الأحد، 3 مارس 2013

9.سادس جمهرة اللغة لابن دريد الأزدي

تابع لما قبله:

والعُجاية والعُجاوة، وهو عَصَب على سُلامَيات البعير.
وما له حِنْتَألة ولا حُنْتَألة، أي بُدّ.
ومُهِكَ الرجل ومَهَك، مثل نُهِك ونَهَك؛ وبُهِتَ الرجلِ وبَهَتَ، ورَذِلَ ورَذُل؛ وفَشِلَ وفَشُلَ؛ ونَقِزَ ونَقُزَ، إذا صار نِقْزاً وهو الدنيء من الناس، مثل رَذِلَ سواء.
قال: ويقال: إنه لكريم النِّحاس والنُّحاس والنِّجار والنُّجار، أي كريم الأصل، والزِّجاجة والزُّجاجة، وقِصاص الشعر وقُصاصه، وهو منقطَعه في الجبين والقفا؛ والنُّخاع والنِّخاع، وهي العصبة التي تنتظم الفَقار.
وإسوة وأُسوة؛ ورِشوة ورُشوة، وكِسوة وكُسوة؛ وجِثوة وجُثوة، وهو التراب المجتمع؛ ورَبوة ورُبوة ورِبوة، وجِذوة وجُذوة وجَذوة، وهي الجمرة. قال أبو بكر: وقال بعضهم: إنما يفعلون هذا فيما يشبه المصادر فإذا كان اسماً ثبتوا على أحد الوجهين؛ وهذا مذهب ضعيف، قد رأيناهم فعلوا ذلك في الأسماء والمصادر فقالوا: جِلوة العروس وجُلوتها؛ وذِروة وذُروة؛ وخِفية وخُفية؛ وحِبوة وحُبوة، والحِبوة مطَّردة في الواو؛ ولم أسمعهم قالوا في عُروة بالكسر.
وقال قوم من العرب: الرِّضوان والرُّضوان؛ والرِّفعان والرُّفعان من الرِّفعان إلى السلطان، والإخوان والأُخوان، وإِخوة وأُخوة، وصِبيان وصُبيان وصُبوان وهي أضعفها وقضبان وقُضبان؛ وقِفزان وقُفزان؛ وشِهبان وشُهبان، جمع شِهاب، ومِصران ومُصران، وسِفيان وسُفيان، وذِبيان وذُبيان؛ وفِرعون وفُرعون، وقِسطاس وقُسطاس، وقِرطاط وقُرطاط، وهو شبيه بالبَرْذَعة تُطرح تحت السَّرج؛ وكذلك قِرطان وقُرطان مثله؛ وفِسطاط وفُسطاط؛ ويغران ونُغران؛ وعِنوان وعُنوان؛ وعِنيان وعُنيان، وقالوا: عِلوان وعُلوان وعِليان وعُليان؛ وطِبْي وطُبْي؛ وقالوا: شِقّة وشُقّة، والضمّ أعلى؛ وقِرطاس وقُرطاس؛ وذكر بعضهم أنه سمع من العرب حِملاق وحُملاق، وليس الضمّ بثَبْت، والصِّوَر والصُّوَر والصِّوَار والصُّوار، والصِّوان والصُّوان؛ وخِوان وخُوان؛ وبِعران وبُعران، جمع بعيرة وفِصلان وفُصلان، جمع فصيل.
وقال أبو مالك أيضاً: نَضِلَ الرجلُ نَضَلاً، إذا أعيا من السير. وقال: قِربة مزكومة ومزكوتة ومطمحِرَّة ومزعوبة وممزورة ومقطوبة، أي مملوءة، ويقال: جاء فلان بالصّقارى والبُقّارى، وجاء بالصُّقَر والبُقَر، إذا جاء بالكذب. وجاء بالعُجَر والبُجَر والعُجَرَى والبُجَرَى من قولهم: حدّثته بعُجَري وبُجَري، أي بغامض أمري.
وقال أبو زيد وأبو مالك: يقال: دَبور نَكْبٌ، وشمال عَرِيّة، وشمال حَرْجَف، وجنوب خَجُوج، وصَباً هَبوب وحَنون، وهذه صفات للريح.
وقال أبو مالك: يقال: مرّ يَذْنِبه ويَذْنُبه، ويَدْبِره ويَدْبُره، ويَكْثِبه ويَكْتبه، ويَسْتَهه بفتح التاء ويَسْتِهه، إذا مرّ خلفه ولا يفارقه.
وقال أبو مالك: وتقول العرب: جىء به من عِيصك وإيصك وجِنْثك وجِنْسك وقِنْسك وحَسِّك وبَسِّك، أي جيء به من حيث كان.
وقال: يقال: ماتَ الرجل وهَلكَ وفادَ وعَكا وخَفَضَ ودَنَق وهَرْوَزَ وفَوَّزَ وتَرَزَ وعَصَدَ وقَرَضَ الرِّباط؛ وقالوا فَطَسَ أيضاً وطَفِس وقَفَزَ وألقى الأحامِس وفاظ؛ وهذا كلّه يوصف به الموت.
ويقولون: لا آتيك يدَ الدهر، وجَدا الدهر، وسَجيسَ الدهر وعُجَيْسَ الدهر، وسَجيسَ الأوْجَس، ولا أفعله سَجيسَ الحَرْس، وسَجيسَ الأبْض، والأزْلَمَ الجَذع، ولا آتيك سِنّ الحِسْل، ولا آتيك ألْوَةَ أبي هُبيرة، ولا آتيك هُبيرةَ بن سَعْد، ولا آتيك مِعْزى الفِزْر، ولا آتيك القارظَ العنزيَّ، فأخرجوها مخارج الصفات والأفعال وهي أسماء لا يجوز ذلك في غيرها لأنها مشهورات. قال أبو بكر: أبو هُبيرة هو سعد بن زيد مناة ابن تميم، والفِزْر هو سعد بن زيد مَناة أيضاً كان يسمّى الفِزْر.
وقال الأصمعي: سمعت الأربِعاء والأربَعاء بالكسر والفتح. وقال: وتقول العرب إنه لَظريف حَسْبُك وإنه لَكريمٌ أيُّ رجل، فإذا أفردوا الكريم والظريف وأشباه ذلك خرجت منه النكرة، فإذا أظهروا قبله حرفاً قالوا: إنه لَرجل ظريف أيُّ رجل، لأن أيّاً لا تدخل إلاّ على النكرات.
وقال أبو زيد: تقول العرب: النَّجاءَ النَّجاءَ ممدود، والوَحاءَ الوَحاءَ ممدود، والنّجا والوَحَى بالمدّ والقصر. وأنشد:
إذا أخذتَ النَّهْبَ فالنجا النَّجا
إني أخاف طالباً سَفَنَّجا


السَّفَنَّج: المسرع من الظِّلمان، والشَّفَنَّج أيضاً: الطويل الرجلين.
قال: وتقول العرب: خرجنا بدُلْجة ودَلْجة وبُلْجة وبَلْجة وسُدْفة وسَدْفة. ورجل غُلُبّة وغَلَبّة للذي يَغلب على الشيء، وحُزُقة وحَزَقة، وهو القصير المتداخل، وقالوا: وهو السَيَىء الخُلق البخيل. قال امرؤ القيس:
وأعجبني مَشْيُ الحُرقّة خالدٍ ... كمَشْي أتانٍ حُلّئت عن مَناهل
حُلّئت يُهمز ولا يُهمز. قال أبو بكر: كان خالد بن أصْمَعَ أجار إبل امرىء القيس أيامَ كان امرؤ القيس في طيِّىء. وغُضبّة وغَضَبّة؛ وأفُرّة وأفَرّة، وأفرّة الصيف: شِدّته؛ وقال أبو بكر أيضاً: يقال: وقع القوم في أفرّة، إذا وقعوا في أمر مختلط.
وقال أبو عُبيدة: عَيش مُدَغْفَق: واسع، واشتقاقه من دغفقَ الماءَ، إذا صبّه صباً كثيراً واسعاً.
وقال أبو مالك: يقال: جاءنا فلان بدُولاته وتُولاته ودُولاه وتُولاه، إذا جاء بالدواهي.
ويقولون: تكرنثَ علينا فلانٌ، إذا تفلّت علينا.
ويقِال: حَظِبَ البعيرُ يحظَب حَظَباً وحَظابةً، إذا امتلأ شحماً.
ويقال: قعد القَرْفَصا، مقصور بفتح أوله، والقُرْفُصاء، بضمّ أوله يمد ويُقصر، وهو أن يقعد الرجل ويحتبي بيديه.
وتقول العرب: إنه لَمُعْلَنْبٍ بخِمله، أي قويّ عليه.
وقال: رجل حَوَلْوَل، إذا كان ذا احتيال. وأنشد:
يا زيدُ ابْشِر بأبيكَ قد قَفَلْ
حَوَلْوَلٌ إذا وَنَى القومُ نَزَلْ
وُيروى: نَسَل.
قال: ويقال: ما أعطاه حَوَرْوَراً، مثل حَبْربَر، وهو الشيء القليل. وأنشد:
أمانيَّ لا تُجدي عليك حَبَرْبَرا
وما أعطاه حَبَرْبراً وذَوَرْوَراً مثل حَوَرْوَر.
وقال أبو مالك: الطُّرْمة: النَّثْرة في الشفة العليا، بضمّ الطاء وفتحها، والتُّرْفة في السفلى، فإذا ثنّوا قالوا: طُرْمتان.
قال: وتقول العرب: أرض دَعْصاء: كثيرة الرمل.
وقالوا: الثُّوّة متل الصُّوّة، وهو خِرقة تُجعل على وَتد إذا مُخض الوَطْب تُجعل خلفه لئلاّ يقع فينشقّ وذلك إذا عَظُمَ الوَطْبُ.
وقال: السَّمَار والضَّيَاح والشَّهَاب والخَضَار والسَّجَاج والمَذْق والمَذيق كلّه واحد، وهو اللبن إذا أُكثر ماؤه.
وقال أبو الخطّاب الأخفش: مما رواه أبو عثمان عن التَوَّزي عن أبي الخطّاب قال: يقال: مِلطاط الرأس، وهو مجتمَعه. قال: ويقال: حَلاوة القفا وحُلاوة القفا وحَلاوى القفا: وسطه.
وقال: الشِّرصة والشُّرصة: النَّزَعة عند الصُدْغ. قال الراجز:
صَلْتِ الجبين ظاهرِ الشِّراص
والغُضاض، بالتشديد والتخفيف: عِرنين الأنف. وأنشد:
وأَلْجَمَه فأسَ الهوانِ فَلاكَهُ ... وأغضَى على غُضّاضِ أنفٍ ومارِنِ
وُيروى: وأوفى.
وسمع أبو مالك: الجِرْثِيّة، يعنون الحَنْجَرة. وأنشد:
أو مثل عين الأعور البَخيقِ
غَمْزَك في جِرْثِيّة المخنوقِ
وقال أبو مالك: المَتْك والنَّوْف والخُنْتُب والبُنْظُر والعُنَاب والعُنْبُل، كلّه ما تقطعه الخافضة من الجارية.
قال: وتقول العرب: هذا مِدْرَع الولد، وهو الغِرْس الذي يكون فيه الولد.
قال: والبُلْجة والمِخْذَفة والمِنْتَحة والمَكْوة والقِنبيعة والقُنْبُعة والسَّحْماء والصَّمارَى والفَقْحة كلّه واحد.
وقال عن أبي خَيْرة إن ابن النّعامة خَطُّ في باطن القدمِ في وسطها، وبعضهم يجعلها القدم، وبعضهم يجعله عِرْقاً في باطن القدم. وأنشد:
وابنُ النَّعامة يومَ ذلك مَرْكَبي
قالوا: وابن النَّعامة: الطريق، وإنما سُمّي بذلك لأن النعامات علامات تُنصب على الطريق في السَّحَر وربما نصبها الرَّبيئة لئلاّ يَضِلَّ بها. قال الهذلي:
وَضَعَ النَّعاماتِ الرجاذ بِرَيْدِها
وقال: تقول العرب: تنعّمتُ إليك قدمي، أي مشيت حافياً، وتنعّمتُ زيداً: طلبتُه.
وقال: لامُ الإنسانِ: شخصُه، غير مهموز. وأنشد:
مَهْرِيَّةُ تَخْطِرُ في زِمامِها
لم يُبْقِ فيها السيرُ غيرَ لامِها
وقال: امرأة جَبْأى، وزن فَعْلَى: قائمة الثديين، والجَبّاء: التي ليس لها أليَتان.
والطَّفَنَّش: واسع صدر القدم.
واللُّكِّيّ: الحادر اللحيم.
وقال: العَنَشْنَش: الطويل الخفيف الجسم.
والشِّرْحاف: العريض ظهر القَدَم.
والحِقِطّانة والحِقطّان: القصير.


والهِلقام والهِلْقِم والهِلَّقْم والهِلْقَمّ: الطويل.
والدِّعظاية: الكثير اللحم.
والزَّبازاة: القصير.
والشِّهدارة: مثله.
والجُخُنْبارة والجِخِنْبارة: القصير.
ورجل قُرْدُحة وقُرْدوحة: قصير.
وامرأة حُذَمة: قصيرة خفيفة.
ورجل كُلْكل: كذلك.
والزَّبَنتَر: كذلك أيضاً.
والأُمْلُدانيّ: الطويل المعتدل.
وقال أبو عثمان الأُشْنانْداني عن التَّوَّزيّ عن أبي عُبيدة عن أبي الخطّاب، وهو في نوادر أبي مالك: الشِّبْر بين طرف الخِنْصِر إلى طرف الإبهام، والفِتر ما بين طرف الإبهام وطرف السَّبّابة؛ والرَّتْب بين السَّبّابة والوسطى؛ والعَتْب ما بين الوسطى والبِنْصِر، والوصيم ما بين البِنْصِر والخِنْصر، وهو البُصم أيضاً. ويقال لكلّ ما بين إصبعين: فَوْت، وجمعه أفوات.
قال أبو بكر: وسمعتُ عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي يقول: عَنَجَ بعيرَه وغَنَجَه وغيَّفه، إذا عطفه.
قال: وسمعتُه أيضاً يقول: أرض جِلْحِظاء بالظاء المعجمة والحاء غير المعجمة، وهي الصلبة التي لا شجر فيها. وخالفه أصحابنا فقالوا: الجِلْخِطاء بالخاء المعجمة والطاء غير المعجمة، وقالوا: هي الأرض الصلبة، فسألته فقال: هكذا رأيتُه في كتاب عمّي بخطّه.
وقال أبو عُبيدة: ابرنشقَ الرجلُ واقرنشعَ بمعنى واحد، وهو ظهور الفَرَح فيه. وأنشد:
إنّ الكبير إذا يشارُ رأيتَه ... مقرنشِعاً وإذا يهانُ استزمرا
يشار: يزيَّن، وهو من الشارَة، واستزمر: ضعف، من قولهم: شَعَر زَمِر، أي قليل.
باب
قال أبو عُبيدة: جَلْهَتا الوادي وجُلْهُمَتاه وعِدْوَتاه وعُدوَتاه وضفَّتاه وحِيزَتاه وحَيِّزَتاه وجِيزاه وجِيزَتاه وضِيفاه وصُدّاه وشاطئاه وجَنْبَتاه ولَديداه، كلّه ناحيتاه.
قال: ويقال: ما لكَ عِن ذاك مُحْتَد ومُلْتَد، وقد ثُقّل فقيل: مُحْتَدّ ومُلْتدّ؛ ولا غِنىَ ولا غَناء ولا مَغْنىً ولا غُنْية ولا حُنْتَاْل، أي لا بُدَّ منه. وما لك عن ذاك عُنْدد، أي مَصْرِف.
وقال: الضفّاطة والرَّجّانة والدَّجّانة: الإبل التي يُحمل عليها المَتاع من منزل إلى منزل.
وقال أبو عُبيدة: سمعت من العرب الرَّوْكَى: الصدى الذي يجيب في الجبل أو الحمّام؛ وكذلك قال ابن الكلبيّ. وقال أبو عُبيدة: الدّأداء: ما استوى من الأرض، ولم يجىء به غيره. والدّأداء: آخر يوم في الشهر.
وقال: إذا وَطِىء الرجلُ على ثوبك قلتَ: أَعْلِ عن ثوبي وعالِ عنه؛ وأَعْلِ عن الوِسادة ولم يقولوا عال عنها. وفي الحديث قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود وكان رجلاً مجبولاً، أي عظيمِ الخَلْق، فاتّكأ على مَنْكِبيه فقال له عبد الله: " أعْل عَنجْ " ، فقال: " لا أو تخبرَني متى يكفر الرجل وهو يعلمِ " . قال: " إذا وُلِّيَ عليك أمير إن أطعتَه أكفرَك وإن عصيته قتلك " .
وقال: رجل فَرْد وفَرُد وفَرَد، أي منقطع القرين.
قال: وقال أفّار بن لَقيط: مَتَخَتِ الجرادةُ مَتْخاً، إذا غرَّزت ذَنَبها في الأرض، مثل رَزّت سواء. قال أبو بكر: يقال بالخاء والحاء جميعاً.
وقال: البُخْنُق: الذي في أصل عُنُق الجرادة كهيئة الرَّفْرَف من البيضة. قال أبو عُبيدة: سألت عنه أبا الدُّقَيْش فلم يعرفه.
قال: وقال لي أبو الدُّقَيْش: ضروب الجراد: الحَرْشَف، وهي الصغار، والمعيَّن والمرجَّل والخَيْفان. فالمعيَّن: الذي يَسْلَخ فيكون أبيض وأحمر. قال الراجز:
ملعونةٍ تَسْلَخ لَوْناً عن لَوْنْ
كأنها ملتفّة في بُرْدَيْنْ
والخَيْفان: نحوه. والمرجَّل: الذي ترى له آثار أجنحة.
وقال أبو الدُّقيش: الخُنْدُع، بالخاء المعجمة، أصغر من الجُنْدُب. وغَزالُ شَعْبانَ: دُوَيْبّة. وراعية الأُتُن: دُوَيْبّة أيضاً. والطُّحَن: دُوَيْبّة تدور في التراب حتى تندفن ويبقى رأسُها. قال الراجز:
كأنما أنْفُكَ يا يحيى طُحَنْ
إذا تَدَحَّى في التراب واندفَنْ
وفالية الأفاعي: خُنْفَساء صغيرة. والكُدمَ يقال له كُدَم السَّمُر، وهو الجَحْل وهو السِّرْمان واليَعْسوب والشُّقَيِّر، وهو جَحْل أحمر عظيم، وهو قريب من اليَعسوب. قال أبو بكر: الجَحْل أضخم من اليَعْسوب، وهي دُويْبّة تطير ولا تضمّ جناحيها تراها على المزابل كثيراً. قال الراجز:
حتى إذا ما الصيفُ ساقَ الحَشَرَهْ


ورَنَّقَ اليَعْسوبُ فوق المَنْهَرَهْ
قال أبو بكر: وهذا الرجز يردّ قولَ من قال إن الحَشَرة الفأرة واليرابيع والضِّباب لأن تلك تظهر في الصيف والشتاء والحشرة عند هذا صغار ما يدبّ على الأرض نحو الخُنْفَساء والعقرب وما أشبههما.
قال: والمَنْهَرة: فضاء بين بيوت يرتفق بها أهلها يُلقون فيها الكُناسة وما أشبهها. وفي الحديث: " وُجد قتيل بخيبرَ في مَنْهَرة " .
وقال أبو عبيدة: ادرمجّتُ في الشيء، إذا دخلت فيه.
قال أبو بكر: سألت أبا حاتم عن الغَطَف فقال: هو ضد الوَطَف، فالغَطَف: قلّة شعر الحاجبين، وبه سُمّي الرجل غُطَيْفاً، والوَطَف: استرخاء الجفون وكثرة شَعَر الحاجبين.
أبواب نوادر ما جاء في القوس وصفاتها عن أبي عُبيدة مَعْمَر بن المثنّى
قال أبو عُبيدة: يقال لِما بين طائف القوس وسِيَتها الكِتاف، وأخبر بذلك عن عيسى بن عمر عن عبد الله بن حبيب، ولها كِتافان، والجمع أكتِفة وكُتُف. ويقال لحدّي السِّيَتَيْن اللذين في بواطنهما: أنفا السِّيَتَيْن. ويقال يد القوس للسِّيَة العُليا ورِجْلها للسِّيَة السُّفلى. ويقال: قوس مُحْدَلة، إذا حُطّت سِيَتُها. وقال أبو عُبيدة: يقال: فاقَ السهمَ يفوقه فَوْقاً، إذا وضع فُوقَه في الوَتَر. وموضع الفُوق من الوَتَر يسمّى المُفاق، هذا في لغة من قال: أفقتُ السهمَ فهو مُفاق مثل أقلتُه فهو مُقال، ومُوفَق في لغة من قال: أوفقتُ السهم مثل أوعدتُه فهو مُوعَد، وفُقْتُه فهو مَفُوق مثل قُلْتُه فهو مَقُول. وأنشدوا في أوفقتُ السهمَ:
ولقد أَوفَقَ اللئامُ جميعاً ... ليَ حتى فُعالةُ الجَعْراءُ
كنّى أبو بكر بفعالة عن القبيلة.
والدِّجَّة: جِلدة قَدْرُ إصبعين توضع في طرف السَّير الذي تعلّق به القوس وفيها حلقة فيها طرف السَّير، وهي دُجية القوس أيضاً. وكُلْية القوس: ما تحت الدِّخَّة من قِبل اليد والرِّجل، وهما الكلْيتان. وفي ظهر الدِّجَّة سَير يكون عِلاقة القوس في حلقة في طرفه. والحَلَق تسمّى الرَّصائع، فإذا كان العَقَب على سِيَتها لغير عيب فهو التوقيف، وإن كان من عيب فهو الجَلائز. قال الشَّمّاخ في الجَلائز:
مُطِلاًّ بزُرْقٍ ما يداوَى رَمِيُّها ... وصفراءَ من نَبْعٍ عليها الجَلائزُ
وهذا عيب لأن الجَلائز لا تكون إلا على موضعٍ مَعِيب، ويقال لها المضائغ. وقوم يسمّون ذوائب القوس: الذَخال. ويقال: قوس عاتكة اللِّياط، إذا احمرّت، فإذا كان فيها طرائق من لونها وصفائها فتلك الأساريع.
ويقال: وعِجْس القوس؛ وعَجْسها ومَعْجِسُها. وأنشد أبو عُبيدة:
ماطورةٌ بالدَّهْن والأسكانِ
الدَّهْن؛ مصدر دهنتُه دهناً. قال أبو حاتم: فقلت له: ما الأسكان؟ فقال: جمع سَكَن، وهي النار.
ومن صفات القِسِيّ عنده
مُحْدَلة، أي تطأمنت. وزَوْراء، إذا دخل زَوْرُها. وحَنِيّة وعَطوف ومعطوفة وكَبْداء، وهي الغليظة الوسط. ومَلْساء، إذا لم يكن فيها شَقّ، وكَتوم كذلك. وحَنّانة، إذا سمعتَ لها رَنّة، وكذلك هَتَفَى. وأنشد:
وهَتَفى معطيَةً طروحا
وتَرْنَموت، إذا سمعتَ لها رَنّة أيضاً. وإذا كانت سريعة السهم فهي طَحور وطَحوم وطَروح وضَروح ومِلحاق ولُحُق وعَجْلَى ورَكوض. ويقال أيضاً للتي لها حنين عند الرمي مُرِنّة ومِرنان وهَزوم وجَشء. وإذا كانت هتوفاً نسبوها إلى الهَزَج لأن صوتها يَهْتِف بالقوس.
ويقال لصوتها الترنّم والنَّأمة والحنين والأَزْمَل والغَمغمة والهَتْف والولولة.
وقال أبو عبيدة: تشبِّه العربُ القوسَ بالهلال. وأنشد قول الراجز:
كأنَّها في كفِّه تحت الرَّوَقْ
وَفْقُ هلالٍ بين ليلٍ وأُفُقْ
ويُروى: وأُفَقْ، وجمعه آفاق، وجمع أُفُق آفاق؛ والرَّوَق: موضع الصائد الذي يقعد فيه كأنه شبّهه بالرِّواق؛ وقوله وَفْق، أي متّفق في شَبَهه. وتشبّهه أيضاً بالسَّبيكة:
مثل السَّبيكة لا نِكْسٌ ولا عُطُلُ
وتشبّه بالعاج، وهو السِّوار. قال المتنخّل الهذلي:
وصفراءُ البرايةِ فَرْعُ نَبْعٍ ... كوَقْفِ العاج عاتكةِ اللِّياطِ
ومما جاء في صفة الأوتار
وَتَر حُبْجُر وحُباجِر وحَبْجَر، وهو أغلظها وأبقاها وأصوبها سهماً ويملأ الفُوقَين، والجمع حَباجِر، وهو العُنابل. قال الراجز:


والقوسُ فيها وَتَرٌ عُنابلُ
وهو مأخوذ من العُنْبُل، وأصله الغِلَظ. وبه سُمّي الزَّنجي عُنْبُليّاً لغِلَظه. قال الراجز:
يا رِيَّها حين جرى مَسيحي
وابتلَّ ثوباي من النَّضيحِ
وصار ريحُ العُنْبُليِّ ريحي
والوَتَر الشِّرْع والشِّرْعة والمجزَّع: الذي لم يُحْسَن إغارته فظهر بعض قُواه على بعض، وهو أسرعها انقطاعاً. وفيها المثلوث والمربوع والمخموس، وهو الذي يُفتل من ثلاث قُوىً وأربع وخمس. وأنشد:
نحن ضربنا العارضَ القُدموسا
ضرباً يُزيل الوَتَرَ المخموسا
ومما توصف به السهام
قال أبو عبيدة: وأول ما يُقطع السهم يسمّى قضيباً، فإذا أمِرّت عليه الطريدة فهو نَصِيّ وقِدْح ما دام ليس عليه ريش ولا عليه نَصْل، فإذا راشوه بلا نَصْل فهو المِنْجاب والمِلْجاب. قال الشاعر:
ماذا تقول لأشياخٍ أولي جُرُمٍ ... سودِ الوجوه كأمثال الملاجيبِ
وفي السهم فُوقُه، وقد مرَّ ذكره، وزَنَمتا الفُوق: حرفاه؛ وغارُه: الفُرْضة التي يقع فيها الوترة وتسمّى الزَّنَمتان: الرِّجلين، وعِجْس السهم: ما دون الريش، ويقال له العِجْز أيضاً، وزافرة السهم ممّا يلي نصله، وهذه عن عيسى بن عمر، والرُّعْظ: الثقب الذي يدخل فيه سِنخ النصل وسرائحُه، وهي العَقَب المعصوب به، والسرائح أيضاً: آثار فيه كآثار النار، فإن كانت من آثار النار فهي ضبْح، سهم ضبيح ومضبوح، وتسمّى السريحة: الشريحة أيضاً؛ وسَفاسقه: الطرائق التي فيه، الواحدة سِفْسِقة؛ وبادرته، وهي طرفه من قِبل النصل، وإنما سُمّيت بادرة لأنها تَبْحُر الرميّة.
وقد يقال له أيضاً إذا سُوِّي ولم يريَّش: الحِراث، والجمع أحرِثة، ذكر ذلك عيسى بن عمر عن عبد الله بن حبيب. ويقال له البَرِيّ. وأنشد في ذلك:
يَمُدّ إليها جِيدَه رونقَ الضُّحى ... كهزِّك في الكفّ البَرِيَّ المقوَّما
وتدويمه: ثباته في الأرض. ويسمّى أيضاً المِراط إذا لم يكن له ريش، فإذا جُعل في أسفله مكانَ النصل كالجوزة من غير أن يراش فذلك الجُبّاء، ممدود، والواحدة بالهاء جُبّاءة. فإذا اعوجَّ السهمُ فهو الأعْصَل والمستحيل، وإذا استوى قَدْرُ قُذَذه سُمّي حَشْراً، وقد يقال المحشور أيضاً.
ومن الريش الظُّهارُ، وهو ما يلي ظهر الطائر، والبُطْنان ممّا يلي بطنه، فالظُّهار أجودها وأسرعها مُضِيّاً بالسهم. ومنها اللَّغْب، والجمع اللِّغاب، فإذا استقبل البطنُ الظهرَ والظهرُ البطنَ فهو اللُّؤام.
باب ما جاء من النوادر في صفة النِّصال
في النصل سِنْخه، وهو أصله، وعَيْره، وهو وسطه، وأسَلته، وهو مستدَقّه، والأسَلة أيضاً يقال لها الذَّلْق؛ وقَرْنه، وهو حَدّه أيضاً، وهما شفرتاه وغِراراه وجَناحاه وعِذاراه، ويقال للشفرتين الأُذنان، وقُرْطاه، وهما طرفا غِراريه.
وزعم أبو عُبيدة عن أبي خَيْرة أن العريض من النِّصال يسمَّى القَهَوْباة، والقِطْع أدقّ منها قليلاً، وفيه قِصَر، والشِّقْص أطول من القِطْع قليلاً، والمِرماة، وهي التي ليس لها شفرتان ولكنها مجدولة؛ والقُطْبة، وهي أصغرها؛ والسُلاّءة، وهي الطويلة الدقيقة؛ والمِعْبَلة، وهي عريضة.
باب من النوادر في صفة النعل
ومما ذكر أبو عُبيدة في صفة النعل أسَلَتها: رأسها المستدِقّ؛ وشَباتها: جانبا أسَلَتها؛ وقِبالها، وهي الحُجْزة التي فيها الزِّمام، والثقب الذي يدخل فيه السَّير من الذؤابة: الخُرْت؛ وسماؤها: أعلاها الذي تقع عليها القدم؛ وأرضها: ما أصاب الأرض منها؛ وأُذناها، وهي مَعْقِد عَضُدَي الشِّراك؛ والعَقْب الناتىء من الأُذنين يقال له الوَتِد؛ وخَصْرها: ما استدقّ من قُدّام الأذنين؛ وصدْرها قدامَ الخُرْت؛ وزُنّابتها وأسَلَتها: أنفها، وجانباها يقال لهما الجِذْلان، والخَصْران قد مرّ ذكرهما.
وفي الشِّراك العَضُدان، وهما ما يقعان على القدم، والعَقْبُ: ما يضمّ العَقْبَ. وفي الشِّراك الرَّغبانة، وهي مَعْقِد الزِّمام، وتسمّى السَّعْدانة، والذُّؤابة: ما أصاب الأرض من المُرْسَل على القدم، وعقربتها: عَقْد الشِّراك، وخِزامتها: السَّير الدقيق الذي يُخزم بين الشِّراكين، وذَنَبها: ما نتأ من مؤخّرها؛ ووَحْشيّها: ما أدبر عن القَمَ، وإنْسِيّها: ما أقبل بعضُه على بعض.


وقال يونس: خِرْثِمة النعل: رأسها، وخَرْثَمة أيضاً؛ فإذا لم يكن لها خِرْثِمة فهي لَسِنة وملسَّنة؛ فإذا عَرضَ رأسُها فهي المخثَّمة. وقال يونس: في الشراك البِطْريقان، وهو ما كان على ظهر القَدَم من الشِّراك، وغيرُه يسمّي ذلك: العَضُدان.
باب
قال أبو عبيدة: يقال: حَلَقَ رأسَه وسَحَفَه وسَبَتَه وجَلَطَه وجلمطَه وسَلَتَه وغَرَفَه، إذا حلقه.
باب آخر من النوادر
قال يونس: حَفَصْتُ الشيء " ، إذا ألقيتَه من يدك، بالصاد غير المعجمة؛ وحَفَضْتُه، إذا عطفتَه، بالضاد المعجمة.
قال أبو عُبيدة: يقال: عَشَشْت الرجلَ عن مكانه وأعششتُه، إذا أزلتَه عنه وهو كاره.
وقال: المُتْمَهِلّ والمُتْلَئبّ مثل المُسْجَهِرّ سواء، وهو امتداد الليل وغيره.
وقال: المُقْمَهِدّ: الذي قد لوى عُنُقَه وشمخ بأنفه.
وقال يونس: أقامت امرأة فلان عنده رُبْضَتها، يعني امرأة العِنِّين إذا أقامت عنده سنةً ثم فُرِّق بينهما.
وقال يونس: ذَفّفه بالسيف وذافّه وذفّه، وذفّف عليه، إذا أجهز أي قتله؛ يقال بالدال والذال.
وأخبر عن يونس قال: تقول العرب: " إن في مِضَّ لمَطْمَعاً " وفي مِضِّ ومِضٍّ، يريدون بذلك كَسْرَ الرجل شِدْقَه عند سؤال الحاجة.
وقال يونس: تزوج فلان في شَرِيّة نساء، يريد حيّاً تَلِد نساؤهم الإناثَ، وتزوج في عَرارة نساء، يريد حيّاً تَلِد نساؤهم الذكور.
ويقال: رجع الأمرُ على قَرْواه، أي رجع على مَسْلَكه الأول.
وقال يونس: الرأتلة: أن يمشي الرجلُ متكفّئاً على جانبيه كأنه متكسِّر العظام.
وقال أيضاً: سِقاء أَدِيّ وسِقاء زَنِيّ: بين الصغير والكبير. ويقال: هذا أمر له نَجيث، أي عاقبة سَوءٍ، وأصله من النَّجيثة، وهي النَّبيثة.
وقال يونس: الشريطة إذا وضعت الناقة ولداً شرطوا أُذنه، فإن خرج منه دم أكلوه وإن لم يخرج دم تركوه.
قال: ويقال: رجل دَخْشَنّ: غليظ خَشِن. وأنشد:
أصبحتُ يا عمرُو كمثل الشَّنِّ
أمري ضَروساً كعصا الدَّخْشَنَ
وقال أبو عبيدة: تركت القوم حَوْثاً بَوثاً، أي مختلطين.
وقال: العَكْل: اللئيم من الرجال، والجمع أعكال.
وقال يونس: يقال عكبشَه وعكشَه، إذا شدّه وثاقاً. وبالعَكْش سُمّي الرجل عُكاشة.
وقال يونس: تقول العرب للرجل إذا أقرّ بما عليه: دِحٍ دِحٍ، وقالوا دِحِنْدِحٌ موصول، وقالوا دِحْ دِحْ بلا تنوين، يريدون قد أقررتَ فاسكت.
وقال يونس: جاء فلان مُضَرْفَطاً بالحبال، أي موثَقاً.
وقال: يقال: صارت الحُمّى تُحاوِدُه وتَعَهَّدُه وتَعاهَدُه، وبه سُمّي الرجل حاوِداً، وهو أبو قبيلة من العرب من حُدّان. ويقال: فلان يحاودنا بالزيارة، أي يزورنا بين الأيام.
ويقال: نحن في رسْلة من العيش، أي في عيش صالح.
وقال أبو عبيدة: يقال: يوم طانٌ: كثير الطين؛ ورجل خاطٌ من الخياطة، وكَبْش صافٌ: كثير الصوف؛ ورجل مالٌ: كثير المال؛ ورَجل نالٌ: كثير النوال؛ ويقال: رجل مَأل، بالهمز: كثير اللحم، وامرأة مَأْلة مثل ذلك.
قال: ويقال: تأنّقت هذا المكانَ، أي أحببته وأعجبني. وفي الحديث أنّ عبد الله بن مسعود كان يقول: " إذا قرأتُ آل حاميم صرتُ في روضاتٍ أتأنّق فيهنّ " ، أي يعجبنني. قال أبو بكر: قال أبو حاتم: الحواميم من كلام الصِّبيان، وإنما الوجه أن يقال: قرأت آل حاميم. وأنشد أبو بكر فى آل حاميم:
وجدنا لكم في آلِ حاميمَ آيةً ... تَدَبّرها منّا تَقِيّ ومُعْرِبُ
يعني فصيحاً يُعْرِب اللغة.
وقال يونس: لقيتُه أوّلَ ذات يَدَيْ، أي أوّلَ كل شيء. ويقال: أخبرته بالخبر صُحْرَةَ بُحْرَةَ وصَحْرَةَ بَحْرَةَ، أي كفاحاً لم يُسْتَرمنه شيء.
قال: ويقال: أخبرتُه خُبوري وفُقوري وحُبوري وشُقوري، إذا أخبرته بما عندك.
قال: ويقال: زَمْهَرَتْ عيناه وازمهرّت، إذا أحمرّتا.
قال يونس: تقول العرب: فَطَرَ نابُ البعير وشَقَأَ نابُه وشقّ نابُه وبَقَلَ وبَزَغَ وصَبَأَ بمعنى واحد.
وقال: يقال: قد أَجهَى لك الأمرُ، إذا استبان ووضحَ؛ وأجهيتُ لك السبيل.
ويقال: ما هَيّان فلانٍ؟ أي ما أمرُه وما حاله؟ ويقال: سَدَح فلانٌ بالمكان ورَدَحَ به، إذا أقام به.
ويقال: أنف فناخِر، أي عظيم. وأنشد أبو بكر:
إنّ لنا لَجارةً فُناخِرهْ
تَكْدَحُ للدنيا وتَنسى الآخرهْ


ويقال: أتانا فلان بنَعْوٍ طيّب وبمَعْوٍ طيّب، وهو ما لان من الرُّطَب.
وقال أبو عُبيدة: يقال: هو في عيش أوطَفَ وأَغضَفَ وغاضفٍ وأَرغَلَ وأغرَلَ ودَغْفَلٍ ورافغٍ وعُفاهِمً وضافٍ، إذا كان واسعاً.
ويقال: أنقفَ الجرادُ، إذا رمى ببيضه. ونَقَفْتُ البيضةَ ونَقَبْتُها واحد، إذا ثقبتها.
وقال يونس: القِرْطِبَّى مثال فِعْلِلّى: الصَّرْع على القفا. وأخبرنا أبو حاتم عن أبي عُبيدة عن يونس قال: شهد أعرابيّان الجمعة فلما ركع الإمامُ وجعل الناسُ يتأخّرون قال أحدهما لصاحبه: " اثْبُتْ إنها القِرْطِبَّى " .
قال: ويقال: تجوّظ الرجلُ وجوّظَ وجَوِظَ، إذا سعى. وفي كلام بعض العرب: " أكثرُ ما أسهلتنا الغيوثُ ونحن في الأموال جَشَرٌ ولو نال ذلك أحدَكم لجوّظَ حتى يَقْرَعِبَّ في أصل شجرة " . قال أبو بكر: هذا أعرابي قال لأهل الحضر: نحن أصبر منكم لأن المطر يجيئنا ونحن في السهل فلا نعتصم منه بشيء كما تعتصمون أنتم لو أصابكم بأصول لأشجار.
قال أبو عبيدة: يقال: اعتسسنا الإبلَ فما وجدنا عَساساً ولا بَساساً، أي قليلاً ولا كثيراً.
قال أبو عُبيدة: الدُّقَّى: التراب الدقيق بمنزلة الجُلَّى.
وقال: مرّ يَمْلَخ مَلْخاً، إذا مرّ مرّاً سهلاً. قال أبو حاتم: سألتُ الأصمعي عن ذلك فقال: المَلْخ: كل مَرٍّ سهلٍ. وفي كلام الحَسَن رحمة اللّه عليه: " يَمْلَخ في الباطل مَلْخاً " ، أي يسرع فيه. وقال الراجز:
إذا تَتَلاّهُنّ صَلصالُ الصَّعَقْ
معتزِمُ التجليح مَلاّخُ المَلَقْ
قال أبو عُبيدة: إذا تهيّأ الرجل للأمر قيل: قد تشنّعَ له. قال: ويقال: أبَدٌ وآباد وبَلَدٌ وأبلاد، والأبلاد: الآثار.
وقال الأصمعي: يقال: ما ذقت غَمَاضاً ولا تَغْماضاً ولا غِماضاً ولا غُمْضاً ولا تغميضاً. قال أبو حاتم: الغُمْض: ما دخل العينَ من النوم، والغَمَاض اسم الفعل، والتَّغماض تَفعال، وكذلك التغميض تفعيل، والغَمَاض اسم النوم. قال رؤبة:
أرَّقَ عينيَّ عن الغَمَاض
بَرْقٌ سَرَى في عارضٍ نَهّاضِ
وقال الأصمعي وأبو زيد: مضمضتِ العينُ بالنوم مِضماضاً، وتمضمضَ النومُ في العين تمضمضاً. قال الراجز:
وصاحب نبّهتُه ليَنْهَضا
إذا الكَرَى في عينه تَمَضْمَضا
فقام عَجْلانَ وما تأرّضا
يَمْسَح بالكفَّين وجهاً أبيضا
وحكى الأصمعي: لهم كلب يتمضمضُ عَراقيبَ الناس. وقال الأصمعي: قال منتجِع: عذَّبه الله عَذاباً شَزْراً، أي شديداً.
وقال الأصمعي: رجل نُزَك: طَعّان في الناس. قال أبو حاتم: كأنه يطعن بنَيْزَك.
قال أبو عُبيدة: المؤتفِكة من الريح: التي تجيء بالتراب. وقال أعرابي من بني العَنْبَر: إذا كثرت المؤتفِكات زَكَتِ الأرضُ.
وقال أبو عبيدة: الضِّكاك واللِّكاك: الزِّحام؛ ضَكَه ولَكَّه، إذا زحمه.
قال أبو حاتم: الدّاكدان من الحديد بالفارسية يسمّى المِنْصب، ويسمّى المِقْلَى المِحْضب، ويسمّى القُفْل المِحْصَن، ويسمّى الزَّبيل في بعض اللغات المِحْصَن، وتسمّى الفراشة المِنْشَب.
قال: ويقال: قِدْر صَلود: لا تغلى سريعاً.
والصَّلود من الخيل: الذي لا يعرق.
وقال أبو عبيدة: قِلْف الشيء وقِرْفه وقِشْره وأحد، وهي القُلافة والقرافة.
وقال: تركت العربُ الهمزَ في أربعة أشياء: في الخابية، وهي من خَبأْتُ، والبَرِيّة، وهي من بَرَأَ اللّه الخَلْقَ، والنبيّ، وهو من النَّبَأ؛ والذُّرّيّة من ذَرَأ اللّه الخَلْقَ. ويَرَى من رأيتُ صحّحه أبو بكر خامساً.
وقال: العود الذي يُدفن في الجمر حتى تأخذ فيه النار يسمّى الثَّقْبة والذَّكْوة.
ويقال: سَخّيتُ النار، بالخاء المعجمة، إذا فرّجتها؛ وسَخَوْتُها، إذا فتحتها.
وقال أبو عُبيدة والأصمعي جميعاً: الذِّيبان: الوَبَر الذي يكون على المَنْكِبين من البعير. قال الشاعر:
مِلاطٌ ترى الذِّيبانَ فيه كأنّه ... مَطِينٍ بثَأْطٍ قد أُمِيرَ بشَيّانِ
المِلاطان: الكَتِفان، والثَّأْط: الحَمْأة الرقيقة؛ وأْميرَ: خُلِطَ؛ وشَيّان: دم الأخوين. وقال الآخر:
عَسُوف لأجواز الفَلا حِمبريّة ... مَريشٌ بذِيبان السَّبيب تليلُها
ويُروى: لأجواز الفَلا هَبْهَبيّة، والهَبْهَبيّة: السريعة؛ والتَّليل: العُنُق؛ والسَّبيب: شَعَر القفا والناصية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق