الأحد، 3 مارس 2013

3.خامس عشر جمهرة اللغة لابن دريد الأزدي


باب الدال واللام وما بعدهما من الحروف 

د - ل - م
الأدْلَم: الأسود؛ دَلِمَ يدلَم دَلَماً، إذا اشتدّ سوادُه، ويقال: ادلامَّ يدلامّ ادليماماً، إذا اشتدّ سوادُه؛ وليل أدْلَمُ. وقد سمّت العرب دُلَيْماً ودُلَمَ ودَلَماً ودُلامة. والدَّمْل: أصل بناء اندمل الجرحُ، إذا برأ. وتدامل القومُ، إذا اصطلحوا. والدَّمال: السَّماد الذي تسمّد به الأرض، وأحسبه راجعاً الي هذا لأنه يُصلح الأرضَ. والدَّمال: داء يصيب النخل فيسوادّ طَلعُه قبل أن يلقّح، ويقال له الدَّمان أيضاً؛ واللام تشارك النون في مواضع أيضاً. وقد سمّت العرب دَمّالاً ودُمَيْلاً. والدُّمَل، بالتخفيف: الحِبْن؛ وقد قالوا: دُمَّل، وجمعوا دَمامِل، وإنما سمّوه دُمَّلاً تفاؤلاً بالصّلاح، كما سُمِّيت المَهلكةُ مفازةً واللديغُ سليماً؛ هذا قول البصريين، وقد خالف قوم من أهل اللغة ذلك. واللَّدْم: ضربُك الحجرَ بحجر أو غيره؛ وكل ضَرْبٍ لَدْمٌ؛ والنّساء يلتدمن في المأتم. وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه: لا أكون كالضَّبُع تسمع اللَّدْمَ. وقد سمّت العرب مُلادِماً. ولَدْمان: ماء معروف من مياههم. والمِدْل والإدْل: اللبن الخائر، ولا أحسب المِدل محفوظاً. ومَدْل: اسم قبيل من حِمير، زعموا. والمَلْد: أصل بناء قولهم: شاب أُملود وإمليد، إذا كان غضّاً ناعماً لَدْناً. وغصن أُملود أيضاً، إذا كان كذلك. وشاب مَلْد أيضاً، والجميع أملاد. والمَلَدان: اهتزاز الغصن. والشّابّ السَّرَعْرَع: الأُملود.
د - ل - ن
دِلان، بالتخفيف: اسم من أسماء العرب، وقد أُميت أصل بنائه، وأحسبه مقلوباً من اللَّدْن من قولهم: غصن لَدْن بَيِّن اللَّدانة واللُّدونة، إذا كان ليّناً يهتزّ. ولَدُن: كلمة يقرَّب بها الشيء من الشيء؛ هذا من لَدُنِ فلانٍ، أي من عنده. ولَدُن غُدْوَةً، أي في وقت غُدوة؛ وفي التنزيل: " وحَناناً من لَدُنّا " أي من عندنا. والنَّدْل: سرعة نقل الشيء من موضع الى موضع. قال الشاعر:


على حينَ ألهى الناسَ حِلُّ أمورهم ... فنَدْلاً زُرَيقُ المالَ نَدْلَ الثعالبِ
زُريق: أبو قبيلة من الأنصار. والمَنْدَل: العود الذي يُتبخّر به. وابن مَنْدَلَة: رجل من ملوك العرب وساداتهم قديم. قال الشاعر:
فأقسمتُ لا أعطي مَليكاً ظُلامةً ... ولا سُوقةً حتى يؤوبَ ابنُ مَنْدَلَهْ
وعرف الخليلُ نَدِلَت يدُه تندَل نَدَلاً، إذا غَمِرَت، ومنه اشتقاق المِنْديل، زعم أنه مِفعيل من ذلك. وقد قالوا مِنْدَل في معنى منديل، وقد جاء في الشعر الفصيح.
د - ل - و
الدَّلْو: معروفة مؤنَّثة وقد ذُكِّرت في الشّعر على معنى الغَرْب أو السَّجْل. يقال: دلا دلوَه يدلوها دَلواً، إذا ألقاها في البئر، وأدلى يُدلي إدلاءً، إذا انتزعها من البئر. وفي التنزيل: " فأدلَى دَلْوَه " ، أي انتزعها، والله أعلم بكتابه. والدَّلْو: الرِّفق في السير وغيره. قال الراجز:
لا تَقْلُواها وادْلُواها دَلْوا
إنّ مع اليوم أخاه غَدْوا
وقال آخر:
لا تَقْلُواها اليومَ وادْلُواها
لبئسَما بُطْأً ولا ترعاها
قوله: لا تقلواها، أي لا تشدّا عليها في السير، ومن هذا حمارٌ قِلْوٌ، إذا كان شديد الطّرد لآتُنه؛ والتقدير لبئس هذا البُطءُ بُطأً. والدُّول: أبو قبيلة من العرب من بني حنيفة. والدِّيل من عبد القيس. والدُّئل والدِّئل، جميعاً بالضّم والكسر، من بني كِنانة، منهم أبو الأسود الدُّؤلي. والدَّوْل من قولهم: دال يدول دَوْلاً، وهي الدِّوَل. وتداول القومُ الشيءَ بينهم، إذا صار من بعضهم الى بعض. ووَلَدُ الرجلِ ووُلْدُه ووِلْدُه واحد، وقد قُرئ به. وامرأته وَلود: كثيرة الأولاد. وشاة والد: حامل.
د - ل - ه
دُلِهَ الرجلُ فهو مدلوه ودَلِهَ فهو داله؛ دَلِهَ يدلَه دَلَهاً من التدليه، وهي الحيرة. والدَّلَه: الباطل. قال الحارث بن حِلِّزَة:
لا أرى من هَوِيتُ فيها فأبكي ال ... يومَ دَلْهاً وما يَرُدُّ البكاءُ
ويُروى فأبكي أهل ودّي. ويقال: ذهب مالُه دَلْهاً، أي باطلاً. والدَّهْل: كلمة عبرانية قد استعملتها العرب كأنها تأمر بالرفق والسكون. ويقال: مرّ دَهْلٌ من الليل، أي قطعة؛ جاء بها أبو الخطّاب ولم يجئ بها غيره. واللَّهْد من قولهم: بعير ملهود ولهيد، وقد لُهِدَ البعيرُ يلهَد لَهْداً، إذا وَخَضَ الحملُ غاربَه وسَنامه حتى يؤلمه. والهَدْل من قولهم: بعير أهْدَلُ وناقة هَدْلاءُ من جِمال هُدْل، إذا كان مسترخيَ المشافر. قال الشاعر:
هُدْلٌ مَشافرُها بُحٌّ حناجرُها ... تُزجي مرابيعَها في قَرْقَرٍ ضاحي
مرابيعها: ما نُتج في الربيع؛ والقرقر: القاع الأملس الواسع، يقال: قاعٌ قَرْقَرٌ، إذا كان كذلك؛ وضاحٍ: مكشوف، يقال: ضَحِيَ للشمس، أي برز لها. وتهدّل النبت، إذا تثنّى من نعمة، وهو الهَدال. قال الشاعر:
ظبيةٌ من ظِباء وَجْرَة أدْما ... ءُ تَسَفُّ الكَباثَ تحت الهَدالِ
وسمعت عبد الرحمن يخبر عن عمه أنه كان يقول: الهَدال ضرب من الشجر معروف، وأنه أنشد هذا الشعر:
يا رُبَّ ماءٍ لك بالأجبالِ
بُغَيْبِغٍ يُنزع بالعِقالِ
طامٍ عليه وَرَقُ الهَدالِ
يقال: بئر بُغَيْبِغ، إذا كانت قريبة المَنْزع. وهَدَلَ الحمامُ يهدِل هَدْلاً وهديلاً، إذا صوّت. ويقال إن الهديل الذَّكَر من الحمام بعينه. قال الشاعر:
إني تُذكِّرني الزُّبيرَ حمامةٌ ... تدعو بأعلى الأيكتين هديلا
وقال آخر:
كهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جناحَه ... يدعو بقارعة الطّريق هديلا
د - ل - ي
الدِّيل: أبو قبيلة من العرب. وللدال واللام والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.
باب الدال والميم
مع ما بعدهما من الحروف
د - م - ن


الدِّمْن: البعر والكِرْس. والدِّمْنَة: الموضع الذي يجتمع فيه الغنم فتتلبّد أبوالُها وأبعارُها فيه، والجمع دِمَن. ودمَّنتِ الغنمُ المكانَ تدميناً، إذا بوّلت فيه وبعّرت. وفي قلب فلان على فلان دِمْنَة، أي حقد. والدَّمان: الرماد، زعموا، وليس بثَبْت. وتصغير دِمنة دُمَيْنَة. وقد سمّت العرب دُمَيْنَة. وابن الدُّمَيْنَة الخَثْعَمي أحد شعراء العرب، معروف، والدِّنْمَة والدِّنِمَّة، وقال مرة أخرى: والدِّمَّة والدِّنِمَّة: الرجل القصير الحقير، وقالوا للنملة والقملة: دِنِمّة. والمَدْن ذكر بعض أهل اللغة أنه فعل مُمات وأنه من قولهم: مَدَنَ بالمكان، إذا أقام به، وبه سُمّيت المَدينة في لغة هؤلاء. وأنكر ذلك قوم فقالوا: مَدينة مَفْعِلَة من قولهم: دِينَتْ، أي مُلِكَتْ؛ والأمَة يقال لها مَدينة لأنها مملوكة. قال الشاعر:
ثَوَتْ وثَوى في كَرْمها ابنُ مدينةٍ ... مقيماً على مِسْحاته يتركَّلُ
يعني عبداً، ويُروى: يظلُّ على. ومَدْيَن: اسم أعجمي، فإن اشتققته من العربية فبالياء زائدة وهو من مَدَنَ بالمكان، إذا أقام به. فأمّا المَيّدان فأعجميّ معرَّب. والمَدان: صنم، زعموا، ودفع ذلك ابنُ الكلبي، وله فيه حديث. وإليه يُنسب بنو عبد المَدان، بطن من العرب، ويمكن أن يكون اشتقاقه من دان يدين، إذا أطاع، وهو مَفْعَل كما قالوا مَطار ومَطْيَر من طار يطير. والنَّدَم: معروف؛ نَدِمَ ندَماً فهو نادم، والنّديم والنَّدمان واحد، وهو الذي ينادمك على الخمر؛ هكذا يقول أبو عبيدة وله فيه شرح يطول. وللنديم والنَّدمان اشتقاق قد ذكرناه في كتاب الاشتقاق.
د - م - و
الدَّوْم: نخل المُقْل. ودُومة الجندل، بضمّ الدال: موضع؛ هكذا يقول بعض أهل اللغة، وأصحابُ الحديث يقولون: دَومة الجندل، بفتح الدال، وذلك خطأ. ودَوْمان، قال قوم: رجل، وقال آخرون: اسم موضع. قال أبو بكر: هو دَوْمان بن بُكَيْل، فأما دُومة الجندل فمجتمعه ومستداره كما تدوم الدُّوّامة، أي تستدير. ودوّمتِ الشمس في كبد السماء. ودوّم الطائرُ ودام، إذا حلّق في السماء، وحام أيضاً، إذا دار. والدُّوَام مثل الدُّوَار سواء؛ يقال: به دُوَام ودُوَار. ودام الشيءُ يدوم دَوَماناً وأدمتُه أنا إدامةً، إذا سكّنته. ونُهي عن البول في الماء الدائم، أي الساكن. وأدمتُ القِدْرَ، إذا غلتْ فنضحتَ عليها الماءَ البارد لتَسْكُنَ. وكان الأصمعي ينكر بيت ذي الرُّمَّة:
حتى إذا دوّمتْ في الأرض راجَعَه ... كِبْرٌ ولو شاء نجّى نفسَه الهَرَبُ
ويقول: لا يكون التدويم إلا في السماء؛ وأنكر ذلك عليه قوم من أهل العلم وقالوا: لمَ سُمِّيت الدُّوّامة. وبنو دَوْمان: بطن من العرب. والوَمَد: شدّة الحرّ وسكون الريح؛ وَمِدَ يومُنا يَوْمَدُ ومَداً، وهو يوم وَمِدٌ، والاسم الوَمَد.
د - م - ه
دَمَهَتْه الشمسُ، إذا صمحته، فهو مدموه. ويوم دَمِهٌ، إذا كان شديد الحرّ؛ دَمِهَ يومُنا دَمَهاً، ورجل مدموه. وإذا التهبت الرَّمضاء من شدّة الحرّ قيل: دَمِهَتْ دَمَهاً. والدَّهْم: العدد الكثير؛ عدد دَهْم، أي كثير. ودَهِمَهم الأمر يدهَمهم، إذا غشيهم. وفرس أدْهَمُ حسن الدُّهْمَة، أسود، وادهامَّ الفرسُ ادهيماماً، إذا اشتدّ سواده. وقال أبو عبيدة في قوله جلّ وعزّ: " مُدْهامَّتانِ " ، أي سوداوان من شدّة الخضرة. وكان أبو حاتم يقول إن السواد سُمّي سَواداً لكثرة الخضرة فيه؛ والسواد عند العرب خُضرة. قال الشمّاخ:
سَرَيْتُ بها من ذي المَجاز فنازعتْ ... زُبالةَ سربالاً من الليل أخضرا
أي أسود. ومنه قول اللَّهَبي:
وأنا الأخضرُ من يعرفني ... أخضرُ الجِلدة من بيت العربْ
أراد الأُدمة لأنها أغلب الألوان على العرب. وقد سمّت العرب دُهْمان ودُهَيْماً ودُهاماً. والدُّهيم: اسم من أسماء الداهية، وأصل ذلك أن ناقة كانت تسمّى الدُّهيم فحُمل عليها رؤوس قوم فقالوا: " أثقل من حِمْلِ الدُّهيم " ، فذهبت مثلاً، ولها حديث. وجاء فلان بالدُّهيم، وهي الداهية، وأصلها الناقة. ودَهْماء الناس: جماعتهم. والمَدْه مثل المَدْح سواء؛ مدهتُه بمعنى مدحتُه، قُلبت الحاء هاءً، وهم يفعلون ذلك كثيراً. قال رؤبة:
لله درُّ الغانياتِ المُدَّهِ


يريد المُدَّحِ، ومن روى المُزَّهِ أراد المُزَّحِ. وقال النعمان لرجل ذكر عنده رجلاً: أردتَ كيما تَذيمه فمدهتَه؛ تذيمه: تعيبه؛ من الذَّيْم. والمَهْد: معروف؛ مهَّدت الفراشَ تمهيداً، والفراش المِهاد، وكل شيء وطّأته فقد مهّدته. ومَهْدَد: اسم امرأة، وللنحويين فيه كلام ليس هذا موضعه. والهَدْم: مصدر هدمتُ الشيء أهدِمه هَدْماً. والهَدَم: ما وقع من الشيء المهدوم من طين أو غيره، والشيء مهدوم وهديم. والهِدْم: الكساء الخَلَق، وجمعه أهدام وهُدوم. وهُدِمَ الرجلُ، إذا أصابه الدُّوار في البحر، والاسم الهُدام. وذو مَهْدَم: قَيْلٌ من أقيال حمير، ومن ولده شُعيب بن ذي مَهْدَم النبي ليس شُعيب موسى الذي بعثه الله الى قومه فقتلوه فبعث الله عليهم بُخْتَ نصَّر فقتلهم قتلاً ذريعاً؛ هكذا يقول ابن الكلبي، وأنزل الله فيهم: " فلمّا أحسّوا بأسَنا إذا هم منها يركضون " الآيات. وهَدِمَت الناقةُ تهدَم هَدَماً، إذا أرادت الفحل، وتهدّمت تهدّماً. وشيخ هِدْم مثل هِمّ سواء، تشبيهاً بالكساء الخَلَق. وقال قوم من أهل اللغة: الهِدْم: الكساء المرقَّع الذي قد ضوعفت رقاعه بعضها على بعض. الهَمْد من قولهم: هَمَدَت النارُ هموداً، إذا طَفِئت، والجمر هامد، إذا طَفِئ. وهَمْدان: أبو قبيلة، واشتقاقه من هَمَدتِ النارُ، إذا سكن اشتعالُها. وذُكر عن بعض من لا يوثق به أنه سئل عن اشتقاق هَمْدان واسمه أوْسَلَة فقال: أُخبر بخبرٍ غمّه فقال: هَمٌّ دانٍ، وليس هذا مما يُلتفت إليه. والهَمْدة: الموت، زعموا.
د - م - ي
الدِّيمة: المطر يدوم أياماً، والجمع دِيَم؛ قال الأصمعي: الدِّيمة: المطر يدوم يوماً وليلة. والمَيْد: مصدر ماد يميد مَيْداً، إذا تمايل؛ وغصن مائد وميّاد. وميّادة: اسم أمّ بعض شعراء العرب، وهي أمَة سوداء. وجمع مائد مِيد، والأغصان مِيد. وأصاب الإنسانَ المَيْدُ، إذا أصابه الدُّوار عن ركوب البحر. وفي الحديث: " المائد في البحر كالمتشحّط في البرّ " ، يعني الغزو. ومِدْتُ الرجلُ أميده مَيْداً، إذا أعطيته ومِدْته بخير. ومنه اشتقاق المائدة؛ قال أبو عبيدة: لأنها تَميد أصحابها بما عليها من الخبز، وهكذا فسّره في التنزيل، والله أعلم. والمَيْدان: اسم أعجميّ معرَّب. وامتدتُ الرجل: طلبت خبرَه. ودَمِيَ الإنسان يَدْمى، والأصل في دَم دَمْيٌ. قال الشاعر:
فلو أنّا على حجر ذُبِحنا ... جَرَى الدَّمَيان بالخبر اليقينِ
وقد أنشدوا:
هل أنتِ إلاّ إصبعٌ دَمِيتِ
وفي سبيل الله ما لقيتِ
وهذا السجع للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، والشعر عنه منفيّ، ولكنّ له علّة نشرحها في موضعها إن شاء الله تعالى. وتقول العرب: مَيْد أني وبَيْدَ أني، في معنى غير أني، وفي الحديث: " بَيْدَ أني من قريش " . قال الراجز:
عَمْداً فعلتُ ذاك بَيْدَ أنّي
إخالُ إن هَلَكْتُ لم تُرِنّي
ويُروى: مَيْدَ أني.
باب الدال والنون
مع ما بعدهما من الحروف
د - ن - و
دَنا يدنو دُنُوّاً. والدُّون: خلاف الجيّد. والدُّون: الأصغر في بعض اللغات؛ فلان دون فلان في السنّ. وقمتُ دون فلان، إذا وقيته بنفسك. ودونك هذا الشيءَ، إذا عرَضَك وأمكنك. والدُّون: الخسيس من الشيء. قال الشاعر:
إذا ما علا المرءُ رامَ العُلَى ... ويقنع بالدُّون من كان دُونا
والنَّدْو: مصدر ندا يندو نَدْواً، وهو الاجتماع في النادي. وندا القوم يندون نَدْواً، إذا اجتمعوا في في النَّدِيّ، وهو المجلس للقوم؛ والنادي والنَّدِيّ واحد، ومنه اشتقاق دار النَّدوة. قال الراجز:
لكنه يندو كما يندو النَّدي
كأنه في العِزِّ قيسُ بن عَدي
والنَّوْد: مصدر نادَ ينود نَوْداً ونُواداً، إذا تمايل من النعاس، وهو النُّواد؛ يقال: نادَ نَوْدَةً، إذا مال ميلةً. والوَدْن من قولهم: وَدَنْتُ الشيءَ أدِنُه وَدْناً، إذا بللته حتى يلين، ويقولون: دِنِ الأديمَ، إذا أمروه ببلّه، والأديم وَدين ومودون. قال أبو عُبيدة: جاء قوم الى ابنة الخُسّ بصفاة فقالوا: احْذي لنا من هذا نعلاً فقالت: دِنُوها، أي نَدُّوها. ورجل مودون، أي ناقص الخَلْق، وودين ومودَن أيضاً. قال الشاعر:
زجرتَ بها ليلةً كلَّها ... فجئتَ بها مُودَنا خَنْفَقِيقا


ومودون: اسم فرس من خيل العرب معروف، وهو فرس مِسْمَع بن شِهاب. قال الشاعر:
ونحن غداةَ بطن الخَوْع جئنا ... بمودنٍ وفارسِها جِهارا
د - ن - ه
الدَّنَه مثل الدَّلَه، تُقلب اللام نوناً. والدُّهن: معروف، وكل شيء دهنتَه فهو مدهون ودهين، وجمع الدُّهن أدهان. وناقة دَهين، إذا قلّ لبنُها. ودَهَنَ المطرُ الأرضَ، إذا بلّها بَلاًّ يسيراً. وبنو داهن وبنو دُهْن: حيّان من العرب، ومن بني دُهْن عمّار الدُّهني المحدِّث. وقد سمّت العرب دُهَيْناً. والمُدْهُن: ما جُعل فيه الدُّهن، وهو أحد ما جاء على مَفْعُل مضموم الأول ممّا يُستعمل باليد ممّا أوله ميم. والمُدْهُن أيضاً: نَقْرٌ في صخرة يجتمع فيه ماء السماء. وداهنتُ الرجل مداهنةً ودِهاناً، إذا واربته فأظهرت له خلافَ ما تضمر؛ والمدهَنة: المخادَعة؛ وأدهنتُ إدهاناً، فأنا مُدْهِنْ، إذا غششت. والدَّهْناء، يُمدّ ويُقصر: بلد معروف. وقال بعض المفسّرين في قوله عزّ وجلّ: " وَرْدَةً كالدِّهان " ، أي حمراء شديدة الحُمرة لأنهم يقولون إن السماء تصير ناراً والله أعلم، كالدِّهان في صفة الدُّهن. والنَّدْه: الزَّجْر والكفّ عن الشيء؛ يقال: نَدَهْتُ الإبل أندَهها نَدْهاً فهي مندوهة، إذا زجرتها أو رددتها عن وِجهتها. وكان الرجلُ في الجاهلية يقول لامرأته: اذهبي فلا أنْدَهُ سَرْبَك؛ أي أنت طالق، فكانت تطلق بهذه الكلمة. والنَّهْد: العظيم من الخيل وغيرها؛ رجل نَهد وفرس نَهد: عظيم الخَلْق، والأنثى نَهْدَة. والنَّهيدة: الزُّبدة العظيمة. وكل شيء دنا منك فقد نَهَدَ. والناهد: التي قد عظم حجمُ ثديها حتى بدا ولم يتكسّر. وتناهد القومُ الشيءَ، إذا تناولوه بينهم. قال الشاعر:
كمقاعد الرُّقَباء للضُّ ... رباء أيديهم نَواهدْ
وتناهد القومُ في الحرب، إذا تناهضوا لها. وكل ناهض فهو ناهد. ونهدتُ الى القوم، إذا قمت إليهم. وقيل لسلمان بن ربيعة رحمه الله وهو بالكوفة إن الأعاجم قد اجتمعوا بالمدائن فقال: انهَدوا بنا إليهم، أي انهضوا. قال أبو بكر: وهذا أحد ما عُدَّ من فصاحة سلمان رضي الله تعالى عنه. وبنو نَهْد: قبيلة من العرب. ونَهْدان: اسم، وكذلك نُهيد ومُناهِد. والهُدْنة: السّكون؛ هدّنت الرجل تهديناً وهادنته مهادنةً، إذا وادعتَه الحربَ، والاسم الهُدنة. ومنه حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: " هُدنة على دَخَنٍ " ، أي موادعة تحتها عداوة. والهِدان: الرجل الثقيل الجبان. وهِند: اسم، أصله التّهنيد؛ يقال: هنّدته النساءُ، إذا سلبن عقله. قال الراجز:
شاقَكَ من هَنّادةَ التهنيدُ
موعودُها والباطلُ الموعودُ
والهِند: جيل معروف. والسيف المهنَّد وكذلك الهُنْدُواني منسوب الى الهند. وقد سمّت العرب: هَنّاداً وهُنَيْداً. وهُنَيْدَة: المائة من الإبل، معرفة لا تدخلها الألف واللام. قال جرير:
أعطَوا هُنيدةَ يحدوها ثمانيةٌ ... ما في عطائهم مَنٌّ ولا سَرَفُ
وفي العرب بطون يُنسبون الى أمهات يُسمّين هِنْداً: بنو هِند في كندة، وبنو هِند في بكر بن وائل وأحسب في قُضاعة، أيضاً. وهِند: صنم، وقد سمّوا عبد هِند كما سمّوا عبد يَغوث. وعمرو بن هند: رجل من الشعراء المجوَّدين. وقد سمّوا الرجل هنداً: هِند بن أبي هالةَ، أمّه خديجة زوج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهِند بن أسماء: رجل من بني الحارث بن كعب. قال الشاعر:
قتلتَ في حَرَمٍ مِنّا أخا ثقةٍ ... هندَ بنَ أسماءَ لا يَهْنئْ لك الظَّفَرُ
وبنو هِند: بطن من العرب، وكذلك بنو هَنّاد.
د - ن - ي
يقال: هو ابن عمّه دِنْياً ودُنْياً، أي قريب النّسب. والدُّنْيا: معروفة. والدَّيْن: معروف. ورجل مَدين ومديون، وهو الأصل، إذا كان عليه دَين، ومُدان أيضاً. وقال قوم: مُدانٌ: عليه دَين، ومُدّان: يأخذ الدين. قال الهُذلي أبو ذؤيب:
أدانَ وأنبأه الأوّلونَ ... بأنّ المُدانَ مَليٌّ وَفيُّ


وادّان الرجلُ، إذا أخذ الدَّينَ. قال عمر رضي الله تعالى عنه: إنّ الأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهينة رضي من دِينه وأمانته أن يقال: سبق الحاجَّ فادّان مُعْرِضاً فأصبح قد رِينَ به، أي أخذ من هاهنا وهاهنا؛ قد رِين به: أي غُلب على أمره. والدِّين: المِلّة؛ دِين الله: ملّة الله التي اختصّها، وهي الإسلام. والدِّين: الدَّأْب والعادة؛ ما زال ذاك دِينَه، أي دأبه وعادته. قال الشاعر:
تقول إذا دَرَأْتُ لها وَيني ... أهذا دِينُه أبداً وَدِيني
الوَضين: حزام الرحل. وقال امرؤ القيس:
كدِينكَ من أمّ الحُوَيْرِث قبلها ... وجارتِها أمِّ الرَّباب بمأْسَلِ
والدِّين: الطاعة والمُلك. قال الله تعالى: " ما كان ليأخذَ أخاه في دِين المَلِك " ، أي في طاعته. قال الشاعر:
لئن حللت بجَوٍّ في بني أسدٍ ... في دين عمرٍو وحالت دوننا فَدَكُ
ويُروى: بيننا، أي في طاعة عمرو. والدِّين: الجزاء. قال الله جلّ وعزّ: " مالك يوم الدين " ، أي الجزاء، والله أعلم. والمثل السائر: " كما تَدين تُدان " ، أي كما تفعل يُفعل يُفعل بك. وأخبرنا أبو حاتم عن أبي عُبيدة قال: كان ملك من ملوك غسّان يتعذر النساء لا يبلغه عن امرأة جمالٌ إلا أخذها، فأخذ ابنة يزيد بن الصَّعِق الكِلابي، وكان أبوها غائباً فلما قدم أُخبر فوفد إليه فصادفه متبدّياً، وكان الملك إذا تبدّى لم يُحجب عنه أحد، فوقف بين يديه بحيث يسمع كلامه فقال:
يا أيها الملكُ المُقِيتُ أما ترى ... ليلاً وصبحاً كيف يختلفانِ
هل تستطيع الشمس أن يُؤتى بها ... ليلاً وهل لك بالمَليك يَدانِ
واعْلَمْ وأيْقِنْ أنّ مُلْكَك زائلٌ ... واعْلَمْ بأنّ كما تَدينُ تُدانُ
فأجابه الملك:
إن التي سلبت فؤادَك خُطّةٌ ... مرفوضةٌ مِلْ آن يا ابنَ كِلابِ
فارْجِعْ بحاجتك التي طالبتها ... والْحَقْ بقومك في هضاب إرابِ
ثم نادى أن هذه سُنّة مرفوضة. قال أبو عبيدة: ما أُنشدت هذه الأبياتُ ملكاً ظالماً قطُّ إلاّ كفّتْ من غَرْبه.
باب الدال والواو
مع ما بعدهما من الحروف
د - و - ه
داهَ يدوه دَوْهاً وهو دائه، إذا تحيّر. والوَهْدَة من الأرض: المطمئن الغامض، والجمع وِهاد. وهادَ الرجل يهود هَوْداً، إذا رجع وناب، ومنه قول الله جلّ وعزّ: " إنّا هُدْنا إليك " ، أي أنَبْنا وتُبْنا ورجعنا؛ هكذا يقول أبو عبيدة، والله أعلم. وهَوّدَ الرجلُ في السّير تهويداً، إذا سار سيراً ليناً، ومنه اشتقاق الهَوادة، أي اللِّين والسكون. والهَوَدَة: أصل السّنام، سَنام البعير خاصّة، والجمع هَوَد. وهُود: اسم نبي عليه السلام، وأصله من التهويد، وهو السكون والهدوء. وسُمّي اليهود يهوداً إما من قوله عز وجلّ: " إنّا هُدْنا إليك " ، أي رجعنا وتُبْنا، وإما من التهويد أي السكون؛ ويمكن أن يكونوا سُمّوا بالمصدر من هاد يهود هَوْداً. وفي التنزيل: " وقالوا كونوا هُوداً أو نصارى " ، وهو من هذا إن شاء الله. والوَدْه فعل ممات من وَدِهَ يَوْدَه وَدَهاً. وأودهني عن كذا وكذا، أي صدّني عنه، وهي لغة قديمة. والأوداه: موضع معروف. قال أبو زُبيد الطائي:
جازعاتٍ إليهمُ شُعَبُ الأو ... داهِ تُسْقَى قُوتاً ضَياحَ المديدِ
د - و - ي
الدَّويّ: مصدر سمعت دَويَّ الرعد، وهو في وزن فَعيل. والدَّواة: معروفة، والجمع دُوِيّ، وقالوا: دَوًى مقصور، مثل نَواة ونوًى. والوَدِيّ: الفسيل، واحدتها وَدِيّة. والوَدْي: مصدر وَدَى الحمارُ يَدي وَدْياً، إذا أدلى. قال مالك بن نُويرة:
ترى ابن أُبَيْرٍ خلف قيسٍ كأنه ... حُمارٌ وَدَى خلف استِ آخرَ قائمِ
والوادي: معروف، وأصله واشتقاقه من الوَدْي؛ كذا قال بعض أهل اللغة، وهو المَنيّ.
باب الدال والهاء
مع ما بعدهما من الحروف
د - ه - ي


الدَّهْي: مصدر دَهِيَ الرجلُ يدهَى دَهْياً ودهاءً، إذا صار داهياً. وقد سمّت العرب دُهَيّاً. قال أبو زيد: دَهَيْتُ الرجلَ فأنا أدهاه دَهْياً، وذلك أن تعيبه وتغتاله وتغتابه وتنقصه. وأدهيتُ الرجلَ، إذا وجدته داهياً. وبنو دُهَيّ: بطن من العرب. والدِّيَة ناقصة تراها في بابها إن شاء الله. والهَدْي: ما أُهدي الى الكعبة، واحدتها هَدْيَة، ويقال: هَديّة. والهَديّة: معروفة، والجمع هدايا. والهَدِيّ: العروس إذا زُفَّت الى زوجها. قال عنترة:
ألا يا دارَ عبلةَ بالطَّويِّ ... كرَجْعِ الوَشْم في كفِّ الهَديِّ
والهَديّ: الأسير. قال المتلمّس:
وطُرَيْفَةُ بنُ العبد كان هَديَّهم ... ضَربوا صميمَ قَذاله بمهنَّدِ
وهِيدْ هِيدْ: كلمة يقولها الحادي، وربما نوّنوها فيقولون هِيدٍ هِيدٍ. وتقول العرب: هَيْدَ ما لك، وهِيدَ ما لك، في معنى: ما شأنك. وأيامُ هَيْدٍ: أيام مُوتانٍ كانت في العرب في القديم، شبيه بالطاعون. وفي بعض أخبارهم: هِيد وما هِيد، مات في اثنا عشرَ ألف قتيل. وهَيْد: موت كان في الدهر قديماً فقالوا: كان ذلك في زمان هَيدٍ، فيما ذكره ابن الكلبي، وأنه حفر في موضع باليمن فوجد فيه سريرين مضبَّبين بالذهب عليهما امرأتان في حُلَل منسوجة بالذهب عند رأس إحداهما لوح مكتوب: أنا حُبَّى بنت تُبَّع القَيْل إذ لا قيل إلا الله، مُتنا في زمان هَيْدٍ، مات فيه اثنا عشرَ ألف قَيْل فلجأنا الى هذا الشِّعب أن يجيرَنا من الموت فلم يُجِرْنا، ولا نشرك بالله شيئاً.
انقضى حرف الدال والحمد لله حقَّ حمده وصلواته على سيّدنا محمد نبيّ الرحمة وآله الطاهرين.
حرف الذال في الثلاثي الصحيح
وما تشعب منه
باب الذال والراء
وما بعدهما من الحروف
ذ - ر - ز
أُهملت، وكذلك حالهما مع السين.
ذ - ر - ش
الشَّذْر: خَرَز يُفصل به النَّظم، الواحدة شَذْرَة، ويُجمع شُذوراً أيضاً. ويقال: هي قطعة من الذهب يُفصل بها بين الخَرَز في النظم، تسمى بالفارسية: دهك. وشذَّرتُ النظمَ تشذيراً، إذا فصلته بالخَرَز، فأما قولهم: شذَّر كلامَه بشِعر فهي كلمة مولَّدة شبِّهت بالنظم وحُسن التأليف. وتشذّر الفحلُ من الإبل، إذا هدر وخطر وجمع قُطْرَيْه، وكذلك الناقة إذا جمعت بين قُطريها وشالت بذنبها للِّقاح. وتشذَّر فلانٌ لفلان، إذا توعّده. وفي حديث سليمان بن صُرَد: أتاني عن أمير المؤمنين ذَرْءُ قولٍ تشذّر لي فيه بوعيد. فأما الشَّوْذَر ففارسيّ معرَّب؛ قال أبو حاتم: هو شاذَر. قال الراجز:
أتتكَ في شَوْذَرِها تَميسُ
عُجَيِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبيسُ
أحسنُ منها منظراً إبليسُ
الشَّوْذَر: الإزار، وكل ما التحفت به فهو شاذَر؛ واللّطْعاء: التي قد انتثر مقدَّم فيها، أي سقطت أسنانها؛ والدَّردبيس: العجوز الكبيرة، والدّردبيس: الداهية. ويقال: تفرّق القومُ شِذَرَ مِذَرَ، كلمة تقال عند التفرّق لا أصل لها كقولهم: تفرّقوا عَبادِيدَ.
ذ - ر - ص
أُهملت وكذلك حالهما مع الضاد والطاء والظاء.
ذ - ر - ع


الذَّرْع من قولهم: ضاق ذَرْعي عن كذا وكذا، إذا لم أُطِقْه، وضقت ذرعاً وذِراعاً كذلك. وذِراع الإنسان والدابّة: معروفة، والجمع أذْرُع، مؤنثة. وفرس ذَريع بَيِّنُ الذَّراعة، إذا كان واسعَ الشّحْوَة كثيرَ الأخذ من الأرض بقوائمه. وتكلّم فلانٌ فأذرعَ في كلامه، إذا اتّسع فيه، والمصدر الإذراع. وذَرَعَه القيءُ، إذا سبقه فخرج من فيه. والذَّرَع: ولد البقرة الوحشية، والجمع ذِرعان. ومِذْراع الدابّة: أحد قوائمها، والجمع مَذارع. وذكر الخليل أن مِذْراع الأرض نواحيها، ولم يجئ به البصريون. وأذْرِعات: مكان معروف. وتذرَّعت المرأةُ، إذا شقّت الخُوص لتجعل منه حصيراً. ويقال للكلاب: أولاد ذارعٍ، وأولاد زارعٍ، بالزاي، وأولاد وازعٍ. والذّريعة: جمل يستتر به الصائد لئلا يراه الصيد ثم يرميه؛ وفلان ذريعتي الى فلان، إذا تسبّبت به إليه. وتذرّع فلان في الكلام: مثل أذرعَ. ووردت الإبلُ الكَرَعَ فتذرّعته، أي وردته فخاضته بأذْرُعها. وضَبُع مذرَّعة، إذا كان في يديها خطوط سود. والذِّراع: نجم من نجوم السماء. وأمر ذريع: واسع. وبقرة مُذْرِع، إذا كان معها ذَرَع، والجمع مُذْرِعات. وذَرَعْتُ البعيرَ أذرَعه ذَرْعاً، إذا وطئتَ ذراعَه ليركب صاحبُك. والذُّعر: الفزع؛ ذَعَرْتُ الرجلَ أذعَره فهو مذعور وأنا ذاعر. وذو الأذعار: ملك من ملوك حِمير. قال ابن الكلبي: جلب النِّسْناسَ الى اليمن فذُعر الناسُ منهم فسُمِّي ذا الأذعار. والذُّعَرَة: طائر. والعُذْر: معروف؛ عَذَرْتُ الرجلَ أعذِره عُذْراً ومعذِرةً وعِذْرَة. وجمع مَعذِرة مَعاذر. وفسّر قوم قوله جلّ ثناؤه: " ولو ألْقى معاذيرَه " ، قالوا: السِّتر، لغة أزدية، الواحد مِعْذار. قال الشاعر:
لَمَحَتْ لمحةً كجانب قرن ال ... شمس بين القِرامِ والمِعْذارِ
القِرام: سِتر رقيق. ويقول الرجل: لا عُذْرَى لي مِن كذا وكذا، أي لا معذرة لي منه. قال الشاعر - أنشدَناه أبو رياش أحمد بن أبي هاشم بن شُبيل القيسي رحمه الله:
لله دَرُّكِ إني قد رميتهمُ ... إني حُدِدْتُ ولا عُذْرَى لمحدودِ
وعذَّرتُ في الأمر تعذيراً، إذا قصّرت فيه ولم تبالغ؛ وأعذرتُ فيه إعذاراً، إذا بالغت فيه. وأعذرتُ الى الرجل إعذاراً، إذا بالغت في التقدمة إليه. وتقول العرب: عِذْرَةً إليك ومعْذِرَةً إليك، أي اعتذاراً. ومَن عَذيري من فلان، أي من يعذرني منه. وتقول: إليك العُذْرَى، أي العُذْر. وساء عذيرُ فلان، أي ساءت حاله. والعاذر: ذو البطن من الرّجيع. وأنشد:
حتى اتّقاه بعاذرِ
أي بذي بطنه. والعاذِر: وجع يصيب الإنسانَ في حلقه، فالذي يصيبه ذلك الداء معذور. قال جرير:
غَمَزَ ابنُ مُرّةَ يا فرزدقُ كَيْنَها ... غَمْزَ الطبيبِ نغانغَ المعذورِ
والعاذر: الأثر في الجسد؛ يقال: به عاذرٌ من أثر ضرب واسع. والعَذِرَة: عَذِرَة الدار، أي ساحتها وفِناؤها، وإنما سمّيت العَذِرَة التي يعرفها الناس كناية لأنهم كانوا يلقون ذلك بأفنيتهم. ومنه الحديث: " اليهود أنْتَنُ الناس عَذِراتٍ " ، أي أفنيةً. قال الحطيئة:
لَعَمري لقد جرّبتُكم فوجدتُكم ... قِباحَ الوجوهِ سيّئي العَذِراتِ
وفي الحديث: " نظّفوا عَذِراتِكم " ، أي أفنيتَكم. والعُذْرَة: عُذرة العَذراء التي تُفتضّ بها؛ وللجارية عُذرتان: خَفْضُها وافتضاضُها. والعُذْرَة: الخِتان؛ عَذَرْتُ الغلامَ فهو معذور، وأعذرتُه فهو مُعْذَر، وعذَّرتُه، إذا ختنته. قال الراجز:
فهو يلوّي باللِّحاء الأقشرِ
تَلْويةَ الخاتنِ زُبَّ المُعذَرِ
ويقال: عذَرْتُ الغلامَ وخَفَضْتُ الجارية، ولا يقال خفضتُ الغلام ولا عذرتُ الجارية. وفي الحديث: " كنّا أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إعذارَ عام " ، أي خُتِنّا في عام واحد. والإعذار عندهم: طعام الخِتان، قال الراجز:
كلَّ الطعام تشتهي ربيعَهْ
الخُرْسُ والإعذارُ والنَّقيعَهْ


وبنو عُذْرة: حي من العرب. وعِذار الفرس: ما على خدّيه من لِجامه. وموضع العِذار: المعذَّر. وفرس أسيل المعذَّر، إذا كان طويلَ اللَّحْيَيْن سَبِطَ الخدّين. والعِذار من الأرض: ارتفاع يستطيل في عُرْض الفلاة فيحجب ما وراءه، والجمع عُذُر. وعِذار العِراق: ما انفسح عن الطَّفّ. والعَذْراء: برج من بروج السماء وليس مما تعرفه العرب. قال النجّامون: هي السُّنبلة، وقال قوم: بل العذراء الجوزاء. والعُذْرة: داء يصيب الصبيَّ في حلقه، فإذا غُمز فهو معذور. والعَذَوَّر: السيّئ الخُلق. قال الشاعر:
لا يُمْسِكُ الفحشاءَ تحت ثيابه ... حُلْوٌ حلالُ الماءِ غيرُ عَذَوَّرِ
أي ماؤه وحوضه مُباح. والعُذرة: نجم من منازل القمر. والعُذْرَة: الخُصلة من الشعر، والجمع عُذُر. قال العجّاج:
خُوصاً يساقطن المِهارَ والمُهَرْ
يَنْفُضْنَ أفنانَ السَّيبِ والعُذَرْ
والعَذير: الحال. قال عديّ بن زيد:
إنّ ربّي لولا تدارُكُه المُلْ ... كَ لأهل العراق ساءَ العَذيرُ
ومرج عَذْرَى: موضع بالشام.
ذ - ر - غ
أُهملت.
ذ - ر - ف
ذَرَفَتْ عينفه تذرِفُ ذَرْفاً وذَرَفاناً وذَريفاً؛ وكذلك ذَرَف الدمعُ فهو ذارف، إذا سال. والذَّفَر: حِدّة الرائحة من طِيب أو نَتْن، وربما خُصّ به الطِّيب خاصةً فقيل: مِسْكٌ أذْفَرُ. وذِفْرَيا البعير، الواحد ذِفْرَى، وهما اللتان تراهما كالمِحْجَمَتَيْن في قفاه، وجمع ذِفْرَى ذَفارَى. والذَّفْراء، ممدود: ضرب من النبت. ورجل ذَفِرٌ: حديد رائحة البشرة. وحمار ذِفِرّ: شديد صلب، وذِفَرّ أيضاً، والكسر أفصح. ووصفت امرأة من العرب شيخاً فقالت: أدْبَرَ ذَفَرَهُ وأقبل بَخَرَهُ.
ذ - ر - ق
ذَرَقَ الطائرُ يذرِق ذَرْقاً، وربما استُعير للإنسان. قال الراجز:
غَمْزاً تُرى أنّك منه ذارقُ
ومَذْرَق الطائر: مَخْرَج ذَرْقِه. وأذرقتِ الأرضُ، إذا أنبتت الذُّرَق؛ والذُّرَق: النبتة التي تسمّى الحَنْدَقوق. قال الراجز:
حتى إذا ما اصفَرَّ حُجْرانُ الذُّرَقْ
وأهْيَجَ الخَلْصاءَ من ذات البُرَق
حُجْران: جمع حاجر، وهو المنهبط من الأرض فالعشب يكثر فيه، والحائر مثله يجتمع فيه الماء؛ وخُصّ الذُّرَق لأنه أبطأ الرُّطْب يُبْساً. والقَذَر: ضد النظافة؛ مكان قَذِرٌ بَيّنُ القَذَر. وقَذِرْتُ الرجلَ واستقذرتُه وأقذرتُه، إذا وجدته قَذِراً. ورجل قاذورة: لا يحالُّ الناس ولا ينازلهم. قال الشاعر:
قاذورةٌ لا يَمَلُّ السّيْرَ منجذبُ
وناقة قَذور: لا ترعى مع الإبل ولا تبرك معها لعزّة نفسها، وبه سمّيت المرأة قَذورَ. وفلان قَذَرٌ من القَذَر، وقوم أقذار؛ ورجل مُقْذَر: يجتنبه الناس. قال أبو كبير الهُذلي:
ونُضِيتُ عمّا تعلمين فأصبحتْ ... نفسي الى إخوانها كالمُقْذَرِ
وقال قوم: أراد كالشيء الذي يُستقذر.
ذ - ر - ك
الذِّكْر: ضد النّسيان؛ ذَكَرْتُ الشيءَ أذكُره ذِكْراً وذُكراً، وهو منّي على ذِكْر وعلى ذُكْر، والضمّ أعلى، وذَكَرْتُه ذِكْراً حسناً. وذكّرتُك اللهَ أن تفعل كذا وكذا كالقَسَم. ويقول الرجل للرجل إذا أنكره: من أنت أذْكُرْ، بالألف مقطوعة مفتوحة. والذَّكَر من كل شيء: خلاف الأنثى، والجمع ذُكران وذُكور وذُكورة وذِكارة. ورجل ذَكَرٌ: شهم من الرجال ماضٍ في أموره. وسيف ذَكَرٌ: ماضٍ في ضريبته. وذُكْرَة السّيف، يقال: حديد ذَكَرٌ يُلحم بحديد أنيث، فالسيف حينئذ مذكَّر. قال الشاعر:
وعبدُ يغوثَ تَحْجُلُ الطّيرُ حوله ... وقد ثَلَّ عَرْشَيْه الحسامُ المذكَّرُ
ويُروى عُرْشَيْه بالضم؛ وسيف مذكَّر، إذا كان كذلك؛ وسيف ذَكَر، إذا كان من حديد خالص. ويُجمع الذَّكَر على الذِّكارة والذُّكورة. وذَكَرُ الإنسان: قضيبه، فأما قولهم المذاكير فلا أدري ما واحدهما، ولا تكاد العرب تتكلّم بها. وامرأة مُذْكِر، إذا ولدت ذَكَراً؛ ومِذْكار، إذا كان من عادتها أن تلد الذكور، وكذلك الناقة. وأرض مِذْكار: تُنبت ذكور العشب. قال أبو دُواد:
أَوْفِ فارْقُبْ لنا الأوابدَ وارْبَأْ ... وانْفُضِ الأرضَ إنها مِذْكارُ


وداهية مُذْكِر: لا يقوم لها إلا الذّكور من الرجال. والتَّذْكار: تَفْعال من الذِّكْر. والذُّكّارة: الفُحّال من النخل. وذُكور العشب: ضروب منه نحو العَبَيْثُران والعُنْظُوان وما أشبههما. وكان الأصمعي يقول: ذُكور الطِّيب ما يصلح للرجال دون النساء نحو الغالية والمِسك والذَّريرة. ورُوي عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتطيّب بذِكارة الطِّيب العنبرِ والمسكِ. وناقة مذكَّرة، إذا شُبِّهت بالجمل من غِلَظها. ورجل ذو ذُكْرَة، إذا كان شهماً.
ذ - ر - ل
الرَّذْل والرُّذال من الشيء: الدُّون، والقوم أرذال وأرذلون وأراذل ورُذال. وقد قيل: رجل رَذيل.
ذ - ر - م
ذَمَرْتُ الرجلَ أذمُره ذَمْراً، إذا حضضته. وتَذامر القومُ، إذا حضّ بعضُهم بعضاً. وذِمار القوم: ما يجب عليهم حفظُه. ورجل ذِمْر وذَمير، إذا كان داهياً. وذَمارُ: موضع باليمن. وذكر بعض أصحاب الأخبار أن قريشاً لمّا هدمت الكعبة في الجاهلية فأفضت الى أساسها وجدوا حجراً فيه كتاب بالمُسْنَد: لمن مُلْك ذَمارِ؟ لحِمْيَرَ الأخيارِ. لمن مُلْك ذَمارِ؟ للحَبَشة الأشرارِ. لمن مُلْك ذَمارِ؟ لفارس الأحرارِ. لمن مُلْك ذَمارِ؟ لقريش التجّارِ. ثمّ حارَ مَحارَ، أي رجع مَرْجِعاً، فكُتمت الكلمة. وذمَّرتُ الفصيلَ تذميراً، إذا غمزت قفاه ساعةَ يبدو رأسه من بطن أمه لتعلم أذكرٌ هو أم أنثى، فالفاعل مذمِّر والمفعول مذمَّر، وهو الفصيل؛ ويسمّى القَفا أيضاً مذمَّراً. قال الشاعر:
تطالعُ أهلَ السّوقِ والبابُ دونها ... بمستفلِكِ الذِّفْرَى أسيلِ المذمَّرِ
يصف ناقة. وقال الكُميت:
وقال المذمِّرُ للناتجينَ ... متى ذُمِّرت قبليَ الأرجلُ
لأن التذمير لا يكون إلا في الرأس، فإذا ذُمِّرت الرِّجل فهذا منقلب، وهذا مثل. وفي حديث ابن مسعود رحمه الله: فجعلتُ رِجلي على مذمَّرِه، يعني أبا جَهْل. ورَذَمَ الشيءُ يرذُم ويرذِم رَذْماً، إذا سال؛ ورَذَمَ أنفُ الإنسان، إذا سال؛ ورَذَمَتِ الجفنةُ، إذا سال الدَّسَم من جوانبها، والجفنة رَذوم. ومَذِرَت البيضةُ، إذا فسدت، تمذَر مَذَراً. وفي بعض اللغات مَذِرَت معدةُ الرجل، إذا فسدت، مثل قولهم عَرِبَت وذَرِبَت سواء. قال أوس:
شفيعٌ لدى البِيض الحسانِ مذرَّبُ
أي مكروه.
ذ - ر - ن
نَذَرَ ينذُر وينذِر نَذْراً فهو ناذر، وأنذرَ إنذاراً من الإبلاغ والإعذار. وقد سمّت العرب مُنْذِراً ونَذيراً ومُناذِراً ونُذَيْراً ومُنَيْذِراً. فأما قول لبيد:
والمُنْذِران كلاهما ومحرِّقٌ ... والتُّبَّعانِ وفارسُ اليَحْمومِ
فالمنذران: المنذر الأصغر أبو النعمان بن المنذر والمنذر الأكبر جد النعمان، ومحرِّق الأكبر الذي حرق اليمامة، فأما محرِّق الأصغر فعمرو بن هند مضرِّط الحجارة، سُمّي محرِّقاً لتحريقه بني تميم يوم أُوارة.
ذ - ر - و
الذّرْء: مصدر ذَرَأَ الله الخلقَ يذرَؤهم ذَرْءاً، وقد يُترك الهمز فيقال: الذّرْو. قال أبو بكر: ثلاثة أشياء تركت العرب الهمز فيها، وهي الذَّرِيَّة من ذَرَأَ الله الخلقَ؛ والنبي صلى الله عليه وسلم لأنه من النبأ، مهموز، والبَرِيّة من بَرَأَ الله الخلقَ، وقال قوم: الخابية من خَبْأَتُ الشيءَ. وذَرَى الرجلُ الحَبَّ وغيره يذروه ويذريه ذَرْواً وذَرْياً. وذَرْوَة: موضع. وذِرْوَة كل شيء: أعلاه. والمِذْرَوان: طرفا الألْيَتَيْن، ولا يكادون يفردونه. ويقال: جاء الرجلُ ينفُض مِذْرَوَيْه، إذا جاء متهدِّداً. قال الشاعر:
أحولي تَنفُضُ اسْتُكَ مِذْرَوَيْها ... لتقتلَني فها أنا ذا عُمارا
والمِذْرَوان: مؤخَّر الرأس في بعض اللغات. والوَذْر: فِدَر اللحم، الواحدة وَذْرَة، والجمع وَذَر. وامرأة وَذِرَة: نعت مذموم. وفي الحديث أن رجلاً قال لرجل: يا ابن شامّةِ الوَذْر كأنه عرّض بأنها فاجرة، فحدّه عثمان رضي الله تعالى عنه أو بعض الأئمة للتعريض.
ذ - ر - ه
الذُّرَة: حبّة معروفة. وذَهِرَ فوه، إذا اسودّت أسنانه. قال الراجز:
كأن فاها ذَهِرُ الحَوْذانِ
والهَذَر: الكلامُ الكثيرُ السَّقَطُ؛ رجل مِهْذَر وهِذْرِيان، إذا كان كثير الكلام كثير السَّقَط؛ ورجل مِهْذار وهَذّارة وهُذَرَة، في ذلك المعنى.


ذ - ر - ي
ذَرِيَ رأسُ الرجل، إذا صار في شعره بياض، يذرَى ذَرْياً، وأصله الهمز؛ يقال: ذَرِئَ يذرَأ رأسُه ذَرْءاً. قال الراجز:
وقد عَلَتْني ذُرْأةٌ بادي بَدي
ورَثْيَةٌ تنهض في تشدُّدي
وكَبش أذْرَى، إذا خالط سوادَ صوفه بياضٌ، وقد همزه قوم فقالوا: كبش أذْرَأ ونعجة ذَرْآءُ. وملح ذَرْآنيّ: شديد البياض، يُهمز ولا يهُمز. وذَئرَ الرجلُ، إذا ساء خُلقه. وفي الحديث: " فذَئرَ النساءُ على أزواجهن " ؛ ومنه اشتقاق ناقة مُذائر، تزبِن فصيلَها تدفعه ولا ترأمه. قال بِشر بن أبي خازم:
ولقد أتاني عن تميمٍ أنّهم ... ذَئروا لقتلَى عامرٍ وتغضّبوا
والذِّئار: بَعْرٌ يُشدّ على أخلاف الناقة لئلاّ يرضعها الفصيل. قال عمر بن لَجَأ:
ترى الإفالَ في الذِّئار المُحْكَمِ
وللذال والراء والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله.
باب الذال والزاي
أُهملتا
مع ما بعدهما من الحروف.
باب الذال والسين
أُهملتا
مع ما بعدهما من الحروف.
باب الذال والشين
أُهملت إلا في أحرف منها: شَمَذَتِ الناقةُ بذنبها، إذا أشالته عند اللِّقاح، الواحد شامذ وشِماذ. قال الشاعر:
شامِذاً تتّقي المُبِسَّ عن المِرْ ... يَةِ كُرْهاً بالصِّرْفِ ذي الطُّلاّءِ
الصِّرف: الدم الخالص؛ والطُّلاّء: الدم الشديد الحمرة أيضاً. والشّعوَذَة زعم الخليل أنها عربية، ولا أدري ما صحّتها.
باب الذال والصاد
أُهملتا مع ما بعدهما من الحروف.
باب الذال والضاد
أُهملتا مع ما بعدهما من الحروف.
باب الذال والطاء
مع ما بعدهما من الحروف
ذ - ط - ظ
أُهملت.
ذ - ط - ع
ذَعَطَه يذعَطه ذَعْطاً، إذا قتله قتلاً وَحِيّاً، أي سريعاً. قال الشاعر:
إذا وردوا مِصْرَهم عُوجلوا ... من الموت بالهِمْيَغِ الذّاعطِ
قال أبو بكر: كان الخليل يقول الهِمْيَع بالعين غير معجمة، وذكر أن الهاء والغين المعجمة والميم لم تجتمع في كلمة، وخالفه جميع أصحابنا. قال أبو حاتم: أحسب أن الهِمْيَغ مقلوب الميم من باء من قولهم: هَبَغَ الرجلُ هبوغاً، إذا سُبِتَ للنوم، فكأنها هِبْيَغ فقُلبت ميماً لقربها منها.
ذ - ط - غ
أُهملت وكذلك حالهما مع الفاء.
ذ - ط - ق
ذَقَطَ الطائرُ، إذا سَفِدَ.
ذ - ط - ك
أُهملت وكذلك حالهما مع سائر الحروف.
باب الذال والظاء
أُهملتا مع ما بعدهما من الحروف.
باب الذال والعين
مع ما بعدهما من الحروف
ذ - ع - غ
أُهملت.
ذ - ع - ف
الذَّعْف والذُّعاف: السمّ. وأذعفَ الرجلُ الرجلَ، إذا قتله قتلاً سريعاً. والعَذْف فعل مُمات؛ يقال منه: ما له عَذوف يومٍ، أي قُوت يوم؛ وما أكلتُ عَذوفاً، أي ما أكلتُ شيئاً. والعَذوف والعَزوف واحد؛ يقال: عَذَفَتْ نفسي وعَزَفَتْ عن كذا وكذا.
ذ - ع - ق
الذَّعْق: لغة في الزَّعْق؛ ذَعَقَه وزَعَقَه، إذا صاح به وأفزعه. وماء ذُعاق وزُعاق بمعنى. والعَذْق؛ بفتح العين: النخلة. والعِذْق، بكسرها: الكِباسة. وعَذَقْتُ الكَبش وأعذقته عَذْقاً وإعذاقاً، إذا علَّمتَ على ظهره بصوفة من غير لونه أو حُمرة، والكبش مُعْذَق ومعذوق. وأعذقتُ فلاناً بشرّ، إذا ألزمته إياه. والعَذَق: موضع. قال رؤبة:
للعِدِّ إذ أخْلَفَها ماءُ الطَّرٍ
بين القريتين وخَبْراءِ العَذَقْ
والقَذْع: الكلام القبيح؛ قذعتُ الرجل وأقذعتُه، إذا أسمعته كلاماً قبيحاً، وأقذعتُ له - وأقذعتُه أعلى - وقذعتُه.
ذ - ع - ك
أُهملت.
ذ - ع - ل
عذلتُ الرجلَ عَذْلاً وعَذَلاً، إذا لُمته. ومعتذِلات سُهيلٍ: أيام شديدة الحر باردة الليل، وقد مضى شرحها في أول الكتاب. والعاذِل: العِرق الذي يخرج منه دم الحيض، وربما سمّي عاذراً. ولَذَعَتْه النارُ لَذْعاً، إذا لفحته؛ وكذلك لَذَعَ الحُبُّ قلبَه، إذا آلمه.
ذ - ع - م
العَذْم: العَضّ؛ عَذَمَه يعذِمه عَذْماً، إذا عضّه، والعُذّام: شجرة من شجر الحَمْض. ورجل مَذّاع، إذا كان لا يكتم سِرّاً.
ذ - ع - ن
أذعنَ الرجلُ يُذعن إذعاناً فهو مُذْعِن، إذا انقاد قَسْراً. وناقة مِذْعان: منقادة لا تُنازِع.
ذ - ع - و


عُذْتُ بالشيء أعوذ عَوْذاً وعِياذاً، إذا لجأت إليه. وقد سمّت العرب عَوْذاً وعِياذاً ومعوِّذاً ومُعاذاً وعائذة، وكل هذا اشتقاقه من العَوْذ. وقال عبد الرحمن عن عمّه الأصمعي قال: تقول العرب: أطيبُ اللحم عُوَّذُه، أي ما عاذ بالعظم منه. وبنو عَوْذَى: بطن من العرب من قُضاعة. قال الشاعر:
ساقَ الرُّفيداتِ من عَوْذَى ومن عَمَمٍ ... والسّبْيَ من رهطِ رِبْعيٍّ وحجّارِ
وبنو عَوْذ من الأزد. وبنو عائذة من بني ضَبّة. ويقال: عَوّذ فلانٌ فلاناً، إذا رقاه كأنه ألجأه الى الرُّقية التي يَعوذ بها من الشرّ ومما يخاف. وناقة عائذ، أي يعوذ بها ولدُها، فجعلها عائذاً وهي مَعوذ بها، أي يطيف بها، وهذا مقلوب. وعائذة قريش: ناقلة في بني شيبان.
ذ - ع - ه
أُهملت.
ذ - ع - ي
ذاع الحديثُ يذيع ذَيْعاً وذَيَعاناً، إذا فشا؛ ومنه قولهم: رجل مِذْياع، إذا كان لا يكتم شيئاً، وكذلك مِذْياع، إذا كان مبذِّراً.
باب الذال والغين
مع ما بعدهما من الحروف
ذ - غ - ف
الغَذُوف والعَذوف واحد، وهو ما يتقوّته الإنسان أو الدّابّة.
ذ - غ - ق
أُهملت وكذلك حالهما مع الكاف واللام إلاّ في قولهم: رجل أذْلَغُ وأذْلَغِيّ، إذا كان قصيراً غليظ الشفتين. وبنو الأذْلَغ: بطن من العرب.
ذ - غ - م
الغَذْم من قولهم: ما سمعتُ له غَذْمَة، أي ما سمعت له كلمة. والغُذْمَة مثل الغُثْمَة، وهي غُبرة فيها كُدرة. ويقال: تغذّم البعيرُ بالزَّبَد، إذا تلمّظ به وألقاه من فيه. ويقال: ألْقِ في غَذيمة فلان ما شئت، أي في رُحْب صدره. وقال يونس: الغُذام ضرب من النبت.
ذ - غ - ن
أُهملت. قال أبو حاتم: الغانِذ والعانِذ: الحلق ومخرج الصوت.
ذ - غ - و
الغَذْو: مصدر غذاه يغذوه غَذْواً، والاسم الغِذاء.
ذ - غ - ه
أُهملت.
ذ - غ - ي
مواضعها كثيرة في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.
باب الذال والفاء
مع ما بعدهما من الحروف
ذ - ف - ق
منزل قَذَفٌ وقذيب، أي بعيد. وقذفتُ الشيءَ من يدي قَذْفاً، إذا ألقيته. وأقذاف الجبل: نواحيه، الواحد قَذَف، والأقذاف أيضاً: أطراف الجبل. وقَذَفَ الرجلُ، إذا قاء. وكل شيء رميتَ به من يدك فقد قذفتَه قذْفاً. وروض القِذاف: موضع. وقذف الرجلُ الرجلَ، إذا شتمه. والقاذف: الرامي؛ والقَذيفة: الرّمِيّة؛ يقال: هذه قذيفة فلان للشيء الذي يلقيه. قال الشاعر:
قذيفةُ شيطانٍ رجيمٍ رَمى بها ... فصارت ضَواةً في لَهازمِ ضِرْزِم
الضّواة: السِّلْعَة؛ والضِّرْزِم: الناقة المُسنّة.
ذ - ف - ك
أُهملت.
ذ - ف - ل
الذِّفْل، قالوا: القَطِران، وقال قوم: بل هو الدِّفْل، بالدال غير معجمة، ولا أدري ما صحته. والذَّلَف: صِغَر الأنف؛ رجل أذْلَفُ وامرأة ذَلْفاءُ من قوم ذُلْف. قال أبو النجم:
للشُّمِّ عندي بهجةٌ ومَزيّةٌ ... وأحِبُّ بعضَ ملاحة الذَّلْفاءِ
يريد أن المِلاح أكثرهنّ ذُلْف. قال أبو بكر: إذا كان الأنف صغيراً في دِقّة قيل: أنفٌ أذْلَفُ. وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " إنكم لتقاتلُنَّ قوماً يعالُهم الشَّعَرُ صغارُ العيون ذُلْفُ الأنوف كأنّ وجوههم المَجانُّ المُطْرَقَة " ، يعني التِّراس التي قد طُورِق بعضُها على بعض. والفِلْذ: قطعة من الكَبِد أو اللحم المشتوَى. قال أعشى باهِلة:
تكفيه حُزَّةُ فِلْذٍ إن ألَمَّ بها ... من الشِّواء ويُروي شُرْبَه الغُمَرُ
ويُروى: فِلْذَة كِبْدٍ؛ والغُمَر: القدح الصغير، وهو مأخوذ من قولهم: تغمّرت، إذا شربت دون الرِّيّ. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر: " هذه مكة قد ألقتْ إليكم أفلاذ كَبِدها " ، يعني رجال قريش. وفلَذت له فِلْذاً وفِلْذَةً من مالي، إذا أعطيته قطعة منه.
ذ - ف - م
أُهملت.
ذ - ف - ن
نَفَذَ الشيءُ ينفُذ نُفوذاً ونَفاذاً من قولهم: نفذ أمرُه. ورجل ذو نَفاذ: بصير بالأمور وَلاّج فيها.
ذ - ف - و
وَذَفَ الإناءُ يَذِفُ وَذْفاً، إذا قطر أو سال من جوانبه، ويقال: وَدَفَ، بالدال غير معجمة وهو أعلى. وقالوا: الوَذْفَة: الرّوضة؛ وقال قوم: الوَذْفَة: روضة بعينها، وليس كل روضة وَذْفَة. ووَذَفَة: موضع بلا ألف ولام.
ذ - ف - ه
أُهملت.
ذ - ف - ي


الذِّيفان: السَّمّ، وربما قالوا: الذَّيفان، بفتح الياء والذال، وربما قالوا الذُّوفان، وكله السَّمّ.
باب الذال والقاف
مع ما بعدهما من الحروف
ذ - ق - ك
أُهملت.
ذ - ق - ل
ذَلْق كل شيء: حدّه. قال امرؤ القيس:
فكابٍ على حُرِّ الجبين ومُتَّقٍ ... بمِدراته كأنّها ذَلْقُ مِشْعَبِ
ويُروى: بمَذْريّة، والمَذْريّة: المحدَّدة، وإنما أراد قرنَ هذا الثور، ويُروى: بمذرويةٍ. والمِشْعَب: المِخْرَز. ولسان ذَلِقٌ طَلِقٌ، وذليق طليق، وذُلَق طُلَق. والحروف الذُّلْق: حروف طرف اللسان، وقد مرّ شرحها في أول الكتاب. وأذلقتُ الضّبَّ، إذا صببتَ في جُحره الماء حتى يخرج. والقَذْل: أصل بناء القَذال، وللإنسان قَذالان، وهما ما اكتنف فأس القفا من عن يمين وشمال. وقَذَلْتُ الرجلَ، إذا ضربت قَذاله. وقَذَلَ الحَجّامُ الرجلَ، إذا حجم قَذاله، وربما سُمّي الحَجّام فاذلاً لأنه يشرُط ما تحت القَذال.
ذ - ق - م
الذَّقْم والقَذْم واحد، وهو الأخذ الكثير مثل القَثْم سواء؛ يقال: قَذَمَ له قَذْمَةً من ماله، أي أعطاه شيئاً كثيراً. ورجل قُذَم: كثير الأخذ لِما وُجد. والمَذْق: خلطُك الشيءَ بالشيء، وأصله مزج اللبن؛ يقال: مذقتُ اللبن بالماء أمذُقه مذقاً، فهو مذيق وممذوق، وكثر ذلك حتى قالوا: مَذَقَ له المودّة، إذا لم يُصْفِها له. والمَذْقَة: الشَّرْبَة من اللبن المذيق.
ذ - ق - ن
الذَّقْن: مجتمع صَبِيَّي اللّحْيَيْن، والجمع أذقان. وناقة ذَقون، وهي التي يرجف ذقنُها في سيرها. وتقول العرب " لأُلْصِقَنّ حواقنَه بذواقنه " ، أي أعلاه بأسفله، فاختلفوا في الحواقن فقال قوم: الحواقن ما تحت السُّرّة مما يلي العانة؛ وقال آخرون: الحواقن التّراقي من الإنسان؛ وقال غيرهم: الحاقنتان القَلْتان تحت التّرْقُوتين من عن يمين وشمال؛ وقال قوم: الذّواقن ما حول الذَّقن؛ وقال آخرون: الذّواقن ما انحطّ عن التَّرْقُوتين عن يمين وشمال. وذِقان: جبل معروف. والنّقْذ: مصدر نَقِذَ ينقَذ نَقَذاً، وقالوا ينقِذ بكسر القاف، إذا نجا؛ وأنقذته أنا إنقاذاً، إذا أنجيته. وكل شيء استرجعته من عدوّك من بعير أو فرس فهو نَقيذ، والجمع نقائذ. ونَقَذَة، زعموا: موضع معروف.
ذ - ق - و
الذّوْق: مصدر ذُقْتُ الشيءَ أذوقه ذَوْقاً، فهو مَذُوق وأنا ذائق. ويقال: ما ذقت ذَواقاً، أي ما تطعّمت شيئاً، وكثر ذلك حتى قالوا: فلان حسن الذوق للشِّعر، إذا كان مطبوعاً عليه. والوَقْذ: مصدر وَقَذَه وَقْذاً، إذا آلمه ضرباً، فهو وقيذ وموقوذ.
ذ - ق - ه
القُذَّة: قُذّة السّهم، قد مرّ تفسيرها في الثنائي.
ذ - ق - ي
مواضعها في الاعتلال كثيرة.
باب الذال والكاف
مع ما بعدهما من الحروف
ذ - ك - ل
أُهملت وكذلك حالهما مع الميم والنون.
ذ - ك - و
الذَّكْوَة والذَّكا، مقصور: الجمرة المتلظّية، والجمع الذَّكْو، واشتقاقه من ذكا النارِ وذَكْوِها، وذَكا النار مقصور، وذَكاء السنّ ممدود، ومنه اشتقاق اسم ذَكْوان. وأنشد في ذكا النار، مقصور:
وعارَضَها يومٌ كأنّ أُوارَه ... ذَكا النارِ من فَيح الفُروغ طويلُ
وذُكا، ممدود غير مصروف: اسم للشمس. وابن ذُكاء: الصُّبح. وذَكْوان: اسم، الألف والنون فيه زائدتان. وفرس مُذَكٍّ، وهو إذا تمّ سِنُّه. قال الراجز:
جَرَبَّةٌ كحُمُر الأبَكِّ
لا ضَرَعٌ فيها ولا مُذكِّي
ذ - ك - ه
أُهملت وكذلك حالهما مع الياء.
باب الذال واللام
مع ما بعدهما من الحروف
ذ - ل - م
لَذِمَ بالمكان وألذمَ به، إذا أقام به. وألذمَ فلانٌ بفلان، إذا لم يفارقه. ورجل لُذَمَة: لا يفارق البيت. وكلام للأعراب أن الأرنب قالت: اللهمّ اجعلني حُذَمَة لُذَمَة، أي سريعة العدو لازمة لموضعها لا تفارقه. وذَمَلَتِ الناقةُ ذَميلاً وذَمَلاناً، وهو ضرب من السّير أعلى من العَنَق؛ وناقة ذَمُول. وقد سمّت العرب ذاملاً وذُميلاً. والمَذَل: الاسترخاء عن فَتْرَة؛ أصبح فلان مَذِلاً ومَذيلاً. قال الراعي:
ما بالُ دَفِّكَ في الفراس مَذيلاً ... أقَذًى بعينكَ أم أردتَ رَحيلا


والحديد الذي يسمّى بالفارسية النَّرْم آهَن يسمّى المذيل. والمَذْل: الذي يجود بماله سخاءً. قال الشاعر:
ولقد أروح الى التِّجار مرجَّلاً ... مَذِلاً بمالي ليِّناً أجيادي
والمَذِل: الذي لا يكتم سرَّه. والمَلْذ: السرعة في الذهاب والمجيء. وذئب مَلاّذ، إذا كان سريعاً، والمصدر المَلَذان. ورجل مَلاّذ: كذّاب.
ذ - ل - ن
رجلٌ نَذِلٌ بَيِّنُ النّذالةِ والنُّذولة؛ وهو رجل نَذْل ونَذيل، إذا كان خسيساً. قال الشاعر:
مُنيباً وقد أمسى يقدِّر وِرْدَها ... أُقَيْدِرُ محموزُ القِطاعِ نَذيلُ
ويُروى: محموز الفؤاد؛ أُقَيْدِر: تصغير أقْدَر، وهو القصير العُنُق، يعني صائداً؛ ومحموز، أي حادّ، من قولهم: حَميز الفؤاد، أي حادّه، وبه سُمّي الرجل حمزة؛ والحَمْز: الشّدّة؛ والقِطاع: جمع قِطْع، وهو نَصْل قصير عريض.
ذ - ل - و
لاذ بالشيء يلوذ لوذاً ولَواذاً ولِواذاً، إذا أطاف به، وألاذ يليذ إلاذةً، ولاوذَ يلاوذ ملاوذةً ولِواذاً. ولَوْذ الوادي: منقطَعه، وكذلك لَوْذ الجبل، والجمع ألواذ. والوَذْل فعل ممات، ومنه الوذيلة، وهي السّبيكة من الفضّة خاصةً، وقال قوم: بل من الفضة والذهب. قال أبو كبير الهُذلي:
وبياضُ وجهٍ لم تَحُلْ أسرارُه ... مثلُ الوَذيلةِ أو كشَنْفِ الأنْضُرِ
الأنْضُر والنُّضار: الذهب، فكأنه أراد الذهب بعينه إذا فُتح. والوَذيلة: القطعة المستطيلة من سَديف السّنام. قال الراجز:
هل في دَجوب الحُرّة المَخِيط
وَذيلةٌ تَشْفي من الأطيطِ الذَّجوب هاهنا: وعاء شبيه بالغِرارة؛ والوَذيلة هاهنا: قطعة من السّنام مستطيلة؛ والأطيط هاهنا: أن تَئطَّ الأمعاءُ من الجوع؛ وجمع وَذيلة وَذائل. والوَلْذ: مصدر وَلَذَ يَلِذُ وَلْذاً، وهو والِذ ووَلاّذ، وهي سرعة في المشي والحركة؛ رجل ولاّذ وملاّذ، والمعنيان متقاربان.
ذ - ل - ه
ذَهِلَ عن الشيء يذهَل ذَهْلاً، وذَهَلَ أيضاً يذهَل، إذا سلا عنه ونسيه، فهو ذاهل. ويمكن أن يكون منه اشتقاق ذُهْل، وقال قوم: بل اشتقاق ذُهْل من قولهم: مرَّ ذُهْلٌ من الليل وذَهْلٌ من الليل، أي قطعة عظيمة نحو الثلث أو النصف، ولم يجئ به غيرُ أبي مالك، وما أدري ما صحّته. وقد سمّت العرب ذُهْلاً وذُهَيْلاً وذُهْلان وذاهِلاً، وهو أبو قبيلة من العرب. والذُّهْلان: حَيّان بن ربيعة. والذاهل عن الشيء: السالي عنه الناسي له. والهَذْل: الاضطراب، وقد أُميت هذا الفعل، وأصله: هَذِلَ يهذَل هَذَلاً وهَذَلاناً، ومنه اشتقاق هُذيل وهو اسم أبي قبيلة من العرب. والهَوْذَلة: الاضطراب، الواو زائدة، ومن هذا أصله. قال الراجز:
إذ لا يزال قائلٌ أبِنْ أبِنْ
هَوْذَلةَ المِشآةِ عن ضَرْس اللَّبِنْ
الشعر لابن ميّادة، قال: كان يحفر فأضجره قولهم أبِنْ؛ المشآة؛ زَبيل من أدم يُنقل به الطين من الآبار إذا حفرت؛ واللَّبِن أراد به الحجارة التي تُطوى بها البئر فسمّاها لَبِناً تشبيهاً باللَّبِن الذي يُبْنى به؛ والضَّرْس: التضريس. ويقال: هَوْذَلَ الرجلُ ببوله، إذا أخرجه يهتزّ.
ذ - ل - ي
الذّيْل: ذيل القميص، والجمع أذيال وذُيول، ثم كثر ذلك حتى قالوا: ذيل الرّيح، يعنون غُبارها الذي تسحبه على وجه الأرض. وفرس ذَيّال، إذا كان ذَنوباً؛ وثور ذَيّال، إذا كان كذلك. فأما ذأَلَ الذئبُ يذأَل فستراه في الهمز. وفرس ذائل: طويل الذَّنب، وإن كان قصير الخَلق؛ وذَيّال: طويلالذَّنَب. وذَيْل الرجل: قميصه ورداؤه إذا سحبهما. والذَّويل: اليبيس. وذال الرجلُ ذَيْلاً، إذا سحب ذَيله، غير مهموز، وكذلك المرأة، وكذلك الحمامة إذا سحبت ذنبها على الأرض. وقد سمّت العرب ذَيّالاً. وبنو الذَّيّال: بطن من العرب من بني سَعْد. وذُؤالة: اسم من أسماء الذئب.
باب الذال والميم
مع ما بعدهما من الحروف
ذ - م - ن
أُهملت.
ذ - م - و


الوَذَم: وَذَم الدَّلو، وهي سُيور تُشَدّ بها أطراف العَراقي، والجمع أوذام ووِذام؛ وكل سَير قددته مستطيلاً فهو وَذَم، وكذلك اللحم والكَرِش وما أشبهه. وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه: لأنْفُضَنّكم نفْضَ الجزّار الوِذامَ التَّرِبَةَ؛ فقلبه قوم فقالوا: نفْضَ الجزّارِ التِّراب الوَذِمَة. ووذّمتُ الناقة توذيماً، إذا عالجتها بنزل الثآليل الثابتة في حَيائها المانعة لها من اللِّقاح. والوَذَم: قطعة من الأدم تُجعل فيها قِلادة للكلب.
ذ - م - ه
الذَّمَه، يقال: ذَمِهَ الرجلُ يذمَه ذَمَهاً، وهو شبيه بالحَيرة. وذَمِهَ يومُنا، إذا اشتدّ حَرُّه؛ وربما قيل: ذَمِهَ الرجل. وأذمهتْه الشمسُ، بالذال والدال، إذا آلمت دماغَه. والهَذْم: القطع؛ سيف هُذَام: قاطع، وشفرة هُذَامة، وقالوا: هُذَمَة. قال الراجز:
ويلٌ لبُعْرانِ بني نَعامَهْ
منكَ ومن شفرتكَ الهُذامَهْ
ومنه اشتقاق هَيْذام، وهو اسم. وسَعْد هُذَيْم: أبو قبيلة من العرب.
ذ - م - ي
الذَّيم: العيب، وهو الذّام أيضاً. ومثل من أمثالهم: " لا تَعْدَمُ الحَسناءُ ذاماً " ، أي عيباً. والمَذْي: الماء الذي يخرج عند الإنعاظ وليس بالذي يوجب الغسل، وربما قيل: المَذِيّ، مثقَّل الياء. والمَذِيّ: مَخْرَج الماء من صُنبور الحوض، والصُّنبور مثل البُزال الذي يخرج منه الماء، وكذلك صُنبور الإداوة. والمَذِيّة: أمّ بعض شعراء العرب يعيَّر بها. والماذِيّ: السهل الليّن، وبه سمِّيت الدروع ماذِيَّةً، وكذلك يسمّى العسل ماذِيّاً لاسترخائه ولينه.
باب الذال والنون
وما بعدهما من الحروف
ذ - ن - و
أُهملت.
ذ - ن - ه
الذِّهن: الفِطنة، والجمع أذهان؛ ورجل ذَهِنٌ: فَطِنٌ. وربما سُمِّيت القوة ذِهْناً؛ يقال: ما به ذِهْن، أي ما به قوة.
ذ - ن - ي
أُهملت.
باب الذال والواو
مع ما بعدهما من الحروف
ذ - و - ه
الهَوْذَة: الحمامة أو ضرب من الطيور، وبه سُمِّي الرجل هَوْذَة.
ذ - و - ي
ذَوَى العودُ يَذْوي ذَيّاً وذُوِيّاً، إذا ذَبَلَ. فأما ذَويَ يذوَى فليس من كلامهم، وقد همزه قوم فقالوا: ذَأى العودُ، وأنشدوا بيت ذي الرُّمّة:
أقامت به حتى ذَأَى العودُ والتوى ... وساقَ الثُّريّا في مُلاءته الفَجْرُ
وليس بالجيّد، وهذا تراه في المعتلّ إن شاء الله تعالى.
باب الذال والهاء
مع ما بعدهما من الحروف
ذ - ه - ي
يقال: هَذَى الرجلُ يَهذي هَذْياً وهَذَياناً، وهذا مستقصًى في المعتلّ تراه إن شاء الله تعالى.
انقضى حرف الذال والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلّم.
حرف الراء في الثلاثي الصحيح
باب الراء والزاي
مع ما بعدهما من الحروف
ر - ز - س
أُهملت.
ر - ز - ش
شَزَرَه ببصره يشزِره ويشزُره شَزْراً، إذا نظر إليه بمُؤْخِر عينه. وطعنه شَزْراً، إذا طعنه من عن يمين وشمال. قال رؤبة:
نَقْفاً على الهام وطعناً شَزْرا
والشّزْر: الفتل الشديد. قال الراجز:
أمَرَّه يَسْراً فإن أعيا اليَسَرْ
والتاثَ إلاّ مِرَّةً الشّزْرِ شَزَرْ
والمشازرة: المضايقة. وشَيْزَر: موضع، ولا أحسبه عربياً صحيحاً. قال امرؤ القيس:
تقطّعَ أسبابُ اللُّبانة والهوى ... عشيةَ جاوَزنا حماةَ وشَيْزَرا
والشّرْز: الشدّة في الأمر والصعوبة. قال رؤبة:
نَسقي العِدى غيظاً طويل الجَأْزِ
يَلْقى مُعاديهم عذابَ الشّرْزِ
ر - ز - ص
أُهملت وكذلك حالهما مع الضاد والطاء، إلا في قولهم: الضِّرِزّ، وهو العَسِر.
ر - ز - ط
الطَّرْز والطِّراز فارسيّ معرَّب، وقد تكلّمت به العرب قديماً. قال حسّان:
بيضُ الوجوه كريمةٌ أحسابُهم ... شُمُّ الأنوفِ من الطِّراز الأولِ
وتقول العرب: طَرْزُ فلانٍ طرزٌ حسنٌ، أي زِيّه وهيئته. واستُعمل ذلك في جيّد كل شيء؛ قال رؤبة:
فاخترتُ من جَيِّدِ كلِّ طَرْزِ
جَيّدَةَ القَدِّ جيادَ الخَرْزِ
ر - ز - ظ
أُهملت.
ر - ز - ع


الزَّعَر: قلّة الشعر في الرأس واللحية وقلّة الريش في الطائر؛ رجل أزْعَرُ وامرأة زَعْراءُ، وظليم أزْعَرُ ونعامة زَعْراءُ. ورجل في خُلقه زَعارَّة، أي شدّة. ويقال في قلة الشَّعر: زَعِرَ يزعَر زَعَراً وازْعَرّ ازعِراراً، فأما من سوء الخلق فلا يقال إلا ازعارَّ وازعَرَّ. والزُّعْرور: ثمر شجر، عربي معروف. وزَعْران: اسم رجل. وقد سمّت العرب زَعوراً، وهو أبو بطن منهم. والرَّعْز: يُكنى به عن النِّكاح؛ لغة مرغوب عنها لمَهْرَة بن حَيْدان؛ بات يرعَزها رَعْزاً. والزَّرْع: كل ما زرعته من نبت أو بقل؛ زرعتُ أزرَع زرعاً، ثم كثر ذلك حتى قالوا: زرع الله الصبيَّ، أي أنماه. ويقال: هؤلاء زَرْعُ فلانٍ، أي ولده. والمزرُعة والمزرَعة: موضع الزّرع، لغتان فصيحتان، والجمع مَزارع. فأما الزَّريعة فربما سُمّي الشيء المزروع زَريعة، كأنها فَعيلة في معنى مفعولة. ويقال: زرّاع، في معنى زارع. قال الشاعر:
ذَريني لكِ الويلاتُ آتي الغوانيا ... متى كنتُ زَرّاعاً أسوق السَّوانيا
وقد سمّت العرب زُرْعَة وزُرَيْاً وزَرْعان. والعَزْر من قولهم: عَزَرْتُه أعزِره عَزْراً، إذا منعته عن الشيء، وبه سُمّي الرجل عَزْرَة. وعزّرتُ الرجل تعزيراً، إذا فخّمت أمره وأكرمته، ومنه قوله عزّ وجلّ: " وتُعزَّروه وتوقِّروه " . والتعزير: ضرب دون الحدّ؛ هكذا يقول بعض أهل اللغة. والعَيْزار: ضرب من الشجر، الواحدة عَيْزارة. وقد سمّت العرب عازراً وعَيْزارة وعَزْران. فأما عُزير فاسم عبراني وافق لفظُه العربيةَ، وكذلك عَيْزار بن هارون بن عِمران. والعَرْز: اشتداد الشيء وغِلَظه، وربما قيل: استعرز الشيءُ، إذا تقبّض كما تستعرز الجلدة في النار، إذا تقبّضت. واستعرز النبتُ، إذا اشتدّ وصلب. وعَرِزَ لحمُ الدابّة واستعرز كذلك. وعَرَزْتُ الشيءَ أعرِزه عَرْزاً، إذا انتزعته انتزاعاً عنيفاً. قال الشَّمّاخ:
وكلُّ خليلٍ غيرُ هاضمِ نفسِه ... لوَصْلِ خليلٍ صارمٌ أو مُعارزُ
ر - ز - غ
الرّزَغَة مثل الرَّدَغَة سواء، وهو الطين القليل من مطر أو غيره؛ أرزغَ المطرُ الأرضَ وأردغَها بمعنى. وأنشد لطرفة:
وأنت على الأقصى صَباً غيرُ قَرَّةٍ ... تَذاءبَ منها مُزْرِغٌ ومَسِيلُ
ويُروى: مُرْزِع ومُسيل. وأرزَغَ فلانٌ في عِرض فلان يُرزغ إرزاغاً، إذا طعن فيه؛ عن أبي حاتم عن أبي زيد. والزَّغْر فعل ممات، وهو اغتصابك الشيءَ، زَعموا؛ زَغَرْتُ الشيءَ أزغَره زَغْراً. وزُغَرُ: اسم رجل، وأحسبه أبا قوم من العرب. وعين زُغَرَ: موضع بالشام، وزعم ابن الكلبي أنّ زُغَر امرأة نُسبت إليها هذه العين، فأما قول أبي دُواد:
ككِنانة الزُّغَريّ غَ ... شّاها من الذّهب الدُّلامِصْ
فلا أدري الى ما نُسبت؛ والدُّلامِص: البرّاق، وهو واحد. والغَرْز: رِكاب الرَّحل. قال الشاعر:
تُصغي إذا شدّها في الكُور جانحةً ... حتى إذا ما استوى في غَرْزها تَثِبُ
وغرزتُ رجلي في الغَرْز واغترزتُ، إذا ركبت؛ وكل شيء سمّرته في شيء فقد غرزته فيه. وغَرَزَتِ الناقةُ، وغيرُها، إذا قلّ لبنها، وأكثر ما يُستعمل ذلك في الإبل خاصة والآتُن. قال الشَّمّاخ:
كأنّي ورَحْلي فوق جأْبٍ مطَّردٍ ... من الحُقْب لاحته الجِدادُ الغوارزُ
وغرَّزتِ الجرادةُ، إذا أدخلت ذنبها في الأرض لتبيض. والغريزة: الطبيعة، والجمع غرائز؛ فلان كريم الغريزة والطبيعة والنحيتة والنحيرة والخليقة والسليقة، كل ذلك واحد. وماء غَزير من مياه غِزار وغُزْر، أي كثير، ثم كثر ذلك حتى قيل: شاة غزيرة كثيرة اللبن، ورجل غزير العلم بيِّن الغَزارة. وغُزْران: موضع. وغَزُرَ البحرُ غزارةً، إذا كثر ماؤه.
ر - ز - ف
الزِّفْر: الحِمل على الظهر خاصّة، والجمع أزفار. قال الشاعر:
طِوال أنضية الأعناق لم يجدوا ... ريحَ الإماء إذا راحت بأزفارِ
ويقال: جادَ ما ازدفرَ بحِمله، إذا أطاقه ونهض به. وبه سُمّي الرجل زُفَرَ لأنه يزدفر بالأمور، أي يطيقها. قال الشاعر:
أخو رغائبَ يعطيها ويسألها ... يأبَى الظُّلامةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ


النَّوْفَل: الكثير النوافل. والزَّفْر: مصدر زَفَرَ يزفِر زَفْراً وزَفيراً، إذا ردّد النّفَس في جوفه حتى تنتفخ ضلوعه. قال النابغة الجعدي:
خِيطَ على زَفْرَةٍ فتمّ ولم ... يرجِعْ الى دِقّةٍ ولا هَضَمِ
يصف فرساً، يقول: كأنه زَفَرَ ثم خِيطَ على زَفْرته فهو منتفج الجنبين. وزافرة الرجل: عشيرته وبنو أبيه. وزَفْرَة الفرس: وسطه. وزَفَرَتِ النارُ، إذا سمعت لها صوتاً في توقّدها. والزَّرْف: الزيادة على الشيء؛ زَرَفَ الرجلُ في حديث، إذا زاد فيه. قال الأصمعي: كان يقال إن ابن الكلبي يُزَرِّف في حديثه، أي يزيد فيه. والزَّرافة: الجماعة من الناس، والجمع الزَّرافات. وقال الحَجّاج على منبر الكوفة: إياي وهذه الزَّرافاتِ فإني لا أرى رجلاً تطيف به زرافةٌ إلا استحللتُ دمه وماله. والزُّرافة، بضمّ الزاي: دابّة، ولا أدري أعربية صحيحة أم لا، وأكثر ظنّي أنها عربية لأن أهل اليمن يعرفونها من ناحية الحبشة. وقال أبو مالك: الزَّرّافات: المنازف التي يُنزف بها الماء للزّرع وما أشبهه. وأنشد:
يَبيت وذا الأهدابِ يعوي ودونه ... من الشّامِ زَرّافاتُها وقصورُها
والفَرْز: فرزك الشيءَ عن الشيء، إذا فرّقته؛ فرزتُه أفرِزه فَرْزاً فهو مفروز، إذا فرّقته، والقطعة منه فِرْزَة بكسر الفاء، فإذا لم تدخل الهاء قلت: فِرْز، والجمع أفراز وفُروز. والفِرْز: القطعة من المِغْزَى خاصّة. وكان سعد بن زيد مناة يسمى الفِزْر لحديث كان له. قال الحنفي:
وإنّ أبانا كان حلّ ببلدةٍ ... سِوًى بين قيسٍ قيسِ عَيْلانَ والفِزْرِ
سِوًى: أي مستوٍ عَدْل. وتقول العرب: " لا أفعله أو تجتمعَ مِعزى الفِزْر " ، وله حديث. سُئل أبو بكر عن مَناه، بالهاء أم بالتاء، فأنشد:
ألا هل أتى التَّيْمَ بنَ زيدِ مَناتِهم ... على الشَّنْء فيما بيننا، ابنِ تميمِ
بمَصْرَعنا النُّعمانَ يوم تألّبت ... تميمٌ علينا من شَظًى وصميمِ
تزوَّد منّا بين أُذْناه ضربةً ... دعته الى هابي التراب عقيمِ
قوله: بين أُذناه، على لغته لأنهم يقولون: رأيت الرجلان ومررت بالرجلان. وفزَرْتُ الشيءَ أفزِره فَزْراً، إذا صدَعته مثل الثوب وما أشبهه، وانفزر الشيءُ انفزاراً. ورجل أفْزَرُ وامرأة فَزْراءُ، وهو الذي يتطأمن ظهره وكذلك الفرس. ومنه اشتقاق فَزارة، وقال قوم: الفَزارة أُنثى هذا السبع الذي يسمى البَبْر. والفازر: ضرب من النمل فيه حُمرة؛ قال الأصمعي: قيل لفلان: قد نسبتَ الجِنَّ والإنسَ فهل نسبتَ الذَّرَّ؟ فقال: نعم، للنمل جَدّان: عُقْفان والفازر، فالفازر جدّ للسودان، وعُقْفان جد الحُمر. ويقال: طريق فازر، أي واسع؛ هكذا قال الخليل. وقد سمّت العرب فَزارة، وهو أبو حيّ من العرب، وفِزْراً وفُزَيْراً. وبنو الأفْزَر: بطن من العرب. ويقال للأنثى من النمور: فَزارة، ولا أدري ما صحّة ذلك.
ر - ز - ق
الرِّزْق: معروف، رِزْق الله تعالى، والرَّزْق المصدر، بفتح الراء. قال الراجز:
وبَثَّ في هذا الأنامِ رَزْقَهْ
وقال أيضاً:
سُمّيتَ بالفاروق فافْرُقْ فَرْقَهُ
وارْزُقْ عِيالَ المسلمين رَزْقَهُ
وكلّ من أجريتَ عليه جِراية فقد رزقته رَزْقاً. والله عزّ وجلّ الرازق والرزّاق، وجمع الرَّزق أرزاق. والرِّزق: الشكر، لغة سَرَويّة. قال الشاعر:
مَنَنْتُ على رُجّال عمرٍو ... برازقيٍّ غيرِ مرزوقِ
أي غير مشكور. ومنه: " وتجعلون رِزْقَكم " ، أي شكركم. وقد سمّت العرب رُزَيْقاً ومرزوقاً. والرَّزَق: زَرَق العين، وهو خضرة الحَدَقَة؛ رجل أزْرَقُ وامرأة زَرْقاءُ، وكذلك الفرس وكل ما زَرِقَت عينُه من الدوابّ وغيرها، والباز أزرق. قال الشاعر:
لقد زَرِقَتْ عيناكَ يا ابنَ مُكَعْبَرٍ ... كما كلُّ ضَبّيٍّ من اللؤم أزرقُ


وسُمّيت الأسِنّة زُرْقاً للونها. وفي كتاب الله عزّ وجلّ: " ونحْشُر المجرمين يومئذٍ زُرْقاً " . قال المفسّرون: عُمْياً لا يبصرون، والله أعلم. والزَّرْق: الطعن؛ زَرَقَه يزرُقه زَرْقاً. والمِزْراق: الرمح الصغير يُزرق به الوحش وغيرها. والأزارِقة: قوم من الخوارج يُنسبون الى نافع بن الأزرق. والزُّرَّق: طائر من الجوارح. وقد سمّت العرب زُرقان وزُريقاً. وبنو زُرَيْق: بطن من العرب من الأنصار. وجمعوا أزرق زُرقاناً، كما جمعوا أدهم دُهماناً وأحمر حُمْراناً. فأما زُرْقُم صفة رجل فالميم زائدة، وستراه مجموعاً في بابه إن شاء الله. والزَّقْر لغة في الصَّقْر تميمية، وقد رُوي عن صفيّة بنت عبد المطّلب أنها قالت لرجل:
كيف رأيتَ زَبْرا
أأقِطاً وتَمْرا
أم مُشْمَعِلاًّ زَقْرا
تعني الزُّبَير؛ المشمعلّ: الجادّ في أمره الماضي فيه. والقَرْز: قَرْزُك الترابَ وغيره بأطراف أصابعك نحو القَبْض. والقَرْز أيضاً: الغِلَظ من الأرض، والأكَمَةُ.
ر - ز - ك
الرِّكْز: الحِسّ والصوت. وفي التنزيل: " أو تسمعُ لهم رِكْزاً " ، هكذا فسّره أبو عبيدة، والله أعلم. والرِّكاز: الكَنز يوجد في فلاة أو في معدن. وفي حديث النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لوائل بن حُجْر: " وفي الرِّكازِ الخُمُسُ " . ورَكَزْتُ الرمحَ أركُزه وأركِزه رَكْزاً، إذا أثبتّه في الأرض. ومَراكز القوم: مَواضعهم في ثغورهم؛ يقال: زال القومُ عن مراكزهم. والزُّكْرَة: سِقاء صغير. وتزكَّر بطنُ الجدي، إذا امتلأ، وزَكَرِيّ: اسم أعجمي فيه ثلاث لغات: زَكَرِيّ، وزَكَرِيّا مقصور، وزَكَرِيّاء ممدود. والكُرْز: الخُرج الصغير يجعل فيه الراعي مَتاعه ثم يحمله على كبش من غنمه، فذلك الكبش يسمّى الكُرّاز. وبه سُمّي الرجل كُرَيْزاً، وهو تصغير كُرْز. وربما سُمّي الخُرج الكبير كُرْزاً. ومثل من أمثالهم: " رُبَّ شَدٍّ في الكُرْز " . ولهذا حديث؛ قال ابن الكلبي: هذا حديثُ أعْوَجَ، وهو فرس لبني هلال بن عامر وأمُّه سَبَل فرس كانت لبني آكل المُرار ثم صارت الى بني كِلاب. وقال مرة أخرى: فرس يقال له أعْوجُ نُتِجته أمّه وتحمّل أصحابُه فحملوه في كُرْز فمروا بشيخ فقال: رُبَّ شَدٍّ في الكُرْز، يعني عَدْوَه. وقد سمّت العرب كُرْزاً وكُرَيزاً وكَريزاً وكارزاً ومُكْرِزاً ومِكْرَزاً. والكُرَّز من الطير: الذي قد أتى عليه حَوْلٌ، وهو فارسي معرَّب وقد تلكمت به العرب. قال الراجز:
لمّا رأتني راضياً بالإهمادْ
لا أتنحّى قاعداً في القُعّادْ
كالكُرَّزِ المشدود بين الأوتادْ
والكُرَاز: القارورة، وتُجمع كِرْزاناً، ولا أدري أعجميّ هو أم عربيّ، غير أنهم قد تكلّموا بها. ويقال: كارزَ الى المكان، إذا بادر إليه فاختبأ؛ هكذا يقول الخليل. وقال يونس أيضاً: كارزَ الرجلُ الى المكان، إذا اختبأ فيه. وأنشد:
فلمّا رأين الماءَ قد حال دونَه ... ذُعافٌ الى جنب الشّريعة كارزُ
ر - ز - ل
أُهملت.
ر - ز - م
رَزَمْتُ الشيءَ أرزِمه رَزْماً، إذا جمعته. والرِّزْمَة: الثياب المجتمعة وغيرها. ورَزَمَ الرجلُ يرزِم رَزْماً فهو رازِم، إذا أضرّ به المرض أو الجوع فغيّره. وبه سُمّي الرجل رِزاماً. وأرزمتِ الناقةُ تُرْزِم إرزاماً، إذا حنّت. وأرزَمَ الرّعدُ، إذا سمعت له حنيناً في السّحاب. والمِرْزَمان: نجمان من نجوم الأنواء، والجمع المَرازم. ورازمَ الرجل بين طعامين، أي ضربين من خبز وتمر وما أشبه ذلك. قال الراعي:
كُلي الحَمْضَ بعد المقحِمين ورازمي ... الى قابلٍ ثمّ اعْذِري بعد قابلِ
ويمكن أن يكون اشتقاق رِزام من هذا. ومِرْزَم الجوزاء اختلفوا فيه، فقال بعضهم: ليس للجوزاء مِرْزَم، إنما هو مِرْزَم السِّماك؛ ويقال: المِرْزَمان مِرْزَم الجوزاء ومِرْزَم السِّماك. وسمعتُ رَزْمَةَ السِّباع، أي هماهِمها على فرائسها. قال الشاعر:
تركوا عِمرانَ منجدلاً ... للسِّباع حوله رَزَمَهْ
وبعير رازمٌ، إذا برك فلم يبرح من مكانه إعياءً. ويقال: أسد رُزَم ورُزَام، إذا جثم على الفريسة وهَمْهَمَ عليها. قال الراجز:
أيا بني عبد مناةَ الرُّزامْ
أنتم حُماةٌ وأبوكمُ حامْ
لا تُسْلِموني لا يَحِلُّ إسلامْ


لا تَعِدوني نصرَكم بعد العامْ
والرُّزام من الرجال: الصعب المتشدّد. وفلان يأكل رَزْمَة، مثل الوَجْبَة. والرَّمْز: الإيحاء والإيماء؛ رَمَزَ يرمُز رَمْزاً؛ وفي التنزيل: " إلا رَمْزاً " ، أي إشارةً، والله أعلم. وترمّز القومُ، إذا تحرّكوا في مجالسهم لقيام أو خصومة. وعاد نساء من العرب رجلاً منهم فقعدن حوله فأنشأ يقول:
لقلَّ غَناءً عن عُمير بن مالكٍ ... ترمُّزُ أستاه النّساء العوائدِ
قال: فقمنَ، وقلن: أبعدَه الله. ورجل رَميز: كثير الحركة، وقالوا: الرميز: الحليم الوقور. وكتيبة رَمّازة: كأنها لا تستبيه حركتُها لكثرة أهلها. قال الهُذلي:
تحميهمُ شَهْباءُ ذاتُ قوانسٍ ... رَمّازةٌ تأبى لهم أن يُحْرَبوا
ومنه قولهم: لم يَرْمَئزَّ من مكانه، أي لم يتحرك، وكان الأصل: يَرْمأزِز. وقال يونس: ذهبنا الى أبي مَهْدية في عَقِب مطر نسأله عن حاله وكان قد بنى بيتاً في ظاهر خندق البصرة وسماه جَنّاحاً فقلنا له: كيف أنت يا أبا مَهْديّة؟ فقال:
عهدي بجنّاح إذا ما ارْتَزّا
وأذْرَتِ الريحُ تراباً نَزّا
أنْ سوف تُمْضيه وما ارْمَأزّا
كأنّما لُزَّ بصخرٍ لَزّا
أحْسَنَ بيتٍ أهَراً وبَزّا
يقال: بيت حسن الأهَرَة والظَّهَرَة، إذا كان حسن المتاع؛ قال: وما كان في البيت إلاّ حصير مخرَّق. قال أعرابي لرجل: أعطني درهماً، قال: لقد سألتَ رَميزاً، الدرهم عُشْر العشرة والعشرة عُشْر المائة والمائة عُشْر الألف والألف عُشْر دِيَتِك. والزّرْم: القطع؛ يزرِمه زَرْماً؛ وزَرِمَ الصبيُّ، إذا انقطع بولُه. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: " لا تُزْرِموا ابني " ، أي لا تقطعوا عليه بوله، يعني الحُسين. وكل شيء انقطع فقد زَرِمَ. قال النابغة:
قلت لها وهي تسعى تحت لَبَّتِها ... لا تَحْطِمَنّكَ أن البيع قد زَرِما
وارزأمَّ ارزيماماً، بمعنى رَزِمَ. وقد نُهي عن كسب الزَّمّارة، وفسّره أصحاب الحديث: الفاجرة، وقال قوم إنها الرّمّازة؛ ولا أقول في هذا شيئاً. والزّمّارة: عمود الغُلّ الذي بين الحلقتين. قال الشاعر:
ولي مُسْمِعان وزَمّارةٌ ... وظِلٌّ مديدٌ وحِصْنٌ أمَقْ
يعني قيدين وغُلاًّا. وزَمِرَتْ مروءةُ الرجل، إذا قلّت؛ وكذلك زَمِرَ شعرُه، إذا رقّ وقلّ نبتُه. والزِّمار: صوت النعامة الأنثى خاصّةً، وصوت الظليم: العِرار. قال الشاعر:
إلا عِراراً وإلاّ زِمارا
وزَمَرَ يزمُر زَمْراً. ويقال: زَمَرْتُ بالحديث، إذا أفضتَ ذِكره وبثثته للناس. والزُّمْرَة: الجماعة من الناس، والجمع زُمَر. والزَّمْر: فِعل الزامر؛ زَمَرَ يزمُر زَمْراً، والرجل زَمّار والمرأة زامرة. والمِزْمار: الزَّمْر بعينه، والجمع مَزامير. وحِرفة الزَّمّار: الزِّمارة. وقال بعض أهل اللغة: يقال للمرأة زامرة وللرجل زَمّار، ولا يقال على القياس: رجل زامر. ومَرَزَ الصبيُّ ثديَ أمه يمرُز مَرْزاً، إذا اعتصر بأصابعه في رضاعه، وربما سُمّي الثّديُ: المِرازَ لذلك. والمَرْز: القَرْص الخفيف يكون بأطراف الأصابع؛ مَرَزَه يمرِزه ويمرُزه مَرْزاً. وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه: فمَرَزَه حُذَيْفَة. والمِرْز: ضرب من الشّراب يُتّخذ من العسل، وقد جاء في النهي. والمَزارة: الزيادة في الجسم أو العقل؛ فلان أمْزَرُ من فلان، أي أرجحُ منه؛ مَزُرَ يمزُر مزارةً فهو مازر، وكل ثمر استحكم فقد مَزُرَ يمزُر مزارة.
ر - ز - ن
الرِّزْن: نَقْر في الحجر يجتمع فيه ماء السماء، والجمع رُزون. قال الراجز:
أحْقَبَ مِيفاءٍ على الرُّزونِ
لا خَطِلِ الرّجْعِ ولا قَرونِ
القَرون: الذي يطرح حوافر رجليه مكانَ حوافر يديه؛ والأحقب: الذي في حَقَبه بياض؛ ومِيفاء: مِفعال من قولهم: أوفى على الشيء، إذا علا؛ والرّجْع: رَجْع اليدين في العَدْو؛ وقوله: لا خَطِلَ الرَّجْع: لي في رَجْعه اضطراب. ورجل رَزين بَيّن الرزانة، أي حكيم ركين ثقيل في مجلسه، وامرأة رَزان كذلك. قال حسّان:
حَصانٌ رَزانٌ لا تُزَنُّ برِيبةٍ ... وتُصبح غَرْثَى من لحوم الغوافِلِ


أي هي لا تغتاب الناس فتأكل لحومَهم. والزَّنْر: فعل ممات؛ تزنّرَ الشيءُ، إذا دقّ، ولا أحسبه عربياً، فإن كان للزُّنّار اشتقاق فمن هذا إن شاء الله تعالى. والزِّنِّير، والجمع زَنانير: حصًى صغار، وقيل للواحد زُنّار أيضاً. والنَّزْر من الشيء: القليل؛ طعام نَزْرٌ بَيّنُ النّزارة والنُّزورة، وطعام نَزْرٌ ومنزور أيضاً: قليل؛ ومنه اشتقاق اسم نِزار؛ وطعام نَزْرٌ ونَزير أيضاً. وامرأة نَزور: قليلة الولد، وكذلك في غير الإنس. قال الشاعر:
خِشاشُ الطّير أكثرُها فِراخاً ... وأمُّ البازِ مِقْلاتٌ نَزورُ
والنَّرْزُ فعل مُمات، وهو الاستخفاء من فَزع، زعموا؛ وبه سُمّي الرجل نَرْزَة ونارِزة. ولم يجئ في كلام العرب نون بعدها راء إلا هذا وليس بصحيح، فأما النّرْجِس ففارسيّ معرَّب.
ر - ز - و
الرُّزْء، مهموز: المصيبة، تراه في موضعه إن شاء الله تعالى. وزُرْتُ الرجلَ أزوره زَوْراً من الزِّيارة والقوم الزّوْر والزُّوّار. قال الراجز:
ومَشْيُهنّ بالخُبَيْبِ مَوْرُ
كما تَهادَى الفتياتُ الزّوْرُ
المَوْر: المشي السهل من قولهم: مارتِ الريحُ، إذا مرّت مرّاً سهلاً؛ ويقال: رجل زَوْرٌ وقوم زَوْرٌ وامرأة زَوْرٌ الواحد والجميع فيه سواء. والزّوْر: عظام الصدر، والجمع أزوار؛ رجل أزْوَرُ وامرأة زَوْراءُ والجمع زُور، إذا كان في صدرها اعوجاج. وتزاورَ الرجلُ عن الشيء وازورّ، إذا مال عنه وكرهه. وزوّر فلانٌ الكتابَ والكلامَ تزويراً، إذا قوّاه وشدّده؛ وبه سُمّي الكلام الزَّوْر لأنه يزوَّر، أي يسوّى ثم يُتكلّم به؛ وكذلك شهادة الزُّور لأنه يقوّيها ويشددها، وزعموا أنه فارسيّ معرَّب لأن الزُّور بالفارسية القوة. قال أبو عبيدة: هو مأخوذ من الزِّوَرّ، وهو القويّ الشديد. والزَّوْر، بفتح الزاي: عَسيب النّخل؛ لغة يمانية. ويوم الزُّوَيْرَيْن: يوم معروف، وهو يوم لبكر بن وائل على بني تميم، وذلك أنهم عقلوا بعيرين فقالوا: هذان زُوَيْرانا لا نفرّ حتى يفرّا؛ وقال مرة أخرى: لا نبرح أو يبرحا. قال الراجز:
جاءوا بَزوْرَيهم وجئنا بالأصَمّْ
شيخٍ لنا مُعاودٍ ضَرْبَ البُهَمْ
البُهَم: جمع بُهْمة، وهو الشجاع الذي لا يُدرى من أين يُلقى. وزوّر الطائر، إذا امتلأت حَوصلّتُه، وأكثر ما يُستعمل ذلك في الجارح. ورجل أزْوَرُ وامرأة زَوْراءُ، إذا نتأ أحدُ شِقّي صدره واطمأنّ الآخر. وزوّرت كلام فلان، إذا جعلت حديثه زُوراً، أي كذّبته. وزُوَيْر القوم: رئيسهم وشديدهم، وهو زَوْرُهم أيضاً. والوَزَر: الملجأ. والوِزْر: الإثم، والوِزْر: الثِّقْل. ووازرَ الرجلُ الرجلَ موازرةً، أعانه، وكذلك آزره. وسُمّي الوزير وزيراً لأنه يحمل وِزْرَ صاحبه، أي ثِقله؛ وكان الأصمعي يقول: اشتقاق الوزير من آزَرَه، وكان في الأصل أزير فقالوا: وزير. وجمع وِزْر أوزار. وفي التنزيل: " يَحْمِلون أوزارَهم على ظُهورهم " ، أي أثقالهم؛ ووضعت الحربُ أوزارَها، إذا وضع القومُ السلاحَ عنهم فجعل الفعل للحرب وإنما هو لأهلها. والإزار: معروف، ويقال الإزارة أيضاً. قال الأعشى:
كتميُّل النّشوان ير ... فُلُ في البَقير وفي الإزارهْ
وقال الآخر:
تبرّأ من دمِّ القتيل وبَزِّه ... وقد علِقَتْ دمَّ القتيل إزارُها
ويُروى: بزُّه بالرفع، يريد بزُّه إزارُها، أي دمه في ثوبها. ورجل إزار، إذا كان ثقيل اللسان دون الخَرَس. وفرس إزار، إذا كان في عَجُزه بياض.
ر - ز - ه
الرَّهْز: حركة عند الجِماع وغيره؛ رَهَزَ يرهَز رَهْزاً. والزَّهَر: زَهَرُ النبت، وهو نُوّاره. والزَّهْرَة والزَّهَرَة: زَهرة الدنيا وبهجتها. وقد قرئ: " زَهْرةُ الحياة الدُّنيا، وزَهَرَة. ورجل زاهرٌ وأزْهَرُ، وهو الأبيض المضيء الوجه، وقمر زاهر. وقد سمّت العرب زاهِراً وزُهيراً وزُهْراً وأزْهَراً وأزْهَر وزَهْران، وهو أبي قبيلة منهم. والزُّهَرَة: نجم من نجوم السماء معروف، بضم الزاي وفتح الهاء لا غير. قال الراجز:
قد وكلّلتني طَلّتي بالسّمْسَرَهْ
وأيقظَتني لطلوع الزُّهَرَهْ
والهَزْر: الغمز الشديد؛ هزره يهزِرُه هَزْراً. ومَهزور: وادٍ بالحجاز. والهُزَر: موضع أو اسم قوم. قال أبو ذؤيب:


وليلةُ أهلي بوادي الرّجي ... عِ كانت كليلة أهل الهُزُرْ
والهَزْر: الضّرب بالخشب خاصةً؛ هزره يهزِره هَزْراً. والهَزْرَة: الأرض الرقيقة.
ر - ز - ي
الزِّير: الرجل الكثيرة الزيارة للنساء، وأصله الواو، وهو في وزن فِعْل. قال مهلهل:
فلو نُبِشَ المقابرُ عن كُليبٍ ... لأُخْبِرَ بالذَّنائب أيُّ زِيرِ
ويُروى: فلو نُبْشَ بتسكين الباء، وهي لغة؛ والذَّنائب: موضع. وللراء والزاي والياء مواضع في الاعتلال تراها إن شاء الله تعالى.
باب الراء والسين
مع ما بعدهما من الحروف
ر - س - ش
رجل شَرِسٌ وامرأة شَرِسَة، وهو سوء الخُلق؛ شَرِسَ يشرَس شَرَساً وشَراسةً. وقد سمّت العرب أشْرَس وشَريساً. والشّريس: نبت بشع الطعم، أحسبه سُمّي شَريساً لذلك؛ وكل بَشِعٍ شَريسٌ. ويقال: تشارسَ القومُ، إذا تعاودوا. والشِّرْس: نبت أو حمل نبت.
ر - س - ص
أُهملت.
ر - س - ض
الضِّرْس: واحد الأضراس. والضِّرْس: مطر يصيب الأرض قليل متفرّق؛ أصابت الأرضَ ضُروسٌ من مطر، أي قِطَع متفرقة. وناقة ضَروس: سيّئة الخلق تعضّ حالبها. وتضارس القومُ، إذا تعادوا وتحاربوا، والمصدر المضارسة والضِّراس. وضرّسته الحربُ تضريساً، إذا جرّبها. ورجل ضَرِسٌ ضَبِسٌ، إذا كان سيّئ الخُلق داهياً. وقالوا: حرب ضَروس أيضاً، لشدّتها. وضَرَسَ السّبُعُ فريستَه، إذا مضغ لحمها ولم يبتلعه. وفلان ضِرْس من الأضراس، أي صعب المَرام داهية من الدواهي. وبُرْد مضرَّس: ضرب من الوشي. وضرّس الزمانُ القوم، إذا اشتدّ عليهم. وتضرّسَ البناء، إذا لم يستوِ.
ر - س - ط
الطِّرس: الكتاب، والجمع طُروس وأطراس؛ وقال قوم: الطِّرس الصحيفة التي قد مُحي ما فيها ثم أُعيد الكتاب؛ وقال آخرون: بل الطِّرس الصحيفة بعينها. والطِّلْس: الذي قد مُحي ثم كُتب. والسّطر من الكتاب معروف، والجمع سُطور وأسطار، ثم جمعوا أسطاراً أساطير؛ وقال قوم: واحد الأساطير أُسطورة وإسطارة، ولم يتكلّم فيه الأصمعي. وسَطْر الكتاب وسَطَره لغتان فصيحتان. والسّطْر من النخل: السِّكّة المغروسة على غِرار واحد؛ الغِرار: السطر المستوي. والمُسْطار: ضرب من الشراب فيه حموضة. قال الشاعر:
قومٌ إذا هَدَرَ البعيرُ رأيتَهم ... حُمْراً عيونُهُمُ من المُسْطارِ
والسّطْر: العَتُود من المعز خاصةً في بعض اللغات؛ العَتود: الجدي الذي قد بلغ أن ينزوَ، والجمع عِتْدان وعِدّان. والسّرْط من الاستراط؛ استطرتُ الشيء، إذا ابتلعته استرطااً، وسرطتُه سَرْطاً. ومِسْرَط الإنسان: البلغوم، وهو مَجرى الطعام الى الجوف، والجمع مَسارط. ومثل من أمثالهم: " الأخذ سُرّيْطَى والقضاء ضُرَّيْطَى " ، ويقال: سُرَيْطَى وضُرَيْطَى، مشدَّداً ومخفّفاً؛ يقال ذلك لمن يأخذ الدّين ويصعب عليه قضاؤه. ومثل من أمثالهم: " الأخذ سَرَطان والقضاء لَيّان " ، يُضرب ذلك لمن يأخذ الدَّين ثم يصعب عليه قضاؤه؛ ويُروى: " الأخذ سَلَجان والقضاء لَيّان " ، ويُروى: " الأخذ سُرّيْط والقضاء ضُرَّيْط " . والسِّراط والصِّراط، بالسين والصاد: الطريق القاصد. قال الشاعر:
أميرُ المؤمنين على سِراطٍ ... إذا اعوجّ المواردُ مستقيمِ
والسّرَطان: دابّة من دواب الماء معروفة. والسّرَطان: داء يصيب الناس والخيل. ويقال: فرس سَرَطان الجري، كأنه يسترط الجري استراطاً؛ وسُراطيّ أيضاً. والسِّرِطْراط: الفالوذ، زعموا. والسُّرَيْطاء: حساء شبيه بالخزيرة أو نحوها. فأما السرطان المنزل من منازل القمر فليس بالعربيّ المحض. والرَّطْس: الضرب بباطن الكفّ؛ رَطَسَه يرطُسه رَطْساً، إذا ضربه بباطن كفّه.
ر - س - ظ
أُهملت.
ر - س - ع
الرّسْع من قولهم: رَسَعْتُ الصبيَّ وغيرَه، إذا شددت في يده أو رجله خَرَزاً لتدفع به العين عنه؛ ويقال بالغين أيضاً: رَسَغْتُ. والرّسيع: موضع. والمُرَيْسيع: موضع أيضاً. ورَسَعَتْ أعضاءُ الرجلِ، إذا فسدت واسترخت. والرّعْس: الارتعاش والانتفاض. قال الراجز:
يَبري بإرعاسِ يمينِ المؤتلي
خُضُمَّةُ الدّارع هذَّ المختلي


ويُروى: الذِّراع؛ ويُروى: هَذَّ المِنْجَل؛ ومعظم كل شيء خُضُمّته، وقال أيضاً: الخُضُمّة معظم الذراع، وكذلك هو من كل شيء. يصف سيفاً يقول: يقطع بضعف صاحبه وارتعاشه؛ والمختلي من الخَلَى، وهو الحشيش. ورمح رَعّاس، إذا كان شديد الاضطراب. قال الشاعر:
وعُرْضَةٌ للشَّطَنِ الرَّعّاسِ
والسَّعْر: استِعارُ النار؛ سَعَرْتُ النارَ أسعَرها وأسعرتُها، فهي مُسْعَرة ومسعورة، وأنا مُسْعِر وساعر، والسَّعير من هذا اشتقاقها. وسِعْر الشيء المبيع: معروف. واستَعَرَ اللصوص، بفتح العين وتخفيف الراء، وهو افتعلَ من السّعير، أي اشتعلوا، فأما قولهم: استعرّ فخطأ، وقد أُولعت به العامة. واستَعَرَتِ الحربُ كذلك. واستَعَرَ الجَرَبُ في البعير، إذا ابتدأ في مَساعره، وهي الآباط والأرفاغ؛ الأرفاغ: أصول الفخذين، وقال قوم: بل هو كل موضع اجتمع فيه الوسخ. وسُمّي الأسْعَر الشاعر ببيت قاله:
فلا يَدْعُني الأقوامُ من آل مالكٍ ... إذا أنا لم أُسْعِرْ عليهم وأُثْقِبِ
ورجل مِسْعَر حرب من قوم مَساعر، إذا كان يُسعرها ويشُبُّها. والمِسْعَر والمِسْعار: الخشبة التي تحرَّك بها النار. وقد سمّت العرب مِسْعَراً وسُعَيراً وسِعْراً وسَعْران. وسُعِر الرجل، إذا أصابته السَّموم، وكذلك هو من الجوع والعطش؛ رجل مسعور. والسُّعْرة: لون يضرب الى السواد. والسِّعْرارة والسُّعْرورة: الضوء الذي يدخل البيت من شُعاع الشمس ومن الصبح أيضاً من كَوٍّ. والسَّرَع والسُّرعة جميعاً: ضد البطء؛ أسرع الرجلُ يُسرع إسراعاً وسَرُعَ سَرْعاً وسَرَعاً، والرجل سريع وسُراع مثل كبير وكُبار. قال الراجز:
أين دُريدٌ وهو ذو بزاعهْ
حتى تَرَوْه كاشفاً قِناعهْ
تَعدو به سَلْهَبَةٌ سُراعهْ
ويُروى: براعهْ؛ قوله: ذو بزاعهْ، أي حسن الحركة والنيقّظ. وأقبل فلانٌ في سَرَعان الناس وسَرْعان الناس، بفتح الراء وتسكينها، أي في أوائلهم المتسرّعين. ومثل من أمثالهم: " سَرعانَ ذي إهالةً " ، بسكون الراء وفتحها. قال أبو بكر: يُضرب للرجل إذا أخبرك بسرعةِ شيءٍ لم يَحِنْ وقتُه. وأصل هذا المثل أن رجلاً كان يحمَّق فاشترى شاةً عجفاءَ فجاء بها الى أمّه فلامته ورُعامُ الشاة يسيل من أنفها، فقال: أما تَرَيْنَ إهالتها؟ فقالت له أمّه: سَرْعان ذي إهالةً؛ أي ما أسرعَ إهالتَها. واليَسْروع، ويقال: أُسْروع: دُوَيْبَة تكون في الرمل. قال الشاعر:
فليس لساريها بها متعرَّجٌ ... إذا انجدلَ اليَسْروعُ وانعدلَ الفَحْلُ
ورجل سَرَعْرَع: ناعم غَضّ. قال الشاعر:
رُؤْدُ الشبابِ سَرَعْرَعُ
والسُّروع: قُضبان من قُضبان الكرم. وفي لغة العرب: جاء فلانٌ سِرْعاً، أي سريعاً. والعَسَر: ضد السهولة؛ رجل عَسِرٌ بَيِّن العَسَر. ورجل أعْسَرُ: يعمل بشماله. ورجل أعْسَرُ يَسَرٌ: يعمل بيديه. وأمر عسير: صعب. وعُقاب عسْراء: في جناحها قوادم بِيض؛ وقال قوم: بل العسراء القادمة البيضاء. قال الشاعر:
وعَمّى عليه الموتُ يأتي طريقَه ... سِنانٌ كعَسْراء العُقاب ومِنْهَبُ
يقال: فرس مِنْهَب، أي ينتهب الجري، وناقة عَوْسَرانيّة وعَيْسرانيّة للتي تُركب ولم تُرِضْ، والذكر عَيْسَرانيّ. وناقة عَسير: صعبة لم تُرَضْ. قال الراجز:
والله لولا خَشيةُ الأميرِ
ورَهبةُ الشُّرْطيّ والتُّؤرورِ
لجُلْتُ عن شيخ بني البَقيرِ
جَولَ القلوص الصعبة العسيرِ
التّؤرور: الذي يصحب أعوان السلطان بلا رزق. وعَسَرْتُ الرجلَ فأنا أعسِره عَسْراً، إذا لم ترفق به. وعَسَرَتِ الناقةُ بذنبها، إذا شالت به، فهي عاسِر ومُعْسِر. ويوم عسير: صعب. والعُسْرَة والمَعْسَرَة: خلاف المَيْسَرَة. وأعسَرَ الرجلُ إعساراً، إذا افتقر. والعُرس: معروف، بضمّ الراء وتسكينها: عُرُس وعُرْس. وامرأة الرجل عِرْسه، والرجل عَروس وكذلك المرأة؛ اسم يجمع الذكر والأنثى لا تدخله الهاء. قال الراجز:
يا ليت شِعري عنكِ دَخْتَنوسُ
إذا أتاها الخبرُ المرموسُ
أتَحْلِقُ القرون أم تَميسُ
لا بل تَميسُ إنها عَروسُ
وسألت أبا عثمان عن اشتقاق العِرس فقال: تفاؤلاً، من قولهم: عَرِسَ الصبيُ بأمه، إذا ألِفَها. وعَرِسَ الرجلُ يعرَس عَرَساً، إذا بَعِلَ بالشيء كالفَزع منه؛ يقال: بَعِلَ بالشيء وبَقِرَ به وعَرِسَ به وخَرِقَ به وذَئِبَ، كلّه واحد، إذا تحيّر فيه. والزوجان: عِرْسان. قال الراجز:
أنْجَبُ عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ
ويقال: عَرِسَ به، مثل سَدِكَ به. والتّعريس: النزول بالليل؛ يقال: عَرّس الرجلُ بالمكان تعريساً، إذا نزله ليلاً ثم ارتحل عنه. قال الراجز:
قال أبو ليلى بقَوٍّ عَرِّسوا
مهلاً أبا ليلى سُراها أكْيَسُ
والعُرَيْساء: موضع، زعموا. وابن عِرْس: سَبُع معروف. وعِرّيسة الأسد: الموضع الذي يألفه ويأوي إليه. قال الشاعر:
يا طَيِّءَ السّهْلِ والأجبالِ موعدُكم ... كطالب الصّيد في عِرّيسة الأسَدِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق