الاثنين، 4 مارس 2013

4 ثان.إيجاز التعريف في علم التصريف(النص المحقق)

تابع لما قبله

(5)قال في إصلاح المنطق ص 134: " ويقال: لقيت منه البُرَحَيْن والبِرَحَين والفُتَكْرِين =والفِتَكْرِين، وهي الدواهي ".وينظر: نهذيب إصلاح المنطق ص 335، ومجالس ثعلب ص 520، والممتع ص 78. وفي القاموس: " فتكر "، " والفتكرين - بتثليث الفاء، وفتح التاء، وبكسر الفاء وسكون التاء وفتح الكاف، الداهية والأمر العظيم ". 



ص -77- وفتح التاء وسكون الكاف.
وحكى فيه أيضاً ابن السيد البطليوسي 1: فتح الفاء والتاء وسكون الكاف 2. وهما نادران ؛ لأنَّ تقدير الواحد منهما: " فُتَكْر" و " فَتَكْر " على وزن: " فُعَلْل " و " فَعَلْل "، والمشهور: " فِتَكْرُون " بكسر الفاء وفتح التاء وسكون الكاف فيكون واحدها في التقدير: فِتَكْر كفِطَحْل.
والمزيد فيه نحو: عَرْقُوة 3، وعُرْقُوب 4، وملكوت 5، ومسجد 6.

ــــــــــــــــ
(1) هو أبو محمَّد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوس، أحد علماء الأندلس الذين برعوا في مختلف العلوم وتضلَّعوا منها، فذاع صيتهم وطار ذكرهم، له مؤلَّفات كثيرة منها: الاقتضاب في شرح أدب الكُتَّاب، والْحُلَل في إصلاح الْخَلَل من كتاب الْجُمَل. وُلِد في بطليوس سنة أربعٍ وأربعين وأربعمائة، وتوفي بمدينة بلنسية سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. تنظر ترجمته في: إنباه الرواة 2/143، ووفيات الأعيان 2/283، والصلة 1/282، وبغية الوعاة 2/56، وشذرات الذهب 4/65
(2)ينظر: القاموس " فتكر ".
(3)العرقوة: هي الخشبة التي على الدَّلْوِ بمنزلة الصليب، وقد مثَّل سيبويه بهذه الكلمة على زيادة الواو رابعة. ينظر: الكتاب 4/275، وشرح أبنية سيبويه للدهان ص 122، ومختصر شرحها للجواليقي ص 135.
(4) العُرْقُوب: هو العصب الغليظ فوق عقب رِجْل الإنسان، واسم رجل اشتهر بخلف الوعد. ينظر: الصحاح " عرقب ".
(5) ملكوت: فَعَلُوت، من الملك فالواو والتاء زائدتان. ينظر: الكتاب 3/443، 4/292-316، والممتع 1/142، 276، وشرح أبنية سيبويه للدهان ص 154، ومختصر شرحها للجواليقي ص 162.
(6)المسجد مكان السجود، فالميم فيه زائدة.



ص -78- والمحذوف منه نحو: " يدٍ " هي في الأصل: " يَدْي " كَظَبْيٍ.
ولذلك قيل في جمعهما: " أيدٍ " و " أظْبٍ "، والأصل: " أيْدِي، وأظْبي " 1.
ويدخل أيضاً في المحذوف منه: عُلَبِطٌ " بمعنى عُلاَبط - وهو الضخم 2 و " جَنَدِل " - وهو المكان ذو الجَنَادِل. أي: الحجارة 3، فحذفوا الموصوف وهو " المكان " والمضاف وهو " ذو " واقتصروا على المضاف إليه وهو جَنَادِل. ثُمَّ حذفوا الألف ؛ لأنَّ الْعِلْمَ بِرَفْضِ أربعِ حركات متوالية في كلمة مُنَبِّهٌ على حذف ساكن 4؛ ولأجل رفضهم ذلك أسكنوا فاء الفعل مع حرف المضارعة 5 وهمزة التعدية 6.
والاسم الذي يشبه الحرف نحو: مَنْ، وكَمْ. والعجمي
ك " نَرْجِس 7، وفِرَنْد " 8والفعل المصوغ للمفعول نحو: ضُرِب.

ــــــــــــــــ
(1)ينظر: الأصول لابن السراج 2/446، والصحاح واللسان ( يدى ).
(2)قال كراع النمل في المنتخب ص213:"ويقال بعير عُلَبِط وعَلاَبط ضخم" وينظر: شرح أمثلة سيبويه للجواليقي ص 137، والممتع 1/68
(3)قال كراع النمل في المنتخب ص 571: " والجَنَدِل موضع فيه حجارة ".
(4)ينظر: الأصول 3/181، والممتع 1/68
(5)نحو: ضَرَبَ يَضْرِب. كانت الفاء متحركة في الماضي فسكنت في المضارع.
(6)نحو: " كَرمُ محمَّدٌ " لازمٌ. و " أكْرَمه الله "، تعدَّى بواسطة الهمزة. وقد سكنت فاء الفعل بعدها.
(7)قال الصفدي في تصحيح التصحيف وتحرير التحريف ص 514: " ويقولون نَرْجَس- بفتح الجيم - ويسمون به، والصواب: نَرْجِس بالكسر، وزعم أبو عثمان المازني أنَّ نَرْجِسا على وزن نَفْعِلَ، وأنَّ النون فيه زائدة ؛ لأنَّه ليس في الكلام على مثال: فَعْلِل ".
وفي الصحاح: ( نرجس ): " نَرْجِس معرب، والنون زائدة ؛لأنَّه ليس في الكلام فَعْلِل، وفي الكلام " نَفْعِل ". وينظر: القاموس ( رجس ).
(8)الفِرَند: الوشي الذي يكون في متن السيف. ينظر كتاب المنتخب ص492. وهو أيضاً الماء الجاري في السيف. ينظر نظام الغريب في اللغة ص 93. والفرند أيضاً نوع من ثياب الحرير. ينظر: تصحيح التصحيف وتحرير التحريف ص 118.



ص -79- والمصوغ للأمر نحو: دَحْرِجْ، وهما أصلان بنص سيبويه 1 ؛ لأنَّهما لو كانا فرعين لما وُجِدَ فِعْلُ مفعول ليس له فِعْلُ فاعل
ك " نُفِست المرأة 2، ونُخِيَ الرجل 3، وسُقِطَ 4 في يده ".

ــــــــــــــــ
(1)يفهم ذلك من قوله في كتابه 1/12: " فأمَّا بناء ما مضى فَذَهب وَسَمِعَ ومَكُثَ وحُمِدَ ومَكُث. ومخبراً يَقْتُل ويَذْهَب ويَضْرِب ويُقْتَل ويُضرَب ". فإنَّه مثل للمبني للمعلوم بأمثلة خاصة وفعل ذلك بالمبني للمجهول. وكذلك مثل لفعل الأمر بأمثلة خاصة فقال: " أمَّا بناء ما لم يقع فإنَّه قولك آمراً: اذْهَبْ واقْتُلْ واضْرِبْ ". ومسألة أصالة هذين الفعلين محل خلاف بين النحاة، فصيغة المبني للمجهول ينسب القول بأصالتها إلى سيبويه بناء على النصوص السابقة، وتنسب أيضاً للمازني بناءً على قوله:" والأفعال نحو: ضَرَبَ، وعَلِمَ، وضُرِبَ وظَرُف ". المنصف 1/17.
وينسب هذا القول أيضاً للمبرد وابن الطراوة والكوفيين. وذهب جمهور البصريين إلى أنَّ صيغة المبني للمفعول مغيرة من فعل الفاعل وليست بأصل، وينسب هذا القول أيضاً لسيبويه، ويستأنس له بأنَّه لم يذكرها ضمن أوزان الفعل عندما تحدث عن تلك الأوزان. ينظر: الكتاب 4/38. وينظر هذا الخلاف في شرح الكافية الشافية 4/201، وابن يعيش 7/70 -71، 152، وشرح الملوكي ص 31، والارتشاف 2/195، والمزهر 2/37، والتصريح 2/357، والأشموني 4/242، وكذلك اختلفوا في فعل الأمر، فذهب البصريون إلى أنَّه أصل بنفسه اشتق من المصدر ابتداءً، كاشتقاق الماضي والمضارع منه، وذهب الكوفيون إلى أنَّه فرع عن المضارع وهو عندهم معرب. ينظر في هذه المسألة: الإنصاف في مسائل الخلاف ص 524، المسألة رقم72، وأسرار العربية ص 317، وشرح الكافية الشافية 4/2014.
(2) في الصحاح ( نفس ): " وقد نَفِسَت المرأة بالكسر، نِفَاساً ونَفَاسةً، ويقال أيضاً: نُفِسَت المرأةُ غلاماً على ما لم يسم فاعله ". وفي إتحاف الفاضل بالفعل المبني لغير الفاعل لابن علان الصديقي ص 69: " نفست المرأة بالفاء والسين المهملة كسَمِعَ وعُنِي، ولدت أو حاضت، والفتح فيه أكثر... ". وفي القاموس: نفس به كفرح، ضنَّ به وعليه بخير حسد... انتهى، فيكون فيه لغتان كعُنِي وفرح. قلت: قال ابن طريف: نفست الشيءعليك حسدتك عليه ولم أرك أهلاً له ".
(3)نُخِيَ الرجل وانتخى علينا أي افتخر وتعظَّم. ينظر اللسان ( نخا )، وإتحاف الفاضل بالفعل المبني لغير الفاعل ص 69.
(4)في إتحاف الفاضل ص 42: " وسقط في يده كعُنى، وأُسْقِطَ في يده مجهول بالقاف والطاء المهملة، زل وأخطأ وندم وتحيَّر. قلت: قال ابن طريف وابن القوطية: سُقِطَ في يد الرجل ندم لا يُتكلَّم به إلاَّ على بناء ما لم يسم فاعله ".



ص -80- فصل [صوغ الفعل للمفعول]
صوغ الفعل للمفعول - بضم أوله وفتح ما قبل آخره إن كان مضارعاً نحو : يضرب ، ويستعتب . وبضم أوله وكسر ماقبل آخره إن كان ماضياً نحو : أكرم وعلم ، فإن اعتل ماقبل الآخر نقلت الفتحة والكسرة إلى ما قبله نحو: قيل واختير، فإن اعتل ما قبل الآخر نقلت الفتحة والكسرة إلى ماقبله نحو :قيل واختير ، فإن تساوى المعتل وما قبله في الحركة لم يحتج غلى نقل نحو : يختار ويختار ويشرك الأول إن كان تاء مزيدة الثاني نحو : تعلم
وإن كان همزة وصل شاركه الثالث نحو :أستخرج واقتدر



ص -81- فصل
المصوغ للأمر موازن للمضارع بعد إسقاط حرف المضارعة، وجعل آخره المجزوم (1) ، ويقتصر على ذلك فيما ولي "حروف مضارعته " (2) متحرك (3) ، وليس من أفعل ، فإن كان منه (4)جئ باهمزة رفعاً لتوهم كون الأمر من ثلاثي نحو علم(5) وأقم (6)في الامر من يعلم ويقيم فإن وليه (7) ساكن أعيدت إليه(8) همزة أفعل إن كان الأمر منه(9) وإلاجئ بهمزة الوصل مضمونة قبل ضمة لازمة خالصة أو مشمة(10)نحو قولك في الامر من يخرج : أخرج(11)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لأنه يبنى على مايجزم به مضارعه خلافاً للكوفيين الذين يقولون إنه معرب مجزوم ينظر : الإنصاف ص 524
(2) في ب : " حرف مضارع "
(3) نحو : دحرج ، من " يدحرج ، وزخرف ، وشارك ، وصل ،وصم "
(4)أي : من " أفعل : نحو أحسن ، وأكرم ، وأجمل "
(5)مثال لما ولي حرف مضارعته متحرك وليس من أفعل
(6)مثال لما ولي حرف مضارعته متحرك وهو من أفعل
(7)أي إن ولي حرف مضارعته
(8)أي إلى الفعل
(9)أي من الفعل
(10)قال المصنف في لامية الأفعال :

والهمز قبل لزوم ضم ونحو اغزى بكسر مشم الضم قد قبلا

ينظر :المفتاح في الصرف للجرجاني ص 54 - 55 ، وشرح الكافية الشافعية 4/2242 ،وشرح مختصر التصريف العربي ص 69 ، ومناهل الرجال ص 134 ، ودروس التصريف ص128 - 129
(11) مثال لما كانت فيه الضمة خالصة .



ص -82- ومن يد عو : ادعى1هند.
كسورة قبل كسرة أو فتحة أو ضمة غير لازمة نحو :اضرب واذهب ،وامشوا2


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- مثال لما يجوز فيه الإشمام وهو كل فعل ثالثة مضموم ، وهو معتل اللام أسند إلى ياء المؤنثة و الإشمام هو الميل بالكسرة نحو الضمة . ويجوز في الضمة .ويجوز في هذا النوع زيادة على الإشمام إخلاص الضم ،وإخلاص الكسر . تنظر المراجع السابقة في الحاشية (1).
2- الضمة في امشوا ليست لازمة ، لأن الفعل مشى يمشي ،مكسور العين في الاصل ، وإنما ضمت عينة لمناسبة الواو بعد حذف اللام لالتقاء الساكنين .

فصل: [علامات أصالة الحرف]
يعلم أنَّ الحرف أصل بأن لا يَكْمُلَ أقل الأصول إلاَّ به، كحروف " يوم "1، فإنْ لم يكن كذلك فبمباينته لحروف الزيادة التي يجمعها أربع مرات " قولي "2:

أمان وتسهيل تلا أنس يومه نهاية سول أم هناء وتسليم3

ــــــــــــــــ
1 لأنَّ أقل ما تكون عليه الكلمة المعربة ثلاثة أحرف، ولو حذفت الياء من ( يوم ) لبقيت على حرفين.
وقد عرَّف المصنِّفُ الأصلي والزائدَ بقوله في الخلاصة:

والحرف إنْ يلزم فأصلٌ والذي لا يلزم الزائد مثل تا احتذي

ينظر: أوضح المسالك 4/327، والمساعد 4/44
2 في أ: " قولى شعر ".
3 أورد ابن مالك هذا البيت في شرحه للكافية الشافية 4/2033، وفي نظم الفوائد ق 5 وأورده ابن هشام في أوضح المسالك 4/230. ولكن بين روايته في تلك المراجع وروايته هنا اختلاف سببه تقديم بعض الكلمات وتأخير غيرها، فالرواية في تلك المراجع هي كما يلي:

هناءٌ وتسليمٌ تلا يوم أُنْسِه نهاية مسئول أمانٌ وتسهيلُ



ص -83- كحروف: جعفر.
وبتصديره قبل أكثر من ثلاثة أصول في غير فعل واسم يشبهه1كياء: " يَسْتَعُور "2.
وبانتفاء أدلة الزيادة التي تذكر بَعْدُ كسين " سَفَرْجَل "3 ولامه.
وبثبوته في جميع التصاريف كنون " ضَيْفَن "4 فإنَّها أصل خلافاً

ــــــــــــــــ
وقد ذكر العلماء عِدَّة عبارات تجمع حروف الزيادة منها قولهم: ( اليوم تنساه )، و(هويت السمان ) وهو من قول المازني:

هويت السمان فشيبنني وما كنت قد ما هويت السمان

ومنها قول الآخر:

سألت الحروف الزائدات عن اسمها فقالت ولم تبخل أمانٌ وتسهيلُ

1 قال ابن إيَّاز في شرحه لتصريف ابن مالك ص 43: " وذلك لما ذكرنا من أنَّ الزوائد لا تلحق أول بنات الأربعة لقلة التصرف فيها، وأيضاً فإنَّ الزيادة أولاً لا تتمكن تمكنها حشوا ".
2 يَسْتَعُور: بفتح الياء وتسكين السين وفتح التاء وضم العين، بلد بالحجاز قبل حرة المدينة فيه عضاه وسَمُر وطلح. وهو أيضاً اسم لشجر يُسْتَاك به، واليستعور: الباطل، ويُطْلَق على الكساء الذي يُجْعَل على عجز البعير. ووزنه عند سيبويه وجمهور اللغويين: (فَعْلَلُول). ويرى الفرَّاء أنَّ وزنه: ( يَفْتَعُول ).
قال ابن جني: " فأمَّا من قال إنَّ مثال يَسْتَعُور: يَفْتَعُول، فلا يدرى من صنعة التصريف شيئاً وإنَّما هو فيه هاذٍ ".ينظر: الكتاب 4/303، 313، والمنصف 1/33، 145، 3/23-24، وشرح أمثلة سيبويه للجواليقي ص 176، وشرح أبنية سيبويه لابن الدهان ص 166، ومعجم البلدان 5/436، والممتع 1/164، 172، 2/595، واللسان ( يستعور )، والمساعد 4/48، والمزهر 2/23.
3 السفرجل: نبت يكثر في بلاد العرب. اللسان ( سفرجل ). وينظر: سر صناعة الإعراب ص 64، والممتع ص 70.
4 اختلف أهل اللغة في نون ( ضيفن ) فذهب الخليل وتلميذه سيبويه، وتبعهما المبرد، وكثير من أهل اللغة إلى أنَّها زائدة، فوزنها عندهم: ( فَعْلَن ).
وذهب أبو زيد إلى أنَّ النون أصلية، ورجَّح ابن عصفور هذا الرأي، واختاره ابن مالك. تنظر الآراء في هذه المسألة في الكتاب 4/252، 270، 320، والمقتضب 3/337، والصحاح ( صيف )، والمنصف 1/167، وشرح أبنية سيبويه لابن الدهان ص 113، والممتع 1/271، وسفر السعادة 1/341.



ص -84- للخليل (1) . فإن العرب قالت : ضمن الرجال فهو ضافن وضيفن إذا تبع الأضياف تطفلاً ، حكي ذلك أبو زيد(2) .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هو أبو عبدالرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي أول من أستخرج علم العروض ، كان عبقريا ذكياً ، غاية في استخراج مسائل النحو وتصحيح القياس . من مؤلفاته كتاب العين الذي اشتهر به . وهو شيخ سيبويه ، توفي سنة 170 ، وقيل 175هـ تنظر ترجمته في اخبار النحويين ص 54 ، والفهرست ص 42 ، ومعجم الأدباء 11/72 وطبقات الزبيدي ص47 ، واشار التعيين ص114 ، وطبقات القراء 1/275
(2) هو سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير الانصاري البصري ، كان متضلعاً في علوم اللغة من نحو وشعر وغريب ، أخذ اللغة عن أبي عمرو بن العلاء ، وأبي البيداء الرياحي ، وأبي الخطاب الأخفش وغيرهم كثير . من مؤلفاته : كتاب النوادر ، وكتاب الهمزة ، وكتاب المطر ، وكتاب الشجر . توفي رحمه الله سنة 212 ، وقيل 215 ، وقيل 216 ، أو 217 هـ تنظر ترجمته في طبقات ابن سعد 7/27 ، وتهذيب 9/282 ،و تاريخ بغداد 9/78 ونزهة الألباء ص 89 ، والفهرست ص81 ،و مقدمة محقق النوادر من ص5 إلى ص23

فصل
[الميزان الصرفي]
وزن الكلمة أن تقابل أول أصولها بفاء، وثانيها بعين، وثالثها ورابعها وخامسها بلامات1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ذكر عبد الخالق عضيمة سبب اختيار الصرفيين لهذه الحروف دون غيرها فقال: " آثر الصرفي أن يكون ميزانه من حروف ( ف ع ل ) لأمور:
أ - الذي يطرد فيه التغيير ويكثر إنَّما هو الفعل والأسماء المتصلة به.
ب - مادة ( ف ع ل ) أشمل المواد وأعمها فكل حدث يسمى فعلاً.
ج -مخارج الحروف ثلاثة: الحلق، واللسان، والشفتان.
فأخذوا من كل مخرج حرفاً: الفاء من الشفة، والعين من الحلق، واللام من اللسان ".
المغني في تصريف الأفعال ص 25، وينظر: المنصف 1/11، والمفتاح للجرجاني ، ص 27، وشرح الشافية للرضي 1/12.



ص -85- ويعطي المقابل به " ما (1) للمقابل من حركة وسكون ومصاحبة ومصاحبةمزيد غير مغبر عن حاله ومحاله ، كقولك في وزن " جوهر ، وقسور(2)، وحيدر(3)، وعثير(4): فوعل ، وفعول ، وفعيل ، وفعيل .
فإن كان المزيد أصلاً مكرراً قوبل بما يقابل به الأصل كقولك "في"(5)قردد(6): فعلل .
فلأجل هذه المقابلة سمي أول الأصول فاء ، وثانيها عيناً ، وثالثها ورابعها وخامسها لامات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)كلمة (ما) ساقطة من (ب)
(2)القسور والقسورة الأسد. الصحاح (قسر)
(3)الحيدر الأسد ، ولقب لعلي بن أبي طالب . الصحاح (حدر )
(4) العثير : الغبار . الصحاح ( عثر )
(5) كلمة (في )ساقطة من ( أ )
(6)القردد : المكان الغليظ المرتفع . الصحاح ( قرد )

فصل [حروف الزيادة]
أحق الحروف بالزيادة حروف اللين، وهي: الألف والياء والواو؛ لسهولة الإتيان بها عند إشباع الحركات الثلاث؛ ولأنَّ كُلَّ كلمةلا تخلو مِمَّا أخذ منها وهي الحركات الثلاث(1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هذا التعليل يكاد يكون مطابقاً لما علل به ابن يعيش في شرحه للملوكي، فلعلَّ المصنِّف استفاده منه حيث إنَّ ابن يعيش أحد أساتذته. ينظر: شرحه للملوكي ص 101، وشرحه للمفصل 9/141.



ص -86- والألف أخفها فهي أحق بالزيادة / (4-ب) من أختيها، لكن منع من زيادتها أولاً تعذر الابتداء بها؛ لملازمتها السكون، فزادوا الهمزة أولاً كالعوض منها؛ لاتحاد مخرجهما1.
ومنع من زيادة الواو أولاً2 استثقالها وتعرضها للإبدال الجائز إن لم يلها واو أخرى3، والإبدال اللازم إن وليها واو أخرى4 كما فعل بالأصلية في نحو: أُقِّتَت5، وأواق6، والأصل " وُقِّتَت " و " وَواق "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - مخرج الألف من الجوف والهمزة من الحلق، فهما متجاورا المخرج وليسا متحديه. ينظر: شرح الملوكي ص 103. ومن أوجه شبه الهمزة بالألف أنَّها على صورتها وأنَّه يدخلها التغيير بالبدل والحذف. ينظر: شرح المفصل لابن يعيش 9/141.
2- منع زيادة الواو أولا هو ما عليه الجمهور. وقيل: إنَّ زيادتها أولاً واردة كما في (ورنتل) للداهية والأمر العظيم. والجمهور يرون أنَّ الواو أصلية، ووزن الكلمة عندهم (فَعنَلل).
ينظر شرح المفصل لابن يعيش 9/150، وشرح الأشموني 4/256، والمغني في تصريف الأفعال ص 70، والقاموس ( ورل ).
3- لا تقع الألف في أول الكلمة إلاَّ متحركة؛ لأنَّ العرب لا تبدأ بساكن، وحركتها قد تكون كسرة كما في وسادة، ويجوز قلبها همزة فيقال: إسادة، وقد تكون ضمة كما في ( وُقِّتَت ) ويجوز فيها ( أُقِّتَت ) و ( وُجوه ) ويجوز فيه ( أُجوه ). وقد تكون مفتوحة كما في (وَحدة،ووَناة)، ورد فيهما (أحدة، وأناة). ينظر: ابن يعيش 9/150، والصحاح ( وقت )، والمنصف 1/211.
4 - قال المصنف في الكافية الشافية:

وأول الواوين إن تقدما يبدل همزاً حيث ثانٍ سلما

من كونه في الأصل همزا أو ألف فاعل نحو: وُورِي الذْ كشف

شرح الكافية الشافية 4/2088، وينظر: المنصف 1/217 وما بعدها، وشرح تصريف ابن مالك لابن إياز ص 78.
5 - وردت هذه الكلمة في الآية 11 من سورة المرسلات وهي قوله تعالى: {وإذا الرُّسُل أُقِّتَت}. وينظر: المنصف 1/218.
6 - الواو ساقطة من (ب).

ص -87- جمع " واقِيَّة "1، وسيأتي بيان ذلك 2.
فلما امتنعت زيادتها أولاً مع كونها من أُمَّهات الزوائد زيدت الميم أولاً كالعوض منها3، ولذلك لم تزد الميم غير أول إلاَّ شذوذاً4؛ لعدم الحاجة إلى التعويض، فإذا كان حرف اللين مع ثلاثة أصول أو أكثر فهو زائد5 نحو: غُراب6و غَارِب7، وشَيْهَم8، وقَلِيب9وكَوْثَر10، وسَدُوس11.
وكذلك المماثل أحد الأصول الثلاثة نحو: جلباب12، فإن كان التماثل في أربعة أحرف لا أصل للكلمة غيرهن، ولا يفهم المعنى بسقوط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ينظر: المنصف 1/218
2 تنظر ص 176.
3 ذكر العلماء أنَّ سبب زيادة الميم هو ما فيها من شبه الواو، حيث أنَّهما من مخرج واحد وهو الشفة، وفي كل منهما غنة تمتد إلى الخيشوم. ينظر: شرح الملوكي ص 102، والممتع 1/209.
4 ينظر: الكتاب 4/237، والمنصف 1/130-131، والوجيز في علم التصريف لابن الأنباري ص23، والممتع1/239، ونزهة الطرف ص217.
5 ينظر: شرح الملوكي ص 122، وشرح المفصل 9/144، والممتع1/279، 287، 292
6 الغراب: واحد الغربان، وغُرَاب الفأس حده، وغراب الفرس والبعير أحد الوركين، وهما حرفاهما الأيسر والأيمن. الصحاح ( غرب ).
7 الغارب: ما بين السنام والعنق. الصحاح ( غرب ).
8 الشيهم: الذكر من القنافذ. الصحاح ( شهم ).
9 القليب: البئر قبل أن تطوى. الصحاح ( قلب ).
10 الكوثر من الرجال السيد الكثير الخير، ومن الغبار الكثير. الصحاح ( كثر ).
11 سدوس بالفتح: أبو قبيلة عربية. وبالضم الطيلسان الأخضر. واسم رجل. الصحاح ( سدس ).
12 الجلباب: الملحفة. الصحاح ( جلب ).



ص -88- بعضهنَّ كوسوس1 وسِمْسَم2، فالجميع أصول.
فإن كان للكلمة أصل غيرهن كـ"صَمَحْمَح"3، ومرمريس4 فالمثلان زائدان.
فإن فُهِم المعنى بسقوط أحدهما فهو زائد نحو: كفكفت الشيء بمعنى كففته5، كان في الأصل كفَّفت بثلاث فاءات، الأولى عين.
والثانية زائدة، والثالثة لام، فاستثقل توالي الأمثال فَرُدَّ إلى باب " سمْسَم " بزيادة مثل الفاء بدل مثل العين تخفيفاً، وقد خففوا هذا النوع بإبدال أحد الأمثال ياء نحو: تَظَنَّيْت؛ لأنَّه من الظن6.
وكلا التخفيفين مطرد في أقيسة الكوفيين.
والبصريون فيهما مع السماع7، ويرون أنَّ " كفكف " وأمثاله بناء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 -الوسوسة: حديث النفس يقال: وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواساً بكسر الواو، والوَسْواس بالفتح الاسم. والوسواس الشيطان.الصحاح ( وسوس ).
2 -السمسم - بالفتح - الثعلب. وبالكسر حب الحَلِ. الصحاح والقاموس ( سمم ).
3 -الصمحمح: الشديد. وقيل: الغليظ القصير، ورأس صمحمح أي أصلع غليظ شديد، وهو فَعَلْعَل كرر فيه العين واللام. الصحاح ( صمح )، وشرح الشافية للرضي 1/60
4 -المرمريس: الداهية، والأملس، وهو فعفعيل. الصحاح ( مرس ). وينظر: الممتع 1/115، وشرح الشافية للرضي 1/62، ودروس التصريف ص34.
5 -في الصحاح ( كفف ): " وكفكفت الرجل مثل كففته ".
6 -في اللسان ( ظن ): " وتظننته وتظنيته على التحويل، قال:
كالذئب وسط القنَّة ألا تَرَه تَظَنّهْ
أراد تظننه، ثُمَّ حول إحدى النونين ياءٍ ثُمَّ حذف للجزم.
7 -ينظر: الإنصاف في مسائل الخلاف ص 788 وما بعدها، وشرح تصريف ابن مالك لابن إيّاز ص 36 وما بعدها.





ص -89- مرتجل رباعي كل حروفه أصول وليس من مادة الثلاثي في شيء1 وهذا تكلف، والمختار فيه ما قاله الكوفيون.
وأمَّا تَظَنَّيْتُ فالمختار فيه الاقتصار على السماع، فلو كانت الأمثال أربعة تعين إبدال الرابع ياءً إن لم يكن " هاء "2 نحو: " رُدَدِّيَة "، وهو مثال: " خُبَعْثِنَة3 من الرَّد.
ومن قال: أُمَيِّيٌّ فجمع في النسب أربع ياءات، قال في هذا المثال: رُدَدَّدَةٌ. كذا قال أبو الحسن في تصريفه4.
فإنْ كان المماثل الفاء وحدها فمماثلها أصل كـ" قرقف "5؛ لانتفاء دليل الزيادة باشتقاق وغيره، ولأنَّ استعمال مثل الأصل مزيداً متأخر في الرتبة عن استعماله أصلاً فيما أهملت أصالة مثله، فلا يصلح أن يستعمل بزيادته.
ومعلوم " أنَّ "6 وقوع مثل الفاء مهمل إلاَّ ما ندر من نحو: " ددن "7 فإهمال وقوعه زائد أحق.
على أنَّ لقائلٍ أن يقول في قاف " قِرْقِس " - وهو البعوض8-: إنَّها زائدة لقولهم في معناه: " قِرْس "، ويعتذر عنه بالندور.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 -ينظر الإنصاف ص 793.
2 -كلمة ( هاء ) ساقطة من ( أ ).
3 -الخُبَعْثِنَة: الشديدة الخلق. شرح أبنية سيبويه لابن الدهان ص 78
4 -ينظر المنصف 2/273-274. وتنظر نسبة كتاب التصريف للأخفش في تاريخ العلماء النحويين ص 88.
5 -القرقف: الخمر. الصحاح والقاموس ( قرقف ).
6 -كلمة ( أنَّ ) ساقطة من (ب).
7 -الددن: ضرب من اللعب. ينظر: الممتع ص 138،234،561، واللسان ( ددن).
8 -قال ابن مالك في وفاق المفهوم ص 260: " الجرجس والقرقس البعوض الصغار ". وينظر: العين 5/253، والصحاح واللسان ( قرقس ).



ص -90- فصل [فيما تعرف به زيادة الهمزة والميم]
تعلم زيادة الهمزة والميم بتصديرهما ووجدان ثلاثة أصول بعدهما1 نحو: أُصْبَع، ومِخْلَبَ2.
فإن كان مع الثلاثة التي بعدهما حرف لين فهو - أيضاً – زائد كـ" إسْكاف3، وإِبْرِيق، وأُسْلُوب ".
فإن كان أحد الثلاثة حرف لين أو مكرراً فهو أصل والهمزة أو الميم زائدة نحو: " أورق4، وأيدع5، وموئل6، وميسر 7، وأشُدُّ 8/ (5-أ) ومِجَنَّ 9 فإن انفك المثلان كـ" مَهْدَد " فأحدهما زائد إلاَّ أن يوجب تقدير زيادته استعمال ما أهمل كـ" مَحْبَبٍ "10 فإنَّه " مَفْعل "؛ لأن تقدير زيادة إحدى باءيه يوجب أن يكون الأصل " م. ح. ب ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- ينظر الكتاب 4/235-237، والمقتضب 1/58، 3/315، والمنصف 1/129، والوجيز ص 31-33، والملوكي ص 150، والممتع ص 239، وسر الصناعة 1/121.
2 -المخلب للطائر والسباع بمنزلة الظفر للإنسان.
3 -الإسكاف: هو الصانع. يُنْظَر شرح أبنية سيبويه للدَّهَّان ص 37، وللجواليقي ص 30.
4 -أورق الرجل: كثر ماله. وأورق الشجر: خرج ورقه. والأورق هو الذي في لونه بياض إلى سواد. وقيل هو الذي يضرب لونه إلى الخضرة. الصحاح ( و ر ق ).
5 -الأيدع: الزعفران. ويقال: صبغ أحمر. ينظر المنصف 3/16
6 -الموئل: المرجع.
7 -الميْسر: قمار العرب بالأزلام. ينظر: الصحاح ( يَسَر ).
8 -الأشُدُّ: سن القوة، وهي من ثماني عشرة إلى ثلاثين، وقيل أربعين.
9 -المِجَن: الترس الذي تتقى به أسلحة العدو في الحروب.
10-مَحْبَب: اسم رجل. ينظر: المنصف 1/141-142، والممتع 1/252 وينظر في هذه المسألة: الكتاب 4/306، وشرح الشافية 2/350.



ص -91- وهو تركيب أهملت العرب جميع وجوهه، وكذلك إن سقط حرف اللين في بعض التصاريف فهو زائد، والهمزة أو الميم أصل كواو " أَولق " - وهو الجنون - فإنَّها زائدة لسقوطها في قولهم: أُلِق الرجل أَلَقا فهو مألوق أي جُنَّ، هذا هو الأشهر 1.
وبعض العرب يقول: وُلق وَلقاً فهو مولوق، بمعنى جُنَّ أيضاً. حكاه ابن القطاع 2.
فعلى هذا يكون وزن " أولق " أَفْعَل3. وعلى الأول يكون وزنه فوعلا4.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ينظر الكتاب 3/195، 4/308، 324، وشرح أبنية سيبويه لابن الدهان ص 42.
2 هو علي بن جعفر بن علي السعدي الصقلي أبو القاسم بن القطاع، كان إماماً في اللغة، من مؤلَّفاته كتاب الأفعال الذي اشتهر به، توفي رحمه الله سنة 515 ه. تنظر ترجمته في: إشارة التعيين ص 213، وإنباه الرواة 2/236، والأعلام 5/76، ووفيات الأعيان 1/427.
3 ينظر ما نسب له في كتاب الأفعال: 1/46، فقد قال فيه: (أَلَقَ أَلَقا مثل: وَلَقَ أي كذب، وأُلِقَ ألَقاً جُنَّ ). وقال في 3/310: ( ولقت الدواب ولقا أسرعت، والكلام دبره، وأيضاً كذب فيه، وبالرمح طعن طعناً خفيفاً وعينه لطمها وبالسيف ضربه ). ومِمَّن أجاز كون الهمزة زائدة أبو علي الفارسي، كما في التكملة ص546، وهو مروي عن الكسائي كما في الخصائص 3/291،والمنصف 1/116.
ونسب ابن جني في الخصائص 1/9 إلى أبي إسحاق القول بجواز كونه: (أفعل) من وَلَقَ يَلِق. وهذا مخالف لكلامه فيما ينصرف وما لا ينصرف ص 14-15 فقد حكم فيه بأنَّ وزنه لا يخرج عن ( فوعل ) حتى وإن كان من ( وَلَق ) الذي الواو فيه أصلية، فهو يقول: ( فكذلك يجب أن يكون " فَوْعَل " والواو فيه أصل، فيصير الأصل فيه " وَوْلَقا " فتبدل من الواو الأولى الهمزة ).
4 هذا هو اختيار سيوبه وجمهور المحققين.ينظر: الكتاب 4/308، والمنصف 1/113،116، والتكملة ص 146، والممتع 1/42، 55، 233، 291، وشرح الشافية 2/343، والمخصص 3/54، 7/109، وابن يعيش 9/145، وسفر السعادة 1/94-95.



ص -92- فإنْ كانت الأصول أكثر من ثلاثة بعد الهمزة أو الميم فهي أصل كـ" إصطبل "1، و " مَرْزَجُوش "2 وزنهما " فِعْلَل " كـ " جِرْدَحْل "3 وفَعْلَلُول كـ " عَضْرَفُوط "4.
والياء المصدرة كالهمزة والميم في جميع ما ذكر، حتى في أصالتها إنْ تصدَّرت في اسم خماسي جامد كـ " يَسْتَعُور " وهو شجر، واسم أرض5 " أيضاً "6.
فصل
يحكم أيضاً بزيادة الهمزة المتأخرة بعد ألف زائدة قبلها ثلاثة أصول أو أكثر كـ " عِلْبَاء7 وقُرْفُصَاء8".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- الإصطبل: المكان الذي توضع فيه الخيل، وهو معرب. قال ابن دريد في الجمهرة 3/311: الاصطبل وليس بعربي. وينظر في أصالة همزته: الممتع 1/231، وسفر السعادة 1/71.
2- المرزجوش: نبت طيب الريح ويسمى العنقز، وهو فارسي أصله: مُرْدَكوش – بضم الميم - أي ميت الأُذُن. ينظر المعرب ص 358، وسفر السعادة 1/461.
3- جِرْدَحْل: أي غليظ. ينظر: المنصف 3/5
4- العَضْرَفُوط: العظاية الضخمة العريضة، وتُطْلَق على ذكر العظاء. ينظر في وزنه: الكتاب 4303، وشرح أمثلة سيبويه للجواليقي ص 140، والمنصف 3/12، وشرح أبنية سيبويه لابن الدهان ص 123، والممتع 1/165، 289، 2/734، وشرح الشافية للرضي 1/9، 52.
5- تقدم الكلام عليها في الحاشية (2) ص 54 فارجع إليها.
6- كلمة " أيضاً " لا توجد في ب.
7- العِلْباء: عرق في العُنُق. ينظر الكتاب 3/214، 420، وشرح أمثلته للجواليقي ص 129، وشرحها لابن الدهان ص 126، والممتع1/122، 151، 363، وشرح الشافية للرضي 3/177.
8- القُرْفُصاء: جلسة، وهي أن يجلس على إليتيه ويلصق فخذيه ببطنه. ينظر: الكتاب 4/296، وشرح أمثلته للجواليقي ص 153، وشرحها لابن الدهان ص 140، والممتع 1/134، 160.



ص -93- وتشارك الهمزة فيما لها متأخرة النون نحو: " سِرْحَان1، وزَعْفَرَان2".
والاستدلال على زيادة الحرف بسقوطه في بعض التصاريف لغير عِلَّة، وعلى أصالته بلزومه في جميع التصاريف3 راجح على كل دليل كلزوم ميم " معد " في قولهم: تَمَعْدَدَ تَمَعْدُداً فهو مُتَمَعْدِدٌ إذا تشبَّه بمعد4، مع انتفاء صيغة تقارب هذا المعنى عارية من الميم.
بخلاف: " تَمَنْدَل "5 ونحوه، فإنَّهم قالوا في معناه: تَنَدَّل6، فدلَّ على أنَّ الميم زائدة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 -السرحان: الذئب. واهل الحجاز يسمون الأسد سرحاناً، وسرحان الحوض وسطه. شرح أمثلة سيبويه للجواليقي ص 104، وشرحها لابن الدهان ص 98، والكتاب 4/252، وشرح الشافية للرضي 1/201، 2/336، والممتع 1/139.
2 -ينظر الوجيز في علم التصريف ص 34، والممتع 1/160، 261، والصحاح ( زعفر ).
3 ذكر الصرفيون عِدَّة أمور يستدل بها على أصالة الحرف منها:
أ - ثبوته في جميع تصاريف الكلمة.
ب - انتفاء أدلة الزيادة باشتقاق أو غيره.
ج - أن لا يكمل أقل الأصول إلاَّ به كحروف ( يوم ).
د - مباينته لحروف الزيادة التي يجمعها قولهم ( سألتمونيها ).
هـ - تصديره قبل أكثر من ثلاثة أصول في غير فعل أو اسم يشبهه.
4 قال المازني في تصريفه: ( فأمَّا معد فالميم فيه من نفس الحرف لقول العرب تمعدد ).
قال أبو الفتح: اعلم أنَّه إنَّما كان ( مَعَد ) من تمعدد؛ لأنَّ ( تمعدد ) تكلم بكلام معد. المنصف 1/129. وينظر الكتاب 4/308، وشرح الملوكي ص 154، والممتع 1/25، وسفر السعادة 1/183-184، واللسان ( معد ).
5 -تمندل: تمسَّح بالمنديل.
6 -قال الجوهري في الصحاح ( ندل ): والمنديل معروف. تقول فيه: تندلت بالمنديل وتمندلت، وأنكر الكسائي تمندل. وينظر الممتع 1/242.



ص -94- وكسقوط ياء " فينان " وهو الوافر الشعر من " الفنن " - وهو الغصن1-، فوزنه: " فَيْعَال ".
وكذلك " شَيْطَان " فإنَّ اشتقاقه من الشطون - وهو البعد -؛ لأنَّ نونه لزمت في قولهم:تَشَيْطَنَ الرَّجُلُ إذا تشبَّه بالشياطين، ولو كان من الشيط - وهو الاحتراق - لقيل: تشَيَّط2.
فصل
إن كان قبل الألف المتقدمة على الهمزة المتأخرة أو النون المتأخرة حرفان أحدهما مضاعف كحَمَّاء وقَبَّانَ3 فجائز أن يكون الزائد ما بعد الألف، ويكون ذو الهمزة " فعلاء " من الحمَّة - وهو السواد4، وذو النون " فعلان " من القَبَب - وهو الضمور -5، وجائز أن يكون الزائد أحد المثلين فيكون ذو الهمزة فَعَّالاً من الحَمِّ -. وهو تنقيته البئر من الحمأة -6. ويكون الآخر " فَعَّالاً " من القُبون - وهو الذهاب في
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 -وقيل الغصن: القضيب. ينظر اللسان ( فنن ).
2 -قال الأعلم في نكته في تفسير كتاب سيبويه 2/1160: (وذكر فَيْعَال فقال: شيطان، فجعل النون أصلية، وجعله مشتقاً من شطن، ومعناه: البعد كأنه المبعد في الشر. وقال بعضهم: هو فعلان من شاط يشيط، ومعناه هلك. فكأنَّه الهالك خبثاً وتمرداً ). وينظر الكتاب 4/260، والمنصف 1/135، والممتع ص 98، 261 – 262.
3 -في أ: ( حمار قبان ) وهو تحريف.
4 -الصحاح واللسان ( حمم ).
5 -ينظر المرجعان السابقان ( قبب ).
6 -في النسختين: ( الحماءة ). والحَمأ والحَمأة الطين الأسود المنتن، حمى الماء حَمْأً وحَمَأً خالطته الحمأة فكدر وتغيرت رائحته. اللسان ( حمأ )، وإصلاح المنطق ص 229، والصحاح ( حمأ ).



ص -95- الأرض -(1)
وما لم يقم دليل على زيادته فهو أصل كهمزة " هناء"(2)، أو بدل من أصل كهمزة "كساء "(3) إلألف(4) فإنها إن لم تكن زائدة "فهي "(5)بدل من أصل كألفي : "رام(6) ، ورمى"(7)، ولا تكون أصلاً إلا في حرف أو شبهه(8)، كألف "ما " النافية /(5-ب) والموصولة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)قال في القاموس : قبن يقبن قبونا : ذهب فب الأرض . وينظر اللسان (قبن)
(2)الهناء : القطران . الصحاح (هنأ)
(3)أصله : (كساو)وقعت الواو طرفاً وقبلها ألف زائدة قبلها فتحة فقلبت همزة . ينظر الكتاب 4/237 ، والوجيز ص 46 ، وشرح الملوكي ص 276 ، والممتع 1/326 ، وشرح الشاففية للرضي 3/203
(4)في أ :"إلأألف"
(5)كلمة "فهي " ساقطة من ب
(6) أصلها :(روم ) تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً
(7)أصلها :(رمي ) تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً ، وهذا قياس مطرد في الواو والياء إذا تحركتا وانفتح ما قبلها . ينظر : الكتاب 4/238 ، والمنصف 1/23 ،190 ، والوجيز ص 57 ، والممتع ص 438 ، وشرح المفصل لابن يعيش 10/16 ،وأوضح المسالك 4/ 294
(8) ينظر : سر صناعة الإعراب 2/653

فصل [أماكن زيادة النون]
يحكم بزيادة النون في الفعل المضارع 1 نحو: نضرب؛ لسقوطها في الضرب وغيره من التصاريف، وفي نحو: انصرف، واحرنجم؛ لأنَّهما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ينظر الكتاب 4/236، والمقتضب 1/59، وسر صناعة الإعراب 2/444 والوجيز ص 34، والممتع 1/257، والملوكي ص 172.



ص -96- طاوعا " صَرَفَ وحَرْجَمَ 1 الإبل - أي: رد بعضها على بعض2 - وفي التثنية والجمع؛ " لخلو الواحد منها " 34، وفي " غضنفر" 5 وشبهه من كل خماسي ثالث حروفه نون ساكنة؛ لسقوطها في اشتقاق أكثر النظائر كـ " عقنقل " - وهو الرمل المتراكم المتعقد - واشتقاقه من العقل - وهو: الإمساك 6-.وكـ" الدلنظى - " وهو الدافع من " الدلظ" - وهو الدفع 7-
وكـ" الألَنْدَد " - وهو الشديد الخصومة - من اللدد 8، وكـ" العفنجج " - وهو الأحمق 9 - من العفج - وهو كثرة الاضطراب في العمل - وأيضاً الضرب بالعصا 10.
وما لا اشتقاق له من هذا النوع قليل فيحمل على الكثير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 -ينظر الكتاب 4/321، وسر صناعة الإعراب 2/444، والملوكي ص 174، والممتع ص 257.
2 -ينظر: المنصف 3/14.
3 -في ب: " يخلو الواحد منهما ".
4 -ينظر: الكتاب 4/318، والمقتضب 1/59، والممتع 257.
5 -الغضنفر: الأسد، ورجل غضنفر: عظيم الجثة. الصحاح ( غضفر ).
6 -ينظر: الصحاح ( عقل ).
7 -في الصحاح ( دلظ ): دلظته أدلظه إذا ضربته ودفعته. والدلنظي: الشديد الصلب، والألف للإلحاق بسفرجل. وينظر: الكتاب 4/322، وشرح أمثلته لابن الدهان ص 86، والمقتضب 1/59، والمنصف 3/11.
8 -ينظر: الكتاب 4/311، وشرح أمثلته للجواليقي ص 37، ولابن الدهان ص 40، وأدب الكاتب ص 483، والممتع 1/95.
9 -ومن الإبل الحديدة المنكرة. وقيل الضخمة. ومن الرجال الجافي الأخرق المثقل. ينظر: الكتاب 3/429، 4/270، 297، والمنصف 3/9، وشرح أبنية سيبويه لابن الدهان ص 125، والممتع 1/119، وشرح الشافية للرضي 1/60، وسفر السعادة 1/377
10 -ينظر الصحاح ( عفج ).



ص -97- فصل [في مواضع زيادة التاء والسين]
ويحكم بزيادة التاء 1 في أول المضارع، وفي موازن: " تَفَعَّل، وتَفَاعَل، وافتعل " نحو: تَضَرَّب، وتعَلَّم، وتَقَارَبَ، واقْتَرَب؛ لسقوطها مِمَّا هن مشتقات منه وهو الضرب، والعلم، والقُرْب.
وكذلك ما أشبهه، وكذلك يحكم بزيادتها إذا قلبت في الوقف هاء2، أو أن تَكْمُلَ الكلمة بها ثلاثة أحرف كـ" لثةٍ " 3، وظُبَةٍ 4.
ويحكم بزيادتها وزيادة سين قبلها بعد همزة وصل أو حرف مضارعة، أو ميم زائدة نحو: استخرج، ويستخرج، ومستخرج5.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 -تنظر مواضيع زيادة التاء في الكتاب 4/236-237، والمقتضب 1/60 والتكملة لأبي علي ص 559-560، وسر الصناعة 1/157،والمنصف 1/139، والوجيز ص 35، والممتع ص 272.
2 -تلك هي تاء التأنيث كفاطمة ونحوها.
3 -قال في الصحاح ( لثى ) اللثة بالتخفيف، ما حول الأسنان وأصلها
" لِثْىٌ " والهاء عوض من الياء، وجمعها لثاتٌ ولِثىً.
4 -الظُبَة: طرف السيف والسهم. وأصلها ظُبَوٌ، والهاء عوض من الواو. ينظر: الصحاح واللسان ( ظبى )، والممتع ص 623.
5 -تنظر مواضع زيادة السين في: الكتاب 4/237، والمقتضب 1/60، والتكملة ص 54، وسر الصناعة 1/197، والمنصف 1/77، والوجيز في علم التصريف ص 26، والملوكي ص 206، والممتع 1/222، وكتاب المفتاح في الصرف ص 90، ونزهة الطرف ص 31. وتننظر في زيادة التاء المراجع السابقة في الحاشية (1) ص 64.



ص -98- ولم تزد السين وحدها إلأ في "اسطاع ويسطيع" (1)، ولمدع أن يدعي زيادتها في "ضغبوس "- وهو الصغير من القثاء - ويستدل بقول العرب : "ضغبت المرأة "إذا اشتهت الضغابيس (2). فأسقطوا السين في الاشتقاق .
و"أظهر " من ذلك زيادتها في"قدموس"- بمعنى قديم -(4)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)القول بزيادة السين في (اسطاع) ،وان أصله أطاع يطيع ، زيدت فيه السين عوضاً عن ذهاب حركة العين من أفعل ، هو رأي سيبويه ومن وافقه . ورد المبرد هذا الرأي بأنه يؤدي إلى جميع بين العوض والمعوض منه ، وذلك أن الفتحة التي يرى سيبويه أن السين عوض منها مازالت موجودة ، وإنما نقلت من العين والفاء . تنظر هذه المسألة في الكتاب 1/25 وما بعدها ، والنكت في تفسير كتاب سيبوية 1/132 ، وسر صناعة الإعراب 1/211-213
(2)ينظر : الصحاح واللسان (ضغب ) ، والمنتخب لكراع النمل ص 176 وفيه :"والضغبوس الضعيف ، والجميع الضغابيس "، وقال في ص300 وهو يتحدث عن الأصوات : " ويقال : ضغبت الأرنب ضغيباً وضغاباً "
(3) في ب :"وأظهروا"
(4) ينظر : المنتخب لكراع النمل 1/372 ، والصحاح ( قومس ) ، وسفر السعادة 1/423 .

فصل [في زيادة الهاء]
زيدت الهاء1 وقفا " في "2 نحو: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ}3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تنظر مواضع زيادتها في: الكتاب 4/236، والمقتضب 1/60،والتكملة ص 560، وسر الصناعة 1/563، والوجيز ص 35، والمفتاح في الصرف ص 89، وشرح الملوكي ص 198، والممتع ص 217، ونزهة الطرف ص 221، وشرح المفصل 1/2، وأوضح المسالك 4/336.
2- كلمة " في " ساقطة من ب.
3 -الآية 10 من سورة القارعة.



ص -99- {اقْرَأوا كِتَابِيَهْ}1 ويختار ذلك في الوقف على " ما " الاستفهامية المجرورة بحرف نحو: " لِمَهْ " ؟ 2.
وعلى الفعل المعتل الآخر مجزوماً 3 نحو: {لَمْ يَتَسَنَّهْ}4. أو موقوفاً نحو: {اقْتَدِهْ}5. ويتعين ذلك إن كانت " ما " الاستفهامية مضافاً إليها اسم نحو: " مجيءَ مَ جِئت "6. أو كان الفعل المذكور لم يبق في اللفظ من حروفه الأصلية إلاَّ واحد، كقولك في جزم " يقي " والأمر منه: لم يَقِهْ وقِهْ. " و "7 لا يجوز الوقف عليهما وعلى ما أشبههما بدون الهاء8.
وكذلك لا يجوز أن يقال في الوقف: " مَجِيء مْ " بل الواجب أن يقال: مجيء مَهْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 -الآية 19 من سورة الحاقة.
2 -تنظر المراجع السابقة في الحاشية ص 96.
3 -المراجع السابقة في الحاشية ص 96.
4 -الآية 259 من سورة البقرة.
5 -من الآية 90 من سورة الأنعام. وتنظر المراجع في الحاشية (1).
6 -ينظر: شرح الكافية الشافية ص 1999، وارتشاف الضرب 2/820، والتسهيل ص 330، وشفاء العليل 3/1134
وفي هذه المسألة يقول المصنف في الكافية الشافية:

وما في الاستفهام إن جُرت حذف ألفها وأولها الها إن تقف

ووصلها لم يلتزم إلاَّ إذا يجر ما اسم " ك: غِذَامَ ذَا غِذَا

7 -" الواو " ساقطة من أ.
8 -تنظر: المراجع السابقة.



ص -100- فصل
كون اللام في ذلك، " وتلك "1، وهنالك، وألا لك " زائدة واضح لسقوطها في " ذاك وتيك " وهناك وألاك2.
ومن ادَّعى زيادة الهمزة أو الميم أو النون أو التاء أو الهاء أو اللام مع خلوهن من القيود التي شرطت في زيادتهن فهو محجوج إلاَّ أن يسقط ما ادعى زيادته منهن في اشتقاق واضح، أو بتصريف، أو صيغة ترادف ما هو فيه، أو يلزم بتقدير أصالته وزن مهمل في الأصول.
فهمزتا "شَمْأَل3، واحْبَنْطَأَ" البطن -أي عظم-4 زائدتان؛/ (6-أ) لقولهم: شَمَلَت الريح تشمل شمولاً، وحَبِطَ بطنه حَبَطاً -أي انتفخ5.
وميما " دُلاَمِص وزُرْقُم " زائدتان؛ لأنَّهما من الدلاصة - وهو البريق- ومن الزرقة6.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- قوله: " وتلك " ساقط من أ.
2- ينظر: الكتاب 4/237، والمقتضب 1/60، وسر الصناعة 1/321، ونزهة الطرف ص 221، وشرح الملوكي ص 209، والوجيز ص 36 والممتع ص 222.
3- الشمأل: ريح الشمال. وينظر: الكتاب 4/248، والمنصف 3/24، وسر الصناعة 1/108، والممتع 1/227.
4- قال ابن السكيت في إصلاح المنطق ص 69: " والحبط مصدر حَبِطت الشاة تَحْبَط حَبَطاً وهو أن ينتفخ بطنها من أكل الذَرَق ". وينظر: الصحاح (حبط)، والمنصف 3/11، وسر الصناعة 1/110
5- في ب: " زائدان ".
6- قال ابن جني في سر الصناعة 1/428: " وقد زيدت الميم حشواً في (دلامص) في قول الخليل، ووزنه فعامل؛ لأنَّه من الدلاص وهو البراق.. وأمَّا أبو عثمان فأجاز في دلامص أن يكون رباعياً قريباً من لفظ دلاص... الخ ". وينظر: الكتاب 4/273-274، والمنصف 1/151-152، وشرح أبنية سيبويه لابن الدهان ص 86-94، والممتع 1/239.



ص -101- ونونا " رَعْشَن "1، و (سُحَفْنِية "2 زائدتان؛ لأنَّهما من الرعش والسَّحْف - وهو الخلق 3، والسُّحَفْنِية المحلوق4 الرأس -.
وهاء أمهات زائدة؛ لسقوطها في " أم "5 بَيَّنة الأمومة.
وهاء " سَلْهَب " زائدة لسقوطها في " سَلِب "- (وكلاهما)6 بمعنى طويل -7.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- في سر الصناعة 2/445: " وزيدت النون.. ورابعة في رعشن وضيفن في غير قول أبي زيد ". والرعشن هو المرتعش، ويقال للجبان الذي يرتعش. ينظر: الكتاب 4/252، والمنصف 1/26، وشرح أمثلة سيبويه، لابن الدهان ص 91، والممتع 1/271.
2- في ب: " شحقنية " وهو تحريف.
3- في كتاب العين 3/146: " السحف كشط الشعر عن الجلد، وسحف رأسه وجلطه وسلته إذا حلقه ".
4- في ب: " والسحفنية وهو المحلوق ". وفي النكت في تفسير كتاب سيبويه 2/1172: "والسُّحَفْنية المحلوق الرأس، سحف رأسه إذا حلقه". وينظر: الكتاب 4/293، واللسان (سحف).
5- هذا هو رأي الجمهور، وقال ابن السراج في الأصول 3/336: " وقد حكى الأخفش على جهة الشذوذ أنَّ من العرب مَنْ يقول: أُمَّهَه، فإن كان هذا صحيحاً فإنَّه جعلها فُعَّلَة، وألحقها بجُخْدَب... ". وينظر سر الصناعة 2/563 وما بعدها، وشرح الملوكي ص 203، وشرح المفصل لابن يعيش 10/3، والممتع 1/217، والفصيح ص 282، وشرح تصريف بن مالك لابن إيَّاز ص 66.
6- في ب: " وكليهما " وهو خطأ.
7- في الصحاح (سلهب): والسَّلهب من الخيل الفرس الطويل على وجه الأرض. وفيه: (سلب) والسَّلِب بكسر اللام الطويل. وينظر: الكتاب 4/288، والمنصف 3/4، وسر الصناعة 2/570، وشرح أبنية سيبويه لابن الدهان ص 100، وشرح أمثلته للجواليقي ص 108 ويرى القاسم المؤدب الكوفي أنَّ جميع حروف سلهب أصلية، فقد قال في دقائق التصريف ص 373: " وتكوين الأسماء والأفعال على أربعة أحرف ليس فيها زائد، فالأسماء نحو: جعفر وقمطر.. ومثل جعفر سلهب ".



ص -102- وتاء " سَنْبَتَةَ " زائدة لسقوطها في " سَنْبةٍ " - وكلاهما بمعنى المدَّة من الدَّهر -1.
ويمكن أن يقال: بل التاء أصل والنون زائدة؛ لقولهم: في المدة سبت2، ويُرجح هذا بكون " فَعْلَتَة " لا نظير له، و " فَنْعَلَة " معلومة النظير نحو: حَنْظَلَة، فنونها زائدة بقولهم: حَظِلَ البعير إذا مرض من أكل الحنظل3.
ويقال أيضاً: " سنبل الزرع سنبلةً بمعنى: أسبل إسبالاً، إذا أخرج سُنْبُلَة، فَسُنْبُلة: فُنْعُلَة أيضاً4.
ولاما " فَحْجَل، وهِدْمِل " زائدتان؛ لأنَّهما بمعنى " افحج " - أي متباعد الفخذين -5، وبمعنى " هِدْمٍ " - وهو الثوب الخلق6 -.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- قال الجواليقي في شرح أمثلة سيبويه ص 107: " سَنْبَتَةٌ من الدهر فَعْلَتَةٌ ويقال: مرت عليه سنبتة وسبتة ".
2- قال ابن السكيت في إصلاح المنطق ص 10: والسبت برهة من الدهر. وينظر في المسألة الكتاب: 4/272، والنكت في تفسير كتاب سيبويه ص 1158، وسر الصناعة ص 158-168-169، والممتع 1/276، وشرح الشافية للرضي 2/340، والمزهر 2/15، واللسان (سبت) 2/37
3- ينظر اللسان (حظل).
4- قال في الممتع 1/171-172: " وأمَّا ما حكاه بعض اللغويين من قولهم: سنبل الزرع وأسبل ودنقع الرجل... فلا حجة في شيء من ذلك على إثبات فَنْعَل، بل تكون النون أصلية وهي على وزن (فَعْلَلَ) كدحرج، ويكون سنبل من أسبل كسبط من سِبَطْر ". وينظر بغية الآمال ص144.
5- قال في سر الصناعة 1/323: " وقالوا للأفحج فحجل، فاللام في هذا زائدة لا محالة ". والأفحج: الذي في رجليه اعوجاج. وينظر الممتع 1/214
6- قال كراع النمل في المنتخب ص 474: " والهِدْم والهِدْمِل الخَلَق ". وقال في ص 693 وهو يتحدث عن زيادة اللام: " وتزاد آخراً في... وثوب هِدْم وهِدْمِل خَلَق ".



ص -103- ونون " نرجس"(1) ، وتاء "تنضب"(2) زائدتان ، لأن تقدير أصالتهما يوجب أن يكون وزنهما : فعللا ، وفعللاً ، وهما وزنان مهملان ، إذ قد تقدم أن الرباعي المجرد إذا كان مفتوح الأول لايأتي إلأ على مثال جعفر(3)
وكذلك نونا "كنهبل "(4) و "هندلع "(5) زائدتان ، لأن تقدير أصالتهما يوجب أن يكون وزنهما فعلللا وفعلللاً ، وهما وزنان مهملان ، إذا قد تقدم(6) أن الخماسي المجرد إذا كان مفتوح الأول لا يأتي إلأ علىمثال سفرجل أو جحمرش .
" وإذا كان مضموم الأول لا يأتي إلا على مثال "(7) قذعمل ، وهذان بخلاف ذلك . وأيضاً فإن الهنائي(8) حكى في الهندلع كسر الهاء(9) ، فلو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) النرجس نوع من الزهور ، جزم الجواليقي في المعرب ص 331-332 ، وابن دريد في الجمهرة 1/89 أنه معرب ، وانظر : سر الصناعة 1/168 والممتع 1/80 ،266
(2)التنضيب : شجر له شوك . ينظر : الكتاب 3/613 ، وشرح أبنيته لابن الدهان ص 56 ، وكتاب النبات ص 34 وسر الصناعة ص 120 ، 158 ، وشرح الشافية للرضي 2/183 .
(3)انظر ص 59
(4)الكنهبل شجر عظيم . ينظر الأصول 3/219 -240 ، والمنصف 3/20.
(5) الهندلع :بقلة . ينظر الأصول 3/225 ، والخصائص 3/203 . وابن السراج يجعلة مثالاً لبناء خامس للخماسي المجرد . ينظر : المساعد 4/57. وينظر : الممتع 1/71 ، والكزهر 2/34 ، والأشموني 4/ 249 ، وشرح الشافية للرضي 1/49
(6)تنظر صفحة 26
(7)مابين الاقواس " " ساقط من ب
(8)هو : أبو الحسن علي بن الحسن الهنائي المعروف بكراع النمل ، كان إماماً في اللغة ، وله عدة مؤلفات فيها ، منها : المنجد ، والمجهد ، والمنضد والمجرد ، والمنتخب ، وغيرها . توفي سنة 310هـ . تنظر ترجمته في إنباه الرواة 2/241 ، والفهرست ص 130 ، ومعجم الأدباء 13/12
(9) لم أعثر على هذه الكلمة في كتاب المنتخب ، فلعلة ذكرها في كتاب آخر، وقد عزا له الأشموني القول بكسر هائها . ينظر الأشموني 4/249



ص -104- كانت النون أصلاً لزم كون الخماسي على ستة أمثلة .
فكان يفوت بذلك تفضيل الرباعي عليه وهو مطلوب1.
فإنْ قيل: ما تجنبتموه من عدم النظير بتقدير أصالة نوني كنَهْبُلُ وهُنْدَلِع لازم بتقدير زيادتهما فلم أوثر الحكم بالزيادة على الحكم بالأصالة ؟.
فالجواب أنَّ باب ذوات الزوائد أوسع مجالاً من باب ذوات التجريد فهو أحمل لنادر يستعمل.
وأيضاً فإنَّ كَنَهْبُلاً وإن لم يوجد في الرباعي المزيد فيه ما يوافقه في موازنة " فَنَعْلُل " فقد وُجد ما يوافقه في زنة مستندرة ك"خَنْضَرِف"- وهي العجوز التي خضرف جلدها - أي استرخى-2 و " شَفَنْتَرى " - اسم رجل - من اشفتر الشيء أي تفرَّق3.
وسُلْحُفَاء، وشَمَنْصِير - وهو مكان -4 فهذه على وزن: " فَنْعَلِل، وفَعَنْلَلَى، وفُعْلُلاَء، وفَعَنْلِيل " ولا نظير لواحد منهن، فَلِكَنَهْبُل وهُنْدَلِع فيهن أسوة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- تنظر رسالة السنباطي في الصرف ص 28
2- قال كراع النمل: (الخنضرف: الكثيرة اللحم الكبيرة الثديين). المنتخب 1/207، وينظر القاموس (خضرف)، والممتع 1/146
3- في اللسان (شفتر) والشفنتريُّ اسم ابن الأعرابي. وينظر: الممتع 1/155، والمزهر 2/33.
4- قيل: إنَّه جبل من جبال هذيل معروف، وقيل إنَّه جبل بساية، وسايةوادٍ عظيم بها أكثر من سبعين عيناً. ينظر: اللسان (شمصر).وينظر: الممتع 1/155، والمزهر 2/33 وفيه: "وقيل هو خماسي الأصول ".



ص -105- فصل
يجب إبدال الهمزة من كل ياء أو واو تطرفت لفظاً أو تقديراً وقبلها ألف زائدة1.
فإبدالها من الياء ك " قَضَاء "؛ لأنَّه مصدر " قَضَيْت ".
وإبدالها من الواو / (6-ب) كـ "دُعَاء"؛ لأنَّه مصدر" دَعَوْت "2. فإنْ لم تكن الألف زائدة فلا إبدال نحو زاي، وواو، وكذلك لو لم يتطرف ما وليها من ياء أو واو ك " هداية، وشقاوة "، فإنَّهما موضوعان على التأنيث لا يفارقهما، كالعبادة والزهادة3، ولو وضعا على التذكير ثُمَّ عرض لهما التأنيث لاستصحب إعلال الياء والواو لتطرفهما تقديراً؛ إذ إلحاق التاء بهما عارض فلا اعتداد به كَسَقَّاءَة وعَدَّاءة في تأنيث سَقَّاء وعَدَّاء، والأصل: سَقَّايٌ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- قال في الخلاصة:
........... فأبدل الهمزة من واوٍ ويا
آخراً أثر ألف زيد وفي ..........................
2- ينظر: الكتاب 4/237، والمفتاح في الصرف ص 95، والوجيز في علم التصريف ص 45، وشرح تصريف ابن مالك لابن إيَّاز ص 73 وفيه اعترض ابن إيَّاز على قول ابن مالك: (تبدل الهمزة من كل واو أو ياء " وقال: إنَّ فيه إرسالاً؛ إذ الهمزة منقلبة عن ألف أبدلت عن إحداهما، فالألف أصل الهمزة الأقرب، وهما أصلاها الأبعد). وقد تطرق ابن يعيش لهذه المسألة في شرح الملوكي ص 276.
3- ينظر: شرح الكافية الشافية 4/2082، والمساعد 4/88-89، والتصريح 2/368، والأشموني 4/214.



ص -106- وعَدَّاوٌ1؛ لأنَّهما من السقي والعَدوِ، وفي المثل " اسق رقاش فإنَّها سَقَّايَة "2 فصححوا الياء؛ لأنَّ المثل لا يغير، فأُمن سقوط التاء منه فأشبه ما وضع على التأنيث كهداية فجرى مجراه. ومنهم مَنْ يقول: " فإنها سقاءةٌ "، فيجرى الكلمة على ما كان لها قبل أن تقع مثلاً3.
وإنَّما اشْتُرِط كون الألف زائدة؛ لأنَّها إذا كانت زائدة نوى سقوطها وقدر اتصال الفتحة التي قبلها بالياء أو الواو؛ فتنقلب ألفاً كما هو لازم لكل ياء أو واو تحرَّكت وانفتح ما قبلها، ثُمَّ يلتقي في اللفظ ألفان إحداهما الزائدة والأخرى المنقلبة فتحرك الثانية منهما فتنقلب همزة4، كما انقلبت في بعض اللغات ألف " دابَّه "، " ونحوها حين حركت فقيل دَأبه 5 " 6.
واشترط كون المبدل طرفا؛ لأنَّ الواقع في الطرف قد يتأثر بسبب لا يتأثر به لو كان حشواً وذلك لضعف الطرف وتعرضه لعوارض الوقف والوصل.
فإنْ لم تكن الألف زائدة لم يحسن أن ينوى سقوطها؛ لأنَّها بدل من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- ينظر: المساعد 4/89، والأشوني 4/214
2- ينظر: المثل ومضربه في المستقصى 1/170، والمرجعين السابقين في الصفحات نفسها.
3- ينظر: شرح الألفية للمرادي 6/6، وشرح الأشموني 4/214
4- ينظر: شرح الملوكي ص 277-278، والمساعد 4/88-89، والأشموني 4/214، وشرح تصريف ابن مالك لابن إيَّاز ص 75.
5- ينظر: المنصف 1/281، وسر الصناعة ص 73، 728، والخصائص3/147، والممتع 1/320، وشرح الشافية للرضي 2/248، وشرح شواهدها ص 168
6- ما بين الأقواس " " مكرر في أ.



ص -107- أصل، وإذا لم ينو سقوطها انفصل سبب الإبدال لفظاً " ونية "1 وهو الفتح فوجب التصحيح، وأيضاً فلو استعمل الإبدال مع كون الألف مبدلة من أصل لتوالي إعلالان وذلك ممتنع في الغالب2.
فصل
وتبدل الهمزة أيضاً من عين اسم الفاعل الموازن فاعلاً إن اعْتَلَّت عين فعله نحو: بائع، وطائع. أصلهما: بَايِع، وطَاوِع، فتحرَّكت الياء والواو مع ضعفهما بمجاورة الطرف، وتقدم إعلالهما في الفعْل، وكان قبل كل واحدة " منهما "3 فتحة مفصولة بألف زائدة فنَوى سقوطها واتصال الفتحة فانقلبت ألفاً فالتقت ألفان في اللفظ فحركت الثانية وانقلبت همزة4.
وكان ذلك أولى من حذف إحدى الألفين؛ لأنَّ الحذف يوقع في الإلباس. وربما أوثر حذف إحدى الألفين نحو قولهم في شائك " شاكٍ " 5.
فلو صحَّت العين في الفعل كَـ: " حَييَ، وقَوِيَ " صحت في اسم الفاعل كـ " حايٍ وقاوٍ " 6.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- ما بين الأقواس " " لا يوجد في ب.
2- تنظر المراجع السابقة في الحاشية (1).
3- في أ: " منها ".
4- ينظر: المنصف 1/280، والممتع 1/327، وشرح الملوكي ص 491، وشرح تصريف ابن مالك لابن إيَّاز ص 76، وشرح المفصل 10/77
5 -ذكر ابن يعيش في شرح المفصل 10/77 ثلاثة أوجه في شاك، فانظره. وينظر: الممتع ص 32، 510، 616
6- ينظر: اللسان والقاموس (حي، وقوى)، وينظر: الممتع ص 328، وشرح المفصل 10/77-78، وشرح الملوكي ص 491، وشرح الكافية الشافية 4/2083.



ص -108- فصل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق