الأحد، 3 مارس 2013

3. جمهرة اللغة المؤلف : أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (المتوفى : 321هـ) أبواب الثلاثي الصحيح وما تشعب منه حرف الباء وما يتصل به في الثلاثي الصحيح

الكتاب : جمهرة اللغة
المؤلف : أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (المتوفى : 321هـ)

أبواب الثلاثي الصحيح وما تشعب منه
حرف الباء
وما يتصل به في الثلاثي الصحيح

ب - ت - ث
ثَبَتَ الشيءُ يَثْبُت ثَباتاً وثُبُوتاً فهو ثابت. ورجل ثَبْتُ المقام وثَبِيتُ المقام، إذا كان شجاعاً لا يبرح موقفَه. قال الشاعر:
الهَبِيتُ لا فُؤادَ له ... والثبيتُ قَلْبُه قِيَمُهْ
أي قِوامه. والهَبِيت: الجبان الأبْلَه. ورجل ثابت أيضاً، إذا ثبت. ويقال: ثابت الجَنان، إذا كان ثبتَ الفؤاد.


وقد سمَت العرب ثابتاً. وأثْبَتُّه نظراً، إذا تبينته؛ وثبَّتَّه، إذا وَقَّفْتَه.
ب - ت - ج
الجَبْت: كل ما عُبدَ من دون الله من صنم وغيره، هكذا يقول أبو عُبيدة.
الَخبْت: الفضاء من الأرض. والبخت: فارسي معرَّب، وقد تكلمت به العرب، وهو الجد.
ب - ت - ح
البَحْت: الخالص الذي لا يخالطه شيء. من ذلك قولهم: أكل الخبزَ بَحْتاً، إذا أكله بلا إدام.
وباحَتَ الرجلُ الرجلَ، إذا كاشفه الأمرَ. ويقال: باحَتَه الوُدَّ إذا أخلصه له.
ب - ت - خ
وأخْبَتَ الرجلُ إخباتاً فهو مُخْبِت، وهو المتألِّه المتوقِّي للمآثم. وجمع خبْت: خُبوت وأخبات. والبُخْت: جمع بُخْتِيّ، عربي صحيح. قال الشاعر:
يَهَبُ الألفَ والخُيولَ ويَسْقي ... لَبَنَ البُخْتِ في قِصاع الخَلَنْج
وقال الراجز:
بَنَى السَّوِيقُ لحمَها واللَّتُّ ... كما بَنَى بُخْتَ العراقِ القَتُّ
وتجمع البُخْت بَخاتيَّ وبخاتيَ وبَخاتٍ، والذكر بُخْتِيّ، والأنثى بُخْتِيَّة. وقد قالوا: رجل بَخِيت: ذو جَدّ. ولا أحسبه فصيحاً. أهملت الباء والتاء مع الدال والذال في الثلاثي.
ب - ت - ر
بَتَرَ الشيءَ يَبْتُرُه بَتْراً، إذا قطعه؛ وكل قَطْعٍ بَتْر. ومنه سيف باتِر وبَتّار وبَتُور، أي قاطع، والجمع بَواتر وبِتار. وحمار أبتَرُ، والجمع بُتر، إذا كان مقطوعَ الذَّنَب، وكذلك ما سواه من البهائم. وكل ما بُتر عن شيء فهو أبتَر. والتِّبْر: الذهب. وقال قوم: هو الذهب المستخرَج من المعادن قبل أن تصاغ. وقال قوم: بل الذهب كله تِبْر. والتَّبار: الهلاك. تَبَّرَه اللهّ تتبيراً، إذا أهلكه ومَحَقَه هكذا فسَّره أبو عبيدة في التنزيل في قول اللّه عزَّ وجلَّ: " مُتَبَّر ما هم فيه، أي مهْلك، واللّه أعلم.
والبُرْت: الدليل. رجل بُرْت، إذا كان دَليلاً. قال الشاعر:
أذأبْته بمَهامِهٍ مجهولةٍ ... لا يهتدي بُرْت بها أن يَقْصِدا
وقال آخر:
وما صحٍ تَتْلهُ في مُغْبَرِّهْ ... عَينُ الدليل البُرْتِ عن ذي شَرَهْ
تَتْلَه: تتحيّر. والماصح: المندرس. والبرت: الدليل الماهر، عن الأصمعي. وعن ذي شَرِّه، أي عن قبيح أمره. وكل حديدة يُقطع بها النخل أو الشجر فهي بُرْت.
والرَّتْب: الفَوْت بين الخِنْصِر والبِنْصِر، وكذلك بين البِنْصِر والوسطى.
والرُّتْبَة المنزِلة وكذلك المَرْتَبَة. وبعض العرب يسمّي عَتَبات الدَّرَج رُتَباً.
ورَتَبَ الشيءُ يَرْتُبُ رًتوباً، إذا ثبت فلم يتحرك. قال الشاعر:
وإذا يَهُبُّ من المنام رأيتَهُ ... كرُتُوبِ كعبِ الساقِ ليس بزُمل
والتُّرْتُب: الثابت الذي لا يزول. قال الشاعر:
بنى اللؤمُ بيتاً على مَذْحِج ... وأضْحَى على مَذْحِج تُرْتُبا
أي لا يبرح. يقال: لا يزال هذا الشيءُ على بني فلان ترْتُباً، أي دائماً.
ويقال: فلان في رَتَب من عيشه، إذا كان في غِلَظ. والتَرِبَة: ضرب من النبت.
والتَّريبة: مَجال القِلادة في الصّدر، والجمع التَّرائب. والترْب: اللّدَة الذي ينشأ معك، والجمع أتراب. وتَرِبَ الرجلُ، إذا افتقر؛ وأتْرَبَ، إذا استغنَى. والمَتْرَبَة: الفقر، وكذلك فُسِّر في التنزيل. ويَتْرَب: موضع قريب من اليَمامة. وكان ابن الكلبي يقول:
مواعيدَ عُرقوبٍ أخاه بيَتْرَبِ
ويُنكر بيثرب لأن عرقوباً عنده من العماليق، وغيره يقول: من الأوس. وقال بعض النُسّاب: عًرقوب بن مَعْبَد أحد بني عَبْشَمْس بن سعد. وتُرْبَة الأرض: ظاهر ترابها. وترْبَة المَيّت: رَمْسُه، وتُجمع التُّربة تُرَباً. وتُرْبَة: موضع، لا تدخله الألف واللام. والتُّراب والتَّيْرَب والتَّوْرَب كله من أسماء التراب. وقد قالوا: التُّرَباء والتَّرْباء، في وزن فُعَلاء وفَعْلاء. وتُرْبان: موضع معروف.
أهملت الباء والتاء مع الزاي والسين، إلا في قولهم السبت. والسَّبْت: الدهر. والسَّبت: الأديم المدبوغ. وغلام سَبْت، أي جريء عارِم. وأنشد أبو حاتم عن أبي زيد:
لأنْتَ خَيْر من غلام أبْتا ... يُصْبِحُ سكرانَ ويمسي سَبْتا


الأبْت: الغلام الحار الرأس. ويوم آّبت، أي حارّ؛ أي جريئاً على الناس يؤذيهم، مأخوذ من السَّبَنْتى. وسمِّي السبتُ سَبْتاً لأنّهم كانوا يَدَعُون العلم فيه فيَسْبُتون، أي ينامون وتسكن حركاتُهم. وأصل السبات السكون. ورجل مَسْبُوت، وبه سُبات. وسُبِتوا، إذا استرخوا، وسَبَتوا، بفتح السين، إذا تركوا العمل يوم السبت.
وانسَبَتَتِ البُسْرَة، إذا لانَتْ. وسَبَتَ الشيء، إذا قطعه. وسَبَتَ أنفَه، إذا اصطلمه بالسيف. وسَبَتَ رأسَه، إذا حلقه. والسبْت: ضرب من سير الإبل. قال الشاعر:
بمُقْوَرَةِ الألياطِ أمّا نَهارُها ... فسبْت وأما ليلُها فذَمِيلُ
ويُروى: وأما ليلها فهي تَنْعَبُ. والنعب: ضرب من السَير. والذميل: ضرب من السير أيضاً. والسبت: نبت يشبه الخِطمِيّ، زعموا. والسِّبت: الأديم المدبوغ بالقَرَظ تُتَّخذ منه النعال. ورأى النبي صلَى الله عليه وسلَّم رَجُلاً يمشي بين القبور في نعلين فقال: " يا صاحبَ السِّبْتيّتين، اخلَعْ سِبْتيتيك " .
أهملت الباء والتاء مع الشين والصاد والضاد والطاء والظاء.
ب - ت - ع
البتَع: شدة العُنُق، رجل ابتع وامرأة بتعاء. وكذلك هو في غير الإنسان. قال الشاعر:
كلُّ عَلاةٍ بَتَع تَلِيلُها
والبِتْع: نبيذ يتَّخذ من عسل النَّحل، وقد جاء فيه النهيُ.
تَبَعُ الرجل: الذين يتبعونه. وتبع المرأة: الذي لا يفارقها، يتبعها حيث كانت مثل الطِّلْب؛ رجل أتبع وامرأة تَبْعاء. وتَبِعْتُ الرجلَ واتَّبعته، وبينهما فرق في اللغة، هكذا يقول أبو عبيدة: تبِعت الرجلَ، إذا مَشَيْت معه، واتَبعته، إذا مَشَيْت خلفَه لتلحقَه. وبقرة مُتْبِع، إذا كان ولدها يَتْبَعها، والولد تَبِيع. والتَّبابعة سُموا بذلك لاتّباع بعضهم في الملك بعضاً. وسمِّي الظل تُبَّعاً لاتّباعه الشمسَ. قالت سلمى الجهَنية تصف رجلاً هذه صفته:
يَرِدُ المياهَ حَضيرةً ونَفيضةً ... وِرْدَ القَطاةِ إذا اسمَأل التبعُ
أي إذا نقص الظلُّ. يقال: اسْمأل الرجل، إذا نحل جسمُه. والحَضيرة: ما بين السبعة إلى العشرة يُغزى بهم. والنفيضة: الذين يتقدَّمون الجيشَ فيَنفِضون الأرضَ نحو الطليعة. فهي تقول إن هذا الرجل ربّما غزا في نفيضة وربما غزا في حضيرة. ويقال: ليس عليك من هذا الأمر تَبِيعة وتَباعَة وتبِعَة، وهي أعلى، أي لا يلحقك منه شيء تكرهه. وأتبَعْت القومَ بصري، إذا أتبعتَ النظرَ في آثارهم. قال الشاعر:
أتْبَعْتُهم بَصَري والآلُ يرفعهم ... حتّى اسْمدرَّ بطرف العين إتآري
وتَعِبَ الرجلُ يَتْعَب تَعَباً، إذا أعيا من مشي أو عمل؛ والرجل تَعِب، وأتْعَبَه غيره.
والعَتْب من قولهم: عَتَبْت على الرجل عَتْباً ومَعْتِبَة، إذا وَجَدْت عليه مَوْجدةً. والرجل عاتب. قال الشاعر:
تَبِيت الملوك على عَتْبها ... وشَيبانُ إن غَضِبَتْ تُعْتَبُ
وأعتَبْتُ الرجلَ إعتاباً، إذا عاتبك فارْضَيته. وعَتَبَ البعيرُ عَتَباناً، إذا ظَلَعَ ومشى على ثلاث. والعَتَب: الغِلَظ من الأرض. قال الراجز:
من عَتَبِ الأرض ومن وُعُورِها
وعَتَبة الباب: أسْكُفَّته. وقال قوم: بل العَتَبَة العليا والاسْكُفَة السفلى. ويقول الرجل للرجل: لك العُتْبَى، أي لك الرضا. والعِتاب: معروف، وهو تعاتُب الرجلين.
وقد سمَّت العرب عُتْبَة وعُتيْبَة وعَتّاباً ومعتباً وعِتْبانَ وعتيباً، وهو أبو بطن منهم.
ب - ت - غ
البَغْت: المفاجأة. قال الشاعر:
ولكنّهم بانوا ولم أدرِ بَغْتَة ... وأنْكَأ شيء حين يَفْجَؤك البَغْت
وباغَتَه الأمرُ مُباغتة وبِغاتاً وبَغْتَة، إذا فاجأه. فأما الباغُوت فأعجمي معرب، وهو عيد للنصارى.
ب - ت - ف
أهملت.
ب - ت - ق


القَتَب: قَتَب البعير، والجمع أقتاب، إذا كان مما يحمل عليه، فإذا كان من آلة السّانِية فهو قِتْب. والقِتْب: المِعَى، بكسر القاف، والجمع أقتاب. وجاء في الحديث: " يَسحب أقتاب بطنه في النار " ، أي أمعاءه، والله أعلم. وقِتْب البطن، مؤنثة تصغيرها قُتَيْبَة؛ وبها سمِّي الرجل قتيبة. والقِتْب: بعض آلة السانِية في قول بعضهم، مثل أعلاقها وحِبالها. وقال آخرون: بل القِتْب قِتْب صغير يُجعل على ظهر السانية مثل أعلاق الحبال التي تعلُّق بها الدلوُ وتشد على البعير. ويقال: ما له قَتوبَة، أي بعير يصلح للقَتْب.
ب - ت - ك
بَتَكَ الشيءَ يبتُكُه بَتْكاً، إذا قطعه. وسيف باتِك وبَتوك، إذا كان صارماً. وفي التنزيل: " فَلَيُبَتِّكن آذانَ الأنْعام " . والبِتْكَة: القِطعة من كل شيء، والجمع بِتَك. قال زهير:
حتى إذا ما هَوَتْ كَف الوليد لها ... طارت وفي كفه من رِيشها بِتك
وكبَتَ الله أعدامه كَبْتاً، إذا ردهم بغيظهم. والعدوّ مَكبوت، والفاعل كابِت. وقد كتبَ الكتابَ يَكتبه كَتْباً، إذا جمع حروفَه. وأصل الكتب ضَمُّكَ الشيء إلى الشيء.
وكتبت المَزادةَ وغيرَها أكْتُبها كَتْباً، إذا خَرَزْتها. والخرْزَة: الكتْبَة، والجمع الكُتَب.
وكتبتُ البغلة أكتبها وأكتُبها، إذا ضَمَمْتَ أشْعَرَيها بحَلْقَة. قال الشاعر:
لا تَأمَنَن فَزارياً خَلَوْتَ به ... على قَلُوصك وآكْتُبْها بأسيارِ
وكتَّبت الكتيبةَ، إذا ضَمَمْتَ بعضَ أهلها إلى بعض. ويقال: رجل حسن الكِتْبَة والكِتابة. والمُكْتِب: الذي يعلَم الكتابة. والمُكاتَب: الذي يشتري نفسَه ويكاتِب عليها.
وبنو كَتْب: حيّ من العرب. والكُتّاب: سهم صغير يتعلم به الصِّبيان. قال: والكُتّاب بالتاء والثاء. وبَكَّتُ الرجلَ تبكيتاً، إذا وبَّخته.
ب - ت - ل
بَتَلْتُ الشيءَ أبْتُلُه وأبْتِلُه بَتْلاً، إذا قطعته. قال الشاعر:
كأن لها في الأرض نِسْياً تَقُصهُ ... على أمَها وإن تُكَلمْكَ تَبْلِتِ
تَبْلِت، أي تنقطع فلا تطيق الكلام إذا تحدَّثتْ وتكلَّمتْ، ولكنها جاءت بالمعنى في كلمة واحدة. قال الراجزْ:
وصاحب صاحبْتُهُ زَمِيتِ ... مُقَرْطِسً في قوله بَلِيتِ
ليس على الزّادِ بمُسْتَمِيتِ
والنِّسْي: ما يُنسى من شيء. يقول: إذا مَشت نظرت إلى الأرض كأنّها تطلب شيئاً سقط منها. وعلى أمَها، أي على قصدها وطريقها، أي تقطِّع كلامَها رويداً رويداً، وهو مقلوب من البَتْل. وحَلَفَ على يمينٍ بتَةً بَتْلَةً، أي قَطَعَها قَطْعاً. وسُمِّيت مريم عليها السلام البَتُولَ لانقطاعها عن الناس. والراهب المتبتِّل: المنقطع عن الناس. وفي التنزيل: " وتَبَتَّلْ إليه تَبْتيلاً " ، أي انقطِعْ إليه انقطاعاً، هكذا يقول أبو عُبيدة، واللُه أعلم. وانبتلتِ الفَسِيلةُ عن أمها، إذا انقطعت عنها، فالنَّخلة مُبْتِلَة والفَسِيلة بَتِيلة. قال الشاعر:
ذلك ما دِينُك إذ جنِّبَت ... أحمالُها كالبُكُرِ المُبْتِل
ما: لَغْو، أي ذلك دأبُك. ويُروى: أجمالُها بالجيم، شبَّه الجمال بالنخل المنبتِل، وهو الذي يتفرق عنها فسيلُها. والبُكر: جمع بَكُور، وهي النخلة التي تَعْجَل ثمرتُها.
وبَتِيل اليمامة: جبل منقطع عن الجبال. والتَّبْل: الوَغْم في القلب. يقال: تَبَلَتْ فلانة فلاناً، إذا هيَّمته كأنها أصابت قلبَه بتَبْلٍ. وتَبالة: موضع معروف. والتّابِل: الأبزار، والجمع التَوابل. ولَتَبَ في سَبَلَة الناقة، إذا نَحَرَها، يَلْتِب لَتْباً وهو لاتِب. قال: وأحسب أن بني لتْب بطن من العرب، منهم ابن اللُّتْبِية من الأزد له صُحبة. ولَتَبَ بالمكان، إذا أقام به. ولَتَبَ الجُلَّ عن الدّابة، إذا تركه أياماً وألْتَبه.
ب - ت - م
أهملت.
ب - ت - ن
تَبِنَ تَبانةً، إذا فطن للشيء. والتَّبانة: الفِطْنَة. ورجل تَبِن: فَطِن. والتِّبْن: معروف.


والتِّبْن: العُسّ العظيم من الخشب يُحلب فيه. وقال بعض أهل اللغة: بل التِّبْن الذي لا تحكم صنعتُه فهو غليظ. ونَبَتَ الشيء نَباتاً ونَبْتاً وأنْبَتَه اللّه إنباتاً. وكأن النَّبات جمع نَبْت. وقال قوم من أهل اللغة: بل النَّبات والنبت واحد. وقد سمت العرب نابِتاً ونَبْتاً ونَبِيتاً ونُباتة. وبنو النَّبْت: حي منهم. وما أحسنَ نِبْتَة هذه الشجرة والشَعَر.
والرجل في مَنْبِتِ صدْقٍ، أي في أصل كريم. وقالوا: أنْبَتَ البَقْل، في معنى نَبَتَ. وأنكر الأصمعي ذلك وقال: لا أعرف إلّا نَبَتَ البقلُ وأنْبَتَه الله نَباتاً؛ وكان يطعن في بيت زهير:
رأيتُ ذوي الحاجاتِ حولَ بيوتهم ... قَطيناً بها حتى إذا أنبتَ البَقْلُ
ويقول: لا يقول عربي أنبَتَ في معنى نَبَتَ. وأنبَتَ الغلائم، إذا راهق واستَبانَ شعرُ عانته. والتّنْبيت: كل ما نَبَتَ على الأرض من النبات. قال الراجز:
مَرْتٍ يناصي حَزْمَها مرُوتُ ... بيداءَ لم يَنْبُت بها تَنْبِيتُ
فأما اليَنْبوت فشجر معروف، وستراه في موضعه إن شاء الله.
ب - ت - و
والتَّوْب: مصدر تابَ يَتوب توْباً، ومواضعها في المعتل كثيرة تراها إن شاء الله.
البُوت: ثمر شجر. هَبَتُّ الرجل أهْبِتُه هَبْتاً، إذا ذَلَلْتَه. ورجل هَبِيت ومَهْبُوت، إذا كان ضعيفاً جباناً. وبه هَبْتَة، أي ضعف.
قال أبو حاتم: المهْبُوت: الطائر يُرسل على غير هداية. وأحسبها مولَّدة. وبَهَت الرجل أبهَتُه بَهْتاً، إذا واجَهْتَه بما لم يَقُل. ولا يكون البَهْتُ إلا مواجهة الرجل بالكذب عليه. وفي حديث النبي صلَّى الله عليه وسلَم: " اليهود قوم بُهْت " .
وبُهِتَ الرجل فهو مَبْهُوت، إذا استولت عليه الحُجَّة. وفي التنزيل: " فبُهِتَ الذي كَفَرَ " . وتقول العرب: إذا استعظمتِ الأمرَ: يا لِلْبَهِيتة. والرجل باهِت وبَهّات ومُباهِت وبَهُوت. والبُهْتان: فُعْلان من البَهْت، كما قالوا: عُثْمان من العَثْم، ودهمان من الدَّهم، وهو الجمع الكثير.
ب - ت - ي
البيت: معروف. وبَيَّت الأمرَ تبييتاً، إذا عملته بالليل. وكل كلام لَخَّصْتَه أو رأي أجَّلْتَه بالليل فهو مُبَيَّت. وماء بَيوت، إذا بات ليلةً في إنائه. وبَيَّتُّ القومَ، إذا أوقعت بهم ليلاً. والمصدر التَّبييت، والاسم البَيات. وفي التنزيل: " أفَأمنَ أهلُ القُرى أن يأتِيَهُم بَأسُنا بَياتاً وهم نائمون " . والمَبِيت: الموضع الذي يُبات فيه. وسُمِّي البيت من الشِّعر بيتاً لِضمّه الحروف والكلام كما يَضُم البيتُ أهلَه. وامرأة الرجل: بيته. قال الراجز:
ما لي إذا أجذِبُها صَأيْتُ ... أكِبَر قد غالني أم بَيْتُ
يريد بالبيت المرأة، لأن العَزَب أقوى وأشدّ. وهذا الرجل يصف دلواً. صَأيت: من قولهمِ صَأى الفَرْخُ، إذا سمعت له صوتاً ضعيفاً، وإنما يريد أنينه من ثِقَل الدلو. ولا يقال: أعزَبُ ألبتَّةَ، إنما يقال: رجل عَزَب، وامرأة عَزَب. والبيت: القبر. قال الشاعر:
وصاحبُ مَلْحُوب فُجِعْنا بيومه ... وعند الرِّداع بَيْتُ آخرَ كَوْثَرِ
وقد سمَّى الله عزَّ وجلَّ بَيْتَ العنكبوت بيتاً، وذلك قوله تعالى: " مَثَلُ الذين اتَّخَذوا من دونِ الله أولياءَ كمَثَل العنكبوتِ اتَخذَتْ بيتاً وإنّ أوْهَنَ البُيوتِ لَبَيْت العنكبوت " . والبيت من بيوتات العرب: الذي يجمع شرفَ القبيلة كآل حصن الفَزاريّين، وآل ذي الجدَّين الشَّيبانيين، وآل عبد المَدان الحارثيين. وكان ابن الكلبي يزعم أن هذه البيوت أعلى بيوت العرب.
باب الباء والثاء
مع سائر الحروف في الثلاثي الصحيح
ب - ث - ج
ثَبجُ كل شيء: وَلمسَطه، وجمعه أثباج وثُبُوج. ورجل أثبَجُ وامرأة ثَبْجاءُ، إذا كان عظيم الجوف. وكذلك فرس أثبَجُ: واسع الجوف وعظيمه. وقوم ثُبْج: جمع أثبج. وثَبَجَ الرجلُ ثُبوجاً، إذا أقْعَى على أطراف قدميه كأنه يستنجي وَتَراً؛ ومعنى يستنجي وَتَراً: يقوم على أطراف قدميه يقطع الوتر من جلده؛ يقال: استنجيتُ من هذه الشجرة غصناً، إذا أخذته منها، ومن متن البعير وَتَراً. وكل شيء أخذته من شيء فقد استنجيته منه. قال الراجز:
إذا الكُماةُ جثموا على الرُّكَبْ ... ثَبَجْتَ يا عمرُو ثُبُوج المحتطِبْ


وثبجْتُ الكلامَ تثبيجاً، إذا لم تأتِ به على وجهه. وتَثَبَّجَ الرجل بالعصا، إذا جعلها على ظهره وجعل يديه من ورائها. وثَبج الرمل: معظمه، وكذلك ثَبَج البحر وثَبَج كل شيء.
ب - ث - ح
بحثتُ عن الشيء أبحث بَحْثاً، إذا كشفت عنه؛ وكأنَّ أصل ذلك ابتحاثك التراب عن الشيء المدفون فيه. وفي مثل من أمثالهم: " كباحثةٍ عن حَتْفِها بظِلْفِها " ، وذلك أن شاة بَحثت عن سِكِّين مدفون بظِلفها فذُبحت به. وكل شيء بحثتَ عنه فقد كشفتَ عنه. ثم كثر ذلك حتى قالوا: بحثتُ عن الكلام والسرّ وما أشبه ذلك. ويقال: " تركته بمَباحث البَقر " ، أي بحيث لا يُدرى أين هو.
ب - ث - خ
خَبَثُ الحديد والفِضَّة: ما نفاه الكِير. ورجل خبيث: رديء المذهب. وخَبُثَ الرجلُ خُبْثاً، إذا صار خبيثاً. والمُخْبِث: الذي له أصحاب خُبَثاء. والخِبْثَة: الفجور. وفلان لخِبْثَةٍ كما يقال لزِنْيَةٍ ولغِيَّةٍ، بالفتح والكسر من الغَيّ، وأما الزِّنية فليس إلاّ بالكسر. ويكنَّى عن ذي البطن فيسمَّى خَبَثاً. وطعام مَخْبَثَة، إذا كان من غير حِلّه.
والخبيث: ضد الطيِّب من الرزق والولد. ويقال للأمَة: يا خَباثِ أقْبِلي، معمول عن الخُبْث. ونزل به الأخْبَثانِ: الرَّجِيع والبَوْل. وفي حديث النبي صلَّى الله عليه وسلّم: " لا يُصَلِّ أحدُكم وهو يدافِع الأخْبَثَيْن " . وذهب منه الأطيبان: الشَّبابُ والنِّكاح، وبقي منه الأخْبَثان. ويسمَّى الرجل مخْبَثان اشتقاقاً من الخُبْث.
أهملت الباء والثاء مع الدال والذال.
ب - ث - ر
ماء بَثْر، أي كثير، والبَثْر: القليل. قال أبو عبيدة: البَثْر من الأضداد، يقال: ماء بَثْر: كثير، وماء بَثْر: قليل. والبَثْر الذي يظهر على البدن: عربي معروف.
والبثرة: الأرض السهلة الرِّخْوَة. وثَبْرَة: موضع معروف. قال الراجز:
نجيتُ نفسي وتركتُ حَزْرَهْ ... نِعْمَ الفتى غادَرْتُه بثَبْرَهْ
لن يُسْلِمَ الحُرُّ الكريمُ بِكْرَهْ
قال أبو بكر: حَزْرَة ابنه، وكان بِكْرَه. والشِّعر لعُتيبة بن الحارث بن شِهاب، وهو من الفرسان المعدودين، ففرَّ عن ابنه يوم ثَبْرَة، قتلته بنو تغلب فقال ما قال.
والثَّبْرَة: تراب شبيه بالنُّورَة يكون بين ظهري الأرض فإذا بلغ عِرْقُ النَّخلة إليه وقف، فيقولون: بلغت النَّخلةُ ثَبْرَةً من الأرض. ورجل مَثْبور: مهْلَك.
وثَبِير: جبل معروف، وهي أربعة أثبِرة كلُّها بالحجار. وكانوا يقولون في الجاهلية إذا وقفوا بعَرَفَة: أشْرِقْ ثَبِيرْ كيما نُغِيرْ. ومَثْبِر الناقة: الموضع الذي تطرح فيه ولدها وما يخرج معه وثَبَرَ البحرُ، إذا جَزَرَ. وتثابرتِ الرجالُ في الحرب، إذا تواثبت. والمُثابِر على الشيء: المواظِب عليه. والثُّبُور: الويل والهلاك؛ وكذلك فسِّر في التنزيل: " دَعَوْا هنالك ثبُوراً " ، أي ويلاً، والله أعلم.
والبَرْث: الأرض السهلة، والجمع بِراث وأبراث وبُرُوث. وفي الحديث: " ما كان من حَرْثٍ أو بَرْثٍ " ، فالحرث: الزرع، والبرث: البَراح الذي لا زرعَ فيه.
وتقول: رَبَثْتُ الرجلَ عن الأمر ورَبَّثْتُه، إذا حبسته عنه وصرفته. والربائث: الأمور تَرْبُثُ عن الحركة. وفي الحديث: " تعترض الشياطينُ الناسَ يوم الجمعة بالربائث " ، أي بما يُرَبِّثهم عن الصلاة، واللهّ أعلم. والرَّبْث من قولهم: رَبَثَني عن كذا وكذا رَبْثاً، إذا حبسني عنه. ورَبَّث فلان فلاناً، إذا حبسه عن الشيء. ولى عن هذا الأمر رَبيث، أي تحبُّس. والثَّرْب: الشَّحم الذي على الكَرِش والتَّثريب: الأخذ على الذنب. وأثارِب: موضع بالشام.
أهملت الباء والثاء مع الزاي والسين.
ب - ث - ش
الشَبَث: دُوَيبَّة من أحناش الأرض، والجمع الشِّبْثان. وتشبَّثت بالشيء، إذا تعلّقت به. وشُبَيْث: ماء معروف. واشتقاق شَبَث من هذا، وهو اسم رجل.
أهملت الباء والثاء مع الصاد.
ب - ث - ض
ضَبَثَ على الشيء، إذا قبض عليه قبضاً شديداً، يَضْبِث ضَبْثاً. ومَضابِث الأسد: مخالبه، وبه سمِّي الأسد ضُباثاً لشدَّة قبضه.
ب - ث - ط


استُعمل من وجوهها: الثبْط، ثَبَطْتُ الرجل عن الشيء وثَبطْتُه عنه، إذا ربثْتَه تثبيطاً وثبْطاً. والرجل مثبَّط ومَثبوط، إذا أراد شيئاً فرددْتَه عنه وصَددْتَه. والفاعل مُثبِّط وثابط. وفي بعض اللغات: ثَبِطَتْ شفةُ الإنسان ثَبْطاً، إذا وَرِمَتْ، وليس بالثَّبْت.
ب - ث - ظ
أهملت.
ب - ث - ع
بَثِعَت شفةُ فلان تَبثع بَثَعاً، والشفة باثِعة، إذا غَلُظَ لحمُها وظهر دمُها. والرجل أبْثع والمرأة. بَثْعاءُ، وهو مستقبَح. وبَعَثْتُ الرجلَ في الحاجة أبعَثه بَعْثاً، وبعثتُه على الشيء، إذا أرغْته أن يفعله. والبَعْث: الجند يُبعثون في الأمر.
ويوم البَعْث: يوم القيامة لأن الناس يبعثون من أجداثهم. ويوم بُعاثٍ: يوم معروف من أيام الأوْس والخزْرَج في الجاهلية؛ سمعناه منٍ علمائنا بالعين وضمّ الباء، وذُكر عن الخليل بالغين معجمة، ولم يُسمع من غيره. قال أبو بكر: وليس هذا صحيحاً عن الخليل أيضاً. وانبعثَ القومُ في الخير والشر انبعاثاً، إذا تتابعوا.
وقد سمَّت العرب باعثاً وبَعيثاً. والعَبَث من قولهم: عَبَثْت بالشيء أعْبَث عَبَثاً.
والعَبِيثة: سَمْن يُلَت بأقطٍ. قال رؤبة:
فقلت إذ أعيا امتِياثاً مائثُ ... وطاحتِ الألبانُ والعَبائث
إنكَ يا حارثُ نِعْمَ الحارِثُ
والثعْب: انثعاب الماء. وماء مثْعَب وأثْعُوب، إذا سال. والثُّعبان: ضرب من الحيّات. قال أبو حاتم: زعموا أنها حيّات عظام تكون بناحية مصرَ. وقد جاء في التنزيل. والثُّعَبَة: دابة أغلظ من الوَزَغَة لها عينان جاحظتان خضراوان، تلسع وربما قتلت. ومثل يتداوله أهل اليمن بينهم: " ما الخَوافي كالقِلَبَة ولا الخُنّاز كالثُّعَبَة " ، فالخَوافي: سَعَف النَّخل الذي دون القِلَبَة، والخُنّاز: الوَزَغَة.
ب - ث - غ
الثَّغْب والثَّغَب، وفتح الغين أكثر: الغدير في غِلَظ من الأرض. وقال قوم: بل كل غدير يستنقِع فيه الماء ثَغَب، والجمع ثِغاب وأثغاب. قال عنترة، ويقال عبيد بن الأبرص:
ولقد نَحِلُّ بها كأنَ مُجاجَها ... ثَغب يصفقُ صَفْوُه بمُدام
وقال ذو الرُّمّة:
فما ثَغَبْ باتت تُصَفِّقُه الصَّبا ... قَرارةَ نِهْي أتْأقَتْة الرَّوائحُ
والبُغْثَة: كُدرة في وُرقة، وهو لون الأبْغَث من الطير وغيرها؛ عنز بَغْثاءُ، إذا كانت كذلك. وبُغاثُ الطيرِ: شِرارها وما لا يصيد منها. قال أبو عبيدة: يقال: بَغاثَة وبَغاث، مثل نعامة ونَعام، والجمع: بِغْثان. قال الشاعر:
بُغاثُ الطير أكثرُها فِراخاً ... وأمُّ البازِ مِقْلات نَزُورُ
ب - ث - ف
أهملت.
ب - ث - ق
انبثقَ الماءُ وبَثَقَ، إذا انفجر من حوض أو سِكْر، والماء باثِق ومنبثِق.
وثَقَبَت النارُ تَثْقُب ثُقُوباً، إذا أضاءت، وكذلك النجم إذا أضاء، والنجم ثاقب. والثّقاب: كل ما ثُقِبَتْ به النار من حُراق أو غيره، وهو الثقوب أيضاً. قال الشاعر:
أذاعَ به في الناس حتى كأنّه ... بعَلْياءَ نارٌ أوقِدَت بثُقُوبِ
يُروى بفتح الثاء وضمّها؛ واللغة الفصيحة: أثْقَبْتُ النارَ إثقاباً فثَقَبَت. قال الأسْعَر الجُعْفي:
فلا يَدْعُني قومي لكعب بن مالك ... لئن أناَ لم أسْعِرْ عليهم وأثْقِبِ
فسمَي الأسْعَر. ورجل ثاقِب الرأي، إذا كان جزلاً نَظّاراً.
وثَقَبْت الشيء أثقُبه ثَقْباً، إذا أنفذته. ولا يكون الثقب إلا نافذاً. وصناعة الثاقب: الثِّقابة. وسمِّي المُثَقِّب الشاعر بقوله:
أريْنَ محاسِناً وكَنَنَّ أخرى ... وثَقَّبْنَ الوصاوصَ للعُيونِ
وكل حديدة ثَقَبْتَ بها فهي مِثْقَب. وربما سُمِّي الرجل الجيّد الرأي مِثْقَباً.
والمَثْقَب: طريق في حَرّة أو غِلَظ، وكان فيما مضى طريق بين اليمامة والكوفة يسمّى مَثْقَباً. والثِّقاب: رَكايا تُحفر في بطن الأرض ينفذ بعضُها إلى بعض. وزعم قوم أن الثِّقاب الهواء، والفُقُر التي يجري فبها الماء تحت الأرض. والأثْقُوب: الرجل الدخّال في الأمور. ومِثْقَب: طريق بين الشام والكوفة كان يُسلك في أيام بني أمية. وقد سمّت العرب قَباثاً، ولا أدري مِمّا اشتقاقه، وسألت أبا حاتم عنه فلم يعرفه.
ب - ث - ك


كَثَبْت الشيءَ أكثِبُه وأكثُبُه كَثْباً، إذا جمعته، فهو مَكثوب. ومنه اشتقاق الكَثِيب من الرَّمل. والكُثْبَة: كل شيء جمعته من طعام وغيره. ويقال: نَعَم كُثاب، إذا كان كثيراً. والكُثّاب: سهم صغير يتعلُّم به الصبيان. ويقال: ارْم الصيدَ فقد أكْثَبَك، أي دنا منك. وقال بعض أهل اللغة: معنى أكْثَبَكَ، أي أمْكَنَك من كاثِبته.
والكاثِبة: موضع يد الفارس برمحه أو بعِنانه. قال الشاعر:
لَهُن عليهم عادَة قد عَرَفْنَها ... إذا عُرّض الخَطِّيُّ فوق الكَواثبِ
قال أبو بكر: وهذا كما قالوا: أفْقَرَكَ، أي أمكَنَك من فَقاره. ثم كثر في كلامهم حتى صار كل قريب مُكْثِباً؛ والاسم الكَثَب. والكاثِب: جبل معروف. قال الشاعر:
لأصبحَ رَتْماً دقاقَ الحَصَى ... مكانَ النَّبي من الكاثِبِ
والنَّبيّ: ما ارتفع من الأرض، غير مهموز. وكَثَب: موضع، زعموا.
والكَباث: ثمر الأراك، والواحدة كَباثة. ويقال: تَكَنْبَثَ الرجلُ، إذا تداخل بعضُه في بعض. ورجل كُنْبُث وكُنابِث والجمع كَنابث، إذا كان كذلك. والنون فيه زائدة.
ب - ث - ل
لَبِثَ بالمكان يَلْبَثُ لَبْثاً ولَبَثاً ولباثاً ولَبَثاناً، وهو لابِث؛ وألْبَثْتُه إلباثاً. ولي لُبْثَة على هذا الأمر، أي توقُّف.
وثلبَ الرجلَ يَثْلُبه ويَثْلِبه، إذا ذكر قبائحَه، فهو ثالِب والرجل مَثلوب. والمَثْلَبَة والمثْلُبَة: العيب الذي يذكر به الرجل. وقال قوم من أهل اللغة: لا يجوز إلاّ مَثْلَبَة، بفتح اللام. والثلْب: البعير المسِنّ، ولا يقال للأنثى. قال الشاعر:
ألم تَرَ أنَّ النابَ تُحْلَبُ علْبَةً ... ويُترك ثِلْب لا ضِراب ولا ظَهْرُ
أي لا ينزو ولا يُركب. ويقال: ثَلَبْتُ الشيءَ، في معنى ثَلَمْته. ويقال: تَثَلَّبَ الإناءُ، مثل تَثلَمَ سواء، وليس هذا بأصل، إنما هو قلب الباء ميماً. وثَلَبْتُ الشيء، إذا قلبتَه.
وثَلَبَ خُفُّ البعير، إذا انقلب. والأثْلَب: التراب؛ يقال: بِفيكَ الأثْلَبُ، أي التراب.
والثِّلِبّ: لقب رجل من العرب. قال الراجز:
يا رَبِّ إن كان بنو عَمِيرَهْ ... رَهْطَ الثِّلِبِّ هذه مَقْصُورَهْ
ب - ث - م
أهملت.
ب - ث - ن
البَثْنَة: الأرض السهلة. وبه سُمِّيت المرأةُ بُثَيْنَةَ، ويقال بَثْنَةَ أيضاً، والفتح أفصح.
وفي الحديث: " فلما ألقى الشامُ بَوانِيَهُ وصار بَثَنِيةً وعسلاً عَزَلني " . فسّروه أنه بُرّ يُنسب إلى مدينة يقال لها بَثَنِيّة. وألقى الرجل بَوانيَه بموضع كذا وكذا، إذا استقرّ به. والنَّبْث: مصدر بَنَثْت التُّرابَ أنْبُثُه نَبْثاً، فهو مَنبوث ونَبِيث، إذا استخرجته من بئر أو نهر. والنّابث: الحافر، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى قالوا: فلان يَنْبِث عن عيوب الناس، أي يتتبَّعها ويُظهرها. ونَبَثَتِ الضبُعُ الترابَ بقوائمها في مشيها، إذا استَثارَتْه. والأنْبُوثة: لعبة يلعب بها الصِّبيان، يحفرون حفيراً ويدفنون فيه شيئاً فمن استخرجه فقد غَلب. والثَّبْن: اتخاذك حُجْزَةً في إزارك تجعل فيه ما اجتنيته من ثبن رُطَب وغيره. وفي الحديث: " ولا تتَخذ ثِباناً " ، أي لا تجعل حُجْزَة. والمَثْبَنَة: كيس تتَّخذ فيه المرأةُ مِرآتَها وأداتَها؛ لغة يمانية.
ب - ث - و
باثَ الشيءَ يَبُوثه بَوْثاً، إذا بحثه، وأباثه يُبيثه إباثةً كذلك، إذا حرَّكه؛ والشيء مَبوث ومُباث. ويقال: جِىءْ به من حَوْثَ وبَوثَ، وحَوْثُ وبَوْثُ، وحَوْثاً وبَوْثاً، ثلاث لغات، أي من حيث كان ولم يكن. ويقال: جاء فلان بحَوْثَ بوْثَ، إذا جاء بالشيء الكثير. ويقال: تركت القوم حوث بوث، إذا لم يدْرَ أين هم. وأغار فلان على بني فلان فتركهم حَوْثاً بَوْثاً، إذا تركهم متفرِّقين، أي فَرَقهم وبدّدهَم.
وثابَ يَثوب ثَوْباً وثُؤُوباً، إذا رجع، وكل راجعٍ ثائب. والمَثابة لها موضعان: مثابة البئر: مبلغ جُموم مائها، يقال: ثاب الماءُ إذا بلغ إلى حاله الأولى بعد ما يُستقى. والمَثابة: موقف السّانية في أعلى البئر. وأعطيت فلاناً ثوابَه، أي جزاء ما عمل.
وأثاب اللّه العبادَ يثيبهم إثابةً وثَواباً، إذا جازاهم بأعمالهم.
والمَثوبة مثل المَعُوضة، ثوَّبْتُ فلاناً من كذا وكذا، مثل عَوَّضته.


والثُّؤَباء: معروف، وهو التثاؤب. وأصله من ثُئبَ الرجلُ، إذا استرخى وكَسِلَ، فهو مَثؤوب. ومثل من أمثالهم: " أعدَى من الثّوَباء " . والأثْأب: ضرب من الشجر.
والتَّثويب: الدعاء للصلاة وغيرها. وأصله أن الرجل كان إذا جاء فَزِعاً أو مستصرخاً لوَّح بثوبه فكان ذلك كالدعاء والإنذار. ثم كثر ذلك حتى صار يسمَّى الدُّعاء تثويباً. والوَثْب: الطَّفْر؛ وَثَبَ يَثِب وَثْباً ووُثُوباً. والوَثْب، بلغة حمير: القعود؛ يسمّون السرير وِثاباً، ويسمون الملك الذي يلزم السريرَ ولا يغزو: مَوْثَبان.
ب - ث - ه
الهَبْث: التبذير، هَبَثَ مالَه يَهْبِثه هَبْثاً، إذا بذَّره وفرقه. والهَنابِث: الدواهي، الواحدة هَنْبَثَة، وهي الداهية. ويُروى بيت زعموا أنه لصفيَّة بنت عبد المطلب، ويزعمون أن فاطمة، عليها السلام، تمثّلت به:
قد كان بعدك أنباء وهَنْبَثَة ... لو كنتَ شاهدَها لم تَكْثُرِ الخُطَبُ
وبنو بُهْثة: بطنان من العرب: بُهْثة من بني سُليم، وبُهْثة من بني ضُبيعة بن ربيعة. واشتقاقه من البَهْث، والبَهْث: البِشر وحُسن اللقاء. ويقال: لَقِيَه فتباهثَ إليه وبَهَثَ إليه كأنه أبدى سروراً وبِشراً. وقال قوم: البُهْثة: ولد الغِيَّة، ولا أدري ما صحَته.
ب - ث - ي
أهملت إلا في قولهم ثَيِّب، وليس هذا موضعه.
باب الباء والجيم
مع سائر الحروف التي تليها في الثلاثي الصحيح
ب - ج - ح
بجحت بالشيء أبْجَح وبَجِحْت أيضاً، إذا فرحت به، وأبْجَحَني، إذا أفرحني. والجِبْح، والجمع أجباح، وهو موضع النحل. وحَبجَ الرجلُ يَحْبَج حَبَجاً وحُباجاً وحُبجَ فهو حَبج ومَحبوج، إذا أطِم عليه، أي حُبس نَجْوه فوَرِمَ بطنُه، أي احتبس بطنه. والحُباج أيضاً: انتفاخ البطن. وقالوا: حَبَجَ وخَبَجَ، إذا ضَرَطَ. والحَوْبَجَة، زعموا: ورم يصيب الإنسان في بدنه، لغة يمانية لا أدري ما صحَّتها. وحَجَبْت الشيءَ أحْجُبه حَجْباً، إذا سترته. والحِجاب: السِّتر. وكذلك فسِّر في التنزيل: " ججاباً مَستوراً " ، أي ساتراً، واللّه أعلم. وكل شيء حَجَبَك فقد سَتَرَك. واحتجبتِ الشمس في السحاب، إذا استترت فيه. وحاجِب كل شيء: حَرْفه. ذكر عن الأصمعي أن امرأة قدَّمت إلى رجل خبزةً أو قُرْصاً فجعل يأكل في وسطه، فقالت: كُلْ من حَواجبه، أي من نواحيه. ويقال: بدا حاجب من الشمس، أي بدت ناحية منها. قال الشاعر:
تبدَّت لنا كالشَّمس تحت غَمامةٍ ... بدا حاجب منها وضَنَت بحاجبِ
أي ناحية. وقال آخر:
وبَكْر لها بَرُّ العراق وإن تَخَفْ ... يَحُلْ دونها من اليَمامة حاجبُ
وحاجب العين من هذا اشتقاقه لأنه يحجُب عنها شُعاع الشمس. وقد سمَّت العرب حاجِباً. والحَجيب: الأجَمَة. قال الأفْوَه:
فلما أن رأوها في وغاها ... كآساد الغَريفة والحَجِيبِ
الغَريف: الشجر الملتفّ. قال الشاعر:
أم من يطالِعُه يَقُلْ لصحابه ... إن الغَريفَ يُجِنُّ ذاتَ القِنْطِرِ
القِنْطِر: من أسماء الداهية.
ب - ج - خ
خَبَجَ يَخْبِج خَبْجاً وخُباجاً، وهو ضراط الإبل خاصةً، وربما استُعمل لغيرها. وفي الحديث: " يَخرج الشيطانُ من البيت الذي يُقرأ فيه القرآنُ وله خَبج " ، أي ضراط. والجَبْخ، مثل الجَمْخ، وهو التكبُّر والفخر. ورجل جامِخ وجابخ، وقالوا: جِمِّيخ في وزن فِعِّيل. وجَبخ الصبيان بالكِعاب وجَمَحوا، إذا طرحوها ليلعبوا بها. ويقال: خمجَ اللحمُ، إذا تغمر، يَخْمَج.
ب - ج - د
بَجَدَ بالمكان يَبْجُد بُجوداً، إذا أقام به، فهو باجِد. والبِجاد: كساء مخطَّط، والجمع بُجد. ويقال: فلان ابن بجْدَة هذا البلد، إذا كان عالماً به. والجَدْب: ضد الخِصْب. وأرَضُون جُدُوب. وأجدَبَ المكانُ إجداباً فهو مُجْدِب وجَديب. وجَدَبْتُ الرجل، إذا عِبْتَه. وفي الحديث: " إن عُمَرُ جَدَبَ السَّمَرَ بعد عَتمة " ، أي عابه. قال الشاعر:
فيا لك من وجه جميل ومَنْطِقٍ ... رخيم ومن خَلْقٍ تَعَلَلَ جادِبُهْ
أي عائبه. يريد أن العائب له يأتي بالعلل فلا يصدّق. والدجوب، بفتح الدال: الوِعاء أو الغِرارة يُجعل فيها الطعام. قال الراجز:
هل في دَجُوبِ الحُرةِ المَخِيطِ ... وَذِيلَة تَشْفي من الأطِيطِ


الوَذيلة هاهنا: القطعة من السَّنام، شبَّهها بسبيكة الفضة. والأطيط، أراد أطيط أمعائه من الجوع، وهو صوتها كما يَئِطُّ النِّسع. والدَبْج: النقش، أصله فارسيّ معرب، مأخوذ من الدِّيباج. ودَبَجَ المطر الأرضَ، إذا رَوَّضها، يدبِجها دَبْجاً.
وقد جمعوا دِيباجاً دَيابِيج، في لغة من جمع ديواناً دَياوِين.
وأنشد الأصمعي عن أبي عمرو عن يونس:
عَداني أن أزورَكِ أمَ بَكْرٍ ... دَياوين تُشَقَّقُ بالمِدادِ
يريد تشقيق الكلام. عَداني: صَرَفني، وعَدِّ عن هذا، أي آصْرِفْ هَمَّك عنه.
ب - ج - ذ
جَبَذَ الشيءَ يَجْبذه جَبْذاً، مثل جذَبَ سِواء. وتسمى المَنِيَّة جَباذِ، معدول عن الجذب. وأهل العراق يسمُّون الجُمار الجَذَب، كأنه جُذب من النخل.
وناقة جاذِب، إذا قَل لبنُها، والجمع جواذب. قال الشاعر:
كأن قُتودي فوق جَأب مُطَرَّدٍ ... من الحُقْب لاحَتْه الجِذابُ الغَوارز
ويروى: الجِداد. وقال آخر:
بطعن كرمح الشَّول أمست غَوارزاً ... جواذبُها تأبَى على المتغبِّرِ
والبَذَج، بفتح الباء والذال: الحَمَل، فارسي معرب، وقد تكلَمت به العرب. وفي الحديث: " فيخرج رجل من النّار كأنه بَذَج من الذل تُرْعَد أوصالُه " .
ب - ج - ر
جَبَرَ العظمُ جُبوراً وجَبَرَه الله جَبْراً، وهذا من أحد ما جاء على فَعَلْتُه ففَعَلَ. قال الراجز:
قد جَبَرَ الذينَ الإلهُ فجَبَرْ ... وعوّر الرَّحمنُ من ولَّى العور
والمصدر الجُبور. قال الشاعر:
فراق كقَيْص السِّنّ فالصبرَ إنّه ... لكلّ أناس عَثرَة وجُبور
ويُروى: كقَيض، بالضاد المعجمة. قال أبو بكر: من رواه بالصاد أراد الانصداع، ومن رواه بالضاد المعجمة أراد الانكسار، والقَيض أجود. وهذا البيت في كتاب خلقّ الإنسان عن الأصمعي، وهو لأبي ذؤيب، يرويه فِراقاً كقيص السنّ، وهو حُجَّة للانقياص، وهو أن تَنْشَقَّ السِّمن طولاً فيسقط نصفُها. يقال: انقاصَتْ سِنه انقياصاً. والجِبارة: واحدة الجَبائر، وهو الخشب الذي يُشَدُّ على العضو المكسور.
والجِبارة أيضاً: الدُّمْلُوج، وكذلك الجَبِيرة. وبه سمِّيت المرأة جَبِيرة. قال الأعشى:
وترِيكَ كفّا في الخِضا ... ب ومِعْصَماً مِلءَ الجِبارَهْ
وقد سمّت العرب جبِيرة، واشتقاقها من الدُملوج.
والجُبار: الذي لا أرْشَ له. وفي الحديث: " العَجْماءُ جُبار " وجبار: اسم يوم الثلثاء عند العرب. وأجبرت الرجلَ على كذا فهو مجْبَر، إذا أكرهته عليه. والجَبْر: المَلِك. قال الشاعر:
وآسْلَمْ براووقٍ حَيِيتَ به ... وآنْعَمْ صباحاً أيُّها الجَبْرُ
وقد سمَّت العرب جَبْراً وجُبيراً وجابِراً.
والجَبّار من النخل: الذي قد فات اليدَ. وأنشد:
أبعدَ عَطيتي ألفاً تَماماً ... من الجَبّار آزَرَها الهِراءُ
أذمُكَ ما تَرَقْرَقَ ماءُ عيني ... عليَّ إذاً من الله العَفاءُ
والهِراء، بلغة أهل نجد: الفسيل بعينه. وأهل البحرين زعموا أن الهِراء الطَلْع، والفسيل أولى بأن يكون في هذا البيت.
والبُرْج من بروج الحِصن أو القصر: عربي معروف والبُرج من بروج السماء لم تعرفه العرب إنما كانت تعرف منازل القمر وقد جاء في كلامهم.
والبَرَج: نَقاء بياض العين وصَفاء سوادها. وقال قوم: بل البَرَج والنجَل متقاربان في الصفة، رجل أبْرَجُ وامرأة برجاءُ. وتبرجتِ المرأةُ، إذا أظهرت محاسنَها.
ورَجَبت الرجل أرجبه رَجْباً، إذا أكرمته وعظّمته. وبه سُمِّي رَجب لتعظيمهم إياه. والرُّجْبة: شيء تسند به النَّخلة إذا مالت وكَرُمَت على أهلها، والنَّخلة مرَجَّبة. قال الشاعر:
ليست بسَنْهاءِ ولا رُجَبِيَّةٍ ... ولكنْ عَرايا في السِّنين الجَوائح
والعَرايا واحدتها عَرِيَّة، وهي النَّخلة التي تَهَبُ حملَها لزائر أو ضعيف. وقال الحُباب بن المنذر: " أنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المُرَجَّب " .
والرّاجِبة: أحد فصوص الأصابع، والجمع رَواجب. قال الراجز:
يدْفَعُها بالرّاح والرَّواجبِ
والجَرَب: داء معروف في الناس والإبل وغيرها، جمَل أجْرَبُ وجَرِب، والجمع جَرْبَى وجرْب وجِراب. قال الشاعر:


جانِيكَ من يجني عليكَ وقد ... يُعدي الصِّحاحَ مَبارِكُ الجُرْبِ
أنشدَناه أبو حاتم عن الأصمعي، وقال: أراد يُعدي الصحاحَ مَباركاً الجُرْبُ. ووجه الكلام: تُعدي الجُرْب الصِّحاحَ مَباركَ، أي في مَباركها. وجَربَ السيفُ، إذا أكله الصَّدَأ حتى يؤثر فيه، مهموز مقصور. وجِراب الركيّ: ما حولها من أعلاها إلى أسفلها. والجَريب: موضع معروف بناحية نجد. أنشدني عبد الرحمن عن عمه:
حَلَّت سُليمى جانبَ الجَريبِ ... بأجَلَى مَحَلَةَ الغريبِ
قال أبو بكر: أجلَى مثل جَمَزَى. فأما الجَرِيب من الأرض فأحسبه معرَّبَاً.
والجِرْبَة: القَراح. وقد سُمِّيت السماء جِرْبَة، وجاء ذلك في الشعر القديم. والجَرَبَّة: العانة من الحمير. وربما سمِّي الأقوياء من الناس إذا اجتمعوا جَرَبَّة. قال الراجز:
ليس بنا فَقْر إلى التَّشَكّي ... جَرَبَّة كحمُرِ الأبَكَ
والجَرْباء: السماء، ذكر بعض أهل اللغة أنها سُمِّيت بذلك لموضع المَجَرّة.
قال الشاعر:
وفي عِضادته اليمنى بنو أسَدٍ ... والأجْرَبان بنو عَبْسٍ وذُبْيانِ
والأنْكدان: مازن ويربوع. والأجارب: حيّ من بني سعد.
وجَرَبَ السيفُ، إذا كان قد أكله الصَّدأ حتى يؤثر فيه. والجِرْبياء: ريح، قالوا هي الشَّمال. قال الشاعر:
بهَجْلٍ من قَسا ذَفِرِ الخُزامَى ... تَداعَى الجربِياءُ به الحَنينا
وجرِبّان الدِّرع وجُرُبّانها: جيبها، وأحسبه معرَّباً. وقال أبو حاتم: هو كَريبان بالفارسية. يقال: استخرج فلان سيفَه من جُرُبّانه، أي من قِرابه، والقِراب غير الغِمد، وهو وعاء من أدم يكون فيه السيف بغِمْده وحمائله.
وجرَّبت الأمورَ تجربةً، والجمع التجارب. ورجل مجرِّب للأمور، إذا قاساها وعرفها. قال الشاعر:
وحَسْبُكَ بالمُجَرِّب من عَليم
وقال الشاعر:
وحَسْبُك مني بالتَّجارب من عِلْم
والبَجَرَة والبُجْرَة: السُّرَّة الناتئة. وكل عقدة في الجسد فهي عُجْرَة، فإذا كانت في البطن فهي بُجْرَة. ومثل من أمثالهم: " عَيرَ بُجَيْر بَجَرَه، نَسيَ بُجَيْر خَبَرَه " . فأما حديث علي رضي اللّه عنه: " إلى اللهّ أشكو عُجَري وبُجَري " ، أي ما أكتمه وأخفيه وهذا مثل. وباجَرُ: صنم كان للأزد في الجاهلية ومَن جاورهم من طيّىء وقُضاعة. وربما قالوا: باجِر، بكسر الجيم. ويقال: هذا أمر بُجْرِي، أي عظيم، والجمع البَجارِيّ، وهي الدَّواهي العظام. قال رجل من أهل الردة:
إنّا أتانا خبر بُجْرِيُّ ... ظلم لَعَمْر اللّه عبقريًّ
قالت قريش كلّنا بنيّ
وجمع بُجْريّ: بَجارِيّ. ويقال: رجل رَباجِيّ، إذا كان يفخر بأكثرَ من فعله. قال الشاعر:
وتلقاه رَباجِياً فجورا
فَعُولاً من الكَذِب.
ب - ج - ز
الجِبْز: الضعيف. ويقال: ما سمعت لفلان زُجْبَةً ولا زُجْمَةً، أي كلمة.
ب - ج - س
بَجَسْت الشيءَ أبْجِسه وأبجُسه، إذا شققتهَ. وانبجسَ الشيءُ من ذاته. وكذلك فسِّر في التنزيل: " فانبجَسَتْ منه " ، وكأن الانبجاس الانفطار.
وماء بجيس، أي كثير. قال العجاج:
وفاضَتِ العينُ بماءِ بَجْس ... ماءِ نَشاص هاجَ بعد اليأس
وماء باجِس. قال أبو الزَّحْف:
أسقاك ربي كلَّ غيثٍ راجس ... مُنهمِرِ الوَدْقِ بماءٍ باجس
والجِبْس من الرجال: الثقيل الوَخْم، والجمع أجباس وجبوس. والمَجبوس: الذي يؤتَى طائعاً، يُكْنَى به عن ذلك الفعل، وهذا شيء لم يُعرف في الجاهلية إلاّ في نفير. قال أبو عبيدة: منهم أبو جهل عمرو بن هشام - ولذلك قال له عُتبة بن ربيعة: " سيَعلم المُصَفرُ آسْتَه مَن المنتفخُ سَحْره " - وقابوس ابن المنذر عمّ النعمان بن المنذر بن المنذر وكان يلقَب جيب العروس، وطُفيل بن مالك.
والسَّبيجة: برْدة من صوف فيها سواد وبياض. وتسبَّج الرجلُ، إذا لبس السَّبيجة. قال الراجز:
كالحبشي التَفَّ أو تسَبَّجا ... في شَمْلة أو ذاتَ زِف عَوْهجا
وجمع سبيجة سَبائج وسِباج. وزعم قوم من أهل اللغة أن السَّبيجة القميص بعينه، فارسيّ معرَّب، أي " شَبِي " . والسبَج: خَرَز أسود معروف، عربي صحيح.
ب - ج - ش


طعام جشِب، إذا كان غليظاً خَشناً. وكل بَشِع فهو جَشِب. وأهل اليمن يسمُّون قشورَ الرّمّان الجُشْب، بضمّ الجيم. وبنو جَشِيب: بطن من العرب.
والشَجْب: تداخل الشيء في الشيء، تَشاجبَ القومُ، في معنى تشاجروا. والشِّجاب والمِشْجَب واحد، ويقال الشُّجُب أيضاً.
ويسمُّون الثلاث الخَشَبات التي يعلِّق عليها الراعي سِقاءه ودلوَه: الشُّجُب؛ وقد تُسمَّى: الحِمار. ويقال: شَجِبَ الرجل يَشْجَب، إذا هلك. ويَشجب: أبو حيّ من العرب عظيم.
ب - ج - ص
أهملت.
ب - ج - ض
استُعمل منها، زعموا: ضَبَجَ ضَبْجاً، إذا ألقى نفسه بالأرض من كلال أو ضرب، وليس بثَبْت.
أهملت الباء والجيم مع الطاء والظاء.
ب - ج - ع
بَعَجَ بطنَه يَبعجُه فهو بَعيج ومَبعوج، إذا بَقَرَه؛ وقال أسامة ابن الحارث الهُذلي:
ويهْلِكُ نفسَه إن لم يَنَلْها ... فُحُقَّ له سَحير أو بَعيجُ
أي إن لم يَنَل الصيدَ، وهو حُقَّ له أن يصيب سَحْرَه، والسَّحْر: الرئة. قال الهُذلي:
وذلك أعلى منك فَقْداً لأنه ... كريم وبطني بالكِرام بَعيجُ
وكل شيء اتًسع فقد انبعج. وانبعجت السماءُ بالمطر، تشبيهاً بانبعاج البطن.
والباعجة: أرض سهلة تُنبت النَصِيَّ، وهو نبت تأكله الإبل فإذا يبس فهو حَلِيّ.
وباعجة القِرْدان: موضع معروف. وبنو بَعْجة: بطن من العرب.
والجَعْبة للنُّشّاب والنَبْل جميعاً، وهي للنُّشّاب أعْرَفُ. وأصل الجَعْب الجمع، يقال: جعَبْت الشيءَ جَعْباً، إذا جمعته، وإنما يُومَأ به إلى الشيء اليسير. وفي كلام بعضهم: أعطِني منه ولو جَعْب، فإنما أريد تَسْمِعَتَه. فقال له الآخر: من تَسْمِعَتِه أفِرُّ. والجَعْب في هذا الموضع: الكُثَيبة من البَعَر. وأهل السراة يسمّون البَعَر بعينه جَعْباً، إذا كان مجتمعاً. وتقول العرب: لا أعطيه جَعْباً، إذا أومؤوا إلى الشيء اليسير. والجِعْبِيّ، مقصور: اسم يُخَصُّ به الدّبُر. والعَجب من الشيء: معروف. وأمر عَجيب وعُجاب: واحد. وناقة عَجْباء: غليظة عَجْب الذنَب. وعَجْب الذَّنَب: العظم الذي ينبت عليه شعر الذَّنَب. ورجل معْجَب: يُعجب بما يكون منه وإن كان قبيحاً. ورأيت أعْجوبة وأعاجيبَ كثيرة. والعَجائب: جمع عَجيبة. وبنو أعْجَبَ: بطن من العرب.
ب - ج - ع
غَبَجَ الماءَ يَغبجه ويَغمِجه سواء، إذا جرعه جَرْعاً متدارِكاً، وهي الغُبْجة والغُمْجة، يريدون الجُرْعة. والجَغْب من قولهم: رجل شَغِب جَغب، وجَغِب إتباع لا يُتكلَم به على الانفراد، كما قالوا: عَطشان نَطشان.
ب - ج - ف
أهملت، وكذلك حالها مع القاف والكَاف. ولم تجمع العرب الجيم والكاف إلا في كلمات خمس أو ست تراهنَّ في اللفيف إن شاء اللهّ.
ب - ج - ل
بَجَلْ: في معنى حَسْبُ. قال الراجز:
نحن بني ضَبَّةَ أصحابُ الجملْ ... رُدُّوا علينا شيخَنا ثَم بَجلْ
ورجل بجيل: غليظ الجسم. وكل ما غَلُظَ فهو بَجيل، نحو الحبل والثوب الغليظ. وكثر حتى قالوا: شَر بجيل، أي شديد. والأبْجَل: عِرْق غليظ في الرِّجل. وكل غليظ بجيل. وبنو بَجْلَة: بطن من العرب. قال الشاعر:
وآخر منهمُ أجْرَرْتُ رمحي ... وفي البَجْليِّ مِعْبَلة وَقيعُ
وهذا مما خُطِّىء فيه الأصمعي. قال: بَجَليّ. قال أبو بكر: أراد الأصمعي بَجَليّ من بَجِيلة، وعنى الشاعرُ بني بَجْلة من بني سُليم. وبنو بَجالة: بطن من بني ضَبَّة.
وبَجِيلة: حَيّ من اليمن. ورجل بَجَال، إذا كان شيخاً وفيه بقيّة؛ وامرأة بَجَالة. وبجلت الرجلَ، إذا عظَّمته. والبَلَج: ابيضاض ما بين الحاجبين ونقاؤه، رجل أبلَجُ وامرأة بَلجاءُ، والاسم البُلْجة.
وكل ما وضحَ فقد ابلاجً ابليجاجاً. قال الشاعر:
ألم تَرَ أنّ الحَقَّ تَلْقاه أبلَجا ... وأنَّك تَلْقَى باطلَ القول لجلجا
وقد سمَّت العرب بَلْجاً وبَلّاجاً وانبلجَ الصبحُ وبَلَجَ، إذا أضاء. ورأيت بُلْجَةَ الصُّبح، إذا رأيت ضوءه. وتبلج الرجل إلى الرجل، إذا ضحك إليه وهشَّ له.


والجَبَل: معروف. ورجل ذو جَبْلة، إذا كان غليظ الجسم. وكذلك رجل مجبول، إذا كان غليظاً. والجِبلَّة: الأمَّة من الناس، وكذلك الجُبُلَّة. وقد قُرىء بهما قوله جلّ وعز: " ولقد أضَل منكم جِبِلاًّ كثيراً " . وأجْبَلَ الحافرُ، إذا أفضى إلى جبل لا يمكنه الحفر فيه. وأجْبَلَ الشاعرُ، إذا صعب عليه القول. والجِبِلَّة: الفِطرة. جَبَلَ الله عزَّ وجلَّ الخَلْق يَجْبِلهم ويجْبُلهم. وهذه جِبِلَة فلان أي خليقته التي خُلق عليها. وقد سمّت العرب جَبَلاً وجُبيلاً وجَبَلَة. ويقال: جاء بمالٍ جِبْلٍ، أي كثير.
والجِبْلُ من الناس: الجماعة. قال الهُذلي:
منايا يُقربْن الحُتوفَ لأهلها ... جِهاراً ويستمتعن بالأنَس الجِبْل
وكذلك الجُبْل والجُبُل والجِبِلّ. وقد قرىء بهما: قرأ أبو عمرو: " جُبْلاً كثيراً " .
ويوم جَبَلَة: يوم معروف. وجَبَلَة: موضع معروف بنجد. وقد جمعوا جَبَلاً جِبالاً وأجبالاً. والجَلَب الذي نُهي عنه، وفي الحديث: " نهى رسول اللّه صلَى اللهّ عليه وسلَّم عن الجَلَب والجَنَب " ؛ فالجَلَب أن يركب الرجلُ فرساً فيتبع فرسَه في الرهان فيُجْلِب عليه أي يصيح به، فيعرف فرسُه صوتَه فيزداد في عَدْوه.
وجَلبتُ الإبِلَ من البَدو إلى المِصْر جَلَباً. قال الشاعر:
كأنَّها إبِل ينجو بها نَفَر ... من آخرين أغاروا غارةً جَلَب
أي كأنها إبل جَلَب ينجو بها نفر من آخرين. وأجْلَبَ الجرحُ وجَلَبَ، إذا ركبته جُلْبَة، وهي قِشرة تركب الجرح عند البُرْء. والجرح جالِب ومُجْلِب.
والجُلْب والجِلْب: خشب الرحل بلا كُسْوة. قال الراجز:
كأنَّ أنساعي وجِلْب الكورِ ... أعلى سَراةِ رائحٍ مَمطورِ
والجَلِيب والمَجلوب: الأعجمي يجلب من بلده إلى بلد الإسلام. والجَلَبَة: اختلاط الأصوات. والجُلْب والجِلْب: السَّحاب الذي لا ماء فيه. قال الشاعر:
ولست بجِلْب جِلْبِ غيم وقرَّةٍ ... ولا بصفاً صلْدٍ عن الخير مَعْزِل
والحلْبة لغة يمانية، وهي الرُوبة التي تصَبّ على اللبن الحليب لِيَروبَ.
وكل شيء جلبتَه من إبل أو خيل وسائر ذلك من الحيوان للتجارة فهو جَلَب. قال الراجز:
دقْدقَةَ البِرْذَوْنِ في أخرى الجَلَبْ
وجمع جَلَب: أجلاب. وعبد جَلِيب ومَجْلوب. وناقة جَلِبَة: لا لبنَ لها، والجمع جِلاب. والجُلْبَة: السنة الشديدة. يقال: أصابت الناسَ جُلْبة، أي أزْمة. قال الهُذلي:
كأنّما بين لَحْيَيْه ولَبَّتِه ... من جُلْبَة الجوع جَيّار وإرْزِير
ويقال: لَبَجَ البعيرُ بنفسه، إذا وقع على الأرض. وقالوا: لُبِجَ بالرجل أو البعير، إذا ألقى نفسه من مرض أو إعياء. قال الشاعر:
كأنّ ثِقال المُزْن بين تُضارعٍ ... وشابَةَ بَرْك من جُذامَ لَبِيجُ
واللَّبَجة، وقالوا اللُّبْجة: حديدة تكون فيها خمسة كَلاليب تنضمُّ وتنفتح، ويُجعل فيها لحم وتُنصب للذئب، فإذا أكله، اجتمعت الحدائد على خَطْمه فنشِبت فيه.
واللَّجَب: اختلاط الأصوات. ويقال: سمعت لَجَبَ القوم، أي أصواتهم. وجيش ذو لَجَبِ، أي ذو صوت عالٍ مختلِط. وكذلك البحر، إذا سمعت اضَطراب أمواجه. وكل صوتٍ يعلو ويختلط فهو لَجَب. وعَنْز لَجْبة، والجمع لِجاب، وهي التي ارتفع لبنُها وقلَّ. قال الشاعر:
عَجِبَتْ أبناؤنا من فِعْلِنا ... إذ نبيع الخيلَ بالمِعْزَى اللِّجابِ
المِعزى لا واحد لها من لفظها، فأما مَعَز فواحدها ماعِز. قال الله عزّ وجلّ: " ومن المَعز اثنَين " .
ب - ج - م
بَجَمَ الرجل يَبْجُم بَجْماً وبُجوماً، إذا سكت من عِيّ أو هيبة، فهو باجِم.
ب - ج - ن
جَبنَ الرجلُ جُبْناً فهو جَبان، يحرَّك المصدرُ فيه ويسكَّن: جُبْناً وجُبُناً. قال الشاعر:
جَهْلاً علينا وجبناً عن عدوِّهمُ ... وبِئْسَتِ الخَلَّتان الجهلُ والجُبُنُ


فأما الجُبُنُّ المأكول فمثقَّل، وقد خفِّف أيضاً. وفي حديث علي رضي اللّه عنه بالتخفيف. ومن هذا الباب: الجَبِين، جَبين الإنسان ة وللإنسان جَبينان يَكتنفان جَبهتَه. وكذلك فسَّره أبو عبيدة في التنزيل، والله أعلم، في قوله جلّ ثناؤه: فلما أسلما وتَلَّهُ للجبين " . وتقول: رجل جُنُب من قوم أجناب، إذا كان غريباً. وكذلك فسِّر في التنزيل: " والجارِ الجُنُبِ " . ورجل جانِب، غير مهموز: غريب.
فأما الجَانَب بالهمز فالقصير المجتمع الخَلْق، قال الشاعر:
عَقيلةُ أخدانٍ لها لا ذَميمة ... ولا ذاتُ خَلْقٍ إن تأمَلتَ جأنَب
ويقال: جار أجْنَب وجُنُب وأجنبيّ. وجَنَبْتُ الدابَّة أجنُبها جَنْباً وجَنَباً، إذا قدتها إلى جانبك. وكذلك جَنَبْت الأسيرَ. ورجل جنُب وامرأة جُنُب من قوم جُنُب - هذا أعلى اللغات، المذكر والمؤنث والجمع والواحد فيه سواء - إذا أصابته جَنابة. وقد أجنَبَ الرجل، إذا أصابته الجنابةُ. وجنَّبَ الرجلُ، إذا قلّت ألبانُ إبله، فهو مجنِّب والقوم مجنِّبون. والجِناب: مصدر جانبته مُجانبةً وجِناباً، وهو من المباعدة. وكذلك تجنَّبته تجنُّباً. والجَناب: موضع معروف؛ فلان من أهل الجَناب، ورجل رحب الجَناب، إذا كان واسع الرَّحل. والجَنْبَة: ضرب من النبت. ويقال: قعد فلان جَنْبَةً، إذا أعتزل عن الناس. وفي حديث عمر رضي اللهّ عنه: " عليكم بالجَنْبَة فإنها عَفاف. إن النساء لحم على وَضَم إلا ما ذُبَّ عنه " .
والجُنّاب: القرين. ويقال: فلان جُنّاب فلان، أي إلى جانبه.
ويقول الرجل للرجل: أعطني جَنْبَةً فيعطيه جِلْدَ جَنْبِ بعيِرِ فيتّخذ منه عُلْبَةً.
وجنب: بطن من العرب وليس بأب ولا أم، وإّما هو لقب لهم. وجَنْب الإنسان والدابة: معروف. وجَنِبَ الرجل، إذا اشتكى جنبَه. وجَنْبتا البعير: ما حمل على جنبَيه من حِمله. والجَنوب: ريح معروفة. وجُنّب الرجلُ الخيرَ تجنيباً، إذا حُرِمه.
ويقال: إن عند فلان لخيراً مَجْنبَةً ومَجْنَباً وشرا مَجْنَباً، أي كثيراً.
والمِجْنَب: التُّرس. ويقال المُجْنَب. قال ساعدة بن جُؤيّة:
صَب اللَّهيفُ لها السّبُوبَ بطَغْيَةٍ ... تُنبي العُقابَ كما يُلَطُّ المجْنَبُ
الطَّغْيَة: شِمراخ من شَماريخ الجبل. والمِجْنَب: الستر أيضاً. قال الشاعر:
كعَطِّ المِجْنَبِ
وقشر كل شيء: نَجَبُه. ونَجَبُ الشجرِ: لِحاؤه. وأديم مَنجوب، إذا دُبِغ بالنَّجَب، وهو لِحاء الشجر. وعود مَنجوب، إذا قُشرت عنها لِحاؤه.
ورجل نَجيب - وما أبينَ النجابةَ في بني فلان - وكذلك الفرس والبعير، إذا كان كريماً. والمنتجَب: المختار من كل شيء. والمِنْجاب: النَّصل الضعيف منّ نِصال السهام. ورجل مُنْجِب، إذا ولدَ النجَباء، والمصدر النجابة وقد سمّت العرب نَجَبَة ومِنْجاباً
نبج
ومَنْبِج: موضع، أعجمي، وقد تكلَّمت به العرب ونسبوا إليه الثياب المَنْبَجانيَّة.
والنِّباج: موضع، وهما نِباجان: نِباج ثَيْتَل ونِباج ابن عامر. وأصل النَّبج الصوت الشديد؛ رجل نَبّاج إذا كان صَيِّتاً.
ب - ج - و
باجَت عليهم بائجة من بَوائج الدهر، وهي الشدائد، تَبوج بَوْجاً، وانباجَتْ انبياجاً، وهي الدواهي. قال الشاعر:
قَضَيْتَ أموراً ثم غادَرْتَ بعدَها ... بَوائجَ في أكمامها لم تُفَتَّقِ
وهذا تراه في موضعه مستقصى في المعتلّ إن شاء اللّه.
والجَوْب: التًّرْس. ويقال: جْت الشيءَ أجُوبه، إذا قطعته، جَوْباً. وكذلك فسِّر في التنزيل، والله أعلم، في قوله جلَّ وعز: " وثَمُودَ الَّذينَ جابُوا الصخرَ بالواد " .
ووَجَبَ الشيءُ يَجِب وُجوباً، من قولهم: وَجَبَ عليه الحقُّ. ووَجَبَ البَيع كذلك. وسمعت وَجْبَةَ الشيء، إذا سمعت هدَّة وَقْعه. وكذلك فسَّر أبو عبيدة في قوله تعالى: " فإذا وَجَبَتْ جنوبُها " .
وكل ساقط واجب. ووَجَبَتِ الشمسُ، إذا سقطت في المغرب.
وفلان يُوجب نفسه، أي يأكل الوَجْبة، وهو أن يأكل في كل يوم مرة.
ووَجَبَ قلبُ الرجل وَجِيباً، إذا خفق من فزعٍ.
ب - ج - ه


للبَهجة موضعان، فمنها أن تقول: هذا شيء ليس عليه بَهجة، أي ليس عليه طُلاوة. ومنهما قولهم: أَبْهَجَني هذا الأمر وبَهَجَني، إذا سَرَك. وأبْهَجَني أكثر وأعلى. ورجل ذو بَهْجة، أي ذو جَمال. وأبهجني الأمر، إذا أفرحني. وبهجني: فرّحني. وأمر بَهيج: حَسَن.
جبه
وجَبْهة الرجل: معروفة، والجمع جِباه. وجَبهة القوم: سيدهم. ورجل أجْبَهُ: عريض الجَبهة، والأنتى جَبْهاء. وفي الحديث: " ليس في الجبهة صَدَقة " ، يريد الخيل، واللّه أعلم.
والجابِه: الذي يلقاك بوجهه من الطير والوحش يُتشاءم به، وهو الناطح أيضاً.والسّانِح والبارِح والجابِه والقَعيد، فالسّانح يتيمن به أهل نجد ويتشاءمون بالبارح، ويخالفهم أهل العالية فيتشاءمون بالسّانح ويتيمَنون بالبارح. قال الهُذلي:
زَجَرْتُ لها طيرَ السَّنيح فإن تكن ... هَواكَ الذي تهوى يُصِبْكَ اجتنابُها
فالسّانح: الذي يلقاك ومَيامنه تلقاء ميامِنك. والبارح: الذي يلقاك وشمائلُه عن شمائلك. والجَابه والناطح: اللذان يَلقيانك مواجهَين لك. والقَعيد: الذي يأتيك من ورائك.
وجَبَهْت الرجل بالكلام، إذا واجهته بما يكرهه، ولا يكون إلا بقبيح. والتهبج: انتفاخ الوجه وتَغَضًّنه؛ هَبِجَ وجهُه وتَهَبَّجَ. والهَبِيج: الذي له جُدَّتان في جنبيه من شَعَر بطنه وظهره مستطيلان، والجُدة: الخطّ الذي في بطنه يخالف لونه.
ب - ج - ي
جيب
جيب القميص: معروف. وأصله الواو، وستراه في موضعه إن شاء اللّه.
باب الباء والحاء وما بعدهما
في الثلاثي الصحيح
أهملت الباء مع الحاء والخاء في الثلاثي الصحيح.
ب - ح - د
البدْح: الفضاء الواسع؛ والجمع البِداح والبدوح. والتَدبيح الذي نُهي عنه: أن يُدَبِّح الرجلُ في الصلاة، وهو أن يطأطِىء رأسَه ويرفع عَجُزَه كما يُدَبِّح الحمار.
دحب
والدَّحْب، يقال: دَحَبْتُ الرجلَ أَدْحَبه، إذا دفعته. وبات الرجل يَدْحَب المرأة، كنايةً عن النكاح؛ والاسم الدُحاب. ودُحَيبة: اسم امرأة.
حدب
والحَدَب: معروف، حَدِبَ يَحْدَب حَدَباً. والحَدَب: الغِلَظ من الأرض في ارتفاع. وكذلك فسِّر في التنزيل، واللّه أعلم، في قوله جلّ وعزّ: " وهم من كلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون " . وجمع الحَدَب: أحداب وحِداب. وكل متعطِّفٍ متحدِّث. ويقال: حَدِبَ الرجلُ على الرجل، إذا تعطَّف عليه ورَحِمَه. وتحدَّبتِ المرأة على ولدها، إذأ أشْبَلَت عليه ولم تَزَوَّج.
ورأيت للماء حَدَباً، إذا تراكب في جَرْيه. واحدَوْدَبَ الرملُ احديداباً، إذا احقَوْقَفَ وتقوَّسَ. وكل غليظ من الأرض مُحْدودِب. قال الشاعر:
لقد حَمَلَتْ قيسَ بنَ عيلانَ حَرْبُنا ... على يابس السِّيساءِ محدودبِ الظَّهْرِ
السِّيساء: فَقار الظهر. وهذا البيت مثل، يزعم أنّها حملتهم على مركب صعب.
وقال في التعطُّف:
ومُجَلْجِل دانٍ زَبَرْجَده ... حَدِب كما يتحدَّبُ الدَبْرُ
الدَّبْر: النَّحل. يقال: دَبْرة ودَبْر للجمع، ونَحْلة ونَحْل. وحَدَبُ السيل والماء: تراكُب موجِه. ومنه قيل: نهر ذو حدبٍ، إذا كان كذلك. والحَدَبْدَبَى: لُعبة يلعب بها النَّبيط. قال الشاعر:
كأنّ النَّبيطَ يلعبون الحَدَبْدَبَى ... على موضع الأحلاس من دَبَراتِها
ب - ح - ذ
ذبح
الذَّبح: مصدر ذبحتُه أذبَحه ذبحاً. والذِّبح: المذبوح. وأصلِ الذَّبح الشَّقّ؛ ذَبَحْتُ المسك، إذا فَتَقْتَ عنه نوافجه، فهو ذبيح ومَذبوح. وكذلك فسِّر في التنزيل: " وفَدَيناهُ بِذبْحٍ عظيم " .
والتقى بنو فلان وبنو فلان فأجلَوا عن ذِبح، أي عن قتيل. والذُّباح والذُّبحة، بفتح الباء وتسكينها: داء يصيب الإنسان في حلقه. وتقول العرب: حيّا اللّه هذه الذُّبَحة، أي هذه الطلعة. والذُّبّاح: الشًّقوق في الرِّجل؛ أصابه ذُبّاح في رجله. ويقال: حاصَ ذُبّاحاً في رجله، إذا خاطه.
والذًّبَح: نَوْر أحمر. قال الشاعر:
وشَمولٍ تَحْسِب العينُ إذا ... صُفَقَتْ جُنْدعَها نَوْرَ الذُّبَحْ


قال أبو بكر: الجُنْدُع: ما يفور منها عند المزاج. والجَنادِع: خنافِس صغار تكون في مواضع الأفاعي والضِّباب تُعرف بها مواضعها. وكثر ذلك حتى قالوا: بَدَتْ جنادعُ الشَّرّ، أي أوائلُه وعلاماته. وسَعْد الذَّابح: نجم معروف.
ب - ح - ر
البَحْر: معروف. والعرب تسمي الماءَ المِلْحَ والعذبَ بحراً إذا كثر. وفي التنزيل: " مَرَجَ البحرينِ يلتقيانِ " ، يعني المِلْح والعَذب، واللهّ أعلم.
وتبحّر الرجل في المال والعِلم، إذا اتّسع فيهما. والناقة البَحيرة: التي تُشَقُّ أذُنُها بنصفين، فهذا تفسير بعض أهل اللغة، وقال آخرون: بل البَحيرة أن تُنْتَج الشاة عشرةَ أبْطُن فإذا استكملت ذلك شَقّوا أذنَها وتركوها ترعى وتَرِدُ الماءَ وحرَّموا لحمها إذا ماتت على نسائهم وأكَلَها الرجالُ دون النساء. وفي البَحيرة كلام كثير يؤتى عليه في كتاب الاشتقاق إن شاء الله.
وقد سمَّت العرب بَحِيراً وبُحَيْراً وبَحْراً. وبنو بَحْريّ: بطن منهم.
وأحسب موضعاً بنجد يسمَى بِحاراً، وقالوا: بَحارَى. وقد سمَّت العرب بَيْحَرَة، الياء زائدة، وهو مأخوذ من السَّعة. ودم باحريّ وبَحْرانيّ، إذا كان خالص الحُمْرَة من دم الجوف. والأطبّاء تسمّي التغيُّر الذي يحدث للعليل دفعةً في الأمراض الحادّة: بُحْراناً. يقولون: هذا يوم بحْرانٍ، بالإضافة، ويوم باحُوريّ، على غير قياس، فكأنه منسوب إلى باحُور وباحُوراء مثل عاشور وعاشوراء، وهي شدة الحرّ في تمّوز. وجميع ذلك مولَّد.
والبَرْح من قولهم: جاء فلان بالبَرْح، إذا جاء بالأمر العظيم. وبنات بَرْح: الدواهي. ومثل للعرب إذا استعظموا الشيء قالوا: " إحدى بنات بَرْحٍ شَركِ على رأسكِ " . وقال الأصمعي: " بنت طَبَقٍ شَرُّكِ على رأسكِ " . وبَرّح بي هذا الأمرُ، إذا غلظ عليّ واشتَدَ. والتَّبريح والتَباريح مأخوذ من البَرْح أيضاً. وقد سمّت العرب بَيْرَحاً، وهو من البَرْح، والياء زائدة أيضاً. والبُرَحاء من قولهم: جاء بالبُرَحاء، إذا جاء بالداهية. وجاء بالبَرَحِين والبُرَحِين والبَرْحِين، في معنى البُرَحاء.
والبارح: الريح الشديدة التي تَهيج الغبارَ، وهي أنواء معروفة. قال الشاعر:
فيا بارِحَ الجوزاءِ ما لكَ لا تُرَى ... عِيالُكَ قد أمسوا مَراميلَ جُوَّعا
قال أبو بكر: هذا رجل إما أن يريد أن يلقط التمر إذا نَفَضَتْه البوارحُ من النَّخل، وإما أن يكون لِصاً يريد أن يطرد طريحة فيطلب الرِّيح لتُعَفَي أثرَه.
والبَراح: الأرض المنكشِفة الظاهرة. ومن ذلك قولهم: " بَرَحَ الخَفاءُ " ، أي ظهر - وأول من قاله شِق الكاهن، وله حديث - ويقال بَرِحَ أيضاً، فمن قال: بَرَحَ الخَفاءُ، بفتح الراء، فإنه أراد الانكشاف، ومن قال: بَرِحَ، بكسر الراء، فإنه أراد زالَ الخَفاء من قولهم: ما بَرِحْت من مكاني، أي ما زُلت عنه. وأكثر ما يُستعمل في النفي: ما بَرِحْت ولا أبْرَح، ولا يقولون: بَرِحْت أمس وبَرِحْت اليومَ، إلا أنهم قد قالوا: أبْرَحَ كذا وكذا، أي زال. وتسمَّى الشمسُ بَراح، معدول عن البَرْح. قال الشاعر يصف رجلَاً استقى للإبل إلى أن غابت الشمس، واسمه رَباح:
هذا مُقامُ قدَمَيْ رَباح ... غُدْوَةَ حتى دَلكَتْ بَراح
يريد: مالت للدُّلوك، وهو الغروب، ففتح الباء. ويُروى للشمس حتى دَلَكَت بِراح، يريد أنها تدلَّت في المغرب فهو يحجُبها عن عينه براحته. ومن قال بَراح أراد الشمسَ بعينها إذا دَلَكَت فمالت. والدُّلوك عندهم: المَيل من المشرق إلى المغرب. ومن قال بِراح أراد أنه رَدَّها براحته، كما قال الآخر:
والشمسُ قد كادت تكون دَنَفا ... أدفعُها بالرّاح كي تَزَحْلَفا
ويسمَّى الأسد: حَبِيل بَراحٍ، وكذلك الرجل الشجاع أيضاً، أي كأنّه قد شُدَ بالحبال فلا يَبرح. والبارحة: اللَيلة الماضية. قال الشاعر - طرفة بن العبد البكري:
كلُّهُم أروَغُ من ثعلب ... ما أشْبَهَ الليلةَ بالبارحَهْ
وقد مرّ ذكر البارح. فأما قول الأعشى:
تقول ابنتي حين جَدّ الرحيلُ ... فأبرَحْتَ رَبُّا وأبرحتَ جارا
أي أكرمتَ وعُظِّمتَ.
وتقول: ما بَرِحْت من المكان بَراحاً وبُروحاً، أي ما زُلْت. وبَرِحْت أفعل كذا وكذا، أي زُلْت. قال الشاعر:


وأبرَحُ ما أدام الله قومي ... بحمد اللّه منتطِقاً مُجيدا
وللعرب كلمتان عند الرمي، إذا أصاب قالوا: مَرْحَى، وإذا أخطأ قالوا: بَرْحَى، في وزن فَعْلَى.
والحَبْر: العالِم. والحُبور: السرور. وكذلك الحَبْرة. ومن أمثالهم: " كلُّ حبرةٍ تعقِبها عبرة " . وأحبرني الأمر إحباراً، إذا سرك.
وبُرْدُ حِبَرَةٍ، وبُرْد حِبَرَة من هذا، وهو الحَبِير أيضاً. قال الشاعر:
ولقد غزاها تَبّع ... فكسا بَنيتَها الحَبِيرْ
البَنِيَّة: الكعبة. وقال آخر في الحِبَرة:
يا بيذرهْ يا بيذرهْ يا بيذرهْ ... يا مشتري الفَسْوِ ببرْدَيْ حِبَرَهْ
شَلَّت يمينُ صافِقٍ ما أخْسَرَهْ
ويقال: حَبِرَتْ أسنانُه، إذا اصفرَّت صُفرةً غليظةً. قال أبو الزحْف الكُليبيّ:
تضحك عن أبيضَ لم يثَلَّم ... صافٍ من الحَبْر لذيذِ المَبْسَم
وقال يونس: من هذا اشتقاق الحِبْر الذي يكتب به، وأنشد:
ولستُ بسَعدي على فيه حَبْرَة ... ولستُ بعَبدي حَقيبتُه التَّمْرُ
ويقال: ذهب حَبْرُ الرجل وسَبْرُه، وقالوا حِبْرُه وسِبْرُه، وهو أعلى، إذا تغيَّرت هيئتُه وذهب جمالُه. وفي الحديث: " يخرج من النار رجلٌ قد ذهب حِبْره وسِبْره " ، أي بهاؤه وحُسنه. وقالوا: حَبْرُه وسَبْرُه.
وحِبِرّ: موضع. قال عَبيد:
فعردة فقفا حِبِر ... ليس به من أهله عَريبُ
وحَبار كل شيء: أثره. قال الراجز:
ولم يقلّبْ أرضَها بَيْطارُ ... ولا لحَبْلَيْه بها حَبارُ
واليَحْبُور: ضرب من الطير، والجمع يَحابر. وبه سمِّي يَحابر أبو مراد، حي من اليمن. والحُبارى: معروفة، وستراها في بابها إن شاء الله. والحَرْب: معروفة، واشتقاقها من الحَرَب، وهو الهلاك. ورجل حَرِيب ومَحروب، إذا حرِبَ مالَه.
والحَرْبة: الألَّة، والجمع حِراب. ورجل مِحْرَب ومِحْراب، إذا كان صاحبَ حرب.
ومِحْراب البيت: صدره وأكرم موضع فيه. وبه سُمّي مِحْراب المسجد. والمِحراب أيضاً: الغرفة، من قولهم " مَحاريب غُمْدان " ، يريدون الغُرَف. وأنشدَنا أبو حاتم عن الأصمعي لوضاح اليَمَن:
رُبَّةَ مِحراب إذا جِئتُها ... لم أدن حتى أرتقي سُلما
وحَرّبت الرجلَ، إذا أغضبته، وكذلك الأسد فهو محرب. وحَرَّبت السِّنان، إذا حَددته. والحارث الحرّاب: ملك من ملوك كِندة. قال الشاعر:
والحارثُ الحَرّابُ حلّ بعاقِلٍ ... جَدَثاً أقامَ به ولم يتحوَّل
وقد سمّت العرب محارِباً وحَرّاباً وحَرْباً. وحَرْبة: موضع، غير مصروف.
والحِرْباء: دويبَّة. وحارِب: موضع بالشام. وحَريبة الرجل: مالُه إذا حَرِبَه، يقال: أخذت حريبتَه، أي مالَه. والرِّبح: ضد الخُسْران؛ وهو من قولهم: رَبِحَ فلان في تجارته يربَح رِبْحاً ورَباحاً. والمَتْجَر الرّابح والربيح: الذي يُربح فيه. والربّاح: ولد القرد، والجمع رَبابِيح. والربَح، زعموا: الشَّحم. وأنشدوا لخُفاف بن نَدْبَة:
قَرَوْا أضيافَهم رَبَحاً بِبُحّ ... يعيش بفَضلهنَّ الحَيُ سُمْرِ
البُحّ: القِداح. ويُروى: يجيء بفضلهن المسّ. والمسّ: المَسْح؛ يَمَسُّه: يمسحه.
ورَبَاح: اسم عربي صحيح. قال الشاعر:
تفرَّقتِ القبائلُ عنِ رَبَاحِ ... تَفرق بيضةٍ عن ذي جناح
والمكان الرحْب: الواسع، وكذلك الرَّحيب. والرَّحبة، بتسكين الحاء وفتحها: الفَجوة الواسعة بين دُور وغيرها. وقولهم: بالرُّحب والسَّعة، هما شيء واحد، ولكنه لما اختلف اللفظ حَسُنَ التكرير. فأما قولهم للرجل: مَرحباً وسهلاً، أي لقيت سَعةً وسهولةً. وبنو رَحْبة: بطن من حِمير. وقد سمَت العرب مَرْحَباً، وهو مَفْعَل من ذلك. وبنو أرْحَب: بطن من همدان. والرُّحابة: أطُم بالمدينة. والإبل الأرْحَبيَّة منسوبة إلى أرْحَبَ، رجل من هَمْدان معروف. والرًّحَيْباوان: الواحدة رُحَيباء، وهو من الفَرَس أعلى الكَشْحَين. ويقال لها: الرُّحْبَيان، الواحدة - أحسبه - رُحْبَى، مقصور. وكذلك من الإنس، وهي أواخر الأضلاع. وأنشد:
شَكَكْتُ به مَجامع رحْبَيَيْه ... كأنَّ رداءه سهم طميل
الطَّميل: قطعة كساء يُشَدُّ بها الغَرْض.
ب - ح - ز


حِزْبُ الرجل: الذين يميلون إليه، والجمع الأحزاب. وتَحازبَ القومُ، إذا مالأ بعضُهم بعضاً. وفي التنزيل العزيز: " ألاَ إنَّ حِزْبَ اللّه هُمُ المُفلحون " . وقال الراجز:
ألقَيْتُ أقوالَ رجال الكُذْبِ ... وكيف أضْوَى وبِلال حِزْبي
أي ركني الذي ألجأ إليه. وحَزَبني الأمرُ، إذا اشتدَّ عليَّ؛ والاسم الحُزابة. وأمر حازِب وحَزيب، إذا كان شديداً. والزَّحْب: الدُّنُوّ من الشيء، زَحَبْتُ إلى فلان وزَحَبَ إليَّ، إذا تَدانيا.
ب - ح - س
حَبَسْت الشيءَ أحبِسه حَبْساً، إذا منعته عن الحركة. وأحبَسْت الدابَّةَ إحباساً، إذا جعلته حَبيساً، فهو مُحْبَس وحَبيس. وهذا أحد ما جاء على فَعيل من أفعَلَ.
والمِحْبَس: الموضع الذي تُحبس فيه الدابَّةُ وربما سُمّي العَلَف مِحْبَساً. والمِحْبَس: ثوب يُطرح على ظهر الفِراش. وفي لسان فلان حُبْسة، إذا كان فيه ثِقَل.
وقد سمَّت العرب حابِساً وحُبيساً. والحُبْس: موضع. وحَسَبْت الحِسابَ أحسُبه حَسْباً من الحِساب. وحَسِبْت الشيء أحسِبه حِسْباناً من قولهم: حَسِبْت كذا، في معنى ظننت. وكذلك حَسِبْته مَحْسَبَةً ومَحْسِبَةً، والكسر أجود. والحُسبة: غُبرة في كُدرة، جمل أحسَبُ وناقة حَسباءُ، وهو دون الوُرقة. وشَعَر أحسَبُ: فيه سواد تعلوه غُبرة. قال امرؤ القيس:
أيا هندُ لا تَنْكِحي بُوهَةً ... عليه عَقيقتُه أحسَبا
يصفه باللؤم والشّحّ.
والمِحْسبة: وِسادة من أدَم، تحسَّبَ الرجلُ، إذا توسَّد المِحسبة. قال الراجز:
حَسَّبَه من اللَّبَنْ ... أنْ رَاهُ قد مَل ورَنّ
قوله: حَسَّبَه، أي وضع تحت رأسه المِحسبة. واللًبَن: وجع العنق من الوِسادة. يقال لَبِنَ الرجل لَبَناً، إذا اشتكى عنقه من الوِسادة. وحَسَبُ الرجل: مَآثر آبائه وأجداده. وكذا هو عند أهل اللغة. وقال قوم: حسبه: دينه.
وحَسْبي كذا وكذا، أي يكفيني. وأحْسَبَني الشيءُ: كفاني. وأحسبتُ الرجلَ، إذا أعطيته ما يكفيه. وتقول: افعلْ ذلك بحَسَب ما أوليتني، مفتوح السين. وسكَّنها قوم.
والحِساب: معروف، وهو مصدر المحاسبة: حاسَبْته مُحاسبةً وحِساباً.
وقد سمَّت العرب حَسيباً وحُسيباً. واحتسب فلان على فلان: أنكر عليه قبيحاً عَمِله.
واحتسبَ فلان عند اللّه خيراً، إذا قدَّمه. وعلى الله حُسْباني، أي حِسابي. وقال أبو عبيدة في قوله جل ثناؤه: " عَطاء حِساباً " قولين، قال: حِساباً مما هو حَسْبُهم؛ وقال: حساباً لا يُحاسَب به آخرُ فيُنقص واحد ويُزاد آخر. وسمعت أبا حاتم يقول: عطاءً حِساباً: كافياً، وهو نحو قول أبي عبيدة. فأما الحُسْبان الذي يرمى به، هذه السِّهام الصِّغار، فمولَّد. وقد جاء في التنزيل: " حُسْباناً مِن السَّماء " . قال أبو عبيدة: عذاباً، ولا أدري ما أقول في هذا. وسَحَبْتُ الشيءَ أسحَبه سَحْباً، إذا جَرَرْته. وكل مُنْجَرٍّ منسحب. ومنه اشتقاق السَّحاب لانسحابه في الهواء.
يقال: ما زلتُ أفعل ذلك سحابةَ يومي، أي طولَ يومي.
وسَحْبان: اسم الذي يُضرب به المثل، فيقال: " أخْطَبُ من سَحْبانِ وائلً " .
وسَبَحَ الرجلُ وغيره في الماء سَبْحاً وسِباحة. وقد جاء في التنزيل: " في فَلَكٍ يَسبحون " ، واللّه أعلم بكتابه.
وسَبَّحَ الرجلُ تسبيحاً، إذا عَظم اللّه ومجده. ولسُبْحان في اللغة مواضع: سُبْحان: تنزيه وتبرئة. قال الأعشى:
أقول لمّا جاءني فَخْرُهُ ... سُبْحانَ مِن عَلْقمةَ الفاخرِ
أي براءةً من فخرِ علقمةَ. وأنشدونا عن أبي زيد الأنصاري:
سُبْحانَ مِن فِعْلِكِ يا قَطام ... بالرَّكْبِ تحت غَسَقِ الظَّلام
أمَا لمن ضافَكِ من ذِمام
فهذا تعجُّب. ومثله قول الآخر:
سُبْحانَ من منتطِقِ المأثورِ ... جَهْلاً لدى سُرادقِ الحَصيرِ
وَسْط لُمات المَلأ الحُضُورِ ... إنَّ السِّبابَ وَغَرُ الصّدورِ
الحصير: المَلِك. واللُّمَات: الجماعات، الواحدة لُمَة. والسُّبْحة: الصلاة. يقال: فرَغ من سُبْحته، إذا فرَغ من صلاته. وسَبَّحَ الرجل تسبيحاً، إذا فرَغ من سُبْحته.
وفي الحديث: " إن سُبُحاتِ وجهه " ، وفسَّروه: نُور وجهه، واللهّ أعلم.


ويقال: فرس سَبوح، إذا كان يَسبح بيديه في سيره، وهو مدح. قال الشاعر:
فاليَدُّ سابحة والرِّجلُ ضارحة ... والعينُ قادِحة واللونُ غِرْبِيبُ
والماءُ منهمِر والشدّ منحدر ... والقُصْبُ مضطمِر والمتنُ مَلحوبُ
ضارحة: تَضرح الحصى، أي تدفعه. وملحوب: قليل اللحم كأنه قد لُحبَ أي قُشِرَ.
قال أبو بكر: قال أبو حاتم: قال الأصمعي: السُّبحة: قميص يُعمل للصِّبيان من جلودٍ وسُلف رقيقٍ، والجمع سِباح. وأنشد للهُذلي:
وسَبّاح ومَنّاخ ومُعْطٍ ... إذا عاد المَسارحُ كالسباح
ب - ح - ش
حَبَشْتُ الشيءَ أحبِشه حَبْشاً، إذا جمعته. والمجموع: الحُباشة. وحبّشته تحبيشاً كذلك. قال الراجز:
أولاكَ حَبَّشْتُ لهم تَحبيشي ... فَرْضي وما جَمَّعْتُ من خُروشي
والأحابيش: حُلَفاء قريش، تحالفوا تحت جبل يسمَى حَبَشيًّا فسُمُّوا الأحابيش.
والحَبَش: الجيل المعروف، والجمع أحْبُوش. فأما قولهم الحَبَشة فعلى غير قياس. وقد جمعوا الحَبَش حُبْشاناً، وقالوا: الأحبش، بمعنى الحَبَش. قال الراجز:
سُوداً تَغادىَ أحْبشاً وزَنْجا
والشَّبح والشَّبحَ واحد، وهو الشَّخص تراه من بعيد. ورجل مشبوحُ العظام: عريضها. وشَبَحْتُ الرجلَ، إذا مددتَه كالمصلوب. والحِرْباء يَشبح على العود، أي يمتدّ عليه. وشَحَبَ الرجلُ، إذا تغيّر لونُه وهزل. والشُحوب عند بعض العرب: الهُزال بعينه. قال الشاعر:
وفي جسم راعيها شُحوب كأنّه ... هُزال وما من قِلَّة اللحم يُهْزَلُ
وتقول: شحَبْت الأرض أشحَبها شَحْباً، إذا قشرت وجهها بمِسحاة وغيرها؛ لغة يمانية.
ب - ح - ص
الحَبَص: السرعة؛ حَبِصَ يحبَص حَبَصاً، إذا عدا عدواً شديداً. والحَصَب من قولهم: حَصَبْتُ النارَ أحصبها حَصْباً، إذا ألقيت فيها حَطَباً. وقال أبو عبيدة كل شيء ألقيته في النار ليتَّقد فهو حصب لها. وكذلك فسِّر في قوله جل ثناؤه: " حَصَبُ جَهَنَمَ أنتم لها وارِدون " .
وقد سمَّت العرب حُصيباً ومحْصِباً. والمُحَصَب بمكة: الموضع الذي يُحصب فيه. قال الشاعر:
عَفا بَطِحان من قُريش فيَثْرِبُ ... فمَلْقى الرِّحال من مِنى فالمُحَصَّبُ
والحَصِبَة: داء يصيب الناسَ معروف، وهو بَثْر يخرج على الإنسان شبيه بالجُدَريّ. والحَصْباء: الحَصَى الصِّغار. وحَصَبْتُ الموضعَ، إذا ألقيت فيه الحَصَى الصَغار. وتحاصبَ القومُ، إذا تقاذفوا بالحَصَى. وريح حاصِب: تَقْشِر الحَصَى عن وجه الأرض. والصُّبح: معروف. والصَبَحُ: بريق الحديد وغيره. والصُّبْحة: لون بين الحُمرة والغُبرة؛ أسد أصْبَحُ والأنثى صَبحاءُ.
وقد سمَّت العرب صُبْحاً وصَبَاحاً وصَبيحاً ومُصَبِّحاً وصُباحاً.
وبنو صُباح: بطون من العرب: بطن في بني ضَبة، وبطن في عبد القيس، وبطن في غَنيّ. وقال بعض أهل اللغة: الصُباح: السِّراج بعينه. والمِصباح: المِسْرَجة.
ورجل صَبيح الوجه: جميله. والإصباح: مصدر أصبح إصباحاً، مثل قولهم أمسى إمساءً. قال الشاعر:
كانت قناتي لا تلين لغامزٍ ... فألانَها الإصباحُ والإمساء
والمُمْسَى والمُصْبَح أخرجوهما على مُخرج مُفْعَل.
وصبيحة اليوم: أوله. والصَبيحة من كل يوم: أول النهار. والصَّبوح: الأكل والشرب في أول النهار. وصَبَحْت الإبل، إذا سقيتَها في أول النهار، فأنا صابح، والإبل مصبوحة، والقوم صابحون. قال الشاعر:
أيُّ ساعٍ سَعَى ليقطعَ شِرْبي ... حين لاحت للصّابح الجَوزاءُ
وفي الحديث: " يكفي من الضرورة أو الضارورة صَبوح أو غبوق " . ومثل من أمثالهم: " أكذب من الأخيذ الصَّبْحان " ، يعنون الأسير. وأصل هذا أن قوماً من العرب غزَوا فلقوا شيخَاً فسألوه عن الحيّ فكَذَبَهم وأومأ إلى بُعْدِ شُقَة فقتلوه، فسبق اللبنُ الدم. والصَّبْحة: النوم بالغداة. والصُبْحة: كل شيء تعللتَ به قبل الصَّبوح.
والصُباحِيّة: الأسِنَة العِراض، لا أدري إلى ما نُسبت. والأصْبحيّة: السِّياط من القِدّ، نُسبت إلى ذي أصْبَحَ الحميري. قال الشاعر:
أخذوا العريفَ فقطَّعوا حَيْزُومَه ... بالأصبحية قائماً مَغلولا
وناقة مِصباح، والجمع مَصابيح، وهي التي تُصبح في مَبْرَكها. قال الشاعر:


وجدتَ المُنْدِيات أقلَّ رزْءاً ... عليكَ من المصابيح الجِلادِ
المُنْدِيات: الدواهي التي يشيع أمرها.
والصَّحْب والصِّحاب والأصحاب والصَّحابة واحد؛ فإذا قالوا صِحابة فهم الأصحاب، وإذا قالوا صَحابة فهم القوم الذين يصحبونه. وربما كانت الصَحابة مصدراً، يقولون: فلان حسنُ الصَّحابة، أي الصُّحبة.
وبنو صَحْب: بطنان من العرب، واحد في باهِلة، وآخر في كَلْب. فالذي في كلب يقال لهم بنو صُحْب، والذي في باهلة يقال لهم بنو صَحْب.
ويقال: صحِبَه اللّه واصحبَه وصاحَبَه، أي حفظَه. وقال أبو عبيدة: وقوله جلّ ثناؤه: " ولا هم منّا يُصْحَبون " ، أي لا يُحفظون، واللّه أعلم. وأنشد:
جاري ومصلايَ لا يُبْزَى حريمُهما ... وصاحبي من دواعي الشر مصطحب
أي محفوظ. ومنه قولهم: لا صَحِبَه الله، أي لا حفظَه. ويقال: بأهله صُحْبة الله وصاحِبُه، أي حِفْظه. وتقول: أصْحبتُ الرجلَ إذا اتَّبعته منقاداً، فأنا مُصْحِب والرجل مصحَب. وصاحَبْتُه، إذا رافقته فهو مصحوب. وصَحَبْتُ المذبوحَ، إذا سلختَه وأبقيت على الجلد صوفاً أو شَعَراً في بعض اللغات.
وأديم مصحَب، إذا دبغتَه وتركتَ عليه بعضَ الصّوف أو الشَّعَر.
ب - ح - ض
حَبَضَ السهمُ يَحْبِض حَبْضاً وحَبَضاً، إذا وقع بين يدي الرامي؛ والسهم حابِض. وأحْبَضَه صاحبه فهو مُحْبِض؛ والسهم محْبَض. وتقول العرب: ما به حَبَض ولا نَبض، يريدون ما به قوة أن يَحْبِضَ أو يَنْبِضَ. وأصل ذلك أن يحبِض السهمُ فيقع بين يديه لضعفه، أو يَنْبِض بالوتر، وهو أن يأخذه بإصبعيه ثم يُطلقه من يده فيقع على عِجْس القوس فتسمع له صوتاً. والحُباض: الضعف. وأحبَضْت حقَّه: أبطلته.
والحَضب مثل الحَصَب. وقد قرىء: " حَضَبُ جَهَنَّمَ " وحَصَبُ جهنم.
والحِضب: ضرب من الحَيّات. قال الأصمعي: لا أعرف صفته.
والضَّبْح والضُّباح: صوت الثعلب. وربما استُعمل ذلك للبُوم والصدى. قال ذو الرُّمَّة:
والبُومُ يَضْبَحُ
وقال مُلَيْح الهُذلي - وهو إسلامي - فجعل الضُّباح للذئب:
وقد صَرَّع القومَ الكَرَى بعدما مَضَى ... هَزيع وسِرْحانُ المفازةِ يَضْبَحُ
وقال الشاعر:
إلاّ السِّباعُ به يَضْبَحْنَ والهامُ
واختلفوا في الضَّبْح في قول اللهّ جلَّ ثناؤه: " والعادِياتِ ضَبْحاً " . فقال أبو عبيدة: الضبح مثل الضَّبْع سواء. يقال: ضَبَحَ الفرسُ وضَبَعَ، إذا حرّك ضبْعَيْه في مشيه. وقال قوم: بل الضَّبْح الخَضيعة التي تُسمع من جوف الفرس. وقال قوم: الضَبْح: صوت أرفع من النَّفَس يخرج من حُلوقها، والله أعلم. ويقال: قِدْح ضَبيح ومَضبوح، إذا قوِّم بالنار فأثّرت فيه. وقد سمَّت العرب ضبيحاً.
ب - ح - ط
البَطْح: الانبساط، وبه سمِّيت البَطيحة لانبساطها على وجه الأرض، وكذلك الأبْطَح والبَطْحاء. والبِطاح: الرمل المنبسط على وجه الأرض. وقُريش البِطاح: الذين ينزلون بَطْحاء مكة. وقريش الظواهر: الذين ينزلون ما حول مكَّة. قال الشاعر:
فلو شَهِدَتني من قريش عِصابة ... قريش النطاح لا قريش الظَّواهرِ
وبُطاح: موضع من بلاد تميم، ويقال بِطاح أيضاً، وهو الموضع الذي قاتل فيه خالدُ بن الوليد أهلَ الرِّدة. ويقال: حَبِطَ عملُ الرجل يَحْبَط حَبَطاً وحُبوطاً، وأحبطه اللّه إحباطاً، وقالوا حَبْطاً، إذا انحطّ.
والحَبَط: أن تأكل الماشيةُ الكلأ حتى تنتفخ بطوُنها، وهو الحُباط إذا أصابها ذلك. وفي حديث النبي صلَّى اللّه عليه وسلَّم: " إنّ مما يُنبت الربيع لَما يقتل حَبَطاً أو يلِمّ " ، يُلِمُّ: يُدني من الموت. والحَبِط: الحارث بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، وهو أبو الحَبَطات، بطن من بني تميم. وإنما فتحوا كراهيةً لتوالي الكسرات، كما قالوا في النسبة إلى النَّمر نَمَريّ، بفتح الميم، وهي في الاسم مكسورة، وكما قالوا في تَغْلِب بكسر اللام في النسبة تَغْلَبيّ. فأما ما جاء في الحديث: " فيظلُّ مُحْبَنْطِئاً على باب الجنَّة " فستراه في موضعه مفسَّراً، إن شاء اللّه.


والحَطَب: معروف. والحاطِب والمحتطِب سواء. ومثل من أمثالهم: " المُسْهَب كحاطب الليل " ، فالمُسْهَب: الذي يتجاوز في كثرة الكلام حتى يكثر خطأه؛ يقول: فهو كحاطب الليل لأن حاطبَ الليل لا يَعْدمَ أن يهجم على حيَّة أو سبُع. قال ابن دريد: المسْهَب بفتح الهاء. قال: والعرب جعلت مُفْعَلاً مُفْعَلاً في ثلاثة مواضع: أحصَنَ فهو مُحْصَن، وألفَجَ فهو مُلْفَج إذا أفلس، والمسْهَبَ فهو مُسْهَب.
ووادٍ حَطيب: كثير الحطب. وقد سمَّت العرب حاطِباً وحُوَيْطِباً.
وبنو حاطبة: بطن منهم. وحويطِب بن عبد العُزى من قريش.
ب - ح - ظ
رجل حُظُب، وهو الجافي الغليظ، وقالوا: البخيل. ووتر حُظب: غليظ، واشتقاقه من حَظَبَ يَحظِب ويحظُب، وهو فعل مُمات. وسترى هذه الأبنية مفسرة في مواضعها إن شاء الله.
ب - ح - ع
أهملت الباء والحاء مع العين والغين والفاء في الثلاثي الصحيح خاصَة.
ب - ح - ق
حَبَقَ يَحبق حَبْقَاً وحُباقاً. والحَبْقة: الضُّرَيْطة. وأكثر ما يُستعمل ذلك في الإبل والغنم، وربما استُعمل في الناس أيضاً فقيل: حَبَقَ الغلامُ يَحبِق حَبْقاً وحُباقاً.
وربما قالوا للأمَة: يا حَباقِ، معمول، كما يقولون: يا دفار.
وأخبرنا أبو حاتم عن أبي عُبيدة قال: لما قُتل عثمان، رضي اللّه عنه، قال عديّ بن حاتمِ: " لا تَحْبِقُ فيه عَنْز " ، فأصيبت عينه يوم صِفِّين وقُتل ابنه طريف فدخل على معاوية بعد قتل علي، رضي الله عنه فقال له: هل حَبَقَتِ العنزُ في قتل عثمان فقال: إي والله، والتيسُ الأعظم.
والحُباق: الضُّراط بعينه. وفي بعض كلامهم: " فيخرج الشيطان وله حُباق " ، وقالوا: خُباج. والحَبَق: ضرب من النَّبت. والحِباق: لقب لبطن من بني تميم. قال أبو العَرَنْدَس العَوْذي:
يُنادي الحِباقَ وحِمّانَها ... وقد شَيَّطوا رأسَه فالتَهَبْ
والحَقَب: النِّسْعة أو الحبل يُشَدُّ على حَقْو البعير على حقيبته. والحقيبة: الرِّفادة في مؤخّر القَتَب. وكل شيء شددتَه في مؤخرة رحلك أو قَتَبك فقد احتقبتَه. وكثر ذلك حتى قالوا: احتقبَ فلان خيراً أو شراً، إذا ادّخره.
وحَقِبَ البعيرُ يَحْقَبُ حَقَباً، إذا وقع حَقَبه على ثِيله فامتنع من البول فربما قتله ذلك. ويقال: حَقِبَ عامنا، إذا قل مطرُه. والحِقاب: خيط فيه خَرَز يُشَدّ في حَقْو الصَّبي تُدفع به العين، والأعراب تفعله إلى اليوم. والحقاب: جبل معروف. قال الراجز:
قد قلتُ لما جَدتِ العُقابُ ... وضمها والبدنَ الحِقابُ
جِدِّي، لكل عاملٍ ثوابُ ... الرأسُ والأكْرع والإهابُ
البَدَن: الوَعِل المُسِنّ. فقال لكلبته، واسمها عقاب: جِدِّي حتى أطعمَكِ الأكْرُعَ والرأسَ والإهابَ. وأتان حقْباء وحمار أحْقَبُ، وهو الذي في حَقْوه بَياض. قال رؤبة:
كأنها حَقْباءُ بَلْقاءُ الزلَقْ ... أو جادرُ اللِّيتَيْن مطْويُّ الحَنَقْ
والأحْقَب، زعموا: اسم بعض الجن الذين جاءوا يستمعون القرآنَ من النبي، صلَى الله عليه وسلَّم. وللأحْقَب حديث في المنازي في غزوة تبوك، وهو أحد النفر الذين جاءوا إلى النبي، صلَّى اللّه عليه وسلَّم. وقالوا: خمسة من نصِيبِين واثنان من الأردنّ لم يعرف أسماءهما ابن الكلبي. وأسماؤهم حَسا وبَسا وشاصِر وباصِر والأحْقَب. والحِقْبة: السَّنة، والجمع حِقَّب. يقال: حَقبَتِ السَّنةُ، وهي التي لا مطرَ فيها. ومرت حِقبة من الدهر، والجمع أحقاب وحُقوب والحُقْبة: سكون الريح، لغة يمانية. يقال: أصابتنا حُقبة في يومنا. والقُّبح: ضد الحُسن. والرجل قبيح والمصدر القُبح والقُباح. ويقال: رجل قبيح وقُباح من قوم قِباح وقباحَى. والقَباحة مصدر القُبح. وقبحَّ الله الرجلَ تقبيحاً وقَبَحَه قَبْحاً فهو مَقبوح، في معنى الدعاء عليه.
والقَباح والقبيح: مَغْرِز طرف عظم الساعد في المرافق.
قال الراجز:
حيث تواصي الإبرة القَبيحا
تواصي: تواصل. والإبرة: عظم المِرْفَق. والقَحب والقُحاب: سعال الخيل؛ فرس به قُحاب. وربما استُعمل للإبل أيضاً. وأصل القُحاب فساد الجوف. وأحسب أن القَحْبة من ذلك. ويقال بالدابّة قحْبة أيضاً، أي سُعال.
فأما أهل اليمن فجعلوا القحاب للناس وغيرهم.
والأحْقَب: حمار الوحش
ب - ح - ك


كَبَحَه باللِّجام كَبْحاً وكَمَحه، إذا ردّه به. والحَبْك: مصدر حَبَكَه يَحْبِكه ويَحبكه حَبْكاً، وهو أثر حُسن الصنعة في الشيء واستوائها. وكذلك فسر أبو عُبيدة في قوله تعالى: " والسَّماءِ ذاتِ الحُبُكِ " ، أي الاستواء وحُسن الصنعة.
وفرس مَحبوك الظهر، إذا استبان فيه الصِّقالُ وحُسن الصنعة. والحِباك: أن يُجمع خشب كالحظيرة ثم يُشَدُّ في وسطه حبل يجمعه، فذلك الحبل الحِباك.
وتحبَّكتِ المرأةُ بنِطاقها، إذا شدَّته في وسطها. وكذلك تحبَّكَ الرجلُ بثيابه، إذا تلبَّبَ بها. واحتبكتُ إزاري، إذا شددتَه عليك. وحَبَكَه بالسيف يحبُكه ويحبِكه، إذا ضربه على وسطه. وقال قوم من أهل اللغة: بل حَبَكَه بالسيف، إذا قطع اللَّحم دون العظم. وكذلك حَبَكَ عروشَ الكَرْم، إذا قطعها. والحَبيكة: كل طريقة من خُصَل الشَّعَر. وكذلك جاء في صفة الدَّجّال " إن شعره حُبُك " ، واللهّ أعلم.
وطرائق آثار الريح في الرمل: الحَبائك. وحُبُك بَيضة الحديد: الطرائْق التي تراها فيها. وكذلك حُبُكُ الماءِ إذا جرت عليه الريح. قال زهير:
مُكَلَل بأصول النبت تَنْسُجه ... ريح خَريق لِضاحي مائه حبكُ
ويروى: مكلَّل بأصول النجم. وتنسجه: تمرُّ فوقه كما تَنْسُجٍ الرِّيحُ الرَّملَ. والخَريق: اللَّيِّنة، وقالوا: الشديدة أيضاً. ويقال: ما ذُقتُ حَبَكَةً ولا لَبَكَةً، وقالوا عَبَكَةً؛ فالحَبَكَة: ما سَفِفْتَه من السويق وما أشبهه، واللَّبَكَة: اللقمة من الثَّريد. والكَحْب لغة يمانية، الواحدة كَحْبة، وهو الحِصْرِم.
ب - ح - ل
البَلَح: الخَلال الصغار قبل أن يستدير ويتمكَّن في ثفاريقه، الواحدة بَلْحة.
وبلَحَ الرجلُ تبليحاً، إذا أعيا أو ضَعفَ من مرض أو تعب، وبَلح بُلوحاً.
وضرب من الطير يسمًى البُلَح، شبيه بالنسر أو أكبر ويقال لكل أنثى حَبِلَتْ من الإنس وغيرهم: حَبِلَتْ تَحْبَل حَبَلاً، ويُجمع الحَبَل أحبالاً. وربما سمِّي ما في البطن بعينه حَبلاً، والجمع أحْبال. قال الشاعر:
وداهية جَرها جارم ... تُبِيل الحَواصنَ أحْبالَها
والمَحْبَل: وقت الحَبَل، كان ذلك في مَحْبَل فلانة، أي في وقت حَبَلها. وشَعَر محبَّل: مضفور. والحَبْل: معروف. وبنو الحبْلى: بطن من العرب.
والحَبْل: العهد، والحبْل: الأمان. وأخذت بحَبْل من فلان، أي عهداً وأماناً. قال الأعشى يصف ما يأخذ من الأمان في سفره من جوار الأحياء:
وإذا أجَوّزُها حِبالَ قبيلةٍ ... أخَذَتْ من الأخرى إليك حِبالَها
وحَبْل الذراع: معروف. ويقال: هذا الأمر على حبل ذِراعك، أي ممكن لك.
والحِبالة: شَرَك الصائد، والجمع الحبائل. والصيد محبول ومُحتبَل، إذا وقع في الحِبالة. قال لبيد بن ربيعة يصف فرساً طويل الآرساغ:
ولقد أغدو وما يُعْدِمني ... صاحب غير طويل المحتبَلْ
أراد غير طويل الأرساغ.
ويقال: رجل حَبيلُ بَراحٍ، إذا كان شجاعاً. ويسمَى به الأسد أيضاً.
وحَبْل العاتق: عَصَبَتاه. والحابُول: الكَرّ الذي يُصعد به إلى النخل؛ ويسمّى بالفارسية بَرْوَنْد، وبالنبطية البُبَلْيا. والحَبْلة: الكَرْم. والحبْلة: ضرب يصاغ من الحَلْي. وفي الحديث: " نُهِيَ عن حَبَل الحَبَلة " ، وهو أن يُباع ما يكون في بطن الناقة التي هي في بطن أمها. والحُبَل: موضع. والأحْبَل الذي يسمَّى اللُّوبياء، لغة يمانية، ويسمِّيه أهل الحجاز الدِّجْر. والحِبْل: الداهية، والجمع حُبول.
قال أبو عبيدة: الحَبْل موقف خيل الحَلْبة قبل أن تطلق. يقال: الخيل واقفة في الحَبْل، أي في الموضع الذي توقَف فيه. وبه سمِّي حَبْل البصرة، وهو رأس مَيدان زياد. ومثل من أمثالهم: " أنا بين حابل ونابل " ، يضربه الرجل إذا كان في دار مَخافة يخاف من أقطارها. والمَحْبِل: الكتاب. قال الهذلي:
لا تَقِهِ الموتَ وقِيّاتُه ... خُط له ذلك في المَحْبِل
فمن كسر الباء عنى به الكتاب، ومن لم يكسر الباء فإنه يريد: وأمُّه حُبلى.
والحَلْب: مصدر حلَبت الشيء أحلُبه حَلْباً. ومن أمثالهم: " إنك لتَحْلُبُ حَلَباً لك شَطْرُه " . والحِلاب: ما حُلب من اللبن. ويُروى هذا البيت:
صاح أبصرتَ أو سمعتَ براع ... رَدَّ في الضَّرع ما قَرَى في الحِلابِ


ويُروى: في العِلاب. قَرَى: جَمَعَ. قال أبو بكر: وقول الآخر - عمرو بن كلثوم التغلبي:
ذراعَيْ عَيْطَل أدماءَ بِكْرٍ ... هِجانِ اللون لم تَقرأ جَنينا
أي لم تجمع في رَحمِها ماءَ الفحل. والحُلْبة: حَبّة معروفة. والحِلْبلاب: ضرب من النبت. وما له حلوبة ولا رَكُوبة، أي ما يُحلب وما يُركب. والحُلَب: ضرب من النبت. وحلائب الرَّجل: أنصاره من بني عمه خاصَّة، هكذا يقول الأصمعي، فإذا كانوا من غير بني عمه فليسوا بحلائب. قال الشاعر:
ونحن غَداةَ العين لمّا دَعَوْتَنا ... منعناكَ إذ ثابَتْ عليكَ الحَلائبُ
والحَلْبة: حَلْبة الخيل، وهي الدُّفْعة في الرهان خاصةً.
والمَحْلَب: الحَبّ الذي يُتطيّب به. والمِحْلَب: الإناء الذي يُحلب فيه.
ويقال: ناقة حَلوب رَكوب، إذا كانت تُحلب وتُركب. وأنشد:
حَلْبانةٍ رَكْبانةٍ ضفُوفِ ... تَخْلِطُ بين وَبَرٍ وصُوفِ
فالحَلْبانة: التي تُحلب مِحْلَبتين؛ شبَّه سرعةَ يديها بسرعة ناسِجة تخلط بين وبر وصوف. ومَحْلَبة: موضع معروف. ويقال: لَحَبْتُ اللحمَ عن العظم ألحَبه لَحْباً، إذا قشرته. وكل شيء قشرتَه فقد لحبتَه، العود وما أشبهه.
ولَحِبَ لحمُ الرجل، إذا أنحله الكِبَرُ. قال الشاعر:
عَجوز تُرَجّي أن تكون فَتِيَّةً ... وقد لَحِبَ الجَنْبان وآحدودبَ الظهْرُ
وطريق لاحِب: مُسْتَوٍ واضح، كأنَّه لَحَبَ الأرضَ، أي قشرَها.
ومَلحوب: موضع معروف. قال عَبيد بن الأبرص:
أقْفَرَ من أهله مَلحوبُ ... فالقُطَبيّاتُ فالذَّنُوبُ
ب - ح - م
أهملت في الثلاثي الصحيح.
ب - ح - ن
حَبِن الرجلُ يَحْبَنُ حَبَناً، إذا انتفخ بطنُه، فهو حَبِن والمرأة حَبْناءُ. وحُبنَ الرجلُ يُحْبَنُ حَبْناً وحَبَناَ، فهو محبون، وهو داء يصيب الإنسان في بطنه فيَرِمُ منه.
والحِبْن: معروف، وهو الدُّمَّل، يخفَّف ويثقَّل. قال أبو النجم:
وقام جِنِّيُّ السَّنام الأمْيَل ... وامتَهَدَ الغاربُ فِعْلَ الدمَّل
والحَبَن: الدِّفْلَى، لغة يمانية.
والبَحَن: فعل ممات، ومنه اشتقاق البَحْوَن وهو الرمل المتراكب. قال الراجز:
من رَمْل تُرْنَى ذي الرُّكام البَحْوَنِ ... أثبَجَ أو ذي جُددٍ مُفَنَّن
وُيروى: من رمل حَوْضَى. والبَحْوَن: العظيم البطن، وبه سمِّي الرجل بَحْوَنة. والبَحْوَن، زعموا: ضرب من التمر، ولا أدري ما حقيقته. والحَنَب والتَّحنيب: أحْدِيداب في وَظيفي يدي الفرس وهو مستحسَن، فرس مُحَنَّب والأنثى مُحَنَّبة.
والنَّحْب: النّذْر؛ قضى فلان نَحْبَه، أي نَذْرَه، وقالوا: قضى نَحْبَه، إذا مات.
والنَّحْب: الخطر العظيم. قال الشاعر:
بطِخْفَةَ جالَدْنا الملوكَ وخيلُنا ... عَشيَّةَ بِسْطام جَرَيْنَ على نَحْبِ
أي على خطر وغَرَر.
ورجل مُناحِب، كأنه مُخاطِر على الشيء. ناحبَ الرجلُ الرجلَ، إذا خاطرَه.
والنَّحيب: تردُّد البكاء في الصدر.
والنَّحْب يقال لأطول يوم في السنة يشتدّ فيه الحَرُّ، زعموا، وهو السابع عشر من حَزِيران. وليل التِّمام أطول ليلة في السنة، وهو السابع عشر من كانون الأول. ويقال: ليل التِّمام: ليل الغُموم.
والنَّبْح: مصدر نَبَحَ الكَلبُ نَبْحاً ونُباحاً. والنَّوابح: الكلاب. قال الشاعر:
فقل للحَواريّات يَبكين غيرَنا ... ولا يَبْكِنا إلا الكلابُ النوابحُ
الحواريات: النساء الحَضَريات، سُمِّين بذلك لنقائهنّ وبياضهنّ.
والنُّبوح: الجماعة الكثيرة من الناس لا واحد لها من لفظها. قال الأخطل:
إن العَرارةَ والنبوحَ لِدرام ... والمستخِفَّ أخوهمُ الأثقالا
العَرارة: السُّؤود. والنُّبوح: العدد. يعني أن أخاه الذي يتحمَّل الدِّيات.
والنَّبّاح: صَدَف من صَدَف البحر يعلَّق على الصبيان تُدفع به العين، زعموا.
ب - ح - و
باحَ بسرِّه يَبوح بَوْحاً، إذا أظهره. وباحة الدار: وسَطها. وجمع باحة بُوح، مثل ساحة وسوح. ومثل من أمثالهم: " ابنك ابن بُوحِك يشرب من صَبوحِك " .


وبَيْحان: اسم رجل تُنسب إليه الإبل البَيْحانيَّة. وهذا البِياح من الحِيتان عربي صحيح. والحَوْب: الجمل. ثم كثر ذلك حتى صار زجراً للجمل. قال الشاعر في أن الحَوب الجمل بعينه:
هي ابنة حَوْب أمُ تسعين آزَرَتْ ... أخا ثقةٍ تَمري جَباها ذَوائبُه
يعني كِنانة عُملت من جلد بعير وفيها تسعون سهماً، فجعلها أمًّا للسهام لأنها قد جُمعت السهام فيها. وقوله: أخا ثقة، يعني السيف. جَباها: حَرْفُها. وذوائبه: الهاء راجعة إلى السيف، يريد أنه تقَلد السيف ثم تقلَّد بعده الكِنانَة، فذوائب السيف تمري حَرْفَها، يريد حرفَ الكِنانة. والمَرْيُ: المسح. وقال بعضهمِ في كلام له: " حَوْبْ حَوْبْ، إنه يوم دَعْقٍ وشَوْبْ، لا لَعاَ لبني الصَّوْبْ " الدَعْق: الوطء الشديد. دَعَقْتُ الأرضَ دَعْقاً شديداً، إذا وَطِئتَها وطأً شديداً. والشَّوب: الاختلاط، يريد أنه يومُ شَرٍّ وقوله: لا لعاً لبني الصَّوب، دعاء عليهم، ويقال للرجل إذا عثر: لَعاً، أي آسْلَمْ. والحوب والحَوب: الإثم. وقد قُرىء: " إنه كان حَوْباً كبيراً " وحُوباً.
والحَوْبَة: الحزن. يقال: بات فلان بحَوْبة سَوْءٍ وحِيبة سوءٍ.
وفي دعاء النبيّ صلَّى اللّه عليه وسلَّم: " اللهمَّ آقْبَل توبتي وآرْحَم حَوْبتي " .
وحَوبة الرجل: حَريبته وأهله. والمتحوِّب: المتحزِّن من شكوى. قال طفيل الغنوي:
فذوقوا كما ذُقنا غداةَ محجَّرٍ ... من الغيظ في أكبادنا والتحوُّبِ
وتحوَّبَ الرجل من الشيء، إذا تأثَّم منه. والحَوْباء: النفْس. والحَوْأبَة: الدلو العظيمة. قال الراجز:
بئسَ مَقامُ العَزَبِ المَربوع ... حَوأبَة تُنْقِضُ بالضُّلوع
أي تسمع لأضلاعه نقيضاً، أي صوتاً. المَربوع: الذي تأخذه حمَّى الرِّبْع. يقال: رُبِعَ الرَّجُل وأربعَ. قال الهذلي:
من المُرْبَعين ومن آزِل ... إذا جَنه الليلُ كالنّاحطِ
الآزِل: المضيَّق عليه في العيش، من الأزْل، وهو الضيق. والناحِط: الذي يردِّد البكاءَ في صدره، نَحَط يَنْحِط نَحْطاً. والحَوأب: موضع قريب من البصرة، وهو الذي جاء في حديث عائشة، رضي اللهّ عنها. وهذا الموضع منسوب إلى الحَوْأب أو مسمًى بها، وهي ابنة كَلْب بن وَبْرَة. وحَبا الصبي يحبو حَبْواً، إذا مشى على آسْتِه وأشرف بصدره. وبه سمِّي حَبِيُّ السحاب، وهو الذي يشرف من الأفق على الأرض فكأنه قد دنا إليها. وحَبا البعيُر حَبْواً، إذا كُلِّف الصعودَ في الرَّمل فبرك ثم زحف من الإعياء، قال الراجز:
أودَيْتُ إن لم تَحْبُ حَبْوَ المُعْتَنِكْ ... فالذكْرُ منه عندنا والأجْرُ لَكْ
والمعتنِك: الذي يحبو في العانِك، وهو الكثيب من الرمل.
وكل شيء دنا إليك فقد حَبا لك؛ وبه سمِّي الحَبِيّ من السحاب لدنوّه من الأرض. والحَبِيّ سمِّي بذلك لانتصابه في الأرض فكأنه مشرف عليك. وحَبَوْت الرجل أحْبُوه حِباءٍ، إذا أعطيته. وأحباء المَلِك: جُلَساؤه. والحِبْوة: اسم الاحتباء، تقول: ما أحسنَ حِبْوةَ فلان. والحُبْوَة: ما حَبَوْتَه من شيء.
ويقال في قوله تعالى: " إنّي أحْبَبْتُ حُبَّ الخير " فسرَّوه: إني لَصقْتُ بالأرض لحُبّي للخير كما يُحِب البعير. قال الشاعر:
دعتني إليها مُقْلَتاها وجِيدها ... فمِلْت كما مال المُحِبّ على عَمْدِ
يعني البعيرَ الذي قد أحب.
ب - ح - ه
الحَبَّة: واحد الحَبّ. والحبة: جمع ما يحمله البقلُ من ثمره. والبُحّة: ما يجده الرجل في حلقه من خشونة، وقد مرَّ هذا مستقصًى في الثنائي.
ب - ح - ي
لها مواضع في الاعتلال تراها إن شاء اللهّ.
باب الباء والخاء
مع الحروف التي تليها
في الثلاثي الصحيح
ب - خ - د
الخَدَب: الهَوج؛ رجل أخدب وامرأة خدباءُ. ويقال: ضربة خَدْباء، إذا هَجَمَتْ على الجوف. والخِدَبّ: البعير الشديد الصلب. وستراه في باب فِعَلّ إن شاء اللهّ.
والبَخَنْداة والخَبنْداة: المرأة الثقيلة الأوراك العظيمة الساقين. وستراه في بابه إن شاء الله.
ب - خ - ذ
بذخَ الرجل يبْذخ بذْخاً، وقالوا يبْذخ، وليس بعالٍ، وهو باذِخ وبَذّاخ، إذا تكبَّر.
والبيذَخ: نخلة معروفة بهذا الاسم، الياء زائدة.
ب - خ - ر


البَخَر: رائحة متغيرة من الفم. وكل رائحة ساطعة فهي بَخَر، مأخوذ من بُخار القدر وبخار الدخان. وهذا البَخور الذي يُتبَخّر به من ذلك.
والبَرْخ: الكثير الرخيص، لغة يمانية. وأحسب أصلها عِبرانيًّا أو سريانيّا، وهو من البَرَكة والنَّماء. قال العجّاج:
ولو رآني الشعراء ديّخوا ... ولو تقول بَرِّخوا لَبَرَّخوا
لِمارَ سرْجِيس وقد تدَخْدخوا
والخَبَر: معروف؛ أخبَرتُ بكذا وكذا وأخبرتُ به، فأنا مُخْبِر ومُخْبر.
وتقول العرب: " هَل من جائبَةِ خَبرٍ " ، أي هل من خبر يَجوب البلادَ فيجيء من مكان بعيد. وأنشد:
عَهدي بهم كعَسَى وهم بتَنُوفَة ... يتنازعون جَوائبَ الأمثال
وهو مثل قولهم: " هل من مغرِّبَةِ خَبَر " . ولي بفلان خِبْرة وخَبْرة وخبْرة، والكسر أعلى، فأنا به خابر وخَبير. ويقال: فلان حَسَنُ المَخبَر. والخَبار: الأرض السهلة فيها جحَرة وحفار. ومن أمثالهم: " من تجنب الخبار أمنَ العثار " .
والخَبْراء: الأرض السَّهلة المنخفضة يجتمع فيها ماء السماء وتُنبت السِّحْرَ، وتُجمع خَبْراوات. ويقال لها أيضاً: الخَبِرة، وتُجمع على خَبِر.
والخابور: نهر، أحسبه. وتَخبرَ القوم بينهم خُبْرَةً، إذا اشتروا شاة فذبحوها واقتسموا لحمها، والشاة خَبيرة. والخَبير: الزَّبَد الذي يلقيه البعير مِن فيه، وما أشبهه. والخَبْر: المَزادة العظيمة، والجمع خُبور. وبذلك سمِّيت الناقة الغزيرة خَبْراً. والخَرَب: ذَكَر الحُبارى، والجمع خِرْبان. والخُرْبة: عُرْوة المَزادة، وجمع خرْبة خُرَب. والخُرْبة: خَرْق في الوَرِك في العظم يلبسه اللحم والجلد ينفذ إلى الجوف. والخُرْبة: الثَّقب في أذن الأخْرَب، والجمع خُرَب. والأخرَب: المثقوب الأذن، وهو مثل الأخرَم.
وأخْرَب: اسم موضع. والخَرُّوب: نبت معروف. والخَرْب: دائرة في أعلى كَشْح الفرس. والخَراب: ضدّ العَمارة. ويقال: خَرِبَ المكان خراباً. والخِرابة: سَرِقة الإبل خاصةً، كذا قال الأصمعي. ولا يكادون يسمّون الخاربَ إلا سارقَ الإبل، والفاعل خارِب وخَرّاب، وقال غيره: بل اللِّصّ خارِب. وأنشد أبو بكر:
خَلِّ الطريقَ واجتَنِبْ أرْماما ... إنَّ بها أكْتَلَ أو رِزاما
خُوَيْرِبانِ يَنْقُفان آلهاما
أكْتَل ورِزام: لِصان من بني تميم. وقد سمَّوا مَخْرَبَة.
وبنو رُبَخَة: بطن من العرب اشتقاقه من الرَّبْخ، وهو الاسترخاء؛ مَشَى حتى تربَّخ، أي استرخى. فأما تَريخَ، بالياء، فهو الذّل. يقال: رَيَّخْتُه تَرَيُّخاً، أي ذلَّلتُه. وأنشد للعجّاج:
بمثلهم يُرَيخُ المُريَّخُ
وليس هذا موضعه. والرَّبُوخ: نعت توصف به المرأة عند النِّكاح، معروف.
وأحسب أن رابخاً اسم موضع بنجد. ومُرْبِخ: أحد كُثبان الرمل بنجد. قال الراجز:
أمنْ حِذار مُرْبِخٍ تَمَطَّيْنْ ... لا بُدَّ منه فانَحَدِرْنَ وآرْقَيْنْ
ب - خ - ز
البَزَخ: خروج الصدر ودخول الظهر، رجل أبْزَخُ وامرأة بَزْخاءُ.
ويقال: تبازختِ المرأةُ، إذا حرَّكت عَجُزَها في مِشيتها. وبُزاخة: موضع.
والخَزَب: ضيق أحاليل الشاة والناقة من وَرَمٍ أو كثرة لحم، والناقة: خَزِبَة.
ولحم خَزب، إذا كان رَخْصاً لَيِّناً. والخَيْزَبَة والخَيْزُبَة، بفتح الزاي وضمّها: اللحمة الرخْصَة اللَّيِّنة. وفي كلام بعضهم: " فأكلت خَيْزَبَة من فِراص هِلَّعَة " ، الفِراص: جمع فريصة، وهي لحمة في الكتفين. وهِلَّعة: عَناق جَذَعة. والخَزَب: الخَزَف المعروف في بعض اللغات. والخَبْز: ضرب البعير بيده الأرضَ في مشيه. وبه سُمِّي الخُبز لضربهم إياه بأيديهم. والخُبْزَة: القُرْص أو الرغيف. والخِبازة: حِرفة الخَبّاز. والخُبّازَى: ضرب من النبت. والخازِبازِ: ورم يحدث في الوجه.
والخِزْباز والخازِبازِ: ذباب العشب؛ ويقال: ضرب من العُشب. قال ابن أحمر:
بهَجْل من قَسا ذَفِرِ الخُزامَى ... تَداعى الجِرْبِياءُ به حَنينا
تَفَقأ فوقه القَلَعُ السواري ... وجُن الخازِبازِ به جُنونا
وقال آخر:
مثل الكلاب تَهِر عند دِرابِها ... وَرِمَتْ وجوههمُ من الخِزْبازِ
وقال آخر:
يا خازِبازُ أرْسِل اللَّهازِما ... إني أخاف أن تكون لازِما


ويقال: الخازِبازِ والخازِبازُ والخِزْباز والخِزْباء.
والزخْب يكنى به عن النكاح، أحسب.
ب - خ - س
بَخَسْتُه حقه، إذا ظلمتَه إياه. ومن أمثالهم: " تَحْسِبُها حَمقاءَ وهي باخِس " ، وقالوا: باخسة. وقوله جلَّ وعز: " وشَرَوْه بثَمَنِ بَخْس " ، أي ناقص، واللهّ أعلم.
وتَباخسَ القومً في البيع، إذا تغابنوا. والخباسة: المَغْنَم. قال الشاعر:
فلم أر مثلها خباسةَ واحدٍ ... ونَهْنَهْتُ نفسي بعدما كِدْت أفعلَهْ
هكذا لغة طيىء، يقولون: كِدْتُ أضربَه، إذا عنوا المؤنث إذا أرادوا أن يقولوا كِدْتُ أضربُها. أراد: أفعلها. واختَبَسَ الرجلُ الشيءَ، إذا أخذه مغالَبةً.
وأسد خَبُوس: يختبس الفريسة فيَغلب عليها. والسبْخة: أرض مَلِحة، والجمع سِباخ.
وسبَّخَ اللهّ عنه الحُفَى، أي خففها عنه. وفي الحديث: " لا تُسَبِّخي عنه بدعائك " .
والسبيخة: الخُصلة من القطن، والجمع سَبائخ. قال الشاعر:
فأرْسَلوهنَّ يُذْرِينَ الترابَ كما ... يَنفي سبائخَ قُطْنٍ نَدف أوتارِ
والسِّخاب: قلادة من قرنفل أو غيره، والجمع سُخُب، مثل رُسُل وكتُب، كما قالوا: كتاب وكتُب وكتْب.
ب - خ - ش
الخَبْش: مثل الهَبْش سواء، وهو جمع الشيء. واشتقاق اسم خَنْبَش من هذا، النون زائدة. والخَشَب: معروف، ومثله الخُشُب، وهو جمع خَشَبَة. قال امرؤ القيس:
حتى تركناهم لَدَى مَعْرَكٍ ... أرجُلُهم كالخُشُبِ الشّائل
قال أبو بكر: الشائل: المرتفع. شالَ هو إذا ارتفع، وأَشَلْته أنا إذا رفعته. قال الأخطل يهجو جريراً:
وإذا جعلتَ أباكَ في مِيزانهم ... رَجَحوا وشالَ أبوك في المِيزانِ
وفي التنزيل: " خُشُب مُسندة " ، واللّه أعلم بكتابه. وسيف مَخشوب وخشيب: حديث الصنعة. وجادَ ما فَتَقَ الصَّيْقَلُ خَشِيبةَ السيف، يعني جادَ ما طَبَعَه. والأخْشَب: الأرض الغليظة، وجمعه أخاشِب. وقد سمّوا خشبان، ومن هذا اشتقاقه.
وأخْشَبا مكّة: جَبلاها. وأخشَبا المدينة: حَرَتاها المكتنفتان لها.
وجمل خَشِب، إذا كان غليظاً. قال ذو الرُّمَّة بسيط:
شَخْتُ الجزارة مثلُ البيت سائرُه ... من المُسوح خِدَبّ شَوْقَب خَشِبُ
وصف ظليماً شختَ الجزارةِ، أي دقيق القَوائم مثل البيت، يريد مثل البيت من الشعر. وسائره، أي سائر الظليم من المُسُوح، أي أنه أسوَد. والخِدَبّ: الضَخم. والشَّوْقَب: الطويل. والخَشِب: الغليظ الجافي.
والخِشاب: بطون من بني تميم، لقب لهم. قال جرير:
أثَعْلَبَةَ الفوارس أم رِياحا ... عَدَلْتَ بهم طُهيةَ والخِشابا
والشَخْب والشخْب: ما خرج من الضَّرع من اللبن إذا احتلبتَه، كأن الشَّخْب المصدر والشّخْب الاسم. والشُّخْبَة: الدُّفْعَة من اللبن تخرج من الضَّرع، والجمع شخب. والشخاب: اللبن، لغة يمانية لأهل الجوف. ويقال: تشخَّبَ الرجل بدمه. وكلّ شيء سال فقد شَخَبَ الدَّمُ منه وما أشبهه. وربما سُمِّي الدم شَخْباً.
ب - خ - ص
البخص: لحم العين. يقال: بَخَصَ عينَه، إذا أصاب بَخَصَتَها. وبَخَصُ القدم: لحم أخْمَصِها. والخَبْص: خلطك الشيءَ بالشيء. وبه سُمِّي الخَبيص، إن شاء اللّه. يقال: خَبَصْتُ الدقيقَ وغيره بالماء، إذا خلطته. والخِصاب: نخل الدَقل بلغة أهل نجد. والخِصْب: ضد الجَدْب، مكان مُخْصِب وخَصيب. والخَصيب: لقب رجل من العرب. ورجل خَصيب الجَناب، إذا كان واسع الرَّحْل. والصبَخَة: لغة في السَّبَخَة، والسين أعلى. والصَّخَب: اختلاط الأصوات، يقال: سمعت اصطخابَ الطير، أي اختلاط أصواتها. ورجل صُخب وامرأة صخُبَّة، إذا كانا شديدي الصَّخَب.
ويقال: حمار صَخِب الشَّوارب، أي يردد نُهاقَه في شواربه، والشَّوارب: مجاري الماء في الحلق. قال أبو ذؤيب الهُذلي:
صَخِبُ الشوارب لا يزال كأنه ... عَبدٌ لآل أبي رَبيعةَ مُسْبَعُ
وللمُسْبَع مواضع: المسْبَع: الذي قد أهمل حتى صار كأنه سَبُع. والمُسْبَع: الذي قد وقع السَّبُعُ في غنمه. والمُسْبَع: الدَّعيّ. قال الراجزْ:
إنّ تميماً لم يُراضِع مُسْبَعا ... ولم تَلِده أمُه مقنَّعا
ب - خ - ض


خَضَبَ الشَّجر يَخْضِب وخَضِبَ يَخْضَب، ويَخْضِب أعلى، إذا كان أخضر. واخضوضَبَ كذلك. قال أبو حاتم: خَضِبَ يخْضَب وخضب يخْضِب لغتان جيدتان. قال أبو بكر: وأخضَبَ الشجرُ أيضاً، وأنشد:
تَسْمَع منها في السَّليقِ الأشْهَبِ ... العارِدِ الشوكِ الذي لم يُخْضبِ
مَعْمَعةَ مثلَ الحريق المُلْهَبِ
وخَضَبَ الظليمُ فهو خاضِب، إذا احمرت ساقاه وأطراف ريشه من أكل العُشب. وكان أبو مالك، زعموا، يقول: خَضَبَ الظليمُ، إذا أكل اليَساريع فاحمرَّت قوادمه وساقاه. والخِضاب من هذا اشتقاقه. والخُضَبَة: المرأة الكثيرة الاختضاب. وكَف خَضيب ومَخضوبة. والكفًّ الخَضيب: نجم معروف. وكان الأصمعي يقول في بيت الأعشى:
أرى رجلاً منهم أسِيفاً كأنّما ... يَضُمُّ إلى كَشْحيه كَفًّا مُخَضبا
يريد: كأنَّ يده قُطعت فقد ضمَّها إلى كشحيه وذكَّر الكَف على تذكير العضو من الأعضاء. والمِخْضب في بعض اللغات: إناء يُتوضّأ فيه من حجارة.
ب - خ - ط
خَبَط البعيرُ الأرضَ بيديه، إذا ضربها. وكل شيء ضربته بيدك فقد خَبَطْتَه وتخَبّطْتَه. وفي التنزيل: " يتخبَّطُه الشَيطانُ من المَسّ " ، فسَّره أبو عبيدة: يتخبَّطه كما يتخبَّطه البعير. قال أبو حاتم: الخُباط: داء كالجنون. والخَبَط: ورق يُخبط من الشجر ويُلجن تُعْلَفُه الإبل، وهو الخَبيط أيضاً. ويقال: في أرض بني فلان خَبْطَة من الكلأ، أي شيء يسير.
وأخبطَ الرجلُ إبِلَه، إذا أعلفَها الخَبَطَ. ويقال: اختَبط فلان فلاناً، إذا طلب معروفَه. قال الشاعر:
وليس مانعَ في قُرْبَى ولا نَسَب ... يوماً ولا مانعاً من خابطٍ وَرَقا
ويقال: ما بقي في الإناء إلّا خِبْطَة من طعام أو غيره. وربما سمِّيت المَطيطة من الماء الباقية في الحوض خِبْطَةً. والخُباط: داء يأخذ الرجلَ كالجنون.
وخَطَبَ الرجلُ خِطابةً فهو خَطيب بَيّنُ الخِطابة. واسم الكلام: الخُطْبة.
وخِطْبة النِّساء بالكسر، وكذلك هو في التنزيل: " ولا جُناحَ عليكم فيما عَرَّضْتُم به من خِطْبَةِ النِّساء " ، واللّه أعلم.
ويقال: خَطَبَ الرجلُ المرأةَ يَخْطُبها، فالمرأة خِطب وكذلك الرجل. وكذلك خِطِّيبَى أيضاً. قال الشاعر:
لِخِطِّيبَى التي غدرتْ وخانت ... وهنّ ذواتُ غائلةٍ لُحِينا
وأمّ خارجة: امرأة قد وَلَدَتْ قبائل من العرب، كان يأتيها الرجل فيقول: خِطْب، فتقول: نِكْح. وقالوا: خِطِبْ فتقول نِكِحْ، فضُرب بها المثل فيقال: " أسْرَعُ من نِكاح أمّ خارِجةَ " . والخِطاب: مصدر خاطبته مخاطبةً وخِطاباً.
والخَطْب: الأمر العظيم، والجمع خُطوب. والخُطْبة: غُبْرة تَرْهَقُها خُضْرَة، حمار أخطَبُ وأتان خَطْباءُ. والأخْطَب: طائر، وهو مأخوذ من الخُطْبة، وهي هذا اللون. وإذا اشتدَّت خضرة الحَنظل حتى يستحيلَ إلى الغُبرة فهو خُطْبان. قال أبو حاتم: قالت أم الهيثم: الخُطْبان من الحنظل: الذي فيه خطوط سُود. وطَبَخْتُ الشيءَ أطبُخه وأطبَخه طَبْخاً، والشيء طَبيخ ومَطبوخ. وطَبَخَتْه الهواجرُ، إذا لَوَّحَتْه.
والطِّباخة: صناعة الطَّبّاخ. والمِطْبَخ: الإناء الذي يُطبخ فيه، القِدر وما أشبهها. والمَطْبَخ: الموضع الذي يُطبخ فيه. والطُّبَاخة: ما فار من رُغوة القِدر إذا طبخ فيها. وهي الطفَاحة والفُوَارة. والطِّبِّيخ والبِطِّيخ لغتان.
والمَبْطَخَة: موضع نبات البِطِّيخ، والجمع مَباطِخ. وفي الحديث: " كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يُعجِبه الطِّبِّيخ بالرُّطَب " .
وأجاز أبو زيد والكوفيون مَبْطَخَة ومَبْطُخَة ومَبْقَلَة ومَبْقُلَة ومَقْبَرَة ومَقْبُرَة.
ب - خ - ظ
أهملت في الثلاثي الصحيح.
ب - خ - ع
بَخَعَ نفسَه يَبْخَعها بُخوعاً وبَخْعاً، لم يتكلّم فيه الأصمعي، وهو باخِع، إذا قتلها غَمّاً.
وبَخَعَ بالحقّ، إذا اعترف به. وخَبَعَ الرجلُ في المكان، إذا دخل فيه. وأحسب أن العين همزة لأن بني تميم يخفَفون الهمزة فيجعلونها عيناً فيقولون: هذا خِباعُنا، يريدون خِباؤنا. ويقولون: فعلتُ كذا وكذا عَنْ فعلتَ كذا وكذا، يريدون أن فعلتَ. وأنشدوا:
أعَن تَرَسمْتَ من خَرْقاءَ مَنزِلةً ... ماءُ الصَّبابة من عَينيك مَسجومُ


يريدون: أأن تَرَسَمْتَ. وأنشد أبو حاتم لرجل من أهل اليمامة:
فَعيناش عَيناها وجِيُدش جِيدُها ... سِوى عن عظمَ الساق مِنْش دقيقُ
وجارية خُبَعَة طلَعَة، أي تستتر تارةً وتبدو أخرى.
ب - خ - غ
أهملت في الوجوه كلها وكذلك حالها مع الفاء.
ب - خ - ق
بَخِقَتْ عينُه تَبْخَق بَخَقاً، إذا انخسَفَتْ، والعين باخِقة، والرجل أبْخَقُ والأنثى بَخْقاءُ. قال الراجز:
كسَّر من عينيه تقويمُ الفُوَقْ ... وما بعينيه عَواويرُ البَخَقْ
العُوّار: الرمَص. وامرأة خَبُوق: نعت مذموم، وهو أن يُسمع لها خَبَق عند النِّكاح، أي صوت مما هناك. وفرس خِبَقٌ وخِبِقٌ، وهو السريع. وفي ترقيص النبي صلَّى اللهّ عليه وسلَّم للحسين بن علي رضي اللّه عنهما: " خِبَقَة خِبَقَّهْ تَرَقَّ عين بَقَهْ " ، بالخاء المعجمة، وأصحاب الحديث يروون بالحاء.
ب - خ - ك
أهملت في الوجوه.
ب - خ - ل
البُخل والبَخَل لغتان. ورجل باخِل وبخيل. والمَبْخَلة: الشيء الذي يحملك على البخل. وفي حديث النبي صلَّى اللّه عليه وسلَّم: " الوَلَدُ مَبْخَلَة مَجْهَلَة مَجْبَنَة " . وجمع بخيل بُخَلاء، وجمع باخِل بُخّال.
ورجل أبلخُ، وهو المتكبّر. قال أبو زيد: لم أسمعه في المؤنث. قال الراجز:
بسامياتٍ لقُروم البذَّخ ... بكل قَرْم للقُرومَ مِصْمَخ
أبْلَخَ لا بَن هو فوق الأبْلَخ
لا بل ولا بن واحد. وأنشد:
يقول أهل السُّوق لمّا جِينا ... هذا وعَهْدِ اللّه إسرائينا
أراد إسرائيل لأنه جاء بضَبّ يبيعه فقيل: هذا قد مسُخ من بني إسرائيل. والبَليخ: موضع، ولا أحسبه عربياً صحيحاً. والخَبْل والخَبَل أصله من الجنون لأن الجنَّ يسمون الخابِل، ثم سَمَوا العاشق مَخبولاً تشبيهاً بذلك.
والخَبال أصله النقصان مثل التَّباب، ثم صار الهلاك خَبالاً. وزعم المفسرون في قوله عزَّ وجلَ: " لو خَرَجوا فيكم ما زادوكم إلاّ خَبالاً، أي وَهْناً؛ هكذا قال أبو عُبيدة. وقال آخرون: إن طِينةَ الخَبال موضع في جهنَّمَ، واللّه أعلم. ورجل مخبول ومختبَل. والخَبال: داء يصيب الإنسان تسترخي منه مَفاصلُه. وأخْبَلْتُ الرجلَ، إذا أعطيته عن غير سؤال. قال زهير:
هنالك إن يُستخبَلوا المالَ يُخْبِلوا ... وإن يسْألوا يُعْطوا وإن يَيْسِروا يغْلوا
أي يشترون بالغَلاء. وأهل اليمن يقولون للرجل إذا رَثَوا له من عيب فيه: خَبالَيْهِ من كذا وكذا، أخرجوها مُخْرَجَ حَنانَيه وهَذاذَيه وما أشبه ذلك. والخِلْب: غِشاء القلب؛ هكذا يقول بعضهم. وقال آخرون: بل الخِلْب لحمة لاصقة بالكبِد أو قريبة منه، فلذلك قالوا: خَلَبَه الحُبُّ، إذا بلغ إلى ذلك الموضع منه. قال الراجز:
يا بِكْرَ بِكْرَيْن ويا خِلْبَ الكَبِدْ ... أصبحتَ مني كذراعٍ من عَضُدْ
ومِخْلَب الطائر والسَّبُع: معروف، لأنه يَخْلُب به أي ينتزع به. وكان أبو عُبيدة يقول: خَلَبَ يَخْلُب ويَخْلِب، وبذلك سُمَي المِنْجَل مِخْلَباً. والخُلْبة: الخُصْلة من اللِّيف، والجمع الخُلُب. قال الشاعر يصف ثوراً طردته الكِلاب وزعمت عبد القيس أنها لها وادعتها الأزْد:
غُبارُه في إثْرِه ساطع ... مثلُ رِشاء الخُلُبِ الأجْرَدِ
وكان الأصمعي يقول: أنشدني أبو عمرو بن العلاء هذه القصيدة، وقال: هو أحسن شيء قيل في الغُبار. والخِلابة: الخَديعة. ومنه حديث النبي صلَى الله عليه وسلًم: " لا خِلابَةَ " . ورجل خَلَبُوت، الذكر والأنثى فيه سواء. قال الشاعر:
مَلَكْتُم فلمّا أن مَلَكْتُم خَلَبْتُمُ ... وشرُّ الرجال الخالبُ الخَلَبُوتُ
ومن أمثالهم: " إذا لم تَغْلِب فآخْلِبْ " ، أي فاخدَعْ. والبَرق الخلب من هذا اشتقاقه، كأنه يخدع ولا مطر فيه. وامرأة خالبة وخَلاَّبة: خدّاعة حلوة الكلام. قال الشاعر:
بان الشَّبابُ وحُبُّ الخالبِ الخَلَبَهْ ... وقد بَرِئتُ فما بالنَّفس من قَلَبَهْ
أي من علَّة. وامرأة لُباخِيَّة: تامَّة الخَلْق والجسم. وأصل هذا الفعل مُمات.
ب - خ - م
أهملت.
ب - خ - ن
رجل بَخْن ومَخْن، وهو الطويل. وخَبَنْتُ الثوبَ أخْبِنه خَبْناً، إذا كسرته ثم خِطْتَه ليَقْصُر. وكل ما قبضتَه إليك فقد خَبَنْتَه. والخبْنة: الحُجْزة يتّخذها الرجل في إزاره فيحمل فيها الشيءَ. والخَنب: من قولهم: خَنِبَ يَخْنَب خَنَباً، وهو شبيه بالخُنان في الأنف. والأخناب: الفُروج بين الأضلاع، الواحد خِنْب. والأخناب واحدها خِنْب، وهو باطن الرُّكبة. والخِنّابتان: ما يكون عن يمين الأرْنَبَة وشمالها. وفرس خِنّاب: طويل. وقال تأبَّط شرًّا:
لمّا رأيتُ بني نُفاثةَ أقبَلوا ... يُشْلُون كلَّ مُقَلِّصٍ خِنّابِ
يُشْلُون أي يزعجون. والمُقلِّص: الفَرَس. وأخْنَبَ القوم فهم مُخنِبون، إذا هَلكوا.
ورجل نَخْب ونَخيب ومَنخوب، إذا كان ضعيف القلب. وكلَّمته فنَخِبَ عنّي، إذا كلَّ عن جوابك. والنَّخْب: كناية عن النكاح. وانتَخبتُ الشيء انتخاباً، إذا اخترته. واسم ما تنتخِبه: النُّخْبة، نحو النَّصيَّة والعِيمَة وما أشبهها. والنخْبة: الدُّبُر في بعض اللغات. والنَّبْخ: جدَري الغنم، الواحدة نَبْخَة. قال الشاعر:
تحطَّم عنها قَيْضُها عن خَراطم ... وعن حَدَقٍ كالنَّبْخ لم يتفتَّقِ
القَيض: البَيض الذي ينكسر عمّا فيه. وصف نعاماً صغاراً. والنَّبْخ: نبت يستعمله البحريون في سُفنهم، ولا أدري أعربّي هو أم معرب.
ب - خ - و
البَخْو: الرِّخو في بعض اللغات، وإذا كانت التمرة خاوية سمّاها أهل اليمن بَخْوَة.
وخَبَتِ النارُ تخبو خُبُوًّا، إذا خَمَدَتْ.
وللباء والخاء والهاء والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء اللّه.
باب الباء والدال
مع الحروف التي تليها
في الثلاثي الصحيح
ب - د - ذ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق