ: أصل الأذُن في بعض اللغات. يقال: ضربه على خُرَ أذُنه.
والخُرّ: مَسيل غامض في الأرض.
رخخ
واستُعمل من معكوسه: رَخَّ العجينً يَرِخُّ رَخّا، إذا كثر ماؤه. وأرْخَخْتُه أنا إرخاخاً، وكذلك الطين. ويقال: رَخَّه يَرُخُّه رَخّا، إذا شدخه. وللخاء والراء مواضع التكرير والمعتلّ تراها إن شاء في الله.
خ - ز - ز
الخزُّ: معروف عربي صحيح، قد جاء في الشعر الفصيح.
زخخ
واستعمل من معكوسه: الزَّخّ، وهو الدفع؛ يقال: زَخه يَزُخّه زَخّا، إذا دفعه. وزَخَّ في قَفاه، أي دفع. وكل دفعٍ زَخّ. وربما كُنِيَ به عن النِّكاح. ورُوي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه أنه قال:
أفْلَحَ مَن كانت له مِزَخَّهْ ... يَزُخّها ثمَّ ينامُ الفَخَّه
والفَخة: أن ينفخَ في نومه، ولا أدري ما صحَته، وهذا شيء لا أقْدم على الكلام فيه. والزَّخَّة: الغيظ، ذكره الأصمعي، وزعم أنه لم يسمعه إلاّ في شعر هذيل. وأنشد لبعضهم:
فلا تَقْعُدَنَّ على زَخةٍ ... وتُضْمِرَ في القلب وَجْداً وخِيفا
والزَّخِيخ: النار، لغة يمانية، تراها مع نظائرها إن شاء الله.
خ - س - س
خَسَّ الشيءُ خَساسةً وخِسةً، إذا رَذُلَ. والخسُّ: اسم رجل من إيادٍ معروف، وهو أبو ابنة الخُسّ. والعرب تسمّي النجوم التي لا تغرب، نحو بنات نَعْش والفَرْقَدَيْن والجَدْي والقطب وما أشبه ذلك: الخُسّان.
خ - ش - ش
خَشَّ في الشيء يَخش خَشّاً، إذا دخل فيه، وانخش انخشاشاً، وبه سُمِّي الرجل مِخشّا. والخِشاش: خشبة تجعل في أنف البعير. وخَشاش الأرض: هَوامُّها. ورجل خَشَاشّ، إذا كان سريع الحركة. وخَشف الخَلال الذي ينفت باليد يسمّى: الخشاش، الواحدة خُشَاشة.
والخُششاءُ: العظم الناشز خلفَ الأذُن، وهو الخْشّاء أيضاً. والخَشِي: ما تكسّر من الحلَى من ذهب وفضة. وأرض خَشّاءُ: صُلبة لا تبلغ أن تكون حَجَراً.
شخخ
واستُعمل من معكوسه: الشخُّ، وهو صوت الشَّخب إذا خرج من الضَرع، تقول: سمعت صوت شَخّ اللبن.
خ - ص - ص
خَصَّه بالشيء يَخُصُّه خَصّاً وخُصوصاً وخصوصيهّ، إذا فَضله به. وخصَه بالوُد كذلك. وخُصّان الرجل: من يَختصُّه من إخوانه. والخُص: بيت من قصب أو شْجر، وإنما سُمِّي خصّاً لأنه يرى ما فيه من خَصاصه. والخَصاص: الفرَج. والخَصاصة: الحاجة.
صخخ


ومن معكوسه: الصَخُّ. وسمعت صخَّ الصخرة وصَخيخها، إذا ضربتها بحجر أو غيره فسمعتَ لها صوتاً. وكلُّ صوت شديدٍ نحو وَقْع الصخرة على الصخر وما أشبهه: صَخ. وفسّر أبو عبيدة قوله جلّ وعزّ: " الصّاخَّةُ " نحو ما أنبأتُك.
خ - ض - ض
أهملت ولها مواضع في الاعتلال والتكرير تراها إن شاء الله.
خ - ط - ط
خَطَّ الشيء بيده يَخُطُّه خَطّاً، إذا خَطَّه بقلم أو غيره.
والخَط: سِيف البحرين وعُمان، واليه يُنسب القنا الخَطي. وقال بعض أهل اللغة: بل كل سِيفٍ خَطٍّ. ويقال: في رأس فلان خطَّة، أي جهل وإقدام على الأمور. وسُمْتَني خُطَّةَ سَوْءٍ. والخط: المكان الذي يَخُطّه الإنسان لنفسه أو يختَطُّه. وكل شيء حظرتَه فقد خَطَطْتَ عليه. وهذا خِط بني فلان وخِطَّتُهم. والخطيطة: أرض لم يُصِبْها مطر بين أرضين ممطورتين.
طخخ
ومن معكوسه: الطخ، مصدر طَخَّ الشيء يَطُخُّه طَخاً، إذا ألقاه من يده فأبعده. والمِطَخَّة: خشبة عريضة يدقَّق أحد طرفيها يلعب بها الصبيان نحو القُلَة وما أشبهها. وربما كُنِيَ بالطَخّ عن النِّكاح. يقال: طَخ المرأةَ يطُخها طَخاً، إذا جامعها. وروي عن يحيى بن يَعْمَر أنه اشترى جاريةً خراسانية ضخمة، فدخل عليه أصحابه فسألوه عنها فقال: نِعمَ المِطَخَّة. وقد ألحق الطَّخّ بالرباعي فقيل: طَخْطَخَ الليلُ بَصَرَه، إذا حَجَبَتْه الظلمة عن انفساح البصر.
خ - ظ - ظ
أهملت الخاء والظاء والعين والغين في الوجوه كلها.
خ - ف - ف
خُفُّ البعير وخفُّ النعامة: معروفان. وليس في الحيوان شيء له خُف إلا البعير والنعامة.
والخُف الملبوس: معروف. وخَف الضبُع خَفاً، إذا صاح. وقد ألحق هذا بالرباعي فقيل: خَفْخَفَتِ الضَّبُعُ، وهو صوتها..
وذُكر عن أبي الخطّاب الأخفش أنه قال: الخُفْخوف: طائر، وما أدري ما صِحته، ولم يذكره أحد من أصحابنا غيره. والخِفُّ: الخفيف من كل شيء. قال امرؤ القيس:
يُطير الغلامَ الخف عن صَهَواته ... ويُلوي بأثواب العنيف المثقُّل
وخِف المتاع: خفيفه. وخَفْ الشيءُ خَفاً وخِفَّة، فهو خفيف وخُفاف. وخَف القوم عن منزلهم خفوفاً، إذا ارتحلوا عنه.
فخخ
واستُعمل من معكوسه: الفَخّ الذي يُصطاد به، عربيّ معروف. وفَخّ: موضع بمكة. والفَخَّة قد مضى ذكرها في البَخَّة، وهو أن ينام الرجل فينفخ في نومه.
خ - ق - ق
خَقَّ القِدْرُ وما أشبهه خَقَّاً وخَقيقاً، إذا غلا فسمعتَ له صوتاً. وخَق فَرْجُ المرأة، إذا سُمع له صوت عند الجماع. ومنه امرأة خَقوق وخَقّاقة، وهو نعت مكروه، وكذلك غَقَّ غَقُّاً وغَقيقاً، والمرأة غَقُوق وغَقّاقة.
والخَقّ: الغدير إذا جفّ وتَقَلْفَعَ. قال الراجزْ:
كأنّما يَمْشِين في خَق يَبَسْ
واليَبَس: الأرض التي كانت نديَّة فيَبِسَتْ. وقال قوم من أهل اللغة: إن الخق حفرة غامضة في الأرض مثل اللخْقُوق والأخْقُوق. وما أدري ما صِحَّته. واللُخْقُوق: جُحْر غامض يدخل فيه رِجْل الفرس. وكتب عبد الملك إلى الحجّاج: لا تَدَعَنَّ خُقًّاً ولا لقاً إلّا زرعته. والخُقُّ: الحفرة الغامضة في الأرض. واللُّقّ: الشَّقّ المستطيل.
خ - ك - ك
كخخ
أهملت إلاّ في قولهم: كَخَّ يكِخُّ كَخاً وكخِيخاً، إذا نام فغَطَّ.
خ - ل - ل
الخَلّ: معروف عربي صحيح. وفي الحديث: " نِعْمَ الإدامُ الخَلُّ " . والخَلّ: الرجل الخفيف النحيف الجسم. وقد رُوي البيت المنسوب إلى الشنفرى أو إلى تأبَّط شَرُّاً:
سَقِّنِيها يا سوادَ بنَ عمرٍو ... إن جسمي بعدَ خالي لَخَلُّ
والخَلُّ: الطريق في الرُّمْل. قال العجّاج:
في طُرقٍ تعلو خَليفا مَنْهَجا ... من خَلِّ ضَمْر حين هابا وَدَجا
هابا من الهَيْبَة. قال أبو بكر: يعني حماراً و أتاناً أخذا في خل ضمرٍ حين هابا من الخوف. ووَدَج وضَمْر: موضعان. والخَلّ: عرق في العُنُق. قال الراجز - جَنْدل بن المثنَّى الطُّهَوي:
ثَمّ إلى صُلْب شديد الخَلِّ ... وعُنُقٍ أتْلَع مُتْمَهِلِّ
وُيروى: ثم إلى هادٍ. والخِلّ والخلِيل واحد، وكذلك الخُلَّة أيضاً. قال الشاعر هو أوْفَى بن مَطَر المازني:
ألا أبلِغا خُلَّتي جابراً ... بأن خليلَك لم يُقْتَل


ويقال: الخِل والخِلَّة، في المذكَّر المؤنَث. والخلة: المودّة. قال الشاعر:
حالَفَ الفَرْقَدَ شِرْكاً في السرى ... خُلَّة باقية دون الخُلَلْ
والخَلّ: مصدر خَلَلْتُ الشيءَ أخلهُ خَلاّ، إذا جمعت سجوفه وأطرافه بخِلال. وخَللْتُ الخباء أخُلُّه خَلاً، إذا جمعت سُجوفَه وأطرافه بالأخِلَّة. قال الشاعر:
سَمِعْنَ بيومه فظَلِلْنَ نَوْحاً ... قياماً ما يُخَلُّ لهنَّ عُودُ
أي قد هتكن بيوتَهنّ وهنّ قيام يَنًحْنَ. وقد روي هذا البيت: ما يُحَلُّ لهنّ عُود، وهو خلاف المعنى الذي أراد الشاعر. وأخْلَلْتُ بالرَّجل، إذا خذلته في وقت حاجته. والخلَّة، والجمع خِلَل: بطائْن كانت تُغَشَّى بها أجفان السيوف، تُنقش بالذهب وغيره. وأنشد:
لابنة البِنِّي بالجَوّ طَلَلْ ... دارسُ الآيات عافٍ كالخِلَلْ
والخَلة: الخَصْلَة الحسنة. يقال: في فلان خِلال جميلة، أي خِصال. والخَلة: الحاجة. والرجل أخلُّ ومخْتَل. وفي بعض الكتب، كتبِ صَدَقات السَّلَفِ: " لِلأخَلِّ الأقرب " . والخليل: المحتاج. وكذلك فُسِّر بيت زهير:
وإن أتاه خليل يومَ مسألةٍ ... يقول لا غائب مالي ولا حَرِمُ
والخليل هاهنا، قالوا: فَعِيل من الخَلَّة. والخُلَّة: ضد الحَمْض. وإذا رعت الإبلُ الخُلَّة فأهلها مُخِلُّون. قال الراجز - هو العجّاج:
جاءوا مُخلَين فلاقَوا حَمْضا ... طاغِين لا يَزْجُرُ بعض بعضا
وقال الآخر:
مَن يتسخّط فالإله راضي ... عنكَ ومَن لم يَرْضَ في مَضْماض
قد ذاق أكحالاً من المَضاض ... ومن تَشَكَّى مَغْلَةَ الإرماض
وخلةً داويتَ بالإحماض
ومثلِ من أمثالهم إذا جاء الرجل متهدداً قالوا له: " أنت مُخْتَلّ فتَحَمَّضْ " . والخَلَّة: الخمر الحامضة أو المتغير طعمُها. قال الشاعر - هو أبو ذؤيب:
فجاء بها صفراءَ ليست بخَمْطَةٍ ... ولا خلّة يكوي الشُّروبَ شِهابُها
والخِلال: مصدر خاللته مُخالَّةً وخِلالاً. وقال الشاعر:
فأعْلِمُه مكانَ النُّون منّي ... وما أعطِيتُه عَرَقَ الخِلال
قال أبو بكر: أراد بالنون ذا النون، وهو اسم سيف مالك ابن زهير. قاِل: وقوله: ما أعطِيته عَرَقَ الخِلال، أي وما أعطيته لخِلال من المودة إنما أخذه غصباً. وعرق الخِلال من قولهم: ما عرق له بشيء، أي ما نَدِيَ له به. فأما الخليل فالذي سمعتُ فيه أن معناه أصفى المودة وأصحًّها، ولا أزيد فيه شيئاً لأنه في القرآن.
لخخ
واستُعمل من معكوسه: لَخَّتْ عينه تَلِخُّ لَخّاً ولخيخاً، إذا كثُر دمعها وغلُظت أجفانها. قال الراجز:
لا خيرَ في الشيخ إذا ما أجلَخّا ... وسال غَرْبُ عينه فلَخّا
وربما قيل: لحّت ولَحِحَتْ عينه، مثل لَخَّت سواء.
خ - م - م
خَم اللحمُ وأخَمَّ خَمّاً وخُموماً وإخماماً، إذا أنْتَنَ. وخَم خُمُوماً أكثر استعمالاً. قال الراجز:
إليك أشكو جَنَفَ الخُصوم ... وشَمَّةٍ من شارفٍ مَزكوم
قد خَمَّ أو زاد على الخُموم
وصف شيخاً قَبَّلَ امرأة. وأكثر ما يُستعمل في المطبوخ والمشتوَى. يقال: شويت اللحم واشتويته فانشوى. فأما النِّيء فيقال: صَلَّ وأصَلَّ. وقال الراجز في صَلّ:
إذا تعَشّوْا بَصَلاً وخَلاّ ... وكَنْعَداً وجُوفياً قد صَلاّ
وخَمَمْتً البيتَ أخمُّه خَمّاً، إذا كسحته. والمِخَمَّة: المِكْسَحَة. والخُمامة: الكُساحة. وخُمَام: أبو بطن من العرب، وإليه يُنسب بنو خُمَام. وخُم: غدير معروف، وهو الموضع الذي قام فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم خطيباً يفضَل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. وخَمّانُ: موضع. وخَمّان الناس: جَماعتهم. وخَمان البيت: رديء متاعه، هكذا رُوي عن أبي الخطّاب. والخمُّ: القَوْصَرة التي يُجعل فيها التبن لتبيض فيه الدجاجة.
مخخ
واستُعمل من معكوسه: المُخّ، وهو ما أخرج من عظم. والمُخاخة: ما اجتذبه الماصُّ من المًخّ. ويسمّى الدماغ مخاً. قال الشاعر - النجاشي الحارثي:
ولا يسرقُ الكَلْبُ السَّروُّ نعالَنا ... ولا نَنْتَقي المُخً الذي في الجَماجم


ويُروى: السَّرُوق، والسروق من السرَق، والسَّرُوّ من سُرَى الليل، وهو فَعول منه، وهي الرواية الصحيحة. وكانوا يتكرّمون عن أكل الدماغ ويرون ذلك نَهماً. وصف بذلك قوماً فذكر أنهم كرام لا يلبسون من النعال إلاّ المدبوغةَ، فالكلب لا يأكلها ولا يستخرجون ما في الجماجم لأن العرب تُعَيِّر بأكل الدماغ كأنه عندهم شَرَةٌ أن يستخرج الإنسانُ مُخَّا من عظم. وخالص كل شيء مُخّه.
خ - ن - ن
الخُنَّة من الخُنان، وهي أشدُّ من الغُنة وأقبح؛ رجل أخنّ وامرأة خَناءُ.
وزمن الخُنَان: زمن معروف عند العرب قد ذكروه في أشعارهم، ولم أسمع له من علمائنا تفسيراً شافياً. قال النابغة الجعدي:
فمن يَك سائلاً عنّيَ فإنّي ... من الفتيان أعوامَ الخُنانِ
ويقال: خَن الرجُلُ فهو مخنون، إذا ضاقت خياشيمه وانسدّت حتى يخرج كلامه غليظاً لا يكاد يُفهم.
والخُنان: داء يعتري العينَ. قال جرير وافر:
وأشفي من تخلُّج كل جِنٍّ ... وأكوي الناظِرَيْن من الخُنانِ
ويقال: وطىء فلان مَخَنَّةَ بني فلان ومِخَنَّتَهم، إذا وطىء حريمهم. قال أبو بكر: مَخَنَّة بالفتح أجود.
خ - و - و
خَوِّ: كثيب معروف بنجد.
ويومُ خَوّ: قُتل فيه عُتيبة بن الحارث بن شهاب، قتله ذُؤابُ لم ابن ربيعه.
خ - ه؟ ؟ - ه؟؟
أهملت الخاء مع الهاء في الوجوه كلها، وكذلك مع الياء.
حرف الدال
وما بعده
د - ذ - ذ
أهملت.
دَرَّ الضَّرْعُ يَدِرُّ ويَدُرُّ درّاً ودُرُوراً. والدَّرُّ: اللبن بعينه. وفَسّر بعض العلماء باللغة قولهم: لله دَرًّك، قال: أرادوا لله صالحُ عملك، لأنّ الدر أفضل ما يُحتلب. قال أبو حاتم: وأحسبهم خَصُوا اللبنَ لأنهم كانوا يفصِدون الناقة فيشربون دمها ويَفتَظُّونها فيشربون ماء كَرِشها، فكان اللبن أفضل ما يحتلبون. ويقال: درَت عينه بالدمع، ودرَّ السحاب بالمطر درّاً ودُروراً. ومثل من أمثالهم: ما اختلفت الدِّرَة والجِرة " . ودر الفرس دريراً، إذا عدا عدواً شديداً سهلاً. قال امرؤ القيس:
دَرِير كخذروفِ الوليد أمَره ... تتابُعُ كفيه بخيطٍ موصًل
والدرَّة التي يضرب بها: عربية معروفة. وقولهم: لا در دره، أي لا زَكا عملُه. ودرَ الخراجُ وأدره عمّالُه، إذا كثر إتاؤُه. وأدرَّت المرأةُ المِغزَلَ، إذا فتلته فتلاً شديداً، فهي مدِرّ، والمِغْزَل مدرّ، إذا رأيته كأنه واقف لا يتحرّك من شدّة دورانه. والدُّرَّة: معروف، وهو ما عظم من اللؤلؤ.
ردد
واستعمل من معكوسه: رددْتُ الشي أرده رداً فهو مردود. وفي وجه الرجل رَدة، إذا كان قبيحاً. والردة: الرجوع عن الشيء، ومنه الردة عن الإسلام. وأرَدت الناقة، إذا وَرِمَت أرفاغها وحَياؤها من كثرة شرب الماء، فهي مُرد، والاسم الرِّدَة. وناقة مُرِد أيضاً، إذا بركت على ندى فانتفخ ضَرْعُها وحَياؤها. قال الراجز، وهو أبو النجم:
تمشي من الردة مشْيَ الحُفَّل ... مَشْيَ الرَّوايا بالمَزاد الأثْجَل
ويُروى: الأثقل. يقال: ناقة حافِل ونُوق حُفل، إذا اجتمعت ألبانها في ضروعها. ويقال: جاء فلان مُرِد الوجه، إذا جاء غضبان أو وَرِمَ وجهُه من بكاء. وأرد البحرُ، إذا كثرت أمواجه وهاج.
د - ز - ز
أهملت إلاّ في قولهم: زِدْ، وليس هذا موضعه.
د - س - س
دسَّ الشيءَ في الشيء يَدسه دساً. والدَّسّ: أن لا يبالغ الطالي في هِناء البعير. ومثل من أمثالهم: " ليس الهِناءُ بالدسّ " . والدَّسَاس: ضرب من الحيّات. والدَّسيس: شبيه بالمُتَحَسِّس عن الشيء. وجاءت الخيل دَواس، إذا جاء بعضها في إثْر بعض.
سدد
ومن معكوسه: سَد يَسد سَدُّا، والاسم السُّدّ. وقد قُرئ: " على أن تَجْعَلَ بيننا وبينهم سَدّاً " وسُداً. والسدُّ: الجراد يملأ الأفق. قال الراجز:
وإن عَلَوا وَعْراً وقد خافوا الوَعَرْ ... ليلاً يُغشِّي صَعْبَه وما اختَصَر
سيلَ الجَرادِ السُّدِّ يرتادُ الخُضَرْ
والسدُّ: السحاب الذي يَسدُّ الأفق. وفي كلام بعضهم يصف سحاباً: استَقَل سُدُّ مع انتشار الطفل.


والسّدة: ظُلَة على باب وما أشبهه لِتَقِيَ الباب من المطر. وفي الحديث: " من يَغْشَ سدد السلطان يَقُمْ ويَقْعُدْ " ، يريد الأبواب. وإسمعيل السُدي نُسب إلى سدَّة مسجد الكوفة، كان يبيع الخُمُر، خُمُرَ النساء، في السدة. وأمر سدِيد وأسَد، أي قاصد. وكذلك رجل سديد، من السداد وقَصْد الطريقة.
والمَسد: موضع يقرب من مَكةَ عند بستان ابن عامر. والسُّدَاد: داء يأخذ بالأنف.
د - ش - ش
شدد
استُعمل من معكوسه: شد يشد شَداً، إذا شَدَّ الحبلَ أو غيره. وشَد على العدوّ يشد شَداً وشُدوداً، إذا حمل عليه. والشدَّة: القوة في الجسم. والشّدة: صعوبة الزمن. وبلغ الرجل أشده؛ قال أبو عبيدة: الواحد شد. وبنو الأشَدِّ: بطن من العرب. وقد سَموا شدّاداً، وهو فَعّال من الشدّ.
ورُوي عن أبي عبيدة أنه قال: رُؤي فارس يوم الكُلاب من بني الحارث يَشد على القوم فَيردّهم ويقول: أنا أبو شدّاد، فإذا كروا عليه ردهم ويقول: أنا أبو ردّاد.
د - ص - ص
صدد
استُعمل من معكوسه: صَد يَصُد صَدْاً وصُدُوداً، إذا صدف عن الشيء أو أعرض عنه. وأصْددْتُه عن ذلك الأمر، إذا صرفتَه عنه. قال الشاعر - هو امرؤ القيس:
أصَد نَشاصَ ذي القرنين حتّى ... تولى عارِضُ المَلِكِ الهُمام
ذو القرنين: المنذر بن امرئ القيس جَدْ النعمان بن المنذر. يعني بالنشاص جيشاً، وأصله السُّحاب المنتصب في السماء. وقد قُرىء: " إذا قَومُك منه يصدون " ويصدون. قال أبو عبيدة: يَصُدون: يُعرضون، ويصِدُّون: يَضِجون، والله أعلم. والصدّان: ناحيتا الشعب أو الوادي، الواحد صُد، وهما الصّدفان أيضاً. والصداد: الوَزَغ، كذا يقول أبو زيد، والجمع صَداديد. قال أبو زيد: يُجمع صدائد على غير القياس. وصدّاء: ماء معروف. ومثل من أمثالهم: " ماء ولا كصَدّاءَ، ومرعى ولا كالسعْدان " .
د - ض - ض
ضدد
استُعمل من معكوسه: ضدّ الشيء: خلافه. وبنو ضِدٍّ: قبيلة من عاد. قال الشاعر - عمرو بن مَعْدِيكَرِب الزُّبيدي يصف سيفاً اسمه ذو النون فاحتاج في الشعر إلى تثنيته فَثنّاه:
وذو النونين من عهد ابن ضِد ... تَخَيره الفتى من قوم عادِ
د - ط - ط
أهملت إلاّ في قولهم: طِدِ الشيءَ في الأرض، بمعنى الأمر، أي اغْمِزْ في الأرض؛ وليس هذا موضعه.
د - ظ - ظ
أهملت إلّا قولهم: دَظَّه يَدُظُّه دظّاً، إذا دفعه دفعاً عنيفاً، زعموا
د - ع - ع
دَعَّه يَدُعُّه دَعّاً، إذا دفعه دفعاً عنيفَاً. وكذلك قال أبو عبيدة في التنزيل: " يَدُعُّ اليَتِيمَ " ، والله أعلم.
وقد ألحق بالرباعي فقيل: دَعْدَعَ الإناءَ، إذا ملأه. قال الشاعر:
فَدَعْدَعاً سُرةَ الركاء كما ... دَعْدَعَ ساقي الأعاجِم الغَرَبا
الرَّكاءُ: وادٍ معروف. وقال الآخر، وهو لبيد بن ربيعة:
نحنُ بنو أمِّ البَنينَ الأربعهْ ... المُطْعِمونَ الجَفْنَةَ المُدَعْدَعَهْ
أي المَلأى.
ويقال للعاثر: دَعْدَع في معنى اسلم. والدُّعاع: حبّة تُختبز وتؤكل. والدُّعاعة: نملة سوداء ذات جناحين.
عدد
ومن معكوسه: عدّ يَعُدُّ عَدّاً، في معنى الإحصاء. وعدة القوم: مبلغ عددهم. وعدَّة المرأة: معروفة. والعدّة من السلاح: ما اعتددته. والعِدّ من الماء: القديم الذي لا يُنتزح. ومن ذلك قولهم: حَسَب عِدّ، أي قديم.
د - غ - غ
غدد
استُعمل من معكوسه: أغَدَّ البعيرُ يُغِدُّ إغداداً فهو مُغِد، ولا يقال مغدود، إذا أصابته الغُدة، وهو داء. وكل عقدة في جسد الإنسان أطاف بها شحم فهي غددَة وغدَّة، والجمع غدد. ولها نظائر في المعتلّ تراها إن شاء اللهّ تعالى.
د - ف - ف


دف الطائرُ يدِفُّ دفّاً ودفيفاً، إذا ضرب بجناحيه وحركهما. وأجاز أبو زيد دَفَّ وأدَفَّ، ولم يعرف الأصمعي إلّا دفَّ. وفي كلام بعضهم في التوحيد: ويسمع حركة الطير صافِّها ودافِّها. فالصّافُّ: الذي قد بسط جناحيه لا يحركهما، والدّافُّ: الذي خبَّرتك به. والدُّفُّ: الذي يُضرب به، والدَّفُّ أيضاً. والدَّفُّ: صفحة الجنب. ودَففَ على الجريح وذففَ عليه، إذا أجهزَ عليه، أي قتله، بالدّال والذّال، لغتان معروفتان، والدّال أعلى. قال أبو بكر: جاء قوم بأسير إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يُرْعَد فقال: أدْفُوهُ، فقتلوه. أراد عليه السلام: أدفئُوه، ولغته ترك الهمز، وذهبوا هم إلى لغتهم: أدفُوه، أي اقتلوه. ودفت دافة من الناس، يقال للجماعة تُقْبِل من بلد إلى بلد.
فدد
واستُعمل من معكوسه: فَدَّ يَفِدُّ فداً وفَدِيداً، وهو شدة الوَطء على الأرض من نشاط ومن مَرَح.
وفي الحديث: " قد كنتَ تمشي فوقي فَداداً " ، أي شديد الوطء. قال الشاعر:
أعاذل ما يُدريكَ أنْ رُبَّ هَجْمةٍ ... لأخفافِها فوقَ الفلاة فَدِيدُ
ويُروى: وئيد، والمعنيان متقاربان. والهجمة: القطعة من الإبل. وفديد، يقول: وطؤها شديد.
والفُدَادةُ، زعموا: ضرب من الطير.
د - ق - ق
دقَّ الشيءَ يَدُقُّه دقاً، إذا كسره أو ضربه بشيء حتى يهشمه. ودق كل شيء دون جِلِّه، وهو صِغاره ورديئه. ودقُّ الشجر: خَسيسه. وقالوا: دِقُّه: صغاره. وأنشدوا بيت جُبَيْهاء:
ولو أنها طافت بنبتٍ مُشَرْشَرٍ ... نفى الدقَّ عنه جَدْبُه فهو كالِحُ
لجاءت كأنَّ القَسْوَرَ الجوْنَ بَجَّها ... عساليجُه والثّامر المتناوحُ
قال أبو بكر: مُشَرْشَر: مأكول. يقال: شَرْشَرَتْه الماشية، إذا أكلته. يصف في هذا البيت شاةً.
والدّقة: التوابل من الأبزار مثل القِزْح وما أشْبَهَه. القِزح: الكزْبَرَة اليابسة. وقال قوم: الدقَّة: الملح وما خُلط به من أبزار. والمُدُق والمِدَق: ما دققت به. وأنشد:
يرمي الجلاميدَ بجُلمودٍ مِدَقّ ... مُماتِن غايتَها بعدَ النَزَقْ
قدد
ومن معكوسه: قَدَّ الشيءَ يَقدُّه قدًّا، إذا قطعه قَطْعاً مستطيلاً. وبه سُمِّي القد الذي يُقَدّ من الأديم الفطير. والقدُ: خلاف القَطّ، لأن القدَّ طولاً والقَطَّ عرضاً. وفي الحِديث أن علياً عليه السلام كان إذا اعتلى قدَ وإذا اعترض قط. وأما قولهم: قدي من كذا وكذا في معنى حَسْبي، فليس هذا موضعه. ويقولون: قدي وقَدْني. والقِد: سيور تُقَدُّ من جلدٍ فطير تُشَدُّ بها الأقتاب والمحامل وغيرها. والقَدُ: المَسْك الصغير. ومثل من أمثالهم: " ما جعل قَدك إلى أديمك " . والقد: الشيء المقدود بعينه. والقَدُّ: مصدر قددْت الشيءَ. والمِقدَّة: الحديدة التي يُقَدُّ بها. وغلام حسن القَدّ، أي حسن الاعتدال والجسم. وقدَة: موضع، وهي ناقصة. وقد أفردنا لها ولنظائرها باباً. وقِدَة: هذا الموضع الذي يسمَى الكُلاب. والمقد: ضرب من الشراب يُسَمَّى المَقَدي، يُتخَذ من العسل. قال عمرو بن مَعْدِيكَرِب الزبيدي:
وهم تركوا ابنَ كَبْشَةَ مسْلَحِبّا ... وهم منعوك من شرب المَقدَي
والقُدَاد: داء يصيب الإنسان في بطنه. قُدَّ الرجل فهو مقدود.
د - ك - ك
دك الأرضَ يَدُكُّها دكا، إذا سوّى ارتفاعها وهبوطها للزرع أو غيره. وكذا فُسر قوله عزّ وجلّ: " جَعَلَهُ دَكّاءَ " ، والله أعلم.
واندَكَّ سَنامُ البعير، إذا افترش فيظهره. وهو أدك، والأنثى دَكّاءُ. وأكَمَة دَكّاءُ، إذا اتّسع أعلاها، والجمع دَكّاوات. والدَّكَّة: بناء يسطَّحُ أعلاه، ومنه اشتقاق الدُّكّان كأنه فُعْلان من ذلك، إن شاء اللّه.
كدد
ومن معكوسه: كَدَدْتُ الدابةَ أكدها كدَاً، إذا أتعبتها، وكذلك الإنسان وغيره. ومثل من أمثالهم: " بجدك لا بكَدِّك " . والكُدّة: الأرض الغليظة لأنها تَكُد الماشيَ فيها؛ هكذا رُوي عن أبي مالك.
وكثر الكدًّ في كلامهم حتى قالوا: كدَّ لسانَه بالكلام وقلبَه بالفكر. ومنه اشتقاق الكَدِيد، وهو الموضع الغليظ. ورجل كَدِيد ومَكدود. والكَديد: موضع. والكَديد: الأرض الصلبة أيضاً.
د - ل - ل


الدَّلُّ، من قولهم: امرأة ذاتُ دَل، أي شِكل. وأدل الرجل إدلالاً، إذا وثق بمحبة صاحبه فأفرط عليه. ومثل من أمثالهم: " أدَلَّ فأمَلَّ " . والدَّلالة: حِرفة الدلال. والدِّلالة من الدليل. ودليل بَيِّنُ الدِّلالة. ودلة: اسم امرأة. والدِّلِّيلَى مثل الخِصِّيصَى وما أشبهه، وقد أفردنا لهذا باباً تراه فيه إن شاء الله.
لدد
ومن معكوسه: لدّه يَلده لداً، إذا أوْجَرَه في أحد شِقَّي فيه. واللدُودُ: الدواء الذي يُلَدُّ به الرجُلُ. وفي الحديث: لُدَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ولَدِيدُ الوادي: أحد جانبيه، وهما لديدان. قال الشاعر:
يَرْعَونَ مُنْخَرَقَ اللَّديد كأنهم ... في العِزّ أسْرَةُ حاجبٍ وشَهابِ
واللّدد: شدة الخصومة. والرَّجل ألَدُّ، والقوم لد. وكذا فُسّر في التنزيل، واللهّ أعلم.
ولدٌّ: موضع بفلسطين. وجاء في الحديث أن الدَّجّال يقتله المسيح بباب لُدّ. وبه سُمِّي الرَّجل مِلَدّا، وهو مِفْعَل من هذا.
د - م - م
دم الشيءَ يدُمُّه دمُّاً، إذا طلاه. ومن ذلك دمَمْت القدْرَ بالطِّحال أو بالدمَّ دماً، إذا طَليتها لتُصلحَها به. ويقال: دابّة مدمومة بالشَّحم، كأنّها قد طُلِيَتْ به، إذا تناهى سِمَنُها. وكل ما دمَمْتَ به فهو دِمام للشيء المدموم به. والدِمّة: القَمْلَة أو النَّملة الصغيرة. وأحسب أن منه اشتقاق رجل دَميم، بَيّن الدمامة.
مدد
واستعمل من معكوسه: مد النهر، وأمدّ أجازها قوم. وأمَدَّ الجُرْحُ. وأمَدَّ الأميرُ الجيشَ بمَدَد.
وأمددت الدواةَ، إذا زدت في مائها ونقْسها. والمَدَة: استمدادك من الدَّواة مَدَةً واحدة. ومددت الحبلَ أمُدُه مَدّاً. وأمددت لك في الأجَل: أنسأتُك فيه. والمُدّ: مِكيال معروف، والجمع مِداد. قال الراجز:
كأنما يَبْرُدْنَ بالغَبُوقِ ... كَيْلَ مِدادٍ من فَحاً مدقوقِ
قال: كأنهن قد أكلن فحاً فهن يُبرّدنه من حرارته ويشربن ماءً كثيراً. والفَحا: الأبازير. والمُدَّة: الأجَل.
د - ن - ن
الدَّن: معروف، عربي صحيح. قال الشاعر - هو الأعشى:
وقابَلَها الريحُ في دَنِّها ... وصلَّى على دنها وارتَسَمْ
ارتسم وارتسم جميعاً. وصلَى: دعا. والدانان: جبلان معروفان. والدنة: دويبة، زعموا، شبيهة بالنملة. والدنَن؛ فرس أدَن، والأنثى دَناءُ، بَيِّن الدَّنَن، إذا قَرُبَ صدرُه من الأرض، وكذلك هو في كل ذي أربع. وكان الأصمعي يقول: لم يَسْبِق أدنُّ قَطُّ إلاّ أدَنُّ بني يَربوع.
ندد
ومن معكوسه: نَدَّ البعيرُ ندَاً ونُدوداً، إذا ذهب على وجهه شارداً. والند: التلّ المرتفع في السماء؛ لغة يمانية. والنِّد: المِثْل، وكذلك النَديد والنديدة. قال الشاعر - هو لبيد بن ربيعة:
لكيلا يكونَ السَّنْدرِيُّ نَديدتي ... وأشْتِمَ أعماما عُموماً عَماعِما
فأما النَدّ المستعمل من الطيب فلا أحسبه عربياً صحيحاً.
د - و - و
الدَّوّ: القَفْر من الأرض. والدو أيضاً: بلد لبني تميم. قال ذو الرُّمَة:
حتّى نساءُ تميم وهي نازحة ... بباحةِ الدَّو فالصمّانِ فالعَقِدِ
والدَّوة: موضع معروف.
ودد
ومن معكوسه: الوَدّ، لغة تميمية، وهو الوتِد. قال امرؤ القيس:
تُظْهِرُ الوَدَّ إذا ما أشْجَذَتْ ... وتُواريه إذا ما تَشْتَكِرْ
قال أبو بكر: تعتكر. أشجذت: سكن مطرُها؛ وأشكرت السحابةُ، إذا اشتدّ مطرُها، واشتكر الضرْعُ، إذا امتلأ لبناً. والوَدّ: جبل معروف. ووَدّ: صنم، هكذا فُسِّر في التنزيل. وقد قالوا: وُدّ أيضاً. والوُدّ من الوِداد، وقالوا الوِدّ أيضاً. وقد قُرىء: " سيجعل لهم الرَّحْمنُ وُداً " وودّاً.
وواحد الأوُدّ: وُدّ، وهم الأوِداء، كما أن واحد الأشُدّ شُدّ؛ هكذا قال أبو عبيدة. قال الشاعر، وهو النابغة:
إنّي كأني لَدى النعمان خَبرَه ... بعضُ الأوُدِّ حديثاً غيرَ مكذوبِ
ووَدّانُ: واد معروف. ولهذا باب تراه فيه إن شاء الله.
د - ه - ه
هدد


استُعمل من معكوسه: هَدَّ يَهد هَدُّاً، من قولهم: هدَدْتُ الحائطَ، إذا هدمته. وما سمعنا العام هَادَة، أي ما سمعنا رعداً. وسمعنا هدَّةً منْكرةَ، أي صوتاً. وفلان يَهُدُّ الأرضَ في مشيه، إذا جاء يطأ وطأً شديداً. ورجل هَد: جَبان. وأكَمَة هدُود: صعبة المنحدِر، وربما تردّت الإبل منها.
ويقال: رجل هَدَّ وأهَدُّ، بمعنى الجبن والضعف. وهدّك فلان من رَجلٍ، أي حَسْبُك به.
د - ي - ي
استُعمل من معكوسه: اليَد، وهي ناقصة، وليس هذا موضعها.
حرف الذال
وما بعده
ذ - ر - ر
ذَرَّ الشيءَ يَذُرُّه ذَرّاً، إذا فَرّقه، وذر الحَبّ وذَرّاه أيضاً، إذا بذره في الأرض. والذَّرّ، جمع ذَرَّة: معروف. وذَرَّتِ الشَّمْسُ ذُروراً، إذا طلعت. قال الراجز - أبو النجم:
كالشَّمْس لم تَعْدُ سِوى ذُرُورِها
وذَرّ عينَه بالدواء يَذُرُّها ذرّاً، والاسم الذرُور.
رذذ
ومن معكوسه في الثلاثي: أرذّت السماءُ من الرَّذاذ إرذاذاً، وستراه في موضعه إن شاء الله.
ذ - ز - ز
أهملت الذال مع الزاي والسين.
ذ - ش - ش
شذذ
استُعمل من معكوسه: شَذَّ يَشُذُّ شذًّا وشُذوذاً إذا تفرّق. وشَذذته أنا وأشذذته، وقال: ولم يُجِزِ الأصمعي شَذَذْت لا أعرف إلا شاذّاً أي متفرِّقاً. وشَذًّ عنّي الشيء شَذًّا، إذا أنسيته. وشُذّاذ الناس: فِرَقُهم. قال الراجز:
يَضُمُّ شذّاذاً إلى شُذّاذِ ... من الرَّباب دائمَ التِّلْواذِ
؟؟ذ - ص - ص أهملت الذال مع الصاد والضاد والطاء والظاء.
؟؟ذ - ع - ع
استُعمل منه في التكرير: ذَعْذَعَ الشيءَ، إذا فرَّقه، وكان الأصل: ذعه ذعاً، ثم أمِيتَ هذا الفعل وألحق بالرباعي في ذعذع.
ذ - غ - غ
غذذ
استُعمل من معكوسه: غَذ العِرْق يَغِذُّ غذًّا، إذا لم يرقأ. وأغذّ الرجل في السَّير إغذاذاً، إذا جدَّ فيه. فأما غذَّى ببوله، إذا خَدَّ به في الأرض، فموضعه غير هذا.
ذ - ف - ف
ذفَّفَ على الرجل وذَفَّ عليه، إذا أجهز عليه، وقد قيل بالدال، وهو الأصل. فأما الذَّفُّ فهو السرعة في كل ما أخَذَ فيه؛ ذَفَّ في أمره وذَفَّفَ فيه. وأحسب أن اشتقاق ذُفافة من هذا.
فذذ
ومن معكوسه: الفَذّ، وهو الفرد. قال الشاعر - هو ذو الرمة:
كأن أدمانها والشمسُ جانحة ... وَدْع بأرجائها فَذ ومنظومُ
والفَذّ من القِداح: الأول، وله نصيب واحد.
ذ - ق - ق
قذذ
استُعمل من معكوسه: قَذَّ السهمَ وأقَذَّه قَذاً، إذا جعل له قُذَاذاً، وهو الرِّيش، والواحدة قذة. وأجاز أبو زيد قَذ السهمَ وأقَذَّه، إذا جعل له قذَذاً، وأبى ذلك الأصمعي.
وكل شيء سوَّيته وحسّنته فقد قَذَّذته، وبه قيل: رجل مُقذذ ومقذوذ، إذا كان يُصلح نفسه ويقوم عليها. والسَّهم الأقَذّ: الذي لا قُذَذَ له، أي لا ريش له. ومن أمثالهم: " ما أصبت منه أقذ ولا مرِيشاً " . ولعبة لهم: شعاريرُ وقذَّة. يقال: قَذ الشيءَ، إذا قطعه.
والقَذ: أطراف الريش على مثال الحذّ والتحذيف، وكذلك كل قَطْع. والقذَّة: الريشة يراش بها السهم. والقذاذات: ما قُطع من أطراف النصب، والجُذاذات من الفضة.
والقِذّان: البراغيث. قال الشاعر:
يُؤرِّقُني قِذّانها وبَعوضُها
والتقذقذ: أن يركب الرجل رأسَه في الأرض وحده، ويقعَ في الركيَّة. تقول: قد تقذقذ في مَهْواةٍ فهلك.
ذ - ك - ك
كذذ
أهملت في الثنائي خاصّةً إلّا في قولهم: كَذَّ، وهو أصل بناء الكذّان، وستراه في موضعه إن شاء الله.
ذ - ل - ل
ذل يذِلُّ ذُلاً بعد عِز، وذلت الدابة بعد شِماس وتصعب ذِلُّا، والرجل ذَليل، والدابّة ذَلول. والذِّلَّة: مصدر في الذليل أيضاً. ويقولون: ما به من الذل والقلّ، أي ما به من الذلَة والقِلة. والذل، والجمع أذلال، من قولهم: إن الأمور تجري على أذلالها، أي على مسالكها وطُرُقها. وقوله جَل وعلا: " فاسْلُكي سُبًلَ ربِّكِ ذُلُلاً " أي على قصدها، والله أعلم.
لذذ
واستُعمل من معكوسه: لَذ الطعام وغيره، إذا كان لذيذاً؛ ولَذ الرجلُ الطعامَ والشرابَ، إذا وجده لذيذاً، واستلذَّه استلذاذاً. وجمع لَذّ: لِذاذ. وطعام لَذ ولذيذ. قال الراجز:
مِلاوَة في الأعْصُر اللِّذاذِ


قال أبو بكر: يقال مِلاوة ومَلاوة ومُلاوة. والمُلاوة: القطعة من الدهر. وهو مثل قولك: حين من الدهر. ويمكن أن يكون لِذاذ جمع لَذيذ مثل سَمين وسِمان وما أشبهه.
ذ - م - م
ذَمَمْتُ الشيء أذُمه ذماً. والذمّ: خلاف المدح. والمذمَة: مَفْعَلَة من ذلك. والمذمَة: مَفْعِلَة من الذِّمام، من قولهم: رَعَيْتُ ذِمامَ فلان وذِمَّتَه. والذِّمَّة: العهد. واستذمُّ إلى فلان، أي فعل ما يذمه عليه. وبئر ذمة: قليلة الماء. وفي الحديث أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم مَرّ ببئر ذَمَّة. قال الشاعر:
يزجّي نائلاً من سَيْب رَب ... له نُعْمَى وذَمَّته سِجالُ
يريد أنّ قليله كثير. ورَجُل ذَمِيم: فَعِيل من الذّمّ، معدول عن مفعول. والذَّميم: بَثْر يظهر في الوجه من حَرّ الشمس أو سَفْع العَجَاج في الحرب. قال الشاعر:
وترى الذَميمَ على مَراسنهم ... غِبَّ العَجَاج كمازِنِ الجَثْل
المازن: بَيْض النمل. والجَثلَة: الكبيرة من النمل. وقالوا: الجَفْلَة أيضاً. والذميم أيضاً: ما انتضح من أخلاف النوق على أفخاذها من اللبن، وهو أيضاً ندىً يسقط من السماء على الشجر فيصيبه الترابُ فيصير كمثل قِطَع الطين. قال الشاعر:
ترى لأخلافها مِن خَلْفِها نَسَلاً ... مثلَ الذَّميم على قُزْم اليعاميرِ
اليعامير: ضرب من الشجر، الواحدة يَعمورة. وقزمه: صغاره. وأذَمَّت راحلةُ الرجل، إذا أعيَت فلم يكن بها حَراك. قال الشاعر:
قوم أذَمَّتْ بهم رواحِلُهم ... فاستبدلوا مُخْلِقَ النعال بها
النِّقال: ما أخلَقَ من النِّعال.
ذ - ن - ن
الذَّنَن: سيلان العين بالدموع. وكل شيء سال فقد ذنُّ يذن ذنيناً. وكذلك سيلان الأنف أيضاً. وفسروا بيت الشمّاخ:
توائلُ من مِصك أنْصَبَتْهُ ... حَوالبُ أسْهَرَتْه بالذنينِ
وقال الأصمعي: حوالب أسهريهْ بالذَّنين. وقال: الأسهرانِ: عِرْقان في العنق، وقال الآخرون: بل عرقان في الحالبين يكتنفان الغُرْمُول.
ذ - و - و
أهملت في الثنائي ولها مواضع في المكرر.
ذ - ه - ه
هذذ
استُعمل من معكوسه: هَذَّ الشيءَ يَهذه هَذُّاً، إذا قطعه قطعاً سريعاً. ومنه هَذَّ القرآنَ يَهذه، إذا أسرع قراءته. وسيف هَذّاذ وهَذُوذ وأذُوذ، إذا كان صارماً.
ذ - ي - ي
أهملت الذال مع الياء في الثنائي.
حرف الراء
وما بعده
ر - ز - ز
رَزَّ الجرادُ يَرِزّ رَزّا، إذا غَرَّزَ أذنابه في الأرض ليبيض. ورَزَّة الباب من هذا اشتقاقها. والرِّزّة الصوت. سمعت رِزَّ الرعد، ورِزَّ القوم، إذا سمعت أصواتهم. وفي الحديث: " من وَجَدَ في بطنه رِزاً وهو في الصلاة فليقطع الصلاة وليتوضأ " . وسمعت رِزَّ الفحل، إذا سمعت هديره.
زرر
ومن معكوسه: الزَّرّ، وهو العَضّ. زَرَّ الحماز آتُنَه، إذا عضها وطردها. قال الشاعر:
بِلِيتَيْهِ من زَرِّ الفُحول كدُوحُ
وزِر السيفِ: حَدّاه. قال هِجْرِس بن كُليب في كلامه: " أما وسيفي وزِرَّيه، ورمحي ونصليه، وفرسي وأذنيه، لا يدَعُ الرجلُ قاتلَ أبيه، وهو ينظر إليه " ، ثم قتل جسّاساً. والزِّرّ، زِرّ القميص: معروف. وزَرَرْت القميص وأزرَرْتُه زَرّاً وإزراراً، لغتان فصيحتان ذكرهما أبو عبيدة وأجازهما أبو زيد. وأحسبه مشتقاً من الضيق كأنه يَزُر على العنق أي يَعَضُها. والزَّرّ: أثر عضّ الحمار في آتُنه.
ر - س - س
الرَّسّ: الرَّكِيُّ القديمة أو المَعْدِن، وكذا فسّره أبو عبيدة في القرآن، والله أعلم.
والرَّسّ والرّسِيس: واديان بنجد أو موضعان. واحتج أبو عبيدة في قوله جلّ وعَز في أصحاب الرَّسّ بقول الشاعر:
سَبَقْتُ إلى فَرَطٍ ناهل ... تَنابلةً يَحْفِرون الرِّساسا
التِّنْبال: الزَّريّ القصير. ورَسَّ الهوى في قلبه رَسيساً، وأحسبهم قد أجازوا أرَسَ أيضاً، وهو بقية الهوى في القلب أو السقم في البدن. قال الشاعر:
وقد رأت رَسيسَ الهوى ... قد كاد بالجسم يَبْرَح


قال أبو زيد: رَسَّ الهوى وأرسَّ، إذا ثبت في القلب. والرسّ: أرض بيضاء صلبة، قد جاءت في الشعر الفصيح. ويقول الرجل للرجل إذا سأله عن شيء: ألْقِ لي رَسّاً من هذا، أي شيئاً أبني عليه. ويقال: بقي في قلبه رَسٌّ من حُبّ أو مرض، أي بقيّة.
سرر
ومن معكوسه: السِّرّ: خلاف العَلانِيَة. وسِرُّ كلِّ شيء: خالصه؛ فلان في سِرّ قومه، أي في صَميمهم وشرفهم. وسِرّ الوادي وسَراره: أطيبه تراباً. والسُّرَّة في البطن: موضع السِّرَر الذي يُقطع من الصبيّ. والسرّ: ضد الضُّرّ. وقال قوم: السُّرّ والسرور واحد. والسِّرُّ: النكاح، هكذا فسّره أبو عبيدة واحتجّ بقول الشاعر - امرىء القيس بن حجْر الكندي:
ألا زَعَمَتْ بَسْباسَةُ اليومَ أنَّني ... كَبِرْتُ وأنْ لا يُحْسِنُ السِّرَّ أمثالي
والسَّرَر: داء يصيب الإبل في صدورها. بعير أسَرُّ وناقة سَرّاءُ. وأنشد أبو حاتم عن الأصمعي:
وأبِيتُ كالسرّاء يربو ضَبها ... فإذا تَحَزْحَزَ عن عِداءٍ ضَجّت
ويقال: أسْرَرْتُ الشيءَ، أي أظهرته، وكتمته أيضاً. قال الفرزدق:
أسَرَّ الحَرُوري الذي كان أضْمَرا
والسِّرار: يوم يَستتر فيه الهلال، وهو آخر يوم من الشهر أو قبل ذلك يوماً.
وأسِرةُ الكَفّ: معروفة، والواحدة سِرَر وسِرار، وأسرار جمع، والسرَر أيضاً.
ر - ش - ش
الرشّ من قولهم: رَشَشْتُ الماءَ أرًشُّه رَشاً، إذا نَضَحْته. ويقال: رَشَتِ السماءُ وأرَشَّتْ. والاسم الرَّشَاش.
شرر
ومن معكوسه: الشَّرّ، وهو ضدّ الخير. ورجل شِرَير: كثير الشرّ. وزعم بعض أهل اللغة أنَّ الشَّرَّ يُجمع شرُوراً. فأما شَرار النار فيقال: شَرَرَة وشَرارة. فمن قال: شَرَرَة، قال في الجمع: شَرَر. وكذاك جاء في التنزيل، والله أعلم. ومن قال شَرارة قال: شَرار، في الجمع. ويقال: شرَرتُ اللحمَ والثوبَ وأشْرَرْتُه، إذا بسَطْتَه ليَجِفَّ فهو مُشَرّ ومَشْرور. وشِرَّة الشَباب: نشاطه، ولهذا باب تراه إن شاء الله.
ر - ص - ص
رصَّ بناءه يَرُصُّه رَصّا، إذا أحْكَمَ عملَه. والبناء مَرْصوص ورَصيص. وكل شيء أحْكِمَ فقد رُصَّ. وأحسب أن اشتقاق الرصاص من هذا لتداخل أجزائه، وهو عربي صحيح. قال الراجز:
أنا ابنُ عمروٍ ذي السُّنا الوَبّاص ... وابنُ أبيه مُسْعِطِ الرَّصاص
وأول من أسْعطَ بالرَّصاص من ملوك العرب: ثعلبة بن امرىء القيس بن مازن من الأزْد.
ومن معكوسه: صرَّ الجُنْدَبُ وغيرُه من الطير. والمثل السائر: " عَلِقَتْ معالقَها وصَر الجُنْدَبُ " .
وقد ألحقوا هذا بالرباعي فقالوا: صَرْصَرَ، في كل ما صرّ من البازي وما أشبهه. قال الشاعر - هو جرير:
ذاكُم سَوادَةُ يَجْلو مُقْلَتَيْ لَحِمٍ ... بازٍ يصَرْصِرُ فوق المَربَإِ العالي
وريح صِر: باردة، هكذا فُسِّر، والله أعلم. وصَرَرْتُ الشيءَ أصرُّه صَراً. وصر الفَرَسُ بأذنيه وأصَرّ أذنيه إذا ضمَّهما إلى رأسه، وكذا الحمار. وأصَرَّ الرجلُ على الذنْب إصراراً، وهو مُصِرّ لا غير. وسمعتُ صَرَّةَ القوم، أي ضَجتَهم.
ر - ض - ض
رَضَّ الشيءَ يَرُضْه رَضّاً، ذا دقه ولم يُنْعِم دقَّه؛ والشيء رَضِيض ومَرضوض.
والمُرِضَّة: لبن خاثر يحْلَب بعضه على بعض، شديد الحموضة. قال الشاعر - هو ابن أحمر:
إذا شَرِبَ المُرِضَّةَ قال أوْكي ... على ما في سِقائكِ قد رَوِينا
ورُضاضُ كل شىء: ما رُض منه.
ضرر
ومن معكوسه: الّضرّ: ضد النفع. والضُرّ: المرض؛ ضُر فهو مَضْرور وضَرِير.
والضرّ: الضرُّة؛ تزوج فلان فلانةً على ضِرّ. والعرب تقول: لا يَضركَ هذا الأمرُ ضَرُّاً ولا يَضِيرُكَ ضَيْراً. والضَرورَة والضّارورة واحد، وهو الاضطرار إلى الشيء. وفي الحديث: " يَكْفي مِن الضرُورَة أو الضّارُورة صَبوح أو غَبوق " ، أي الميتة إذا أصابها وهو مضطر إليها. والمُضْطَر: مفْتَعَل من الضرّ. والضَّرَّة: أصل الضَّرع الذي لا يخلو من اللبن. والضَّرة: أصل الإبهام. قال أبو بكر: الضَّرَّة تُقابل أصل الإبهام، وأصل الإبهام يقّال له الألْيَة. والضُّرّ: الهُزال بعينه. وضَريرا الوادي: جانباه. قال الشاعر - هو أوس بن حَجَر:


وما خَليج منَ المَرُّوتِ ذو حَدَب ... يَرمي الضَّريرَ بخُشْبِ الأيْكِ والضال
وكل شيء دنا منك حتى يَزحمك فقد أضَر بك. قال الشاعر:
لأم الأرض ويل ما أجَنَتْ ... بحيثُ أضر بالحَسَن السَّبِيلُ
والحَسَن: جبل رمل في بلاد بني ضَبة، عليه قُتل بِسْطام. وهذا الشعر لعبد الله بن عَنَمة الشيباني يرثي بسطاماً، وابن عَنَمَة يُعرف بالشيباني، وهو ضبي وكان أولاً في بني شيبان، وإنما قال هذا يرثي بِسْطاماً خوفاً من بني شيبان أن يقتلوه. وقال الهذلي - هو أبو ذؤيب، يصف سحاباً قد أضَرّ بالأرض، أي دنا منها:
غَداةَ المُلَيْح يومَ نحن كأنَنا ... غَواشي مُضِرٍّ تحتَ رِيح ووابل
ر - ط - ط
طرر
استُعمل من معكوسه: طَر شاربُ الغلام يَطُر طُرُوراً وطَرًّا، إذا بدا فهو طار.
وطُرّ وَبَرُ البعير، إذا نبت بعد سقوطه، طَرُّا وطُروراً. وطُرة كل شْيء: حَرْفه. وطر الثوب: موضع هُدْبه. وأطرار الطريق: نواحيه، الواحد: طِرّ. والمثل السّائر: " أطِرّي فإنك ناعِلة " ، أي اركبي أطرار الطريق، وهو أغلظه. وقال قوم: بل رُدّي الإبلَ من أطرارها، أي من نواحيها. وقال قوم: أظِرّي، بالظاء المعجمة، أي اركبي الظرَرَ، وهي الحجارة المحددة التي يصعب المشيُ عليها. ويقال: شاب طرير، أي مستقبِل الشباب، والجمع أطرار. وسنان طَرير، أي محدَّد.
وبَدَت طُرة الفجر. ويُجمع الطُرة أطِرَةً وطُرراً. والطَّرِير يُجمع أطرةً. قال عدي بن زيد العبادي - جاهلي:
شَدتِ الحرب شَدَّةً فَحَشَتْهُ ... لَهذَماً ذا سَفاسقٍ مَطْرورا
وأنشد أيضاً لكُثَير عَزةَ:
ويُعْجِبُكَ الطَريرُ فتَبْتَليه ... فيُخْلِف ظنَّكَ الرَّجُلُ الطريرُ
وأطَر الغضب، إذا جاوز المقدار. وأنشد:
غضبتم علينا أن ثَأرْنا بخالدٍ ... بني عمنا ها إنَ ذا غَضب مُطِر
البيت للحطيئة.
ر - ظ - ظ
ظرر
استُعمل من معكوسه: الظُّرَر، والجمع: أظرار، وهي الحجارة المحددة، الواحد ظِرّ، ويقال ظِرّان للجمع قال الشاعر - البيت لامرىء القيس:
تُفَرِّقُ ظِرّانَ الحَصَى بمناسم ... صِلابِ العُجى ملثومُها غيرُ أمعَرا
ويقال: ظِرّان وُظّران.
ر - ع - ع
عرر
استُعمل من معكوسه: العَرّ، وهو الجَرَب. والعُرّ: داء يصيب الإبل فتُكوى الصحاح منها لئلا تعْدِيَها المِراض، فذلك عنى النابغة:
أكلَّفْتَني ذنبَ امرىءٍ وتركتَه ... كذي العُرّ يُكْوَى غيرُه وهو راتعُ
ومن رواه: كذي العَر، فهو خطأ، لأن الجَرَب لا يُكوى منه.
والرجل المعرور بالشرّ: المعروف به. وجمَل أعر وناقة عَرّاء، وهما اللذان قد كثر الدَّبَرُ في ظهورهما حتى جُبتْ أسْنِمَتُهما. والعُرَّة: البَعَر وما أشبهه مما تسمَّد به الأرض. وفي الحديث: " إنَّ سعداً كان يحمل إلى أرضه العُرةَ " ، يعني السّمادَ. وجعل الطِّرِمّاح ذرْقَ الطائر عُرةً، فقال:
في شَناظي أقَنٍ بينَها ... عُرةُ الطير كَصَوْم النعامْ
الشَّناظي: جمع شَنْظُوَة، وهي الشظايا في رؤوس الجبال. وأقَن: جمع أقْنَة، وهي الشُّعَب في رؤوس الجبال. والعَر: مصدر عَرَرته بالشرّ أعُرُّه عرّاً، إذا لطخته ويقال: شر وعَر. وعَرَّ الظليمُ يعر عِراراً، إذا صاح. قال الطِّرمّاح:
يدعو العِرارَ بها الزّمارُ كما اشتكى ... ألم تجاوبه النِّساءُ العوَّدُ
يريد عِرارَ النَّعام، وهو صوت الظَّليم خاصة. والزِّمار: صوت الأنثى. وللعين والراء مواضع في التكرير ستراها إن شاء الله.
ر - غ - غ
ألحق بالرباعي فقيل: الرغْرَغَة: ظِمْأ من أظماء الإبل.
غرر
ومن معكوسه: غرَّ الطيرُ فَرْخَه يغره غرُّاً، إذا زَقَّه. والغُرْغُرَة: الحوصلَّة.
وغَرَّ الرجلُ الرجلَ يَغرُّه غَرًّا، إذا أوطأه عِشْوَةً أو خبَّره بكذب.
ورجل غِرّ، إذا لم يجرِّب الأمور، وكذلك المرأة أيضاً، لا تدخلها الهاء: امرأة غِر.


والغَرير والمَغْرور واحد. وفعلت هذا الأمر على غِرَّة، إذا فعلته وأنت غيرُ عالم به. وغرَّة الفَرَس: معروفة. وغُرَّة القوم: سيّدهم. وكلّ شيء بدا لك من ضوء أو صبح فقد بدت لك غُرَّتُه. وثلاث ليال لأول الشهر يُسمَّيْنَ: الغُرَر، لطلوع القمر في أوّلهن. وفي الحديث: " في الجنين غُرَّة " ، يعني عبداً أو أمةً. قال الراجز - هو مهلهل:
كلُّ قتيل في كُلَيْب غرَّهْ ... حتَّى ينالَ القتلُ آل مُرَّهْ
والغَرُّ: غَرُّ الثوبِ، وهو أثر تكسُّر الطَّيّ فيه. وكذلك تكسًّر الجلد في الإنسان والفرس وغير ذلك. يقال: اطْوِ الثوبَ على غَرِّه. أي على آثار طَيِّه. اشترى أعرابي ثوباً فلما أراد أن يأخذه قال التاجر: اطْوِه على غَرِّه، أي على طَيِّه.
ر - ف - ف
رَفَّ الرجلُ المرأةَ يَرُفُّها رَفّاً، إذا قَبَّلها بأطراف شفتيه. وفي الحديث: " إنّي لأرُفُّها وأنا صائم " . ورَفَّ الشجرُ يَرِفُّ رَفًّا ورَفيفاً، إذا اهتزَّ من نَضارته. وكذلك وَرَفَ يَرِفُ وَرْفاً فهو وارف. قال الراجز:
في ظِلّ أحوى الظلّ رَفّافِ الوَرَقْ
وقال الأعشى:
وصَبَحْنا من آل جَفْنَةَ أمْلا ... كاً كِراماً بالشّام ذاتِ الرَّفيفِ
يريد أنها غَضَّة ناعمة. والرِّفّ: القطعة العظيمة من الإبل. والرَّفّ: مصدر رفَفْتُ الرجلَ أرُفه رَفًا، إذا أحسنتَ إليه أو أسديتَ إليه يَداً. ومثل من أمثالهم: " من حَفَّنا أو رَفَّنا فَلْيَتَّزِلْ " . والرَّفّ المستعمل في البيوت: عربي معروف، وهو مأخوذ من رَفَّ الطائرُ، غير أن رَف الطائرُ فعل مُمات ألحق بالرباعي، فقيل رَفْرَفَ إذا بَسَطَ جَناحيه. والرُّفة: حُطام التِّبن أو التِّبن بعينه. ومثل من أمثالهم: " استغنَتِ التُفَّةُ عن الرُّفةِ " . وقالوا التُّفَة عن الرُفَة، مخفَّف، والتُّفَة: دوَيبة شبيهة بالفأرة.
فرر
ومن معكوسه: فَر يَفِرُّ فِراراً. والرجل الفَرُّ: الفَارُّ من القوم. وفي الحديث أن سُراقةَ بن مالك بن جُعْشُم المدْلِجيَّ تبعَ النبيَ صلَى الله عليه وسلّم وهو يريد الهِجرة، وكانت قريش قد جعلت فيه مائةً من الإبل لمن رَدّه، فقال: هذا فَرُّ قريش، ألا أردُّ على قريش فَرَّها. وقال أبو ذؤيب:
فرمى ليُنْفِذَ فَرَّها فَهَوَى له ... سَهْم فأنفذَ طُرَّتَيْه المِنْزَعُ
ويُروى: لينْقِذَ. قال أبو بكر: يعني أنه رمى الثورَ الوحشيَ لينقذ الذي فَرَّ من الكلاب. وطُرَّتاه: جنباه. والمِنْزَع: السهم. ويقال: فَرَرْتُ الدّابَّةَ أفُرها فَرّاً، إذا فتحتَ فاه لتعرف سنَّه، وذلك في الخُفّ والحافر والظِّلف. ويقال: فُرَّ الأمرُ جَذَعاً، إذا رجع عوده على بدئه. قال الشاعر:
وما ارتَقَيْتُ على أكتاد مَهْلَكَةٍ ... إلاّ مُنِيْتُ بأمرٍ فُرَّ لي جَذَعا
والفَرِير والفُرار: ولد البقرة الوحشية، وكذلك ولد الحمار. والجَذع من الظباء: فَرير وفُرار. وقد قُرِىء: " أين المَفِرُّ " ، والمَفِرّ: الموضع الذي تَفِرُّ إليه. وبنو فَرِير: بطن من طيّىء. وزعم قوم من أهل اللغة أن الفَرَّ نهر دقيق في الأرض.
ر - ق - ق
الرَق: الجلد الذي يُكتب فيه. وكذا فُسِّر في التنزيل، واللهّ أعلم. والرِّق: ضرب من دوابّ البحر إما السُّلَحْفاة أو ما أشبهها. والرِّقّ: رِقّ العبد. ورَق فلان، أي صار عبداً. وفي حديث علي رضوان اللّه عليه: يُحَط منه بقَدْر ما أعْتِق ويستَسعَى العبدُ فيما رَق منه. والرّقّ: الماء القليل في البحر أو الوادي لا غُزْر له. والرقَّة: أرض يعلوها الماء القليل ثم ينضب عنها. وأحسب أن اشتقاق الرَّقَّة، البلد المعروف، من هذا إن شاء الله. والرِّقَّة: مصدرُ رقيق بيِّن الرِّقَّة، خلاف الصًفيق. والرِّقَة: الرحمة في القلب. ويقال: ثوب رقيق ورُقارِق ورُقاق، وشراب رَقراق، وهذا تراه في بابه إن شاء اللهّ. فأما الرِّقَة ويعنون الفِضَّة فمنقوص تراه في بابه إن شاء اللّه تعالى، والجمع رِقِيِنَ. ومثل من أمثالهم: " وِجْدان الرِّقِينَ يغَطِّي أفْنَ الأفِين " ، أي حمقَ الأحمق. وأنشد:
وكم من قليل اللُبِّ يَسْحَب ذيلَه ... نَفَى عنه وِجدانُ الرِّقِينَ البَجاريا
البَجارِيّ: الدوافع، واحدها بُجْرِيّ.
قرر


واستُعمل من معكوسه: القُرّ، وهو البرد؛ يوم قَر وليلة قَرَّة وغداة قَرة. والقِرَّة: ما يصيب الرجل، من القُرّ. ورجل مقرور. وطعام قارّ. ومثل من أمثالهم: " وَلِّ حارَّها من تَولَّى قارَها " . والقِرَّة: العيب. تقول: هذا قِرَّة علي، أي عيب. والقَرار: المستقِرّ من الأرض. والإقرار: فِعْلُك به إذا أقررته في مَقَرّ ليستقرَّ. وفلان قار: ساكن. وما يَتَقارُّ في مكانه.
والإقرار: الاعتراف بالشيء. والقَرارة: القاعُ المستديرة. والقُرَّة: الضِّفْدَع في بعض اللغات. والقُرَّة: ما بقي في أسفل القِدر من المرق اليابس أو المحترق. يقال: أقبل الصبيانُ على القِدر يَتقرَّرونها، إذا أكلوا ذلك.
وكلمة لهم إذا وُضع الشيءُ في موضعه أو وقع موقعه قالوا: صابَتْ بِقُرٍّ. قال الشاعر - هو طرفة:
سادراً أحسِب غَيِّي رَشَداً ... فتناهَيْت وقد صابَتْ بِقُر
ويقال: قَر عليه دلواً من ماء، إذا صَبها عليه. وتقرر، إذا اغتسل بالماء البارد.
وقُرَّة العين: ما قرَّت به عينُك من شيء تُسَرُّ به. وكان بعض أهل اللغة يقول: قَرَّت عينُه بالسُّرور كما تَسْخُن بالحُزن كأنَّها بَرَدَتْ وجَفَّ دمعُها. والقَرُّ: الهَوْدَج. قال الراجز:
كأن قَرًّا فوقَه مخدَّراً ... يعلو جَنابَيْه إذا تَبَخْترا
ويوم القَرّ، بعد يوم النحر: يومَ يقِرُّ الناس بمنًى. ومَقَرُّ الشيء: الموضع الذي يَقِرُّ فيه. وفي كلام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: " الدنيا دار مَمَرٍّ لا دارُ مَقَر " .
ر - ك - ك
الرك: المطر الضعيف. وأرض مُرَكّ عليها، إذا أصابها الرك. ورجل رَكيك: بَيِّنُ الرَّكاكة، يوصف بالضَّعف والوَهَن. وأحسب اشتقاقه من الرِّكّ. ويقال: رَكَكْتُ الشيء بيدي، إذا غمزته غمزةً خفيفةً لتعرف حجمه، فهو مَرْكوك ورَكيك.
كرر
ومن معكوسه: كّر يَكُّر كَرّاً، إذا رجع بعد فرار وبعد ذهاب، وهو معنى قول الشاعر - هو امرؤ القيس:
مِكَر مِفَر مُقْبِل مدْبِرٍ معاً ... كجلمودِ صخر حطه السيْلُ من عَل
أي يصلح للكرّ والفرّ، ولم يرِد أنه يَكُرّ ويَفِر في حالة واحدة. والكَرّ: حبل شديد الفتل. قال الراجز - هو العجّاج:
لأياً يُثانِيها عن الجُؤور ... جذْبَ الصَّراريِّين بالكرورِ
والصراريّون: ملّاحو البحر، واحدهم صراريّ. وربما سمّي الحبل الذي تُرتقى به النخلةُ كَراً. والكُرّ: غدير كثير الماء. ووادٍ ذو كِرارٍ، إذا كانت فيه مستنقعات ماء. والكُرة: البَعَر يُحَرَّق ويُنثر على المرع لكيلا تَصْدَأ. قال الشاعر - هو النابغة الذبياني:
عُلِينَ بكِدْيوْنٍ وأشْعِرْنَ كرَّةً ... فهن إضاء صافياتُ الغلائل
واختلفوا في قوله: صافيات الغلائل، فقال قوم: أراد غلائلها التي تُلبس تحتها لأن الدرع لا صدأ عليها. وقال آخرون: بل الغلائل: المسامير التي تغَلْغِل في الحلق. والكُرّ الذي يكال به: عربي صحيح. فأما الكُرَة التي يُلعب بها فليس هذا موضعها، وستراها في المنقوص إن شاء الله تعالى.
ر - ل - ل
أهملت الراء واللام في الثنائي.
ر - م - م
رَمَّ العظمُ يَرِم رَمْاً ورَميماً، إذا نَخِرَ وبَلِيَ. والرِّمَّة: العظم البالي. قال الشاعر:
والنِّيبُ إن تَعْرُمني رمةً خَلقاً ... بعدَ الممات فإني كنتُ أثَّئرُ
ويروى: إن تَعْرُ مِنّي، بكسر الميم، وليس بشيء. والنِّيب: جمع ناب، وهي المُسِنة من الإبل، وهي تأكل الرمَمَ، وهي عظام الموتى، تتملَّح بها إذا لم تجد سَبْخَةً ولا مِلْحاً. يقول: فإن تأكل هذه النِّيبُ عظامي وأنا مَيِّت فقد كنت أثَّئر منها بنحرها وأنا حيّ. أثئر: من الثأر. والرُّمَّة: القِطعة من الحبل. وسُمِّي ذو الرمَّة بقوله:
لم يَبْقَ غيرُ مُثل رُكُودِ ... غيرُ ثَلاثٍ باقياتٍ سُودِ
وغيرُ باقي مَلْعَب الوَليدِ ... وغيرُ مَرْضوخ القَفا مَوْتودِ
أشْعَثَ باقي رمَّةِ التقليدِ
يعني وَتداً. وقولهم: خذ هذا برُمَته، أي اقْتده بحبله. والرِّمَّة في بعض اللغات: الأرَضة. ويقال: رَمَمْتُ الشيء أرمُّه رَمّا، إذا أصلحته. و " جاء بالطِّمّ والرِّمّ " ، فأحسن ما قالوا فيه أن الطِّمّ ما حمله الماءُ والرّمِ ما حملته الريحُ.


والرُّمة: قاع عظيم بنجد تنصبُّ فيه جماعةُ أودية. وقالوا: الرُّمَة فخفَّفوا. وقال الأصمعي: تقول العرب عن لسان الرمة: " كلُّ بَنِيَّ يُحْسِيني إلا الجَرِيبَ فإنه يُرْوِيني " . والجريب: وادٍ يَنْصَبُّ في الرُّمَة. ومن روى: الجُرَيْب، فهو خطأ. قال الراجز:
حَلَّت سُليمى جانبَ الجَريبِ ... بأجَلَى مَحَلَّةَ الغريبِ
مرر
ومن معكوسه: مَرَّ يَمُرُّ مَرُّا، وجئتك مرّاً أو مَرَّين، تريد مَرَّة أو مَرَّتين. قال ذو الرّمة:
لا بل هو الشوق من دار تَخَوَّنها ... مَرّاً سَحاب ومَرّاً بارِحٌ تَرِبُ
والمُرّ: ضد الحلو. والمُرَّة: شجرة معروفة. والمِرَّة: القُوَّة من قُوَى الحبل، والجمع مِرَر. ورجل ذو مِرَّة، إذا كان سليم الأعضاء صحيحَها. وفي الحديث: " لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِي ولا لذي مِرَّة سَوِي " . والمِرّة: أحد أمشاج البدن. والمِرّ والمَرّ: الحبل. وأنشد أبو حاتم عن أبي زيد:
زَوْجُكِ يا ذاتَ الثَّنايا الغُرِّ ... والرَّتِلاتِ والجبينِ الحُرِّ
أعْيا فنُطناه مَناطَ الجرِّ ... بينَ وِعاءَيْ بازِل جِوَرِّ
ثمَّ رَبَطْنا فوقَه بِمَرِّ
وهذا الباب مستقصًى وما تفرَّع منه في كتاب الاشتقاق.
ر - ن - ن
رنَّ وأرنَّ يرنُّ إِرناناً، إذا صاح، والرَّنين شبيه بالحنين أيضاً. قال الشاعر - هو امرؤ القيس:
أرَنً على حُقْبٍ حِيال طَرُوقةٍ ... كذوْدِ الأجيرِ الأربَع الأشِراتِ
وقد قالوا في بيتٍ رَوَوْه وزعم الأصمعي أنه تصحيف:
نَبَّهْتُ ميموناً لها فأنّا ... وقام يشكو عَصَباً قد رَنّا
قال الأصمعي: إنما هو قد زَنّا، أي تقبضِ ويَبِسَ. وليس في كلامهم نون بعدها راء بغير حاجز. فأما نرْجِس فأعجمي معرَّب.
ر - و - و
أهملت الراء والواو في الثنائي.
ر - ه - ه
هرر
استُعمل من معكوسه: هَر الكلبُ يَهِر هَرِيراً وهَرًّا وكذلك الذِّئبُ، إذا كشَّر. وهرَّ الرجُلُ الشيءَ، إذا كَرِهَه. قال الشاعر - عنترة بن شدّاد العبسي:
حَلَفْنا لهم والخيلُ تَرْدي بنا معاً ... ونَطعنُكم حتّى تَهِروا العواليا
أي تكرهونها. والهِرّ: السِّنَّوْر، معروف. وقولهم: " لا يعرف الهِر من البِر " . زعم قوم أن البِرَّ الفأرة، ولا أعرف صحَّة ذلك. وأخبرني حامد بن طرفة عن بعض علماء الكوفيين أنه فَسَّر هذا فقال: لا يعرف من يَهِرُّ عليه ممن يَبَره. هرّت الإبل هَراً، إذا أكثرت من الحمض فلانت بطونُها عليه. والهُرُّ: الماء الكثير، وهو الهرْهور. والهُرَار: سُلاح الإبل. فأما أهل اليمن فيسمُّون ما تساقط من العنب قبل أن يُدرك: هُرَاراً.
ر - ي - ي
الرِّيّ: مصدر رَوِي يَرْوَى رياً. وأحد هاتين اليائين واو قُلبت ياء للكسرة التي قبلها.
حرف الزاي
وما بعده
ز - س - س
أهملت الزاي مع السين والشين والصاد والضاد في الثنائي.
ز - ط - ط
الزُّط: هذا الجيل، وليس بعربي محض، وقد تكلمت به العرب. قال الشاعر:
فجِئنا بحييْ وائل وبِلِفها ... وجاءت تميم زُطها والأساورُ
ز - ظ - ظ
أهملت في الثنائي.
ز - ع - ع
عزز
استعمل من معكوسها: عَز يَعِزُّ عِزة وعِزاً، إذا صار عزيزاً. وعَز يَعُز عَزاً، إذا قَهَرَ. والمثل السائر: " مَن عَزَّ بَز " ، قد مضى تفسيره. قال زهير:
تَميم فَلَوْناه فأكمِلَ خَلْقُه ... فَتم وعزتْه يداه وكاهلُهْ
وكل شيء صَلُبَ فقد استَعَز، وبه سمي العَزَازُ من الأرض، وهو الطين الصلب الذي لا يبلغ أن يكون حجارة.
ز - غ - غ
غزز
استُعمل من معكوسها: الغُزان، الواحد غُزْ، وهما الشدقان في بعض اللغات. وغَزَّة: موضع بالشام قد ذكره المَطْرُود بن كعب الخُزاعي في شعره، وفيها قبر هاشم بن عبد مَنافِ.
ز - ف - ف
زَف الطائر يزف زَفاً وزَفِيفاً، إذا بَسَطَ جناحيه وقَرب من الأرض. والزفيف: ضرب من مشي الإبل، وهو مشي فيه سرعة، والزفّ أيضاً مثله. قال الراجز:
فطالما سقْنا المَطِي زَفا ... ليلاً وأنتِ تَقْرَعِينَ الدفّا


وزَفَفْت العروسَ أزُفها زفاً. والمصدر: الزِّفاف. والنساء اللواتي يَزْففْنَها: الزوافُّ، بفتح الزاي. والزف: ريش صِغار كالزغَب. قال بعض أهل اللغة: لا يكون الزف إلا للنَّعام. ويقال: جئتك زَفةً أو زَفْتين، أي مَرةً أو مرتين.
فزز
ومن معكوسه: فَزَّه يَفُزه فَزاً، وأفَزَّه إفزازاً، إذا أزعجه. وقولهم استفزه: استفعله من الفَزْ.
والفز: ولد البقرة الوحشية. قال الشاعر - هو زهير:
كما استغاث بِسَيءٍ فَزُّ غَيْطَلَةٍ ... خافَ العيونَ فلم يُنظر به الحَشكُ
الحَشَك: امتلاء الضرع، أراد الحَشْكَ فحرَّك الشين للضرورة.
ز - ق - ق
زَق الطائرُ فِراخَه يَزقُّها زَقُّاً، إذا غَرها؛ والمرة الواحدة زَقة. والزقُّ: معروف. وقال قوم: لا يسمى زِقاً حتى يُسْلَخَ من عنقه لأنهم يقولون: زَققْتُ المَسْكَ تزقيقاً، إذا سلخته من عنقه.
قزز
ومن معكوسه: القَز الملبوس، عربي صحيح. وأخْبِر عن الخليل أنه قال: سمعت أبا الدقَيْش يقول في كلامه: بزوز العراق من قُزوزِها وخُزُوزِها.
ورجلُ قَز، وهو أصل بناء المُتَقَزز. والقَزة: الوثبة. وفي الحديث: " إن إبليس لَيَقز القَزَة من المَشْرِق إلى المَغْرِب " . وقزت نفسي عن الشيء، إذا أبَتْه، لغة يمانية. وأكثر ما يُستعمل في معنى عِفْتُ الشيءَ وقَزِزْته أقزة قزاً.
ز - ك - ك
زكَّ يَزِك زكاً وزَكِيكاً، إذا مشى مشياً متقارباً فيه ضعف. قال الراجز:
فهو يَزِك دائمَ التزغم ... مثلَ زَكيكِ الناهض المحمم
المحمم: الفرخ الذي قد بدا ريشه. يقال: حمَمَّمَ الفرخُ تحميماً.
كزز
ومن معكوسه: رجل كَز: بَيِّنُ الكَزازة، إذا كان متقبضاً. والكَزّ: ضد السبْط، ويُستعمل ذلك للبخيل فيقال: كز اليدين. والمصدر الكَزازة والكزوزة. والكُزار: الرِّعدة من برد أو حمَّى. والكُزَاز: داء يصيب الإنسان فيرْعَد حتى يموت.
ز - ل - ل
زلَ الشيءُ عن الشيء، إذا دَحَضَ عنه، يَزل زَلاً وزليلاً. وزَلَّ الرَّجُلُ زَلَّةً قبيحةً، إذا وقع في أمر مكروه أو أخطأ خطأ فاحشاً. ومنه قولهم: نعوذ بالله من زلة العالم. والمَزلَّة: المَدْحَضَة، نحو الصخرة المَلْساء وما أشبهها. قال الشاعر - هو المسيَّب:
دونَ السماء يَزِلُّ بالغُفْرِ
وأزْلَلْتُ إلى الرجلٍ نعمةً، مثل أهديت. وفي الحديث: " من أزلَلْتَ إليه نعمة " .
لزز
ومن معكوسه: لُزَ الشيء بالشيء، إذا قرن به لَزّا. ومنه قولهم: قد لُزِزْت بي يا فلان، إذا سدِكَ به لا يفارقه. وكل شيء دانيتَ بينه وقرنتَه فقد لَزَرتَه. قال الراجز - هو أبو مهدية الأعرابي:
أحْسَنُ بيتٍ أهراً وبَزّا ... كأنما لز بصخرٍ لَزّا
وقال الشاعر - جرير بن الخَطَفَى:
وابنُ اللَّبون إذا ما لُزَّ في قَرَن ... لم يستطع صَوْلَة البُزْلِ القناعيس
وأجاز قوم من أهل اللغة: لززتُ الشيء بالشيء وألززته، ولم يجزها البصريون. وأجاز الأصمعي لازَزْته مُلازة ولزازاً، إذا قاربته.
ز - ز - م
زمّ: موضع معروف. قال الشاعر - هو الأعشى:
ونظرةَ عَين على غِرة ... مَحَل الخليطِ بصحراء ِزمْ
وزَممْتُ البعيرَ أزمه زَماً، إذا جعلت له الزِّمام في بُرَته أو خشاشه. قال أبو بكر: الخِشاش بكسر الخاء أجود من فتحها.
مزز
ومن معكوسه: المزّ: بَيْنَ الحلاوة والحموضة. وتسمَّى الخمر المزةَ والمزْاءَ. قال الشاعر:
بِئسَ الصحاةُ وبئسَ الشربُ شَرْبهمُ ... إذا مَشَت فيهمُ المُزّاء والسكَرُ
وكان بعض أهل اللغة يُنكر أن تكون الخمر سمّيت مُزة من هذه الجهة ويقول: إنما سميت بذلك من قولهم هذا أمَز من هذا، أي أفضل منه. قال الراجز - هو رؤبة:
ذا ميعَةٍ يهتّزُّ عند الهزِّ ... يقتحم الدقةَ للأمزِّ
إذا أقَل الخيرَ كلُّ لَحزِ
ويقال: هذا أمرَ أمَز ومَزِيز، أي صعب. وأخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي، قال: قال أعرابي لرجل: هب لي درهماً، قال: لقد سألت مَزيزاً، المرهم عُشر العشرة والعشرة عشر المائة والمائة عشْر الألف والألف عُشر دِيَتِكَ.
ز - ن - ن
زَن عَصَبُه، إذا يَبِسَ؛ هكذا يقول الأصمعي، وقد مَرّ ذكره.


ويقال: زَننتُه بخير أو شرّ، إذا ظننته به؛ وأزْنَنْتُه أيضاً، لغتان فصيحتان. قال الشاعر - هو الأعشى:
وأقررتُ عيني من الغانِيا ... ت إمّا نكاحاً وإمّا أزَنْ
أي يُظَنّ بي ذلك. فأما قولهم: زَنأ في الجبل، فمهموز، وستراه في موضعه إن شاء الله.
نزز
ومن معكوسه: النَّزّ، وهو ما اجتمع من رشح الأرض حتى يستنقع فيصير ماءً. ووصف أعرابي الآجام فقال: مناقعُ نَزّ، ومَراعي إوَز، ونبتُها يهتزّ، وقَصبها لا يُجَزّ. والنَز: الظليم الخفيف الكثير الحركة. قال الراجز - هو رؤبة:
عاليتُ أنْساعي وكورَ الغَرْزِ ... على حَزابِي جُلال وَجْزِ
أو بَشَكَى وَخْدَ الظليم النزِّ
يقال: ناقة بَشَكَى، أي سريعة. وهو من قَولهم: ابتَشَكَ، إذا اختلقه في سرعة. وكل شيء كثرت حركتُه فهو مِنَز ونَز. وبذلك سُميَ المَهْد مِنَزاً لكثرة ما يحَرك.
ز - و - و
أهملت إلا في قولهم: الزوّ، وهما القرينان من السفن وغيرها. يقال: جاء فلان زَواً، إذا جاء هو وصاحبه. والإوَزّ: البَطّ.
ز - ه - ه
هزز
استُعمل من، معكوسه: هَزَزْت السيف أهُزه هَزاً. وأخذتْ فلاناً هِزة، إذا مُدح فأخذتْه أرْيَحية. وسمعت هِزَّة الموكب، إذا سمعت حفيفه. قال الشاعر:
ما إنْ رأيتُ وصَرْفُ الدهر ذو عجب ... كاليوم هِزةَ أجمال بأظعانِ
وكذلك اهتزَّ الموكب. قال الشاعر:
ألا هَزِئتْ بنا قُرَش ... ية يهتز موكبها
البيت لابن قيس الرقَيات.
ويقال: ماء هُزْهُز وهزاهِز وهَزْهاز، وكذلك يقال للسيف أيضاً. قال الراجز:
قد وردت مثلَ اليماني الهَزهازْ ... تدفع عن أعناقها بالأعجازْ
يريد أنها كثيرة الألبان قد دفعت بألبانها عن نحرها.
ز - ي - ي
أهملت في الثناثي، إلا في قولهم: هذا زِي حَسَن وهي الشارَة والهيئة. وأخبرَنا أبو حاتم عن أبي عبيدة، قال: دخل بعض الرجاز البصرة فلما نظر إلى بِزة أهلها وهيئتهم قال:
ما أنا بالبصرة بالبَصْري ... ولا شبيه زِيهم بِزِيي
حرف السين
وما بعده
س - ش - ش
شسس
استُعمل من معكوسه: الشسس، وهو المكان الغليظ. قال الشاعر - المَرّار:
هل عرفتَ الدارَ أم أنكرتَها ... بين تِبْراك فَشَسي عَبَقر
وهذا من قولهم: شَئِسَ المكان وشئز، إذا غَلُظَ، فخففوا الهمزة، وبه سمي شَأس.
س - ص - ص
أهملت السين والشين والصاد والضاد والطاء، إلا أنهم استعملوا من معكوسها: طسس، وهو أعجمي معرَّب، ويجمع طِساساً وطسوساً. قال الراجز - هو رؤبة:
يَستسمع الساري به الجرُوسا ... هَماهِماً يُسْهِرنَ أو رَسيسا
ضربَ يد اللعّابة الطسوسا
س - ظ - ظ
أهملت.
س - ع - ع
سَعْ: زَجر من زجر الإبل، كأنهم قالوا: سَعْ يا جَمَلُ، في معنى اتسعِ في خطوك ومشيك. وقالوا فيما ألحقوه بالرباعي من ذلك: تسعسع الشيخ، إذا اضطرب من الكبر. وأنشد:
قالت ولم تأل به أن يسمعا ... يا هندُ ما أسرَعَ ما تَسَعسعا
عسس
ومن معكوسه: عس يعس عساً. والعَس: طلب الشيء بالليل. ومنه اشتقاق العسَس.
ومن أمثالهم: " كلبٌ اعتس خير من كلبٍ رَبضَ " ؛ اعتسَّ: افتعل من العس. والعُس: قدح عظيم من خشب أو غيره.
س - غ - غ
غسس
استُعمل من معكوسه الغسّ، وهو الضعيف. قال الشاعر:
فلم أرْقِهِ إن يَنْجُ منها وإن يمتْ ... فطَعنَةُ لا غُس ولا بمغَمرِ
قال أبو بكر: فلم أرْقِهِ، يريد من الرقْيَة. يقول: طعنته فإن عوفي فليس برقية وإن مات فبطعني. ومن روى بيت أوس:
مخلَفون ويقضي الناسُ أمرهُمُ ... غسُّ الأمانة صُنْبورُ فصنبور
أراد ضعيفي الأمانة. ومن قال: غَشوا الأمانةَ، أراد الغِش.
س - ف - ف
سَف الدواءَ وغيره يَسَفه سَفاً، إذا قَّمِحَه. والسِّفّ: الحية، وربما خُص به الأرْقَم. قال الشاعر:
جواداً إذا ما الناسُ قَلّ جوادهم ... وسِفا إذا ما صَرَح الموتُ أقرعا
ويروى: صادَفَ الموتَ أقرعا. والسُّفَّة: العَرَقة من الخُرص المُسفّ. ويقال: أسففتُ الخُوصَ لا غير. وأسَفَّ الطائر إسفافاً، إذا طار على وجه الأرض.


وأسَفَّ السحابُ، إذا دنا من الأرض. قال عبيد:
دانٍ مُسِف فُوَيْقَ الأرض هيْدَبُهُ ... يكاد يدفعه مَن قامَ بالراح
وأسف الرجلُ، إذا طلب الأمور الدنيئة.
س - ق - ق
قسس
استعمل من معكوسه: قَس النصارى، معروف. وقد تكلّمت به العرب. وقسٌّ الناطِف: موضع. وقس بن ساعِدةَ الإيادي: أحد حكماء العرب، وله أحاديث، وقد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم. وقَسَسْتُ ما على العظم، إذا أكلت ما عليه من اللحم أو امتخخته، لغة يمانية. والقَس في بعض اللغات: النميمة. والقَسّاس: النَمام. وقسستُ الإبلَ، إذا أحسنتَ رَعْيَها. قال الطَرِماح:
فيا هندُ لا تَخْشَي بكرمانَ أن أرى ... أقسس أعجازَ السوام المروَح
وللقاف والسين مواضع في التكرير ستراها في بابه إن شاء اللّه تعالى.
س - ك - ك
يقال: دِرْع سك وسَكّاءُ، إذا كانت ضيّقة الحَلَق. وبئر سُك، إذا كانت ضيقة. قال الراجز:
صَبحْنَ مِن وَشحَى قَلِيباً سكّا ... يَطْمي إذا الوِرد عليه التَكا
وركايا سُك. وظليم أسَكُّ، أي مُصْطَلِم الأذنين. وكل الطير سُك. ويقال للصغير الأذنين من الناس: أسَكُّ، والأنثى سكّاء، وكذلك النعامة والظليم. قال الراجز:
أسَك صَعْل كالظليم الآئبِ
أي الراجع. وسَكَّه يَسكه سَكُّاً، إذا اصطلمَ أذنيه. والسكّاء من الدواب: الصغيرة الأذنين. والسكك: اجتماع الخَلْق، لغة يمانية.
كسس
والسُّكّ الذي يُتطيّب به: عربي معروف. قال الراجز:
كأن بينَ فَكِّها والفَكِّ ... فَأرَةَ مِسك ذبحت في سُكِّ
ذُبحت أي شُقَّت.
ومن معكوسه: كَسَسْتُ الشيءَ أكُسُّه كَساً، إذا دَققته دقاً شديداً. والكَسيس: لحم يجفَّف على الحجارة وإذا يَبِسَ دُق حتى يصير كالسويق يُتزود في الأسفار.
والكَسَس: صِغَر الأسنان ولصوقها بسنُوخها. قال الشاعر:
فداء خالتي لبَني حُيَي ... خُصوصاً يومَ كُس القوم رُوقُ
أي يَكْشِرون عن أسنانهم من شدّة الحرب. ويستحبّ الأكَسُّ، وهو الصغير الأسنان. والرُّوق: الطوال الأسنان. قال الآخر:
والخيلُ تعلم أني كنتُ فارسَها ... حينَ الأكَس به من نَجدةٍ رَوَقُ
س - ل - ل
سَل السيفَ وغيره يَسُلُّه سَلاً، إذا انتضاه. وفي بني فلان سَلَّة، أي سرقة. فأما السلَّة التي تعرفها العامة فلا أحسبها عربية. والسلّ: داء معروف. وسُلالة الرجل: ولده. والسلة أن يَخْرِزَ الخارزُ فيُدخل سَيْرَيْنِ في خَرْزَة واحدة. والسّلة أن يكون عيب في حوض الإبل أو في الجابية التي يُجمع فيها الماء.
لسس
ومن معكوسه: لَس البعيرُ النبتَ يَلُسه، إذا أخذه بمشْفَره. قال زهير:
ثلاث كأقواس السراءِ وناشِط ... قدِ اخضر مِن لَسِّ الغميرِ جَحافِلُهْ
س - م - م
السَّمّ: معروف، وربما قيل: سم. وسُموم الإنسان، واحدها سم وسَمّ جميعاً، وهي الخُروق في البدن مثل المَنْخِرين والأذنين وغير ذلك. وقد قُرئ: " في سَمّ الخِياط " و " في سُمّ الخِياط " .
مسس
ومن معكوسه: الَمس باليد؛ مَسَسْتُه أمَسُّه مَساً. وبفلان مَس من جنون، وكذا فسر في التنزيل، واللّه أعلم. فأما تسميتُهم النحاس بالمَسّ، فلا أدري أعربي هو أم لا.
س - ن - ن
سَن الحديدَ بالمِسَنّ يَسُنُّه سَنُّاً، إذا مسحه بالمِسَنّ. وسَنَّ الماءَ يَسُنُّه سناً، إذا صَبه حتى يفيض. وفسر أبو عبيدة قوله جلّ وعزّ: " مِنْ حَمأ مَسْنُون " ، أي سائل، والله أعلم. والسنَة: معروفة. وسَنَّ فلانَ سُنةً حسنةً أو قبيحة يَسنُها سَناً. وسُنَة الخدّ: صَفْحَته، ومن ذلك قيل: خدٌّ مسنون، أي سهل. والسن: واحد الأسنان للإنسان وغيره. وحَطَمَتْ فلاناً السنُّ، إذا أضعفه الكِبَر. فأما السنَة من السنين فناقصة ليس هذا موضعها، وكذلك السِّنَة من النعاس.
نسس
ومن معكوسه: نَستِ الخبزةُ تَنِس نَساً، إذا يَبِسَتْ. ونَستِ الجُمةُ، إذا شَعِثَتْ. ونَس فلان إبلَه يَنسها نَساً، إذا ساقها. والمِنْساة، غير مهموز، مفعَلَة من هذا.
س - و - و
رجلُ سوء.
س - ه - ه
هسس


من معكوسه: هس يَهس هساً، إذا حَدث نفسه. والهَساهِس: حديث النفس. وهُسْ: زجر من زجر الغنم، ولا يقال: هِسْ، بالكسر. ويقال: هس الشيءَ إذا فته وكسره. والهَسِيس مثل الفَتيت.
س - ي - ي
السِّي: الفضاء من الأرض الواسع. قال الشاعر:
كأنّ نَعامَ السِّي باضَ عليهمُ ... إذا جَعجعوا بين الإناخة والحَبْس
والسِّي: المِثْل من قولهم سِيان، أي مِثْلان. ويقال: جاء فلان بسِيّ رأسه من المال، أي ما يوازي رأسَه.
حرف الشين
وما بعده
ش - ص - ص
استُعمل من وجوهها: شصصت الرجلَ عن الشيء وأشصَصْته إشصاصاً، إذا منعته. قال الشاعر:
أشُص عنه أخو ضدّ كتائبَهُ ... من بعد ما رملوا من أجله بدَم
والشصَاص: غِلَظ العيش. وهو الشصاصاء يا هذا. ولا أحسب هذا الذي يسمى شِصاً عربياً صحيحاً.
ش - ض - ض
أهملت.
ش - ط - ط
شَط المنزل يَشط شطاً، إذا بعدَ. وكل بعيد شاط. قال عدي بن زيد العبادي:
شَط وصلُ الذي تريدين مني ... وصغير الأمور يَجني الكبيرا
ومنه قيل: شَطَّ فلان في حكمه وأشَط، واشتَط: افتعل. ومعناه تباعد عن الحق وجار؛ والشطَاط: حُسْن القَوام. وشطّا السَّنام: ناحيتاه. قال الراجز:
شَطٌّ أمِرَّ فوقه بشَطِّ ... لم يَنْزُ في البطن ولم ينحطِّ
طشش
ومن معكوسه: الطشّ: طَشَّت السماءُ طَشُّاً، وأرض مَطْشوشة، وهو مطر فوق الرك ودون القِطْقِط.
ش - ظ - ظ
شظَ وأشَظ، إذا أنْعَظَ. قال الشاعر - وهو زهير:
إذا جَنَحَتْ نساؤهمُ إليه ... أشظ كأنّه مَسد مُغارُ
وللشين والظاء مواضع في التكرير ستراها إن شاء الله.
ش - ع - ع
أميت شَع يَشَع، وألحق بالرباعي، وستراه في بابه إن شاء الله.
عشش
ومن معكوسه: عش الطائرِ، وهو ما جمعه من حُطام الشجر وباضَ فيه. ونخلة عَشة، إذا عطشتْ وضعفتْ فقصر سَعَفُها. وسُئل رجل من العرب عن نخل فقال: عشّشَ من أعاليه وصَنْبَرَ من أسافله. وشبه بذلك فقيل: امرأة عَشَّة، إذا كانت ضئيلةَ الجسم.
ش - غ - غ
أميتَ شغ، أي دقَّ، وألحق بالرباعي.
غشش
ومن معكوسه: غَشَ يَغشًّ غَشاً، والاسم الغِشّ. وفي الحديث: " ليس منّا من غَشَنا " .
ش - ف - ف
شَفه الحُبُّ يَشُفُّه شَفاً، إذا لَذَعَ قلبَه. وشف الماء يَشُفه شَفُّاً، إذا استقصى شربَه، كقولهم: ارتشفه ارتشافاً. ومثل من أمثالهم: " ليس الريُّ عن التَّشاف " ، أي ليس يَرْوَى باشتفافه كل ما في الإناء. وأوصى رجل من العرب ولده فقال: إذا شربتم فأسْئروا فإنه أجمل؛ أي أبقوا في الإناء من الماء إذا شربتم، وهو من السؤْر.
والشفّ. الثوب الرقيق الذي يستشفّ ما وراءه والشفُّ. الزيادة. يقال: هذا أشَف من هذا، أي أكثر منه. قال الحطيئة:
وهل يُخْلِدن ابنَيْ جلالةَ مالهمْ ... وحِرْصُهما عند البِياع على الشِّفِّ
أي على الزيادة. والشَفَة تراها في بابها إن شاء الله. والشَفيف: شِدَّة الحر، وقال قوم: بل شدة لذع البرد. قال الشاعر:
ونقري الضيْفَ من لحم غَرِيض ... إذا ما الكلبُ ألجأه الشفيف
وبقي في الإناء شُفافة، إذا بقي فيه الشيء القليل.
فشش
ومن معكوسه: فَش الوَطْبَ يَفُشُّه فَشاً، إذا استخرج منه الريحَ بعد نفخه. ويقال للرجل الغضبان: لأفشنك فَشَ الوَطْب. أيَ لأخْرِجَنّ غَضَبَك. وفَشِيشة: لقب حي من العرب. قال الشاعر:
ذهبت فشيشةُ بالأباعر حولنا ... سَرَقاً فصب على فشيشةَ أبْجَرُ
قال أبو بكر: يريد أبجر بن جابر العِجْليّ أبا حجار بن أبجر. وامرأة فَشُوشٌ: نعت مكروه، إذا كان يخرج منها ريح عند الجِماع. قال الراجز - هو رؤبة:
مهلاً بني النَجاخَةِ الفَشوش ... من مسمهِرّ ليس بالفَيُوش
النّجاخة: التي يَنْجَخ منها الماء عند الجِماع. والناجِخة: صوت جري الماء. ويروى: وازجر بني النجاخة.
وللفاء والسين مواضع في المكرر تراها إن شاء الله.
ش - ق - ق


شَقَقْت الشيءَ أشُقُّه شَقُّاً. وكل قطعة منه شِقَّة، يجمع ذلك الثوبَ والخشبةَ وما أشبههما. وجئتك على شِقّ، أي على مَشَقة. وكذلك فُسِّر في التنزيل والله أعلم، وهو قوله جَلّ وعَزّ: " إِلا بِشِقّ الأنْفس " . والشقة: البُعد. والشُقة: السبيبة من الثياب المستطيلة. والمُشاقّة: العداوة. وفرس أشَقُّ والأنثى شَقّاء، وهي البعيدة ما بين الفروج. ووصفت امرأة من العرب فرساً فقالت: شَقاء مَقاء طويلة الأنقاء.
والشقيق: الثور الفتي السن إذا تم شبابه. وأنشد:
أبوك شَقيق ذو صَياص مذرَب ... وإنك عِجْل في المواطن أبْلَقُ
وشِق الكاهن: رجل معروف. والشِّقاق: المعاداة والمغالظة؛ شاقَقْتُه مُشاقَةً وشِقاقاً.
وشقيق الرجل: أخوه، كأنه شق نسبُه من نسبِه. وللشين والقاف مواضع في التكرير والاعتلال تراها إن شاء الله.
قشش
ومن معكوسه: قششت الشيء أقُشُه قشًا، إذا جمعته. وقَشَ الرجلُ ما على الخوان، إذا أكله كله أجمعَ. والقَشّ والتقشيش: أن تطلب الأكل من هاهنا وهاهنا. والقِشَة: ولد القرد الأنثى، لغة يمانية، والذكر الرباح. والقَشَ: رديء النخل، نحو الدقَل وما أشبهه، لغة يمانية.
ش - ك - ك
شَكَّ يَشك شَكاً. والشكّ: ضد اليقين. وشككت الصَيد وغيرَه بالسهم أو بالرمح، إذا انتظمته. قال الشاعر - هو عنترة:
فَشَكْكَتُ بالرمح الطويل ثيابه ... ليس الكريمُ على القَنا بمحرم
وقال قوم: لا يكون الشَكَ إلا أن يجمع بين شيئين بسهم أو رمح. ولا أحسب هذا ثَبْتَاً. والشك: وجع، وهو لصوق العَضُد بالجَنْب. قال الشاعر - هو ذو الرمة:
وثْبَ المُسَحج من عانات مَعْقلَة ... كأنه مستبانُ الشك أو جنب
والجَنِب: الذي يشتكي جنبَه.
والشكائك: جمع شكيكة من قولهم: دعه على شَكِيكته، أي على طريقته.
كشش
ومن معكوسه: كش البَكْر يكشُّ كشاً وكَشيشاً، وهو دون الهدر؛ والكشّ لأفتاء الإبل. قال الراجز - وهو رؤبة:
هدَرْتُ هدراً ليس بالكشيش
وكشت الأفعى كشاً وكَشيشاً، إذا حكَّت جلدها بعضه ببعض. قال الراجز:
كأن بين خلْفها والخلْفِ ... كَشةَ أفعى في يَبيس قَفِّ
أي يابس. ومن زعم أن الكشيش صوتها من فيها فهو خطأ، فإن ذلك الفحيح من كل حية. والكشيش للأفعى خاصةً. والكشَة: الناصية في بعض اللغات أو الخُصْلة من الشعَر. والكُشْيَة: شحم الضّب، والجمع كشًى، وليس هذا بابه.
ش - ل - ل
شل القومَ يشلهم شَلّا، إذا طردهم طرداً. وشل الحمار آتنه، وشل الراعي إبله، إذا طردها. وشلت يده شَلاً وشُلولَاَ، إذا يبستْ، وأشلّها الله إشلالاً. ويقال للرجل إذا عمل عملاً فأحسن: لا شللاً. والشلول أيضاً: مصدر الشل.
ويقال: شَولَتْ بالقوم نية؛ وشالت، إذا استخَفتهم، أي ارتحلوا.
والشلَة: النية حيث انتوى القوم. قال الشاعر - هو أبو ذؤيب:
فقلت تَجنبنْ سخْطّ ابن عم ... مواقع شلة وهي الطّرُوح
وحمار مشل: كثير الطرد، وكذلك الرجل. وللشين واللام مواضع ستراها إن شاء الله.
ش - م - م
شَم يَشَم شَماً وشميماً. ورجل أشم: بينُ الشَمَم، وهو الذي تعتدل قصَبَة أنفه وتشرف أرنَبَته، والجمع شُم. وإذا وصف الشاعرُ فقال أشَم، فإنما يعني سيّداً ذا أنَفَة.
وشَمَام: جبل معروف.
مشش
ومن معكوسه: مشَّ الشيء يَمُشُّه مَشاً، إذا دافَهُ في ماء حتى يذوب. ومَش يده بالمنديل يَمُشها مَشاً، إذا مسحها به؛ والمنديلُ المَشوشُ. قال الشاعر - هو امرؤ القيس:
نَمُشُّ بأعراف الجِياد أكفنا ... إذا نحن قُمنا عن شِواءٍ مضَهَبِ
أي لم يستحكم نضْجه.
والمَشَش: داء يصيب الدواب. يقال: مَشِشَتِ الدابّة. وليس يجيء على وزن فَعِلَ من المضاعف ظاهرَ الحرفين إلاّ أحرف هذا أحدها. وكل عظم أمكن مضغُه فهو مُشاش. وتمشَّش الرجل العظم تَمششاً. والمُشاشة: أرض رِخوة لا تبلغ أن تكون حجراً يجتمع فيها ماء السماء وفوقها رمل يحجز الشمس عن الماء. وتمنع المُشاشة الماءَ أن يتسرب في الأرض فكلما استقيتَ منها دلواً جَمت أخرى.
ورجل هشُّ المشاش، إذا كان رخو المَغْمَز، وهو ذم. وللشين والميم مواضع في التكرير تراها إن شاء الله. قال أبو حاتم: مات ابن لأم الهيثم فسألناها عن علّته


فقالت: ما زلت أمُشُّ له الأشْفِيَة ألُدّه تارة وأوجِرُه أخرى، فأبى قضاء الله.
ش - ن - ن
شَن الماءَ يَشنه شَناً، إذا صبّه عليه. وشَن عليه الغارَة يَشُنُها شَنُّاً، إذا صبَّها.
وكل وعاء من أدم إذا أخْلقَ وجَف نحو السّقاء والقِرْبة والدَلو فهو شَنّ، والجمع شِنان. وشَنّ: بطن من عبد القيس. والمثل السائر: " وافقَ شَن طَبَقاً " . قال ابن الكلبي: طبق: بطن من إياد، وكانت فيهم عَرامة فأغارت عليهم شَن فاستباحتهم، فقالت العرب: وافقَ شَنٌ طَبَقاً، فأجْرَوه مثلًا.
وللشين والميم مواضع في التكرير تراها إن شاء الله.
نشش
ومن معكوسه: نَش اللحمُ يَنِشُّ نَشاً ونَشِيشاً، إذا سمعت صوته على مَقْلى أو في قدْر. وكذلك كل ما سمعت له كَتِيتاً كالنبيذ وما أشبهه. ويقال: سَبْخَة نشّاشة. قال أبو بكر: قال الأصمعي، أحسبه يرويه عن يونس، قال: سألت بعض العرب عن السبخة النشّاشة فوصفها ثم ظن أني لم أفهم فقال: التي لا يَجِفُّ ثراها ولا ينبت مرعاها. والنش: وزن كان في الجاهلية يتعاملون به، يقولون: أوقِيَّة ونَشّ. وفُسِّر النَش وزن نواة من ذهب. وقال قوم: النَّش: ربع الأوقيّة، والأوقيّة وزن أربعين درهماً. وقد ألحق النش بالرباعي فقالوا: نَشْنَشَة، وهي نحو الخَشْخَشَة. قال الراجز:
عَنَشْنَش تعدو به عَنَشْنَشَهْ ... للدرع فوقَ مَنْكِبيه نَشْنَشَهْ
ويروى: خَشْخَشَه. وأبو النشْناش: أحد شعراء لصوص العرب، وهو الذي يقول:
ونائيةِ الأرجاء طامسةِ الصوَى ... هَوَتْ بأبي النشْناش فيها رَكائبهْ
هكذا يرويه الأصمعي، وغيره يقول: النشاش.
ش - و - و
أهملت الشين والواو.
؟ش - ه - ه
هشش
استعمل من معكوسه: هَش يَهِش هَشاً وهَشاشةً، إذا استبشر. ويقال: رجل هَش، إذا كان بُهلُولاً ضحاكاً. ومنه قولهم: ما به من الهَشاشة والبَشاشة.
وهش على غنمه يَهُش هشاً، إذا نفض لها ورَقَ الشجر لتأكله. وكذلك فُسر في التنزيل، والله أعلم: " وأهش بها على غنمي " .
ويقال: خبْزَة هَشة، إذا كانت رِخوة المَكسِر، وكذلك مشاشة هَشة.
ش - ي - ي
شِي، بكسر الشين، موضع معروف.
حرف الصاد
وما بعده
ص - ض - ض
أهملت وكذلك حالها مع الطاء والظاء
ص - ع - ع
استُعمل في المكرر منها: الصَعْصَعَة، وهو اضطراب القوم في الحرب وغيرها. وتصعصع القوم، إذا اضطربوا.
عصص
واستعمل من معكوسه: عَصَّ يَعص عَصاً، إذا صَلُبَ واشتدّ. وللعين والصاد مواضع تراها في أبوابها إن شاء الله.
ص - غ - غ
غصص
استُعمل من معكوسه: غصَّ يَغَصُّ غَصُّا، إذا شَرِق بالماء وغيره. قال أبو بكر: الغَصَصْ بالريق والشَّرَق بالماء، فإذا كان من مرض وضعف فهو جَرَض، وإذا كان من كرب أو بكاء فهو جَأز؛ يقال: جَئِزَ يَجْأزُ جَأزاً.
وغَصَّ الموضع بالقوم، إذا امتلأ بهم. والغصَّة: ما اعترض في الحلق فأشرَق.
وذو الغُصُّة: لقب رجل من فرسان العرب.
ص - ف - ف
صَفِّ القومُ صَفاً، إذا امتدوا رَزْدَقاً واحداً في صلاة أو حرب. وصَف الطائرُ، إذا بسط جناحيه في طيرانه. وكل شيء مددته سطراً فهو صَف. وصُفّة السرج والرحل: ما غُشي به بين القَرْبوس والشَّرْخين. وصفَّة البيت: معروفة. والصَّفيف من اللحم: ما جُفف في الشمس. وللصاد والفاء في التكرير والاعتلال مواضع تراها إن شاء الله.
فصص
ومن معكوسه: فَصُّ الخاتم: معروف. وفُصوص الخيل وغيرها: مفاصلها. والاسم: فَص أيضاً. وأتيتك بالأمر من فَصِّه، أي من حقيقته ووجهه، وأحسب أن ذلك من فَصّ الخاتم أيضاً.
ص - ق - ق
قصص
استُعمل من معكوسه: قَصُّ الشيء بالمِقَصُّين يَقصه قَصُّاً. وقص الحديثَ يَقُصُّه قَصَصاً، وكذلك اقتفاء الأثر قَصَص أيضاً. قال الله عزّ وجل: " فارتَدّا على آثارهما قَصَصاً " . والقَصّ: عّظم الصدر من الناس وغيرهم، وهو القَصَص أيضاً. ومثل من أمثالهم: " هو ألْصَقُ بك من شَعَرات قَصِّك " .
والقُصَة: الخُصْلَة من الشَّعَر. وربما قالوا لناصية الفرس: قُصة والقصَّة من القِصَص: معروفة. والقصة: الجِصّ. وبيت مقصَّص، أي مجصَّص. وفي الحديث: " بيضاء مثل القصة " .
ص - ك - ك


صَك الشيءَ يَصُكُّه صَكُّاً، إذا ضربه بيده أو بحجر. وفي التنزيل: " فَصَكَّتْ وَجْهَها " ، أي ضربت وجهها بيدها. وصك البازي والصقْرُ صَيده أيضاً صكاً، إذا ضربه فحطّه. قال الشاعر:
إذا اجتمعوا عليَّ فخلِّ عنّي ... وعن بازٍ يَصُكُّ حُبارَياتِ
ومثل من أمثالهم: " جئته صَكةَ عُمَي " ، وقد قيل: صكَّةَ أعمى، إذا جئته في وقت الظهيرة. وكان ابن الكلبي يقول: عُمَي هذا رجل من العماليق أغار على قوم في وقت الظهيرة فاجتاحهم فجرى به المثل لكل من جاء في وقت الهاجرة لأنه مُنْكَر. وفرس أصَكُّ: بَيِّنُ الصَّكَكِ، إذا احتكّ عُرْقُوباه.
كصص
واستُعمل من معكوسه: كَصَّ يَكِصُّ كَصاً وكَصِيصاً، وهو الصوت الدقيق الضعيف. وربّما قالوا: كَصَّ من الفزع كَصِيصاً، إذا استَخْذَأ وضعف صوته.
ص - ل - ل
صَل المسمارُ يصِل صَلِيلاً، إذا ضُرب وأكره أن يدخل في الشيء فسمعت صوته. قال الشاعر - هو لبيد:
أحْكَم الجنْثِيُّ من صَنْعَتِها ... كل حِرْباءٍ إذا أكْرِهَ صَل
الجُنْثيّ بالنصب والرفع، ولكل معنى، فمن قال: الجِنْثيُّ، جعله الحدّادَ أو الزرّادَ، أي أحكم صنعةَ هذه الدِّرع. ومن قال: الجِنْثيَّ، جعله السيف، فيقول: هذه الدرع لإحكام صنعتها تمنع السيفَ أن يمضي فيها. وكل شيء أحكمتَه فقد منعته. وكان الأصمعي يقول: من ذلك حَكَمَةُ الدابةِ، وكان يُخبر أنه وجد في بعض كتب الخلفاء الأوَل: فأحْكِمْ بني فلان عن كذا، أي امنَعْهم.
ويقال صلتْ أجوافُ الإبل من العطش إذا يَبِسَت ثم شربتْ فسمعتَ للماء في أجوافها صليلاً، أي صوتاً. قال الشاعر - هو الراعي كامل:
فَسَقَوْا صواديَ يَسْمعون عَشِية ... للماء في أجوافهنَّ صَليلا
وقال آخر طويل:
رَجَعْتُ بصدرٍ مثل جرة حَنْتَم ... إذا قُرعتْ صِفْراً من الماء صَلَّتِ
ويقال: سمعت صَليلَ الحديد، إذا سمعت وَقْعَ بعضه ببعض.
وكل شيء جَف من طين أو فَخّار فقد صَل صَليلاً. والصَلصال: الحمار الوحشي الحادّ الصوت. وأنشد في صلصلة الحديد:
لَصَلْصَلَةُ اللجام برأس طرْف ... أحَبُّ إليّ من أن تَنْكِحيني
وصَل اللحمُ يَصِل صلُولاً، إذا تغيرت رائحتُه، ولا يُستعمل ذلك إلا في اللحم النيّ، فأما القَدير والشواء فيقال: خَم وأخم، لغتان فصيحتان. ولم يُجز الأصمعي أخَم، وأجازه أبو زيد، ويقال: صَل اللحمُ وأصَلَّ صلولاً وإصلالاً، لغتان. قال الشاعر - هو الحطيئة:
هو الفتى كل الفتى فاعلَمي ... لا يفْسِدُ اللحمَ لديه الصلول
وقال الآخر - هو زهير:
يُلجلج مضْغةً فيها أنيضَ ... أصَلتْ فهي تحت الكَشْح داءُ
وقد قرىء: " أئذا صَلَلْنَا في الأرض " ، والله جل وعز أعلم بكتابه. والصلة: أرض ممطورة بين أرَضِين لم يُمْطَرْنَ، والجمع صِلال. قال الشاعر - هو الراعي:
سيَكفيكَ الإلهُ ومُسْنَمات ... كجَندَل لبْنَ تطرد الصلالا
لبْن: جبل معروف. ويقال: أرض صَلَة، أي يابسة. والصلة: الجِلد الذي قد يَبِسَ قبل دباغه. ويقال: صَل الشرابَ وغيرَه يَصُلهُ صَلاً، إذا صفّاه. والمِصَلَة: إناء يصفّى فيه الخمرُ وغيرُها، لغة يمانية. ويقال: خُفٌّ جيدُ الصلة، إذا كان جيِّد النعل صلبها. ويقال: رجل صِلُّ، إذا كان داهياً. وإنه لصِل أصلال.
لصص
ومن معكوسه: لِص ولَصّ بَينُ اللصوصيَّة، والجمع لُصُوص. وفي بعض اللغات: لَصْت، والجمع لُصوت، لغة طائية. قال الشاعر:
فتركنَ جَرْماً عُيلاً أبناؤها ... وبَني كِنانةَ كاللصوتِ المُردِ
ص - م - م
صَم يَصَمُّ صمَماً وصَماً. وصَمَمْتُ رأسَ القارورة أصمُّها صماً لا غير، والاسم الصمام. والصمة: اسم من أسماء الأسد. وصمي صمام: اسم من أسماء الداهية. قال الشاعر:
فَرْت يهود وأسْلَمَتْ جيرانَها ... صَمي بما لقيت يهودُ صَمام


ويقال: " صَمي ابنةَ الجبل " . ومثل من أمثالهم: " صَمت حَصاة بدمَ " . ولكل واحدة من هذه تفسير، فأما قولهم: صَمي ابنة الجبل، يريد الصدَى الذي يُسمع في الجبل. وإنما يقال هذا أن يسمع الرجل الشيءَ الفظيع الذي يخافه فيقول: صَمي ابنةَ الجبل، أي لا أسمع. وقولهم: صمت حصاة بدم، يريدون كَثُرَ الدَّمُ، فلو وقعت حصاةَ فيه لم تَسمع لها صوتاً.
مصص
ومن معكوسه: مص يَمص مَصُّا. وقولهم: فلان مَصّان، وهو الذي تسميه العامة: ماصّان. قال الشاعر:
فإن تكنِ الموسى جَرَتْ فوق بَظْرِها ... فما خُتِنت إلا ومصانُ قاعدُ
ص - ن - ن
الصن: زَبِيل كبير معروف، عربي صحيح، وقد ابتذلته العامة. والصنْ: بول الوبر يَخْثُر فيستعمل في الأدوية، ويقال له: صِنُّ الوَبْر. وأصَنتِ المرأةُ فهي مصِنة، ورجل مُصِن. وله موضعان، فالمُصِن: المتكبر في بعض المواضع ؛ والمُصِنة: العجوز، وفيها بقية. ويوم من أيام العجوز يقال له صِن. وأيام العجوز ليس من كلام العرب في الجاهلية، وإنما ولدَ في الإسلام.
نصص
واستُعمل من معكوسه: النصّ؛ نَصَصتُ الحديثَ أنُصُه نَصًّا، إذا أظهرته. ونَصَصْتُ العروسَ نَصاً، إذا أظهرتها. ونَصَصْت البعيرَ في السير أنُصُّه نَصاً، إذا رفعته. وقالوا: نَصَصْتُ الحديث، إذا عزوته إلى محدِّثك به. ونَصَصْتُ العروسَ نصًّا، إذا أقعدتها على المِنَصَّة. وكل شيء أظهرته فقد نَصَصْتَه.
ونُصَة المرأةِ: الشَّعَر الذي يقع على وجهها من مقدمَّ رأسها. وقال قوم: النُّصَّة والقُصَّة واحد.
ص - و - و
أهملت في الثنائي، وستراها في موضعها إن شاء اللّه.
ص - ه - ه
أما قولهم: صَهِ يا هذا، في معنى اسكت، فليس من هذا الباب، وقد قالوا: صَهِ وصَهْ وصِهٍ. وكان الأصمعي يعيب ذا الرُّمَّة في بيته الذي يقول فيه:
إذا قال حادِينا لتَرْنيم نَبأةٍ ... صَهٍ لم يكن إلّا دَويّ المَسامِع
هصص
ومن معكوسه: هَصَ الشيءَ يَهُصُّه هَصاً، إذا وطئه فشدخه، فهو هَصِيص ومَهْصوص. وبه سُمَي الرجلُ هُصَيْصاً.
ص - ي - ي
أهملت الصاد والياء في الثنائي ولها مواضع تراها إن شاء الله.
حرف الضاد
وما بعده
ض - ط - ط
أهملت الضاد مع الطاء والظاء.
ض - ع - ع
ألحقت بالرباعي في الضَّعْضَعَة، وستراه في موضعه إن شاء الله تعالى.
عضض
ومن معكوسه: عَضَّ يَعَضُّ عَضاً وعَضيضاً. والعِضاض مصدر المُعَاضَّة؛ تَعاضّا عِضاضاً. والعُضّ: عَلَف الأمصار، نحو الخَبَط والنَّوى وما أشبهه. قال الشاعر - هو الأعشى:
من سَراة الهِجان صَلَبَها العُضُّ ... ورِعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيال
والعضّ: الرَّجل المنْكَر الداهية. قال الشاعر:
أحاديث عن أنباء عادٍ وجرْهُم ... يُثَوِّرُها العِضّانِ زَيْد ودَغْفَلُ
ويُروى: أحاديث من عاد وجُرْهُمَ جَمَّة. زيد بن الكَيِّس النمَري، ودَغْفَل بن حَنظلة أحد بني شَيْبان.
ض - غ - غ
الضغّ أمِيت وألحق بالرباعي في الضَّغْضَغَة، وستراه في موضعه إن شاء الله.
غضض
واستُعمل من معكوسه: غَض بصرَه يَغُضُّه غَضُّا، إذا أطرق وضَمَّ أجفانه.
وشجر غض بَيِّنُ الغُضُوضة والغَضَاضة، إذا كان ناضراً. وكل شيء ناضرٍ غَض، مثل الشباب وغيره. وليس عليك من هذا الأمر غَضاضَة، أي ما تَغضُّ له طَرْفَك. والطَّلعْ يسمَّى الغَضِيضَ في بعض اللغات، وربّما سمي الغِيضَ أيضاً، وهي لغة يمانية.
والغُضَاض في بعض اللغات: العِرْنِين وما والاه من الوجه. وقال قوم: بل الغُضَاض مقدَّم الرأس وما يليه من الوجه، وهذا يُذكر عن أبي مالك الأنصاري.
ض - ف - ف
الضَّفّ: جَمْعُك خلْقي الناقة بيديك إذا حَلبتَ. قال الشاعر:
جمعتُ له كَفّيَ بالرُّمح طاعناً ... كما جَمَعَ الخلفَين في الضَّفِّ حالِبُ
وُيروى: في الضبِّ.
وضَفّة النهر والوادي: أحد جانبيه. وجئتك في ضَفَّة الناس، أي في جماعتهم، مثل الجُفَّة سواء، إلا أنهم قالوا الجَفَّة والجُفَة، ولم يقولوا الضُفَّة بالضمّ.
فضض


ومن معكوسه: فَضَضْتُ الشيءَ أفُضه فَضاً، إذا كسرتَه أو فَرَّقْتَه، ولا يكون إلاّ الكسرَ بالتفرقة، نحو: فَضَضْتُ الخِتام وما أشبهه. والانفضاض: التفرق، وانْفَضَّ القومُ وارْفَضُّوا، إذا تفرقوا. والفِضة: معروفة. وكل شيء تفرَّقَ من شيء تكسر فهو فُضاضة. قال الشاعر - هو النابغة الذبياني:
يَطيرُ فُضاضاً بينهم كلُّ قَوْنَس ... ويَتْبَعُها منهم فَراشُ الحواجبِ
وفي الحديث أنه قيل لفلان: إن رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ أباك وأنت في صُلْبه فأنت فَضَفض من لعنة الله.
ض - ق - ق
قضض
استُعمل من معكوسه: قض الطعامُ يَقَض قَضّاً وقَضِيضاً وأقَضَّ، إذا كان فيه حَصًى صِغار. وقَضَّ عليه مَضْجَعُه وأقَضَّ، إذا خَشُنَ. وقَضِضْتُ أنا أقَضُّ قَضَضاً، إذا أكلت طعاماً فيه قَضَض، وهو الحصى الصِّغار. والقِضَّة: أرض ذات حَصًى. قال الراجز:
قد وقعتْ في قِضَّة من شرْج ... ثم استَقَلَّتْ مثلَ شدْقِ العِلْج
يصف دلواً. والعِلْج هاهنا: الحمار الوحشي. قال أبو بكر: شَرْج: بئر معروفة؛ وشَرْج: موضع معروف. يعني دلواً وقعت في ماء قليل يجري على حصى فلم تمتلىء واستقلت كأنها شِدْق حمار. وقضة: موضع كانت فيه وقعة بين بكر وتغلب سُمِّي يوم قِضة. والقَضَاض: صخر يركب بعضه بعضاً مثل الرضام.
ض - ك - ك
ضَكَّه يَضُكُّه ضَكُّا، إذا غمزه غمزاً شديداً. وضَكَّه بالحُجَّة، إذا قهره بها. وضَكّه الأمرُ، إذا كَرَبَه وضاق عليه. وأصل الضِّكِّ الضّيقُ.
ض - ل - ل
ضل يَضِل ضَلالاً، والضَّلال ضدُّ الهدى. وضَلَّ في الأمر ضَلالاً، إذا لم يهتدِ له. وضَلَّ في الأرض ضَلالاً، إذا لم يهتدِ للسبيل.
ويقال: فلان ضُل بنُ ضُلِّ، إذا كان منهمكاً في الضلال. ومثل من أمثالهم: " يا ضُلُ ما تجري به العصا " ؛ والعصا: فرس. ويقال: فعل ذاك ضَلَّة، أي في ضلال.
وذهب فلان ضلَّة، إذا لم يدْرَ أين ذهب. وكذلك: ذهب دَمُه ضَلَّةً، إذا لم يُثأر به. قال الراجز:
ليتَ شِعري ضَلةً ... أي شيءٍ قَتَلَكْ
قال ابن الكلبي: قتل ابنا الحارث بن أبي شَمِر جميعاً يومَ عين أبَاغ، وقُتل المنذر يومئذ، فحُملا على بعير وعُولي بالمنذر فقال الناس: لم نر كاليوم عِكْمَيْ بعير، فقال الحارث: " وما العِلاوة بأضَل " ؛ أي ليس بدونهما.
وضَل الشيء إذا خفي وغاب. وكذلك فُسِّر قوله جلّ وعزّ: " أئذا ضَلَلْنا في الأرض " ، أي خَفِينا وغِبنا، والله أعلم. وضَلَلْتُ الشيءَ: أنْسِيتُه. وكذلك فُسِّر: " وأنا من الضّالِّين " : أي من الناسين، والله أعلم.
ض - م - م
ضَمَّ الشيءَ يَضُمُّه ضَمّاً، إذا جمعه إليه. وفُسِّر قوله جَلّ ثناؤه: " وأضممْ إليكَ جَناحَك " من هذا، واللّه أعلم. والمَضَمّ: الموضع الذي يَضُمُّ الشيء. قال الراجز:
واللّه لولا شُعْبَة من الكَرَمْ ... ونَسب في الحيّ من خالٍ وعَمّ
لَضَمَّني السيرُ إلى شَرِّ مَضَمّ
وهذه الأبيات تُروى لعمر، رحمه اللّه، في الجاهلية، واللّه أعلم.
وضَمَّ كفه ضَمًّا، إذا جمعها. وضَمَ عليه ثيابَه، إذا تَلَبَّب.
مضض
ومن معكوسه: مَضَّه الشيءُ يمضُّه مَضًّا وأَمَضَّه إمضاضاً، إذا بلغ من قلبه، فهو ماضّ وممِضّ. قال: وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: مَضَّني: كلام قديم قد تُرك، وكأنه أراد أن أمَضَّني هو المستعمل. وكذلك مَضَّ الخلُّ فاهُ، إذا أحرقه.
وتقول العرب إذا أقرَّ الرَّجُلُ بحقّ عليه: مِضَّ، أي قد أقْرَرْتَ. فمِضَّ كلمة تقال عند الإقرار. قال أبو بكر: قال أبو زيد: إذا سأل الرَّجُلُ الرَّجُلَ الحاجةَ فقال المسؤول: مِضَّ فكأنه قد ضمن قضاءها فيقول: " إن في مِضَّ لمَقْنَعاً " .
ض - ن - ن
ضَنَّ بالشيء يَضِن ضَنًّا، إذا بَخِلَ به وشَحَّ عليه. والضنين: البخيل. وبِظَنِين، وقد قُرىء: " وما هو على الغَيْبِ بضنِين " وبظنين، فالضنِين: ما أخبرتك به، والظَّنِين: المتَّهم.
وقد سمَت العرب ضِنَّة. وبنو ضِنَّة: بطنان، منهم ضِنَّة بن عبد الله بن نُمير، وضنَّة بن عُبيد بن كَبير بن عُذرة.
نضض


ومن معكوسه: نَضَّ الشيءُ يَنِضُّ نَضًّا وهو ناضّ، وهو أن يُمْكِنَك بعضه. وقولهم: هذا أمر ناضّ، أي ممكن. وأكثر ما يُستعمل أن يقال: ما نضَ لي منه إلا اليسير، ولا يومأ بذلك إلى الكثير. والنُّضاضة: آخِرُ ولد المرأة والرجل.
ض - و - و
أهملت في الثنائي.
ض - ه - ه
هضض
استُعمل من معكوسه: هَضَّه يَهُضّه هَضّاً، إذا كسره. والفحل من الإبل يَهضُ البعيرَ أو الرَّجُلَ، إذا صرعهما ثم اعتمد عليهما بكَلْكَله. والشيء هَضِيض ومَهْضوض. وقد سَمَّت العرب هَضّاضاً ومِهَضّاً.
ض - ي - ي
أهملت في الثنائي.
حرف الطاء وما بعده من الحروف
أهملت الطاء والظاء.
ط - ع - ع
عطط
استعمل من معكوسه: العَطّ، عَطَّ الشيءَ يَعطُّه عَطًّا، إذا شَقَّه من ثوب أو غيره فهو عَطِيط ومَعْطوط. وألحقوه بالرباعي فقالوا: العَطْعَطَة، وهي تتابع الأصوات في الحرب وغيرها.
ط - غ - غ
غطط
استُعمل من معكوسه: غَطَّه يَغُطُّه في الماء غَطًّا، إذا غَوَّصه فيه.
وغَطَّ النائمُ يَغِطُّ غَطيطاً وغَطًّا، وهو أعلى من النَّخير، وكذلك المخنوق والمذبوح. قال الشاعر - هو امرؤ القيس:
يَغِطُّ غَطِيطَ البَكْرِ شُدَّ خِناقُه ... لِيَقْتُلني والمرء ليس بقَتّال
قال أبو بكر: يَغِطُّ غيظاً، وإنما خَصَّ البكرَ لأنه أشد غطيطاً. وقوله: ليس بقَتّال، أي يضعف عن قتلي. والغُطَاط: من قولهم أتيتك بالغُطَاط، وهو اختلاط ظلام آخر الليل بضياء أول النهار.
والغَطَاط: ضرب من الطير، الواحدة غَطَاطة. ويقال إنه ضرب من القَطا. ورووا بيت الهذَلي - هو أبو كبير:
يتعطفُون على المُضافِ ولو رأوا ... أُولَى الوَعاوع كالغُطَاط المًقبل
فمن روى: الغَطَاط، بفتح الغين، أراد أن عَديّ القوم يُسرعون إلى الحرب ويَهْوُون هَوِيَّ الغَطَاط. ومن روى: الغُطَاط، بضم الغين، أراد أنهم كسَواد السَّدَف.
والغَطْغَطَة: صوت غليان القِدر وما أشبهه.
ط - ف - ف
الطفْطَفَة: اللحم الرَّخص من مَراقّ البطن. قال الشاعر - هو أوس بن حَجَر:
مُعاوِدُ قَتْل الهادياتِ شِواؤُهُ ... من الوحش قُصْرَى رَخْصَة وطَفاطفُ
والطَّفّ: ما أشرف من أرضي العرب على ريف العراق. وقال الأصمعي: إنما سمِّي طَفّا لأنه دنا من الرِّيف، من قولهم: أخذت من مَتاعي ما خَفَّ وطَفَّ، أي ما قَرُبَ مني. وكل شيء أدْنَيْتَه من شيء فقد أطْفَفْتَه منه. قال الشاعر - هو عديّ بن زيد:
أطَفَّ لأنفه الموسى قصير ... وكان بأنفه حَجِئاً ضَنينا
ويروى: ليجدعه وكان به ضَنينا. ويقال: حَجِئْتُ بالشيء، إذا ضَنِنْتَ به.
ويقال: خذ ما دف واستَطَفَّ، أي ما دنا وأمكَن. قال أبو بكر: قال أبو حاتم: قال أبو زيد: يقال: ما يُطِفُّ له شيء إلّا أخذه، أي ما يرتفع. قال علقمة:
وما استَطَف من التنوم مَحذُومُ
ويقال: هذا طِفَافُ الإناء والمَكُّوك وغيرهما، إذا قارب أن يمتلىء. والطُّفافة: ما قَصُرَ عن ملء الإناء من شراب وغيره. ومنه التَّطفيف في الكيل، وهو النُّقصان. وكذلك فُسِّر قوله جلّ وعزّ: " وَيْل لِلمطفِّفين " ، واللهّ أعلم.
وطَفَفْتُ الشيءَ برِجلي أطفُّه طفاً، إذا دَفَعْتَه.
ط - ق - ق
طَق: حكاية صوت، وقد ألحقوه بالرباعي وقالوا: طَقْطَقَة. وسمعتُ طقطقةَ الحجارة، أي وَقْع بعضِها على بعض إذا تدهدتْ من جبل، مثل الدَّقدقة سَواء.
قطط
ومن معكوسه: قَط الشيءَ يَقُطُّه قَطًّا، إذا قطعَه معترِضاً. والقِطّ: السنَّوْر في بعض اللغات، ولا أحسبها عربية صحيحة.
والقِطّ: الكتاب أو النَّصيب، هكذا فسّر أبو عبيدة في قوله جلّ وعزّ: عَجِّلْ لنا قِطَّنا قبلَ يوم الحِساب " ، واحتجَّ بقول الأعشى:
ولا المَلكُ النعمانُ يومَ لَقِيتُهُ ... بإِمَّته يُعطي القطوط ويَأفِقُ


قال: يَكتب في الجوائز. ويأفِق: يُفْضِل. وقَطُّ: اسم يدل على ما مضى من الدهر؛ يقولون. لم أفعله قَطُّ، ولا يكون إلا لما مضى، لا يقولون: أفعلُه قَطّ ولا فعلته. ويقال: ما فعلت ذاك قَطُّ ولا قُطُّ، لغتان فصيحتان. وأما قولهم: قَط من كذا وكذا في معنى حَسْبُ، فليس هذا موضعه. وألحق بالرباعي فقيل: القِطْقِط، وهو ضرب من المطر. وقالوا: جَعد قَطَط، وهو أشد الجعودة، والمُقْلَعِطّ أشد وقد قالوا: قَطَاطِ، في معنى حَسْب أيضاً.
وأنشد لعمرو بن مَعْدِيكَرِب الزُّبيدي:
أطلْتُ فِراطهم حتى إذا ما ... قتلتُ سَراتَهم كانوا قَطاطِ
ط - ك - ك
أهملت الطاء والكاف.
ط - ل - ل
الطَّلّ: الندى. وقال قوم: بل هو أكثر من الندى وأقل من المطر؛ هكذا فسّره أبو عبيدة في قوله جَلّ وعزّ: " فإن لم يُصِبْها وابِل فَطَل " . ويقال: طُلَت ليلتنا فهي طَلَّة ومَطْلولة. وروضة طَلَّة: نَدية. ويقال لكل شيء نَدٍ: طَلّ. وأنشد:
كأنّ الخُزامَى طَلَّة في ثيابِها
أي نَديَة. ويقال: ما بالناقة طل، أي ما بها طِرْق.
ويقال: طُلُّ دمُه يُطَلُّ طَلاً وطُلُولاً، إذا لم يُثأر به، فالدم مَطْلول وطَلِيل. وقد قالوا: أطِلَّ دمُه فهو مطَل، ولم يعرفها الأصمعي. وألحقوها بالتكرير فقالوا: الطلَطِلَة والطلاطِلَة، وهو داء. وطَلَةُ الرَّجُل: امرأته.
لطط
ومن معكوسه: اللَط. يقال: لطّ فلان على حقّ فلان وألَطّ، إذا جَحَده. والرجل مُلِط ولاَط. وكل شيء سترتَ دونه فقد لَطَطْتَه. قال الشاعر:
وتُلْحِفُ النارُ جَزْلاً وهي بارزة ... ولا نَلِط وراء النار بالسُّتَرِ
أي لا نسترها. قال أبو بكر: وراء هاهنا: قُدّام.
ولَطَّت الناقة بذنبها، إذا جعلته بين فخذيها في عدْوها. واللَّط: قِلادة من حنظل، والجمع لِطاط. وأنشد:
جَوارٍ يحَلَيْنَ اللَطاطَ وفوقها ... سَرائحُ أحوافٍ من الأدم الصِّرْفِ
قال أبو بكر: الأحوف جمع حوفٍ، وهو شبيه بالمئزر يُتَخذ للصبيان من أدم ويُشَقّ من أسافله ليُمْكِنَ المشيُ فيه، وهو الذي يسمّى الرَّهْط، تَلْبَسه الحيَّض.
وألحق بالرباعي فقيل: ناقة لِطْلِط، وهي المُسِنَّة التي قد تساقطت أسنانها.
فأما قولهم: لاط مُلِطّ فهو مثل قولهم: خبيث ومخْبِث، أي له أصحاب خُبثاء.
ط - م - م
طَمَّ الماءُ يَطُمُ طَمّاً وطُمُوماً، إذا ارتفع. وكلّ شيء أفرط في ارتفاع فقد طمّ.
وطَم الفَرَسُ طَميماً، إذا عَدا عَدْواً سهلاً. وطَمَّ شَعَرَه طَمًّا، إذا أخذ منه.
والطِّمّ: ما جاء على وجه الماء، وقد مرّ ذِكره.
والطُّمَّة: القطعة من اليَبِيس. ويقال: بأرض بني فلان طُمَّة من الكَلأ، وأكثر ما يوصف بذلك اليَبِيسُ. وكل شيء تجاوز القَدْر فقد طَم، وهو طام كما ترى، ومنه قيل: الطَّامَة الكبرى.
مطط
ومن معكوسه: مطَّ الشيءَ يَمُطُّه مَطّاً، إذا مَدّه، ومنه قولهم: مَط الرجل حاجبَيه وخدّه، إذا تكبَّر. وكذلك مطّ أصابعه، إذا مدها وخاطب بها. وأحسب أن التمطّي من هذا، وكأن أصله التمطُّط، فقالوا التمطّي كما قالوا تَقَضّي البازي وما أشبهه. ومنه المِشْيَة المُطَيْطَى، ممدود غير مهموز؛ هكذا يقول الأصمعي، وهي مِشْيَة في استرخاء. قال أبو عبيدة في قوله جلّ وعزّ: " ثم ذهبَ إلى أهلهِ يَتَمَطَّى " إنه من هذا، والله أعلم.
ط - ن - ن
طَنَّ البَعُوضُ طَنّاً وطَنيناً. والطنين: حكاية صوته، وكذلك حكاية ما أشبه ذلك مثل الطَّسْت وغيرها. فأما الطُّنّ من القصب فلا أحسبه عربياً صحيحاً، وهي الحزمة.
وكذلك قول العامّة: قامَ بِطُن نفسِه، أي كفى نفسَه. والطُّنّ: الطًّول. ويقال: رَجُل عظيمُ الطُّنِّ، إذا كان تاماً جسيماً طويلاً، عربي صحيح. قال الشاعر:
عَبْلُ الذِّراعَين عظيمُ الطُّنِّ
نطط
ومن معكوسه: النَّطّ؛ نَطَطْت الشيء أنُطُه نَطّاً، إذا مَددْتَه، وهو المَطّ. وأرض نَطِيطَة، أي بعيدة. ولهذا مواضع في التكرير تراها إن شاء الله.
ط - و - و
الطَّوّ: موضع. ومن لم يهمز طيًّا القبيلة قال: هذه طي كما ترى. وله في التكرير والمعتلّ مواقع تراها إن شاء اللهّ.
ط - ه - ه
لها وجهان مُماتان ألحقا بالرباعي، فقالوا: فَرَس طَهْطاه، وهو المُطَهَّم التامّ الخَلْق.
هطط


والهَطْهَطَة: السرعة في المشي وما أخذ فيه من عمل. وستراهما إن شاء الله.
ط - ي - ي
قال الخليل رحمه الله: اشتقاق طَيِّىء من طاء وهمزة وياء، وكأنَّ إحدى اليائَين محوَّلة عنده عن الواو. وكان ابن الكلبي يقول: سُمِّي طيئاً لأنه أول من طوى المَناهلَ، وهذا شيء لا يُعرف. وقال قوم: إن أصل بنائه من طاء وألف وهمزة. ويقال: طَوَيْتُ الثوبَ أطويه طَيّا. وكان الأصل طَوْياً، مثل قولهم: لَويتُ الحبلَ لَيًّا، فقلبوا الواو ياءً وأدغموا الياء في الياء، وصارت ياء ثقيلة، فقالوا: طَيّا ولَيًّا. ومن لم يهمز طيًّا عنى القبيلة. فأما أبو زيد فإنه كان يقول: طويت الأرضَ في معنى قَرَوْتها سواء كأنك تخرج من موضع إلى موضع مثل طَيّ الثوب.
حرف الظاء
وما بعده
ظ - ع - ع
أهملت الظاء والعين والغين في الثنائي.
ظ - ف - ف
فظظ
استعمل من معكوسه: رجل فَظّ بَيِّنُ الفَظاظة والفِظاظ. والفَظّ: ماء الكَرِش يُعتصرِ ويُشرب في المفاوز عند الحاجة. يقال: افتَظَظْتُ الكَرِش وفَظَظْتُها، إذا فعلت بها ذلك.
والفَظيظ، زعم قوم أنه ماء الفحل أو ماء المرأة، وليس بثَبْت. قال الشاعر في افتظاظ الكَرِش:
وكان لهم إذ يعصِرون فُظوظَها ... بدَجْلَةَ أو فَيْض الأبُلَّة مَوْرِدُ
ويُروى: أو فيض الخُرَيْبة. قال أبو بكر: الخُرَيْبة: أعلى البصرة.
ظ - ق - ق
أهملت ولها مواضع في المعتلّ تراها إن شاء اللّه
ظ - ك - ك
كظظ
استُعمل من معكوسه: كَظَّني الأمرُ كظًّاً وكَظاظةً وكِظاظاً، إذا بَهَظني. ويقال: كَظّهُ الشبع، إذا امتلأ حتى ما يُطيق النَّفَس. وتكاظّ القومُ كِظاظاً، إذا تجاوزوا القَدْر في العداوة. قال الراجز:
إنّا أناس نَلْزَمُ الحِفاظا ... إذ سَئِمَتْ ربيعةُ الكِظاظا
لأواءَها والأزْلَ والمِظاظا
ظ - ل - ل
الظِّلّ: معروف، وهو في أول النهار، فإذا نَسَخَته الشمسُ ثم رجع فهو فيء حينئذٍ.
والظِّلّ: المَنَعَة والعزّ. يقال: فلان في ظِلّ فلان، أي في عزّه. قال الشاعر - الفرزدق:
فلو كُنْتَ مولَى الظِّلّ أو في ظِلاله ... ظَلَمْتَ ولكن لا يَدَيْ لك بالظًّلْم
أي لو كنت ذا عزٍّ أو في ظلال ذي عزّ.
والظُّلَّة: ما استظللتَ به من شيء، شجرة أو غيرها.
وظَلَّ فلان يفعل كذا، إذا عمله نهاراً، فأما الليل فلا يقال: ظلَ يفعل.
والمِظلَة مفْعَلَة، وهو ما استُظِل به أيضاً.
لظظ
ومن معكوسه: لَظَّ به لظُّا، وألظ به إلظاظاً، إذا لزمه. وفي الحديث: " ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام " ؛ أي الزموا هذه الدَّعوة. وتَلاظَّ القوم لِظاظاً وملاظة، إذا لزِم بعضُهم بعضاً فلم يفترقوا في حرب أو غيرها. قال الراجز:
والجِدُّ يَحدُو قدَراً مِلْظاظا
والجِد هاهنا ضدُّ الهَزْل. ويروى: والجَدُّ يحدو قدراً، من قولهم: لفلان جَد في هذا الأمر، أي حَظ.
ظ - م - م
مظظ
استعمل من معكوسه: المَظّ، وهو رمّان ينبت في جبال السُّراة لا يَحْمِل. قال الشاعر - هو أبو ذُؤيب:
يَمانِيَة أحيا لها مَظَّ مأبِدٍ ... وآلَ قُراسٍ صَوْبُ أرْمِيَةٍ كُحْلِ
وأرْمِيَة: جمع رَمِيّ، وهو ضرب من السَّحاب. وقد رَوَوا: أجْنَى لها. ومأبِد: موضع. وآلَ قُراس: جبال بالسَراة باردة. ورواية الأصمعي: أحيا لها. وأرمِيَة، واحدها رَمِيّ: سحاب عظيم القطر مستطيل في السماء. وروى الأصمعي: أسْقِيَة، جمع سَقِيّ، والسَّقِيّ مثل الرمِي.
ظ - ن - ن
الظَّنّ: معروف، ظَنَّ يَظُنُّ ظَنًّاً. والظنة: التُّهْمَة. وفلان ظَنِين، أي متَّهم. وكذلك فُسِّر في التنزيل، في قراءة من قرأ: " وما هو على الغَيْبِ بِظَنينٍ " ، والله أعلم.
ظ - و - و
أهملت الظاء مع الواو والهاء والياء.
حرف العين
وما بعده
ع - غ - غ
أهملت.
ع - ف - ف
عَفَّ الرجلُ يَعِفُّ عَفاً وعفَافاً وعِفةً وعَفافةً. ورجل عَف بَين العَفافِ، وعَفيف بَيِّن العَفافةِ.
والعفة والعفافة: ما يجتمع فيٍ الضرع من اللبن بعد الحلب. يقال: عَف اللبنُ يَعِفَّ عَفا، إذا اجتمع في الضَرع، والاسم العُفافة. والتعفُّف: تفعُّل من العَفاف. والتعفًّف أيضاً: شُرْبُ العفافة. قال الأعشى:


ما تَجافى عنه النَّهاز ولا تَع ... جوه إلّا عفافة أو فواق
فعع
وقد ألحق بعض هذا بالرباعي، فقيل في معكوسه: فَعْفَعَ الراعي بالغنم، إذا جمعها وزجرها. قال الراجز:
مِثْليَ لا يحْسِنُ قولاً فَعْفَع ... والشَاة لا تَمشي على الهمَلع
الهَمَلَع: الذِّئب. تمشي: تَنْمَي، من قوله تعالى: " أن " امشوا وآصبِرُوا على آلِهَتِكم " . ورجل فَعْفَعاني: حلو الكلام، رطب اللسان. وألحق معكوسه بالتكرير، وستراه إن شاء اللهّ.
ع - ق - ق
عَقَّ الأرضَ يعُقُّها عقاً، إذا شَقها. ومنه العَقِيق، الوادي المعروف بالمدينة. وكل شيء شققتَه في الأرض فهو عَقِيق و مَعْقوق. وعَقَّ الرجلُ والديه عقُّاً وعُقُوقاً، وهو خلاف البِرّ. والعقّ: حَفر في الأرض مستطيل. والعُقَّة: الحُفرة في الأرض. والعقيقة: البَرقة تستطيل في عُرْض السحاب، وهي العَقة أيضاً، وبذلك شُبِّهت السيوف. وقالت ابنة مُعقِّر بن حمار البارقيّ لأبيها وقد سألها عن السحاب: أراها حَمّاءَ عَقّاقة كأنها حوَلاء ناقة. تريد أن البرق ينشق عَقائقَ.
وماء عُقّ وعقاقّ، إذا اشتدّت مرارتُه. قال الراجز - هو عُوَيْف القوافي:
بَحْرُكَ عَذْب الماء ما أعَقَّهْ ... رَبُّكَ والمحرومُ مَن لم يُسْقَهْ
والعقيقة: شعر المولود الذي يولد معه. ولذلك قيل: عَقَّ الرجلُ عن المولود، إذا ذبَحَ عنه عند حلق العَقيقة. وفي حديث المغازي أن رجلاً من بني أميّة مرّ بحمزةَ رضي اللّه عنه وهو مقتول فطعن بالرمح في شِدْقه وقال: ذُقْ عُقُقْ، وقالوا: عُقَقْ، أي عاقّ.
قعع
ومن معكوسه: ماء قُعّ وقعاع، مثل العُقّ سَواء. وألحق بالرباعي فقيل: سمعت قَعْقَعَةَ السِّلاح. والقَعْقاع: طائر، زعموا. فأما العَقْعَق فطائر معروف.
وقُعَيْقِّعان: موضع بمكة زعم ابن الكلبي وغيره من أصحاب الأخبار أنه سُمِّي بذلك لأن جُرْهُمَ وقطوراء لمّا تحاربوا بمكَّة قَعْقَعَتِ السِّلاح في ذلك الموضع، فسُمِّي قُعَيْقِعان.
وقد سمّت العرب قَعْقاعاً، وأحسب أن اشتقاقه من هذا، وستراه إن شاء اللّه.
ع - ك - ك
عكَّه بالحُجَّة يَعُكّه بها عَكًّا، إذا قهره بها. وعكَّ يومُنا، إذا سكنت ريحه واشتدّ حَرُّه. وهي أيام العِكاك. واشتقاق عكّ، وهو اسم أبي قبيلة، من أحد هذين، إمّا مِن عكَّه بالحجَّة، وإمّا من قولهم: عَكَّ يومُنا. ويقال: يوم عكيك، إذا اشتدَّ حَرُّه. قال الراجز:
يوم عَكِيك يَعْصِرُ الجُلُودا ... يَتْرُكُ حمْران الرِّجال سُودا
والعُكّة: مَسْك صغير شبيه بالنِّحي للسمن خاصةً. ويوصف السمين فيقال: كأنَّه عُكَّة.
ويقال للرَّجل إذا وجد عُرَواء الحمَّى: عُكَّ فهو مَعْكوك، والاسم العَكَّة.
وأيام العِكاك معتذِلاتُ سهَيلٍ، بالدال والذال جميعاً، ثلاثةَ عشرَ يوماً كأنَّه يَعْذِل بعضُها بعضاً من شدة الحرّ من أول ما يطلع. هكذا قال الأصمعي بالذال المعجمة، وقال غيره: معتدلات، بالدّال غيرَ مُعْجَمة، أي اعتدلن في الحرّ. منها سبعة قبل طلوع سُهيل، وستة بعده، وفيها طلوع العُذْرة.
كعع
ومن معكوسه: كَعَّ عن الشيء فهو يَكَعُّ كُعُوعاً، إذا ارتدَّ عنه هيبةً. ولا يقال كاعَ، وان كانت العامّة قد أولعت به. قال الشاعر:
تَكارَهَ أعداءُ العشيرة رُؤيتي ... وبالكَفِّ من لَمْس الخِشاش كُعوعُ
الخِشاش هاهنا: حية معروفة بهذا الاسم.
ع - ل - ل
عَلَّ يَعُلّ عَلًّا وعَلَلاً، إذا شرب شرباً بعد شرب. يقال: سقى إبله عَلَلَا ونَهَلًا، إذا سقاها سَقية بعد سَقية. والعَلُّ: أن تَعْرِض الإبل على الماء بعد السَّقية الأولى، فإن شهبت فهي عالَّة، وإن أبَتْ فهي قاصِبة. ومن أمثالهم: " سُمْتَني سَوْم العالَّة " ، أي لم تبالغ في العرض عليّ.
والعَلَّة: الضَّرَّة، وبنو العَلّات: بنو الضرائر. قال الشاعر - هو أوس بن حجر:
وهم لمُقِلِّ المال أولادُ عَلّةٍ ... وإن كان محضاً في العشيرة مُخْوِلا
والعِلَّة من المرض، والعِلَّة من الاعتلال؛ جاء بِعلَّة، وجمعها العِلَل.
والعَلّ: الضيئل الجسم، وإن كان كبير السن. وبذلك سُمِّي القراد عَلاًّ. قال الشاعر:


ظَلِلْت ثلاثاً لا نُراعُ من الشَّذا ... ولو ظلَّ في أوصالها العَلًّ يرتقي
وقال بعض أهل اللغة: العَلُّ مثل الزِّير الذي يحب حديث النساء، ولا أدري ما صحّته.
وعلّ في معنى لَعلَّ، تنصب بها الأسماء وتُرفع الأخبار. وللعين واللام مواضع في الاعتلال تراها إن شاء اللّه.
لعع
ومن معكوسه: لَعَّ، أميت، وألحق بالرباعي، فقيل: لَعْلَع، وهو اسم موضع. وتَلَعْلَعَ من العطش، إذا اضطرب منه، وكذلك لَعْلَعَ لسانَه، إذا حَرّكه في فيه مثل النَّضْنَضَة، وستراه في بابه إن شاء اللّه. وقال أبو مالك: جارية لَعَّة: خفيفة الحركة مليحة، ولم يجىء بها غيره.
فأما اللُّعاع وما أشبهه فستراه في موضعه مع نظائره إن شاء اللهّ. قال الشاعر - ابن مقبل العجلاني:
كادَ اللّعَاعُ من الحَوذَانِ يسحطُها ... ورِجرج بين لحيَيْها خَناطيلُ
ع - م - م
العَمّ: أخو الأب، معروف. وعَمَمْتُ القومَ بالشيء أعُمُّهم عَمّاً، إذا سَوَّيْتَ بينهم. والعَمّ: الجَمْع الكثير. قال الراجز - هو لبيد:
يا عامرَ بن مالكٍ يا عَمّا ... أفْنَيْتَ عَمًّا وأعَشْتَ عَمّا
فالعَمّ الأول أراد يا عَمّاه، والعَمّ الثاني أراد الجمع الكثير، أراد: أفنيتَ جمعاً وجبرتَ آخرين.
ورجل مُعَمّ مُخْول: كريم الأعمام والأخوال. والعامّة: خلاف الخاصة. وعامَّة الرجل: جثته وقامته. ونخل عُمّ: عِظام طِوال، الذَّكر أعَمُّ والأنثى عَمّاءُ. وقالوا: عَمِيم وعَمِيمة. وكل شيء كثر واجتمع فهو عَمِيم وعَمَم. وأنشد:
وإنّ عِراراً إن يكن غيرَ واضحٍ ... فإني أحِبُّ الجَوْنَ ذا المَنْكِبِ العَمَمْ
وفلان حسن العِمَّة، أي التعمُّم.
معع
ومن معكوسه: مَع، كلمة يُقرن بها الشيء إلى الشيء، ولها مواضع تراها إن شاء اللهّ تعالى.
ع - ن - ن
عَنَّ يَعِنُّ عَنًّاً وعُنُوناً، إذا اعترض. يقال: عنَّ لي الأمر، وقد عَنَّ هذا بفكري، أي اعترض.
والمِعَنُّ من الرجال: العَريض. ويقال: فلانة مِعَنَّة مِفَنَّة، إذا كانت تَعْتَنُّ في الأمور وتَفْتَنُّ. قال الراجز:
إنَّ لنا لَكَنَّهْ ... معَنَّةً مِفَنَّهْ
سِمْعَنَّةً نِظْرَنَّهْ ... كالرِّيح حَوْلَ القُنَّهْ
إنْ لا تَرَهْ تَظُنَّهْ
وعَنَنْتُ الفرس وأعْنَنْتُه، إذا حبسته بعِنانه، فإن حبسته بمِقْوده فليس بمعَنٍّ.
وفَرَس مِعَنّ، إذا كان يعترض في جريه. والعُنَّة: خيمة تُتَّخذ من أغصان الشجر، وأكثر ما يُتَّخذ ذلك من الثُّمام لأنه أبرد ظِلًّا من غيره، والجمع: العُنَن. قال الشاعر:
ترى اللحمَ من ذابل قد ذَوَى ... ورَطْبٍ يرفَّع فوق العُنَنْ
والعَنان: السَّحاب، وستراه في بابه إن شاء الله. والأعنان: النواحي في السماء.
والعَنَن: الاعتراض في الأمور. قال الشاعر - الحارث بن حلِّزة اليشكري:
عَنَناً باطلاً وظُلْماً كما تُع ... تَرُ عن حَجْرَةِ الرَّبيض الظِّباءُ
ع - و - و
العوَة: الدُّبُر. ولها مواضع تراها في التكرير إن شاء اللهّ
ع - ه - ه
هعع
من معكوسه: هَعَ يَهَعّ، إذا قاءَ. ورجل هاع لاع، وهائع ولائع، إذا كان جَباناً. قال أبو قيس بن الأسْلَت الأوسي:
الحزمُ والقوّةُ خير من الإ ... دهان والفَكَّة والهاع
وقال الأعشى:
مُلْمِع لاعَةَ الفؤاد إلى جَح ... ش فلاهُ عنها فبِئسَ الفالي
ع - ي - ي
عَيَّ بالشيء عِيّاً، إذا لم يُطِقه. والعِيّ: ضد البلاغة. فأما من قرأ: " أفَعَيِّينا بالخَلْقِ الأوَّل " وإنما هو أفَعَيِينا، فأدغمت الياء في الياء فثقُلَتْ. وللعين والياء مواضع تراها في التكرير إن شاء الله.
حرف الغين
وما بعده
غ - ف - ف
الغُفة: القليل من القُوت الذي يُتماسك به. قال الشاعر - هو طُفيل الغَنَوي:
وكُنّا إذا ما اغتَفَّتِ الخيلُ غُفة ... تَجَردَ طَلاّبُ التِّرات مطلَّبُ
أي هو طالب مطلوب. قال: وإنما سميت الفأرةُ غُفُّةً لأنها قُوت السنَّوْر، هكذا يقول بعض أهل اللغة. وأنشد هذا البيت عن يونس ولا أدري ما صحته:


يُدِيرُ النهارَ بحَشْرٍ له ... كما عالجَ الغُفَّةَ الخَيْطَلُ
النَّهار هاهنا: ولد الحُبارى. والخَيطل: السّنوْر. قال أبو بكر: وهذا البيت مما يُعايا به، يصف صبياً يدير نهاراً بحَشْرٍ في يده، وهو سهم خفيف أو عُصَيَّة صغيرة. والغُفَّة: الفأرة.
غ - ق - ق
غِقَّ القِدْرُ وما أشبهه يَغِقّ غَقاً وغَقيقاً، إذا غلى فسمعتَ صوته. وامرأة غَقّاقة: عيب مذموم، إذا سمعتَ لها صوتاً عند الجِماع. وسمعت غَق الماء وغَقِيقَه؛ إذا جرى فخرج من ضِيق إلى سعة أو من سعة إلى ضِيق. وغَقّ الغُداف: حكاية لغِلَظ صوته.
غ - ك - ك
أهملت الغين والكاف في الثنائي.
غ - ل - ل
غَل يَغُلُّ غَلّا، إذا خان. وكذلك فسَّره أبو عبيدة في قوله تعالى: وما كان لِنَبي أن يَغل " وأن يغلَّ، والغُلّ المعروف من حديد أو قد. والمثل السائر: " كالغُلِّ القمِل " ، وذلك أنهم كانوا يَغُلُّون الأسيرَ بالقِدِّ فيجتمع القمل في غُلهَ فيشتدُ أذاه له. والغِلّ: الحقد. والغُلَّة والغليل: حرارة العطش. وربما سميت حرارة الحب أو الحزن غَليلاً أيضاً. والغَلَّة من غلة الدار وما أشبهها: عربيهّ صحيحة معروفة. قال الشاعر - هو زهير:
فتُغْلِلْ لكم ما لا تغل لأهلها ... قُرًى بالعراق من قفيزٍ ودرهم
وقال الراجز:
أقْبَلَ سَيْل جاء مِن أمر اللّهْ ... يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلهْ
يَحْرد: يَقْصِد. والغالة: ماء ينقطع من ماء البحر فيجتمع في موضعٍ من الساحل.
وأغللتُ في الإهاب، إذا سلخته وتركت فيه لحماً. وتقول العرب: من الكِباش ما يُغِلُّ، ومنها ما يَستشْمِذُ. فالمُغِلُّ: الذي يُدخل قضيبه تحت أَلْيَة النعجة فيَقْرعها؛ والمُستشمِذ: الذي لا يصل إليها حتى ترفع ألْيتها. وأغلَّ فلان إبله، إذا أساء سَقْيَها.
غ - م - م
الغَمّ: ضِدُّ الفَرَج. والغُمَّة: الغِطاء على القلب من الهمّ. والغُمَّة: الضَّيْقَة. يقال: اللهم آحْسِر عنّا هذه الغُمَّةَ، أي الضَّيْقَة. وغُمَّ الهلالُ، إذا غطّاه الغيم. وكل شيء غطَّيته فقد غَمَمْته. وبذلك سُمِّي الرُّطَب المَغْموم، وهو الذي يُجعل في جرَّةٍ وهو بُسْر، ثم يُغطّى حتى يُرْطِب. قال الهُذلي - هو أبو خِراش:
كأنَ الغلامَ الحنظليَّ أجارَه ... عماُنيّة قد غَمَّ مَفْرِقَها القَمْلُ
أي كَثر فيه. والغَمام من هذا اشتقاقه لأنه يُغطّي السماء، واللّه أعلم.
والغِمامة التي تُجعل على خَطْم البعير من ذلك. والغِمامة أيضاً: أن يشَدَّ على خَطْم الناقة السَّلُوب كساء وتُدْخَل في حَيائها دُرْجَة، وهى خِرَق تُلَفّ، فإذا أكْرَبَها ذلك حُلَّت الغَمامة عنها واستُخرجت الدّرْجَة، فطُلي ما كان عليها على حُوارٍ آخرَ ثمّ أدْني منها فتشَمُّه فَتْرأمُه. وكُراع الغَميم: موضع معروف.
ورجل أَغَمُّ وامرأة غَمّاء، إذا دنا قُصاصُ الشَّعَر من حاجبيه حتى يغطِّي الجبهة، وكذلك هو في القفا أيضاً. قال الشاعر - هو هُدْبَة بن خَشْرَم:
فلا تَنْكِحي إن فَرَّق الدَّهْرُ بيننا ... أغَمَّ القَفا والوجهِ ليس بأنْزَعا
غ - ن - ن
غَنَّ الوادي وأغَنَّ، ولم يعرف الأصمعي إلّا أغَنَّ، إذا كَثُرَ شجرُه ودَغَلُه.
ويقال: وادٍ أغنًّ ومغِنّ أيضاً، وقرية غَنّاءُ، إذا كَثُرَ أهلُها. والغُنَّة: صوت يخرجِ من الخياشيم. والظِّباء غُنّ لأن في نزيبها غُنَّةً. والغنّة أيضاً: ما يعتري الغلامَ عند بلوغه، إذا غَلُظَ صوتُه.
أهملت الغين مع الواو والهاء
غ - ي - ي
الغَيُّ: ضِدُّ الرُّشْد.
حرف الفاء
وما بعده
ف - ق - ق
يقال: فَقَقْت الشيءَ، إذا فتحته. وفَقَقْتُ النخلةَ، إذا فَرَّجْت سَعَفَها لتصلَ إلى طَلْعها فتُلْقِحَها. ورجل فَقَاق، إذا كان كثيرَ الكلام قليلَ الغَناء. والفَقفقة: حكاية صوت. يقال: سمعتُ فَقفقة الماء، إذا سمعت تدارك قَطْرِه أو سيلانه. وتراها في المكرر.
قفف
ومن معكوسه: قَفَّ النَّبْتُ يَقِفُّ، إذا يَبِس. وكل ما يَبسَ فقد قفَّ. قال الراجز:
كأنَّ صوت خِلْفِها والخِلْفِ ... كَشَةُ أفعى في يَبيس قف


وفي بعض أخبار معاوية أنه نزل بامرأة من كِنانة كلبِ فقالت له: أعيذك بالله يا أمير المؤمنين أن تنزل وادياً فتَدَعَ أولَه يَرف وآخرَه يَقِفُّ.
والقف: الغليظ المرتفع من الأرض، لا يبلغ أن يكون جبلاً. قال الشاعر:
وأخلَقَنا أن يدخل البيتَ بآسْتِهِ ... إذا القُفُّ أبدى من مخارمه رَكْباً
قال أبو بكر: يصف في هذا البيت رجلًا رأى رَكْباً قد طلع من القُفّ، فزحف على آسته إلى خَلف، فدخل بيته لئلّا يُرى فيستضاف.
وجمع القُفّ: قِفاف. والقُفَّة: وعاء تتّخذه المرأة تجعل فيه غَزْلها وما أشبه ذلك؛ عربي معروف.
ف - ك - ك
فَك الإنسانِ والدّابَّة: معروف. والفَكَّة: الضَّعْف والوَهْن. قال الشاعر - وهو أبو قيس بن الأسْلَت:
الحزم والقوة خير من الإ ... دهان والفَكَّة والهاع
الهاع: الجُبْن. وفَكَكْتُ يدَ الرجل وغيرَها أفُكُّها فَكّاً، إذا فتحتها عمّا فيها. وتقول: هَلُم فَكَاكَ رقبتِك، وكذلك فَكَاك الرَّهن. والفَكَة: كواكب مجتمعة قريبة من بنات نَعْش. وكل شيء أطلقته من رِباط أو إسار فقد فَكَكْتَه. وفسَّر أبو عبيدة في قوله جلَّ ثناؤه: " فَك رَقَبَةٍ " ، أي إطلاقها من الرِّقِّ بالعَتْق. وأفَكَّت حِبالةُ الصّائد، أي انقطعت.
كفف
ومن معكوسه: الكفّ في اليد: معروفة. وكَفَفْتُ عن الشيء كَفّاً، إذا امتنعتَ عنه.
وكَفُّ الطائرِ أيضاً، لأنه يَكُفّ بها على ما أخذ. وكل شيء جمعته فقد كَفَفْته. ومنه حديث الحَسَن أن رجلًا كانت به جِراحة، فسأله كيف يتوضَّأ فقال: كُفَّهُ بخرقةٍ، أي اجعلها حوله. ومنه قول امرىء القيس:
كأنّ على لَبّاتِها جَمْرَ مُصْطَل ... أصاب غَضًى جَزْلا وكُفَّ بأجذال
والأجذال: أصول الشجر. أي أحيط الجمرُ بأجذال من أجذال الشجر، لئلّا تَنْسِفَه الريحُ.
وكِفَّةُ الميزان والمنجنيق، بكسر الكاف، وكُفّةُ الثوب بضمِّها. وكل مستطيل كُفَّة، بضمّ الكاف، وكل مستديرٍ كِفَّة، بكسر الكاف.
ف - ل - ل
فَلَلْتُ السيف فَلّاً، إذا ثَلَمْتَ حده. وكل شيء رددْت حدّه أو ثَلَمْته فقد فَلَلْته.
والفَلّ: القوم المنهزمون. والفِلّ: الأرض القَفْر. قال الراجز:
قَطَعْتُ بالعِيس على كَلالِها ... مجهولَها والغُفْلَ من أفلالِها
الغُفْل: ما لم يكن له عَلَم. وناقة غُفْل: إذا لم يكن عليها وَسْم.
لفف
ومن معكوسه: لَفَّ الشيءَ يَلُفُّه لَفّا، إذا خلطه وطواه. ومنه قولهم: لَفَفْتُ الكتيبةَ بالأخرى، إذا خَلْطَتَ بينهما في الحرب. قال الشاعر:
ولَكَمْ لَففْتُ كتيبةً بكتيبة ... ولكَمْ كَمِي قد تركتُ معفرا
ومنه اللفيف في الناس، وهم المختلطون، لتداخل بعضهم في بعض.
ولفُّ القوم: جماعتهم. قال الشاعر:
سيكفيهمُ أوْداً ومن لَفَّ لِفها ... فوارسُ من جَرْم بنِ رَبّانَ كالأسْدِ
ورجل ألَفُّ، وهو الضعيفُ الواهِنُ البَطْش. قال الشاعر:
رأيتُكما يا ابنَي عِياذ عدُوْتما ... على مال ألوَى لا سَنِيدٍ ولا ألَف
ولا مالَ لي إلّا عِطاف ومدْرَع ... لكم طَرف منه حديد ولي طَرَفْ
سَنيد يعني دَعِيّ. قال أبو بكر: أراد هاهنا السيف، يقول: لكم ظُبَتُه التي أضربكم بها ولي قائمه الذي امسكه. ويقال: امرأة لَفّاءُ: غليظة الفخذين.
ف - م - م
الفم ناقص، وليس هذا موضعه، وستراه في بابه مشروحاً إن شاء اللّه.
ف - ن - ن
فَنّ من الفنون، أي ضرب من الضروب. وُيجمع فن أفنانَاً، ويقال: أفنون، والجمع أفانين.
ف - و - و
أهملت.
ف - ه - ه
رجل فَهُّ بَيِّنُ الفَهاهة، إذا كان عَيياً. ويقال: لقد فِهَهْتَ يا رجلُ تَفَهُّ فَهًّا وفَهاهةً.
هفف
ومن معكوسه: هَفَّتِ الريحُ تَهِفُّ هَفًّا وهَفيفاً، إذا سمعت صوت هبوبها.
وسحابة هِفة وهِفُّ: لا ماء فيها، وكذلك شُهْدَة هِف: لا عَسَلَ فيها. قال الراجز:
لا رَعْيَ إلا في يبيس قَفِّ ... تحت سَماحيقَ وجِلْبٍ هِفِّ
وللفاء والهاء مواضع في التكرير تراها.
أهملت الفاء والياء
حرف القاف
وما بعده
ق - ك - ك
أهملت القاف والكاف في الوجوه كلها.
ق - ل - ل


القُلّ: القليل. ومن كلامهم: رماه اللهّ بالقُلِّ والذُّلِّ، أي بالقِلَّة والذِّلَّة.
والقُلَة: قلَة الجبل، وهي القطعة تستدير في أعلاه، وهي القُنَّة أيضاً.
فأما القُلَة التي يلعب بها الصِّبيان فناقصة تراها في موضعها إن شاء اللّه.
والقُلة التي جاءت في الحديث: " مِثْلُ قلال هَجَرَ " هي، زعموا، جِرار عِظام.
والقِلّ: الرِّعدة والانتفاض. يقال: أخذ فلاناً القِل، إذا أخذته رِعدة مِن فَزَعٍ أو زَمَعٍ. قال أبو بكرة ولما وَدّع عمر ابن الخطّاب رضي اللّه عنه زيد بن الخطّاب حين خرج إلى اليمامة قال له: ما هذا القِلّ الذي أراه بك؟
ق - م - م
قَمَمْت البيتَ أقمًّه قَمًّا، إذا كَسَحْتَه. والمِقَمَّة: والقُمام والقُمامة: الكُساحة، والجمع القُمام. وقَمَتِ الشاةُ تَقُمُّ قَمًّا، إذا ارتمت من الأرض. والمِقَمَّة والمِرَمَّة بمعنى واحد: ما اقتَمَّت به من الأرض، وهو فم الشاة وما حولها.
والقِمَّة قِمَّة الرأس، وهي أعلاه، وقِمَّة كل شيء: أعلاه. وقِمَة النخلة: أعلاها. قال ذو الرًّمَّة:
ورَدْتُ اعتسافاً والثريّا كأنّها ... على قِمّة الرأس ابنُ ماءٍ محلِّقُ
وقَم الرجلُ ما على المائدة يَقُمُّه قمًا، إذا أكل ما عليها. وأقَم الفحلُ شَوْلَه إذا ضربها بأسْرٍها.
مقق
ومن معكوسه: مَقَقْتُ الشيء أمقه مَقّاً، إذا فتحته. وكذلك مَقْقْتُ الطَّلْعَةَ، إذا شَقَقْتَها للإبار. ورجل أمقُّ: طويل. وفرس أمقُّ: بعيدُ ما بين الفُرُوجِ. وأرض مَقّاءُ: بعيدة الأرجاء. وفي كلام بعضهم يصف فرساً: شقّاءُ مقّاءُ طويلة الأنْقاء.
ق - ن - ن
عبد قِن، إذا كان أبواه مملوكين. وقنَّة الجبل: مثل قُلَّته سَواء. قال الراجز:
سِمْعَنَّة نِظْرَنَّهْ ... كالرِّيح حَوْلَ القُنَّهْ
وقال بعض أهل اللغة: عبد قِنّ، وعبيد قِنّ، الواحد والجمع فيه سواء. وقال قوم: عبيد أقنان، جمع قِنٍّ.
نقق
ومن معكوسه: نَقَّ الظليمُ والضِّفْدَع نقيقاً ونَقًّا. وتسمّى الضِّفدعة في بعض اللغات: النَقّاقة. والنِّقْنِق: الظَّليم بعينه، وستراه في بابه إن شاء اللهّ.
ق - و - و
قَوّ: موضع أو جبل.
ق - ه - ه
القَهُّ أميت فألحق بالرباعي فقيل: قهقه.
ق - ي - ي
القِيّ: القَفْر من الأرض. قال الراجز:
موصولة وَصْلاً بها الفُلِيّ ... القِيُّ ثم القِيُّ ثم القِيُّ
ك - ل - ل
كَلَّ السيفُ والشَّفرةُ كَلًّا وكُلُولاً. وكَلَّ الرَّجُلُ والدابَّةُ كَلالاً. وكَلَّ البصرُ كَلَّةً. وألقى فلان كَلَه على فلان، أي ثِقله. والكُلّ: كلمة يُجمع بها. والكِلَّة: معروفة عربية صحيحة. واختلفوا في تفسير الكَلالة فقال قوم: هي مَن تكلَّلَ نَسَبُه بنَسَبِك، كابن العَمّ ومن أشبهه، وقال آخرون: هم الإخوة للأم، وهو المستعمل اليوم.
لكك
ومن معكوسه: لكَكْتُ اللحمَ ألُكُّه لَكًّاً، إذا فصلته عن العظام. واللَّكّ واللَّكِيك: اللحم بعينه، إذا كان مكتنزاً. فأما اللًّكّ الذي يُصبغ به فليس بعربي. ولَك البعيرُ، إذا كان غليظَ اللحم مكتنزاً. ولهذا مواضع تراها في التكرير إن شاء اللّه.
ك - م - م
الكُمّ: الرّدْن، عربي صحيح. قال العَجاج:
وقد أُرَى واسعَ جَيْبِ الكُمِّ
والكُمَّة: معروفة. وكل ما غطيته فقد كَمَمْتَه. والنخل المُكَمَّم: الذي قد نضِدَت عذوقُه بعضُها على بعض
مكك
ومن معكوسه: مَكَّ الصبي ثديَ أمه، يَمُكُّه مَكًّا، إذا استقصى مَصَه. وكذلك كلُّ راضِعٍ. وذكر بعض أهل اللغة أن مَكَّة من هذا اشتقاقها لقلَّة الماء بها، لأنهم كانوا يَمْتَكّون الماءَ، أي يستخرجونه. وقال آخرون: سمَيت مَكَّةَ لأنها كانت تَمك مَن ظَلَمَ فيها، أي تَنْقُصُه وتُهْلِكه.
ك - ن - ن
كَنَنْتُ الشيءَ، إذا خَبَأْتَه وستَرْتَه، أكنُّه كَنُّا وكُنُوناً، فهو مَكْنون. وكل شيء سترت به شيئاً فهو كِنان له. وأنشد الأصمعي:
أينا بات ليلةً ... تحت غُصْنَين يُؤبَلُ
تحت عينٍ كِنانُنا ... فَضْلُ برْدٍ مُهَلْهَلُ
العين: السحابة، أراد: تحت المطر. وأجاز أبو زيد كَنَنْتُ الشيءَ وأكْنَنْتُه بمعنى واحد. ولم يتكلّم فيه الأصمعي.


وقال بعض أهل اللغة: كَنَنْتُ الشيءَ: سَتَرْتُه، وأكْنَنْتُه في صدري. واحتجّوا بقوله جلّ وعزْ: " كأنَهُن بَيْض مَكْنون " ، وبقوله: " ما تُكِن صُدُورُهُم " . وهذا من أكْنَنْتُ، والأول من كَنَنْت. والشيء مَكْنون، والحديث مُكَنّ. والكِنّ: الذَّرَى، يقال: أنا في كِنِّ فلان، أي في ذَراه. والكُنَّة: مِخْدَع أو رَف في البيت، والجمع كنَن.
وبنو كُنّة: بطن من العرب ينسبون إلى أمّهم. وكَنة الرجل: امرأة أخيه أو ابنه. قال الشاعر - هو فقيد ثقيف:
هي ما كَنَّتي وتَزْ ... عُمُ أنّي لها حَمُو
قال أبو بكر: يقال: حَماها وحَموها وحَمْؤها.
ك - و - و
الكَوّ: جمع كوَة. والكَوة: معروفة عربية صحيحة. قال أبو بكر: الكَوّ للواحدة، ويُجمع كِوًى بالقصر، وأما كُوَّة فليس يُعرف. وللكاف والواو مواضع في التكرير.
ك - ه - ه
رجل كَهْكاه: ضعيف. وتكَهْكَهَ عن الشيء، إذا ضعف عنه.
ومن معكوسه: هَكَكْتُ الشيءَ أهُكُّه هَكًّا، إذا سحقته، فهو مَهْكوك وهَكِيك.
ك - ي - ي
الكَيّ: مصدر كَوَيْتُ الجرحَ وغيرَه أكويه كَيًّا. والمثل السّائر: " آخرُ الدّاءِ الكَيُّ " . وكان بعض أهل اللغة يردّ هذا ويقول: إنما هو: " آخرُ الدواءِ الكَيُ " .
ومن أمثالهم: " مِن أبعدِ أدوائها تكوى الإبل " .
حرف اللام
وما بعده
ل - م - م
لَمَمْت الشيء ألُمُّه لَمّا، إذا جمعته.
فأما اللُّمَة، وهي الجماعة من الناس، فهو ناقص وستراه في بابه إن شاء اللّه.
واللّمَة: الشعَر، إذا جاوز شحمةَ الأذنين، فهي لمة والجمع لِمَم ولمَام، فإذا بَلَغَتِ المَنْكِبين فهي جُمَّة. وقالوا: لَم به وألمِّ به بمعنى. ودفع ذلك الأصمعي ولم يُجز إلا ألَمَّ به إلماماً فهو مُلِمّ. وكان يُنشد:
وزيد مَيِّت كَمَدَ الحُبارى ... إذا غابت قريبةُ أو مُلِمُّ
قال أبو بكر: تقول العرب إن الحُبارَى يتأخّر إلقاؤها لريشها بعد إلقاء الطَّير، فإذا نبت ريشُ الطّير بقيتْ بعده فتكمَد، فربما رامت النهوض مع الطير فلم تقدر فماتت كَمَداً. يقال: ماتَ كَمَدَ الحُبارَى، لأن الحُبارَى يتساقط ريشها. يقول: فزيد هذا إذا رحلت قريبة، وهي امرأة، يموت كَمَداً أو يُلِمُّ بالموت.
ملل
ومن معكوسه: مَلِلْتُ الشيءَ أمَلُّه مَلالاً ومَلالةً وملّه مَلَلاً، إذا سئمه.
ومَلَل: موضع معروف. ومثل من أمثالهم: أدلَّ فأمَلَّ. ومَلَلْتُ الخبزةَ أمُلُّها مَلّا، إذا دفنتها في الجمر. بعينه المَلة. والمِلة: النِّحلة التي ينتحِلها الإنسان من الدِّين. ووجدَ فُلان ملَةً ومُلالاً، وهو عُرَواء الحُمَّى. وللميم واللام مواضع في التكرير.
ل - ن - ن
أهملت اللام والنون إلّا في قولهم: لن يفعل. ولهذا باب تراه إن شاء اللّه.
ل - و - و
لو: حرف يُتمنَّى به، وليس هذا موضعه شددت وأعربت. قال الشاعر:
ليت شِعري وأين منِّيَ لَيْت ... إنَّ لَوّاً وإنّ لَيتاً.
ل - ه - ه
هلل
من معكوسه: هَلَّ الهِلالُ وأهل هَلاً وإهلالاً، ودفع الأصمعي هَل وقال: لا يقال إلا أهَلُّ. وأهْلَلْنا نحن، إذا رأينا الهِلال. وأجاز أبو زيد هَلَّ الهِلالُ وأهَلَّ.
وثوب هَلّ، إذا كان رقيقاً. وامرأة هِلّ، إذا تفضَّلَتْ في ثوب واحد في بيتها. وقال الشاعر:
أناة تَزِين الميتَ إمّا تلبَّسَتْ ... وإن قَعَدَتْ هِلاّ فأحْسِنْ بها هِلّا
وهَلَّ السحاب، إذا أمطر. وأهَلَّ للجَمْع. وللام والهاء مواضع في التكرير والاعتلال.
ل - ي - ي
لَويت الشيءَ ألْوِيه لَيًّا. وهذه الياء واو قُلبت ياءً. ولَويت غريمي لَيًّا ولَيّاناً، إذا مَطلْتَه. وقد رُوي في الحديث: " لَيْ الواجدِ ظُلم " . قال الشاعرْ - هو ذو الرّمة:
تُطِيلِينَ لَيّاني وأنتِ مَلية ... وأحسنُ يا ذاتَ الوشاح التِّقاضيا
وألوَى بهم الدّهرُ، إذا ذهب بهم.
يلل
ومن معكوسه: يَلِلَ الرجلُ يَيْلَلُ يلَلاً ويَلًّا. ورجل أيَلُّ وامرأة يَلّاء، وهو القصير الأسنان، وهو شبيه بالكسس. قال الشاعر - وهو لبيد بن ربيعة:
رَقَميّات عليها ناهض ... تُكْلِحُ الأرْوَقَ منهم والأيَلّ
حرف الميم
وما بعده
م - ن - ن


مَنَّ يَمُنُّ مَناً، إذا اعتقد منةً. ومنَ عليه بيد أسداها إليه، إذا قرَّعه بها. والمَنّ في التنزيل، زعم أبو عبيدة أنه كالطَّلّ يسقّط على الشجر فيجتنونه حلواً، واللّه أعلم.
والمَنِين: الغبار الدقيق. قال الحارث بن حِلِّزة:
فترى خَلْفَهُن من سرعة الرج ... ع مَنيناً كأنّه أهْباءُ
الرَّجْع: رَجْع قوائمها.
وكل ضعيف مَنِين، وهو في معنى مَمْنون، وهو الذي ذهبت مُنّته. وقيل: حبل منِين، إذا أخلق. ورجل ضعيفُ المُنةِ، إذا كان ضعيف البِنْية والقوَّة.
ومَنَّة: اسم من أسماء النساء عربي. قال: وأما تسميتهم الأنثى من القرود مَنّةً فمولَد. ومَن ومِن: كلمتان وليس هذا موضعهما. فأما المَنا الذي يوزن به فناقص تراه في بابه إن شاء اللهّ. وذكروا أن قوماً من العرب يقولون: مَن ومَنّان، وليس بالمأخوذ به.
ومن معكوسه: نَم يَنُمّ نَمَّا ونَميمةً. ورجل نَمّام، وهو القتّات. ورجل نَمّ أيضاً.
وسمعت نَمةَ الشيء ونَميمتَه، إذا سمعت حِسَّه. والنملة الصغيرة في بعض اللغات تسمَّى النِّمَّة.
أهملت الميم مع الواو، وكذلك سبيلها مع الهاء. فأما مَهْ في معنى النهي فستراه في نظائره إن شاء الله.
همم
ومن معكوسه: هَم بالشيء يَهُمُّ هَماً، إذا عزم عليه أو حَدث به نفسَه. وكذلك فسره أبو عُبيدة واللّه أعلم. وهَمَّه الحزنُ والمرضُ، إذا أذابَه. وهو من قولهم: هَمَمْتُ الشَّحمةَ في النار، إذا أذبْتَها، فما خرج منها فهو الهامُوم. قال الراجز - هو العجّاج:
وانْهَمَّ هامومُ السديفِ الواري ... عن جَرَزٍ منه وجَوْزٍ عاري
وأنشد:
بِيض ثلاث كنِعاجٍ جُمِّ ... تَبْسِمُ عن كالبَرَد المُنْهَمِّ
تحت عرانِين أنوفٍ شُمَ
ومن ذلك قولهم للشيخ همّ، كأنَّهم أرادوا نحولَه من الكبر. وأهمَّني الشيءُ يُهِمني، إذا أحزنني، فأنا مُهَمّ والشيء مهِم. ويقال لما ذاب من البَرَد: الهُمام، وستراه في بابه إن شاء اللّه.
فأما الهِمَّة التي يجيلها الإنسان في خلده وهو اتساع هَمِّه وبُعْدُ موقعه فمن هذا اشتقاقها، إن شاء اللّه.
م - ي - ي
مَي: اسم قد تُكلّم به. وقال قوم: مَي ترخيم ميّةَ. واشتقاق هذا الاسم مشروح في كتاب الاشتقاق.
يمم
ومن معكوسه: اليَمّ، فسروه في التنزيل: البحر. وزعم قوم أنها لغة سريانية، واللّه أعلم. واليمَّة: موضع معروف.
حرف النون
وما بعده
ن - و - و
النَّوْء مهموز وغير مهموز: واحد الأنواء. وإنما يستحقّ هذا الاسمَ إذا ناء من المشرق وانحطَّ رَقيبُه في المغرب، فهو حينئذٍ نَوْء، والأصل الهمزة.
ونن
ومن معكوسه: الوَنُّ، وهو العود أو المِعْزَفة، فارسي معرَّب قد تكلَّمت به العرب.
ن - ه - ه
هنن
من معكوسه: الهَنَّة والهَنّانة، وهي شحمة في باطن العين تحت المُقلة. ويقولون: ما بالبعير هانَّة، أي ما به طِرْق. وهَن كلمة يخاطِبون بها، وستراه في بابه إن شاء اللّه.
ن - ي - ي
النَّيّ: الشَّحْم، غير مهموز. والنِّيء: اللحم الذي لم يُطبخ، مهموز. والنِّية: الموضع الذي ينويه الإنسان، ولهذا باب تراه فيه إن شاء اللّه.
حرف الواو
وما بعده
و - ه - ه
هوو
من معكوسه: الهَوّ: الهِمَّة، يُهمز ولا يُهمز. قال الراجز - هو يزيد بن معاوية:
وظاهِرِ الإرسالَ وآكْتُبْ بالقَلَمْ ... إلى ابن حرب لا تَجِده كالبَرَمْ
لا عاجزَ الهوِّ ولا جَعْدَ القدَم
قال أبو بكر: العربُ تَعيب بكَزازة القدم.
فأما قولهم: هاءَ الرجلُ بنفسه إلى المعالي، فستراها مفسَّرة في الهمز إن شاء الله.
و - ي - ي
أهملت إلّا في قولهم: وَيْ عند التعجّب أو النهي.
حرف الهاء
وما بعده
ه - ي - ي
أهملت إلاّ في قولهم: هَيّ بنُ بَي، كلمة تقال لمن لا يُعرف. ومثله هَيّان بن بَيّان. ويقال: ما هَيّانكَ، أي شأنُك.
انقضت أبواب الثنائي الصحيح المدغم والحمد لله ربّ العالمين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق